اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افإن مات او قتل ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤتيه منها ومن يرد ثواب الاخرة كينوته منها وسنجزي الشاكرين وكأن من نبي قاتل معه كثيرا فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكروا والله يحب الصابرين وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وثبت اقدامنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة والله يحب المحسنين بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه وما محمد الا رسول قد خاتم من قبله الايات وما محمد الا رسول قد خاف من قبله الرسل. اي ليس ببدع من الرسل بل هو من جنس الرسل الذين قبله. وظيفتهم تبلغ رسالة ربهم وتنفيذ اوامره ليسوا بمخلدين وليس بقاؤهم شرطا في امتثال اوامر الله الذي الواجب على الامم عبادة ربهم في كل وقت وبكل حال. ولهذا قال افإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم. بترك ما جاءكم به من ايمان او جهاد او غير ذلك. قال الله تعالى من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا. انما يضر نفسه والا فالله تعالى غني عنه. وسيقيم دينه ويعز عباده المؤمنين فلما وبخ تعالى من انقلب على عقبيه مدح من ثبت مع رسوله وامتثل امر ربه فقال وسيجزي الله الشاكرين والشكر لا يكون الا بالقيام بعبودية الله تعالى في كل حال. وفي هذه الاية الكريمة ارشاد من الله تعالى لعباده ان يكونوا بحالة لا عن ايمانهم او عن بعض لوازمه فقد رئيس ولو عظم. وما ذاك الا بالاستعداد في كل امر من امور الدين لعدة الكفاءة فيه. اذا فقد احدهم قام به غيره. وان يكون عموم المؤمنين قصدهم اقامة دين الله. والجهاد عنه بحسب لا يكون لهم قصد في رئيس دون رئيس. فبهذه الحال يستتب لهم امرهم وتستقيم امورهم. وفي هذه الاية ايضا اعظم دليل على فضيلة الصديق الاكبر ابي بكر رضي الله عنه واصحابه الذين قاتلوا مرتدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لانهم هم سادات الشاكرين. في مخبر تعالى ان النفوس جميعها معلقة باجالها. باذن الله وقدره وقضائه. فمن حتم عليه بالقدر ان يموت مات ولو بغير سبب. من اراد بقاءه فلو وقع من اسباب كل سبب لم يضره ذلك قبل بلوغ اجله. وذلك ان الله قضاه وقدره وكتبه الى اجل مسمى. اذا جاء اجلهم فلا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون انه يعطي الناس من ثواب الدنيا والاخرة ما تعلقت به ارادتهم فقال ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها من يرد ثواب الاخرة اوتيه منها. قال الله تعالى كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك. وما كان عطاء ربك محظورا. انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. ولا الاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا وسنجزي الشاكرين ولم يذكر جزاءهم ليدل ذلك على كثرته وعظمته. وليعلم ان الجزاء على قدر الشكر قلة وكثرة وحسنا ثم يقول سبحانه وكاين من نبي قاتل معه ربيون كثير الايات هذا تسلية لمؤمنين وحث على الاقتداء بهم والفعل كفعلهم. وان هذا امر قد كان متقدما. لم تزل سنة الله جارية بذلك فقال وكاين من نبي اي وكم من نبي قاتل معه ربيون كثير. اي جماعات كثير من اتباعهم الذين قد ربتهم الانبياء الايمان والاعمال الصالحة واصابهم قتل وجراح وغير ذلك. فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا ما استكانوا. اي ما قلوبهم ولا وهنت ابدانهم ولا استكانوا اي ذلوا لعدوهم بل صبروا وثبتوا وشجعوا انفسهم ولهذا قال والله يحب الصابرين ثم ذكر قولهم واستنصارهم لربهم فقال وما كان قولهم اي في تلك المواطن الصعبة الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا والاشراف ومجاوزة الحد الى ما حرم. علموا ان الذنوب والاسراف من اعظم اسباب الخذلان. وان التخلي منها من اسباب النصر. فسألوا ربهم ثم انهم لم يتكلوا على ما بذلوا جهدهم به من الصبر. بل اعتمدوا على الله وسألوه ان يثبت اقدامهم عند ملاقاة الاعداء. الكافرين وان ينصرهم عليهم فجمعوا بين الصبر وترك ضده والتوبة والاستغفار والاستنصار بربهم لا جرم ان الله نصرهم وجعل لهم العاقبة في الدنيا والاخرة. ولهذا قال فاتاهم الله ثواب الدنيا من النصر والظفر وغنيمة وحسن ثواب الاخرة وهو الفوز برضى ربهم والنعيم المقيم الذي قد سلم من جميع منكدات وما ذاك الا انهم احسنوا لهم له الاعمال فجازاهم باحسن الجزاء. فلهذا قال فالله يحب المحسنين في عبادة الخالق ومعاملة الخلق الاحسان ان يفعل عند الجهاد الاعداء كفعل هؤلاء المؤمنين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة قادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته