اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. واستعينوا بالصبر والصلاة اه وانها لكبيرة الا على الخاشعين الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم انهم اليه راجعون. يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم. واني واتقوا يوما لا تجزي نفس منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون. واذ نجيناكم العذاب يذبح ابنائكم ويستحيون نساءكم. وفي واذ اتفقنا بكم البحر فانجيناكم واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون. واذ وعدنا موسى اتخذتم العجل من بعده انتم ظالمون. ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون. واذ قال موسى لقومه يا قوم انكم ظلمتم انفسكم باتخاذ العجل فتوبوا الى بارئكم فتوبوا انفسكم ذلكم خير لكم دباريكم فتابع عليكم انه هو التواب الرحيم رحيم فجهرة فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم وضللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم كونوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله انا واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين امرهم الله ان يستعينوا في امورهم كلها بالصبر بجميع انواعه. وهو الصبر عن معصية الله حتى يتركها. والصبر على اقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها بالصبر وحبس النفس على ما امر الله بالصبر عليه معونة عظيمة على كل امر من الامور. ومن يتصبر يصبره الله كذلك الصلاة التي هي ميزان الايمان وتنهى عن الفحشاء والمنكر. استعانوا بها على كل امر من الامور. وانها اي لكبيرة اي شاقة الا على الخاشعين انها سهلة عليهم خفيفة. لان الخشوع وخشية الله ورجاء ما عنده يوجب له فعلها. منشرحا صدره لترقبه للثواب وخشيته من عقاب بخلاف من لم يكن كذلك فانه لا داعي له يدعو اليها. واذا فعلها صارت من اثقل الاشياء عليه. والخشوع هو القلب وطمأنينته. وسكونه لله تعالى وانكساره بين يديه ذلا وافتقارا وايمانا به وبلقائه ولهذا قال الذين يظنون ان يستيقنون انهم ملاقوا ربهم فيجازيهم باعمالهم وانهم راجعون فهذا الذي خفف عليهم العبادات. واوجب لهم التسلي في المصيبات ونفس عنهم الكربات. وزجرهم قم عن فعل السيئات. فهؤلاء لهم النعيم المقيم في الغرفات العاليات. ومن لم يؤمن بلقاء ربه كانت الصلاة وغيرها من عبادات من اشق شيء عليه. ثم كرر على بني اسرائيل التذكير بنعمته. وعظا لهم وتحذيرا وحثا فخوفهم بيوم القيامة الذي لا تجزي لا تجزي فيه اي لا تغني نفس ولو كانت من من الانفس الكريمة كالانبياء يا ايها الصالحين عن نفسي ولو كانت من العشيرة والاقربين ولو كانت من العشيرة الاقربين شيئا لا كبيرا ولا صغيرا. وانما ينفع الانسان عمله الذي قدمه. ولا يقبل منها اي النفس شفاعة لاحد بدون اذن الله ورضاه. عن المشفوع له ولا يرضى منه العمل الا ما اريد به وجهه وكان على السبيل والسنة ولا يؤخذ منها عدل اي فداء ولو ان لكل نفس ظلمت ما في الارض جميعا مثله معه لا افتدوا به من عذاب الله ولا يقبل منهم ذلك ولا هم ينصرون ان يدفع عنهم ان يدفع عنهم مكروه. فانا فالانتفاع من الخلق بوجه من الوجوه. فقوله لا تجزي نفس عن نفس شيئا. هذا في تحصيل منافع. ولا هم هذا في دفع المضار. فهذا النفي للامر المستقبل به النافع. ولا تقبل منه ولا تقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل هذا نفي للنفع الذي يطلب ممن يملكه بعوض كالعدل او بغيره كالشفاعة فهذا يوجب للعبد ان ينقطع قلبه من التعلق بالمخلوقين. لعلمه انهم لا يملكون له مثقال ذرة من النفع وان يعلقه بالله الذي يجلب المنافع ويدفع المضار في عبده وحده لا شريك له ويستعين على عبادته وهذا شروع واذ نجيناكم من ال فرعون الايات هذا شروع في تعداد نعمه على بني اسرائيل على وجه التفصيل فقال واذ نجيناكم من ال فرعون اي من فرعون وملأه وجنوده وكانوا قبل ذلك يسونونكم اي يولونهم ويستعملون والمعنى يذيقونكم سوء العذاب اي اشده بان كانوا يذبحون ابناءهم خشية نموكم ويستحيون نسائكم اي فلا يقتلونهن فانتم بين قتيل ومذلل بالاعمال الشاقة مستحيا على وجه المنة عليه والاستعلاء عليه فهذا غاية الاهانة. فمن الله عليهم بالنجاة تامة واغراق عدوهم وهم ينظرون لتقر اعينهم وفي ذلك اي الانجاء بلاء اي احسان من ربكم عظيم. فهذا مما يوجب عليكم الشكر والقيام باوامره. ثم ذكر عليهم بوعده لموسى اربعين ليلة لينزل عليهم التوراة المتضمنة للنعم العظيمة والمصالح العميمة ثم انهم لم يصبروا قبل استكمال الميعاد حتى عبدوا العجل من بعده اي ذهابه وانتم ظالمون عالمون بظلمكم قد قامت عليكم الحجة فهو اعظم جرما واكبر اثما. ثم انه امركم بالتوبة على لسان نبيه موسى. لان يقتل بعض بعضا فعفا الله عنكم بسبب ذلك لعلكم تشكرون الله واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله وهذا غاية الجرأة على الله وعلى رسوله. فاخذتكم الصاعقة اما الموت او الغشية العظيمة. وانتم ينظرون وقوع ذلك كل ينظر الى صاحبه. ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون. ثم ذكر نعمته في التيه والبرية الخالية من الظلال وسعت الارزاق. فقال وضللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن. وهو اسم جامع لكل رزق يحصل بلا تعب ومنه الزنجبيل والكمأة والخبز وغير ذلك. والسلوى طائر صغير يقال له السمانة. طيب اللحم فكان ينزل عليهم من المن والسلوى ما يكفيهم ويقيتهم. كلوا من طيبات ما رزقناكم. اي رزقا لا يحسن نظيره للمدن المترفهين فلم يشكروا هذه النعمة واستمروا على قساوة القلوب وكثرة الذنوب وما ظلمونا. يعني بتلك الافعال المخالفة اوامرنا لان الله لا تضره معصية العاصين. كما لا تنفعه طاعات الطائعين. ولكن كانوا انفسهم يظلمون ضرره عليهم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته