اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين كفروا على اعقابكم فتنقلب خاسرين بل الله مولاكم سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما اشركوا بالله ما لم ومأواهم النار وبئس ما توظ ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونه باذنه حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين كفروا ردوكم على اعقابكم وتنقلبوا خاسرين الى قوله وبئس مثوى الظالمين. وهذا نهي من الله للمؤمنين ان يطيعوا الكافرين من المنافقين المشركين. فانهم اذا اطاعوهم لم يريدوا لهم الا الشر وهم قصدهم ردهم الى الكفر. الذي عاقبته الخيبة والخسران. ثم اخبر انه مولاهم وناصرهم. ففيه اخبار لهم قم بذلك وبشارة بانه يتولى امورهم بلطفه ويعصمهم من انواع الشرور. وفي ضمن ذلك الحث لهم على اتخاذه وحده وليا من دون كل احد. فمن ولايتي ونصري لهم انه وعدهم انه سيلقي في قلوب اعداء من الكافرين الرعب. وهو الخوف العظيم الذي يمنعهم من كثير من مقاصدهم وقد فعل تعالى وذلك ان المشركين بعدما انصرفوا من وقعة احد تشاوروا فيما بينهم ما قالوا كيف ننصرف بعد ان قتلنا منهم من قتلنا وهزمناهم ولما نستأصلهم فهموا بذلك. فالقى الله في قلوبهم الرعب فانصرفوا خائبين ولا شك ان هذا من اعظم النصر لانه قد تقدم ان نصر الله لعباده المؤمنين لا يخرج عن احد امرين اما ان يقطع طرفا ممن كفروا او يكبتهم فينقلبوا خائبين. وهذا من الثاني ثم ذكر السبب الموجب لالقاء الرعب في قلوب الكافرين فقال قال فيما اشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا اي ذلك بسبب ما اتخذوا من دونه من الانداد واصنام التي اتخذوه على حسب اهوائهم وإرادتهم الفاسدة من غير حجة ولا برهان انقطعوا من ولاية الواحد الرحمن فمن ثم كان المشرك مرعوبا من المؤمنين لا يعتمد على وثيق وليس له ملجأ عند كل شدة وضيق. هذا حاله في الدنيا. واما في الاخرة فاشد واعظم. ولهذا قال النار اي مستقرهم الذي يأوون اليه وليس لهم عنها خروج وبئس مثوى الظالمين. بسبب ظلمهم وعدوانهم. صارت النار مثواهم ثم يقول سبحانه ولقد صدقكم الله وعدها الايات. اي ولقد صدقكم الله وعده بالنصر فنصركم عليهم حتى ولوكم اكتافهم وطفقتم فيهم قتلى حتى صرتم سببا لانفسكم وعونا لاعدائكم عليكم. فلما حصل منكم الفشل ووضعف الخور وتنازعتم في الامر الذي فيه الذي فيه ترك امر الله بالائتلاف وعدم اختلاف فاختلفتم فمن قائل نقيم في مركزنا الذي جعل فيه النبي صلى الله عليه وسلم ومن قائل ما مقامنا فيه وقد انهزم العدو ولم يبق محظورا. فعصيتم الرسول وتركتم امره من بعد ما اراكم الله ما تحبون وهو انخذال اعدائكم لان الواجب على من انعم الله عليه بما احب اعظم من غيره. فالواجب في هذه الحال خصوصا وفي غيرها عموما. امتثال امر الله ورسوله منكم من يريد الدنيا وهم الذين اوجب لهم ذلك ما اوجب ومنكم من يريد الاخرة وهم الذين لزموا امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبتوا حيث امروا ثم صرفكم عنهم اي اي بعدما وجدت هذه الامور منكم صرف الله وجوهكم عنهم فصار الوجه عدوكم ابتلاء من الله لكم. وامتحانا ليتبين المؤمن من الكافر. والطائع من العاصي وليكفر الله عنكم بهذه المصيبة ما صدر منكم فلهذا قال ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين فضل عظيم عليهم حيث من عليهم اسلام وهداهم لشرائعه وعفا عنهم سيئاتهم واثابهم على مصيباتهم ومن فضله على المؤمنين الا يقدر عليهم خيرا ولا مصيبة الا كان خيرا لهم. ان اصابتهم سراء فشكروا جزاهم جزاء الشاكرين اصابتهم ضراء فصبروا جازاهم جزاء الصابرين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والى الحلقة قادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته