اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يا ايها الذين امنوا اتقولوا راعينا وكونوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم. من سخ من اية او او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمان كفارا حسدا من عند انفسهم. حسدا من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره كل شيء قدير واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وما تقدموا من خير تجدوه عند الله. ان الله هذه ما تعملون بصير بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم كان المسلمون يقولون حين خطابهم للرسول عند تعلمهم امر الدين راع اي راعي احوالنا فيقصدون بها معنا صحيحا وكان اليهود يريدون بها معمل فاسدا. فانتهزوا الفرصة وصاروا يخاطبون الرسول بذلك ويقصدون المعنى الفاسد. فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة سدا لهذا الباب وفيه النهي عن الجائز اذا كان واسية الى محرم. وفيه الادب واستعمال الالفاظ التي لا تحتمل الا الحسن. وعدم وترك الالفاظ القبيحة او التي فيها نوع تشويش واحتمال لامر غير لائق امرهم بلفظة لا تحتمل الا الحسن فقال وقولوا انظرن انها كافية يحصل بها المقصود من غير محظور واسمعوا لم يذكر المسموع ليعم ما امر باستماعه. ويدخل فيه سماع القرآن وسماع السنة. لك هي الحكمة لفظا واستجابة ففيه الادب والطاعة. ثم توعد الكافر بالعذاب المؤلم الموجع. واخبر عن عداوة اليهود المشركين المؤمنين انهم ما يودون ان ينزل عليكم من خير اي لا قليلا ولا كثيرا. من ربكم حسدا منهم وبغضا لكم ان يختصكم بفضله فانه ذو الفضل العظيم ومن فضله عليكم انزل الكتاب على رسولكم ليزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة. ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فله الحمد والمنة ثم يقول سبحانه ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها الايات. النسخ هو النقل فحقيقة نقل المكلفين من حكم مشروع الى حكم اخر او الى اسقاطه وكان اليهود ينكرون النسخ ويزعمون انه لا يجوز. وهو مذكور عندهم في التوراة فانكارهم له. كفر وهوى محض اخبر الله تعالى عن حكمته بالنسخ فقال ما ننسخ من اية او ننسها اي ننسها العبادة فنزيلها من قلوبهم نأتي من مثلها وانفع لكم او مثلها فدل على ان النسخة لا يكون لا قل مصلحة لكم من الاول ان فظله تعالى يزداد خصوصا على هذه الامة التي سهل عليها دينها غاية التسهيل اخبر ان من قدح بالنسخ قدح في ملكه وقدرته فقال الم تعلم ان الله على كل شيء قدير الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض اذا كان مالكا لكم متصرفا فيكم تصرف المالك البري الرحيم في اقداره واوامره ونواهيه. فكما انه لا عليه في تقدير ما يقدره على عباده من انواع التقادير كذلك لا يعترض عليه فيما يشرعه لعباده من احكام العبد مدبر مسخر تحت اوامر ربه الدينية والقدرية. فما له ولا اعتراض رويضة ولي عباده ونصيرهم. فيتولاهم بتحسين منافعهم وينصرهم في دفع مضارهم. فمن ولايته لهم ان يشرع لهم من احكام ما تقتضيه حكمته ورحمته بهم من تأمل ما وقع في القرآن والسنة من النسخ عرف بذلك حكمة الله ورحمته وعباده وايصالهم الى مصالحهم من حيث لا يشعرون بلطفه ثم يقول سبحانه ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل الله المؤمنين او اليهود بان يسألوا رسولهم كما سئل موسى من قبل. المراد بذلك اسئلة التعنت والاعتراض كما قال قال يسألك اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى اكبر من ذلك فقالوا ارنا الله جهرا وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم دسؤكم فهذه ونحوها هي المنهي عنها. واما سؤال الاسترشاد والتعليم فهذا محمود قد امر الله به. كما قال تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ويقرهم عليه كما في قوله يسألونك عن الخمر والميسر ويسألونك عن اليتامى ونحو ذلك ولما كانت المسائل المنهي عنها مذمومة قد تصل بصاحبها الى الكفر. قال ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل ثم اخبر سبحانه عن حسد كثير من الكتاب وانهم بلغت بهم الحال انهم ودوا لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا وسعوا في ذلك وعملوا المكايد وكيدهم راجع عليهم كما قال تعالى وقالت طائفة من الكتاب امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا اخره لعلهم يرجعون وهذا من حسدنا الصادر من عند انفسهم فامرهم الله بمقابلة من اساء اليهم بالعفو عنهم والصفح حتى يأتي الله بامره ثم بعد ذلك اتى الله بامره اياهم بالجهاد فشفى الله انفس المؤمنين منهم فقتلوا من قتلوا واسترقوا من استرقوا واجلوا من اجلوا ان الله على كل شيء قدير ثم امرهم الله باشتغال بالوقت الحاضر باقامة الصلاة وايتاء الزكاة وفعل كل القربات ووعدهم انهم مهما فعلوا من خير فانه لا يضيع فانه لا يضيع عند الله بل يجدونه عنده وافرا موفرا. قد حفظه ان الله بما تعملون بصير. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. من الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته