اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قل من كان عدوا لجبريل انه نزله على قلبك باذن الله فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل قيل وميكال فان الله عدو للكافرين ولقد انزلنا اليك ايات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون اوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون ولما رسول من عند الله مصدق فيما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وظهورهم كأنهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين بباب لهاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا باذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاقه ولا بئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون ولو انهم امنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلب باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين فيقول لي هؤلاء اليهود الذين زعموا ان الذي منعهم من الايمان بك ان وليك جبريل عليه السلام ولو كان غيره من ملائكة لامنوا بك وصدقوا ان هذا الزعم منكم تناقض وتهافت وتكبر على الله ان جبريل عليه السلام هو الذي نزل القرآن من عند الله على قلبك. وهو الذي ينزل على الانبياء قبلك. والله قل هو الذي امره وارسله بذلك فهو رسول محض. مع ان هذا الكتاب الذي نزل به جبريل مصدقا لما تقدمه من الكتب غير مخالف لها ولا مناقض وفيه الهداية التامة من انواع الضلالات والبشارة بالخير الدنيوي والاخروي لمن امن به. فالعداوة لجبريل الموصوف بذلك كفر بالله واياته وعداوة لله ولرسله وملائكته ان عداوة ام جبريل لا لذاته بل لما ينزل به من عند الله من الحق على رسل الله. فيتضمن الكفر والعداوة للذي انزله وارسله والذي ارسل به والذي ارسل اليه. فهذا وجه ذلك يقول تعالى النبي صلى الله عليه وسلم ولقد انزلنا اليك ايات بينات تحصل بها الهداية لمن استهدى واقامة الحجة على من عاند وهي في الوضوح والدلالة على الحق قد بلغت مبلغا عظيما. ووصلت الى حالة لا يمتنع من قبولها الا من فسق عن امر الله وخرج عن طاعة الله فاستكبر غاية التكبر وهذا فيه التعجب من كثرة المعاهدات وعدم صبرهم على الولاء بها ثم يقول سبحانه اولو اوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم الايات كلما فكلما تفيد التكرار فكلما وجد العهد ترتب عليه النقب ما السبب في ذلك؟ السبب ان اكثرهم لا فعدم ايمانهم هو الذي اوجب لهم نقض العهود ولو صدق ايمانهم لكانوا مثل من قال الله فيهم من المؤمنين رجال ما عاهدوا الله عليه ثم يقول سبحانه ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ولما جاءهم هذا الرسول الكريم بالكتاب العظيم بالحق الموافق لما معهم. وكانوا يزعمون انهم متمسكون بكتابهم فلما كفروا بهذا الرسول وبما جاء به نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله الذي انزل اليهم اي طرحوه رغبة وراء ظهورهم وهذا ابلغ في الاعراض كأنهم في فعلهم هذا من الجاهلين. وهم يعلمون صدقه وحقيقة ما تبين بهذا ان هذا الفريق من الكتاب لم يبقى في ايديهم شيء حيث لم يؤمنوا بهذا الرسول فصار كفرهم به كفر بكتابهم من حيث لا يشعرون ولما كان من عوائد القدسية والحكمة الالهية ان من ترك ما ينفعه وامكنه الانتفاع به ولم ينتفع ابتلي بالاشتغال فيما يضره ومن ترك عبادة الرحمن ابتلي بعبادة الاوثان. ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ومن لم ينفق ماله في طاعة الله انفقه في طاعة الشيطان. من ترك الذل لربه ابتلي بالذل للعبيد من ترك الحق ابتلي بالباطل كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتوي الشياطين وتختلق من على ملك سليمان حيث خرجت الشياطين للناس السحر وزعموا ان سليمان عليه السلام كان يستعمله. وبه حصل له الملك العظيم. وهم كذبة في ذلك. فلم يستعمله سليمان بل نزهه الصادق في قيله وما كفر سليمان اي بتعلم السحر فلم يتعلمه ولكن الشياطين كفروا في ذلك يعلمون الناس السحر من اضلالهم وحرصهم على اغواء بني ادم وكذلك اتبع اليهود السحر الذي انزل على الملكين الكائنين بارض بابلة من ارض العراق انزل عليهما السحر امتحان وابتلاء من الله لعباده يعلمانهم السحر وما يعلمان من احد حتى ينصحاه ويقولا انما نحن فتنة فلا تكفر. اي لا تتعلم السحر فانه ينهيانه عن السحر. يخبرانه عن مرتبته. فتعليم الشياطين السحر على وجه التدليس واضلال. ونسبته الى من برأه الله منه وهو سليمان عليه السلام وتعليم ملكين امتحانا مع نصحهما. لان لا يكون لهم حجة. فهؤلاء اليهود يتبعون السحر. الذي تعلمه الشياطين الذي يعلمه الملكان فتركوا علم الانبياء والمرسلين واقبلوا على علم الشياطين. وكل يصبو الى ما يناسبه ثم ذكر مفاسد السحر فقال فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين امرء وزوجه مع ان محبة الزوجين لا تقاس بمحبة غيرهما. لان الله قال في حقهما وجعل بينكم مودة ورحمة. وفي هذا دليل على ان له حقيقة وانه يضر باذن الله اي بيرات الله. والابن نوعان اذن قدري وهو المتعلق بمشيئة الله كما في هذه الاية واذن شرعي كما في قوله تعالى في اية السابقة انه نزله على قلبك باذن الله. وفي هذه الاية وما اشبهها ان الاسباب مهما بلغت في قوة التأثير انها تابعة للقضاء والقدر ليست مستقلة بالتأثير ولم يخالف في هذا الاصل من فرق الامة غير القدرية في افعال عبادة زعموا انها مستقلة غير تابعة للمشيئة فاخرجوها عن قدرة الله وخالفوا كتاب الله وسنة رسوله واجماع الصحابة والتابعين. ثم ذكر ان علم السحر مضرة محضة ليس فيه منفعة لا دينية ولا دنيوية كما يوجد كما يوجد بعض المنافع الدنيوية في بعض المعاصي كما قال تعالى في الخمر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس. واثمهما اكبر من نفعهما فهذا السحر مضرة محضة. ليس له داع اصلا. فالمنهيات كلها اما مضرة محضة او شرها اكبر من خيرها كما ان المأمورات ان مصلحة محضة او خيرها اكثر من شرها ولقد علموا اي اليهود لمن اشتراه اي رغب في السحر رغبة المشتري في السلعة ما له في الاخرة من خلاق اي بل هو موجب للعقوبة فلم يكن فعلهم اياه جهلا ولكنهم استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون علما يثمر العمل ما فعلوه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته