اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وقالوا لن يدخل الجنة انا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم قلها برهانكم ان كنتم صادقين بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقالت اليهود ليست النصارى لا شيء وقالت ليست اليهود على شيء وهم يتنون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون مساجد الله ان يذكر فيها اسم وسعى في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا طائفي لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى. الاية قال اليهود لن يدخل الجنة الا من كان هدى. وقاتل النصارى لن يدخل الجنة الا من كان نصارى وحكموا لانفسهم بالجنة وحدهم. وهذا مجرد اماني غير مقبولة الا بحجة وبرهان. فاتوا بها فاتوا بها ان كنتم صادقين وهكذا كل من ادعى دعوة لابد ان يقيم البرهان على صحة دعوه. والا فلو قلبت عليه دعواه وادعى مدع عكس ما ادعى بلا برهان. لكان لا فرق بينهما البرهان هو الذي يصدق الدعوة او يكذبها ولما لم يكن بايديهم برهان علم كذبهم بتلك الدعوة. ثم ذكر تعالى البرهان الجلي العام لكل احد؟ فقال بلى ليس بامانيكم ودعاويكم. ولكن من اسلم وجهه لله ايخلص لله اعماله. متوجه اليه بقلبه وهو مع اخلاص محسن في عباد ربه بان عبده بشرعه فاولئك هم اهل الجنة وحدهم فله اجره عند ربه وهو الجنة لما اشتمت عليه من النعيم. ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون وحصل لهم المرغوب ونجوا من المرهوب من هذا ان من ليس له كذا ان من ليس كذلك فهو من اهل النار الهالكين. فلا نجاة الا لاهل الاخلاص للمعبود والمتابعة الرسول وذلك انه بلغ بالكتاب الهوى والحسد الى ان بعضهم ضلل بعضا. فكفر بعضهم بعضا كما فعل الاميون المشركين العرب وغيرهم وكل فرقة تضلل اخرى فيحكم الله بالاخرة بين مختلفين بحكمه العدل الذي اخبر به عباده فانه لا فوز ولا نجاة الا لمن صدق جميع الانبياء والمرسلين. وامتثل اوامر ربه اجتنب نواهيه ومن عاداهم فهو هالك ثم يقول سبحانه ومن اظلم ممن منع مساجد الله الايات. اي لا احد اظلم واشد جرما ممن منع مساجد الله عن ذكر الله فيها اقامة الصلاة وغيرها من الطاعات وسعى. اي اجتهد وبذل وسعه في خرابها الحسي والمعنوي اخراب الحسي هدمها وتخريبها وتقديرها والخراب المعنوي منع الذاكرين اسم الله فيها. وهذا عام لكل من اتصف الصفة يدخل في ذلك اصحاب الفيل وقريش حين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها عام الحديبية والنصارى حين اخربوا بيت وغيره من انواع الظلمة الساعين في خرابها محادة لله مشاقة وجزاهم الله بان منعهم دخولها شرعا وقدرا. الا خائفين ذليلين. فلما اخافوا عباد الله اخافهم الله. فالمشركون رسوله لم يلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم الا يسيرا حتى اذن الله له بفتح مكة. ومنع المشركين من قربى لبيته فقال تعالى يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عام هذا اصحاب الفيل قد ذكر الله ما جرى عليهم والنصارى سلط الله عليهم عليهم المؤمنين فاجلوهم. وهكذا كل من اتصف بوصفهم فلا بد ان ينالهم قسطه. وهذا من الايات العظيمة اخبر بها الباري قبل وقوعها. فوقعت كما اخبروا استدل العلماء بالاية الكريمة على انه لا يجوز تمكين الكفار من دخول المساجد انهم في الدنيا خزي فضيحة كما تقدم ولهم في الاخرة عذاب عظيم. واذا كان لا اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه فلا اعظم ايمانا ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية كما قال تعالى انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر. بل قد امر الله تعالى برفع بيوته وتعظيم وتكريمها. فقال تعالى في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ومن مساجد احكام كثيرة يرجع حاصلها الى مضمون هذه الايات الكريمة ثم يقول سبحانه ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم اي ولله المشرق والمغرب. خصهما بالذكر لانهما محل الايات العظيمة في مطالع الانوار ومغاربها. اذا كان مالكا كان مالكا لكل الجهات. فانما تولوا وجوهكم من الجهات. اذا كان توليكم اياها بامره اما ان يأمركم باستقبال بعد ان كنتم مأمونين باستقبال بيت المقدس او تؤمرون بالصلاة في السفر على الراحة ونحوها فان القبلة حيثما توجه العبد او تشتبه القبلة فيتحرى الصلاة اليها ثم يتبين له الخطأ او يكون معذورا بصلب او مرض او نحو ذلك هذي امور اما ان يكون العبد فيها معذورا او مأمورا. وبكل حال فما استقبل جهة من الجهات خارجة عن ملك ربه فثم وجه الله ان الله واسع عليم اثبات الوجه لله تعالى. على الوجه اللائق به تعالى. وان لله وجها لا تشبهه الوجوه. وهو تعالى واسع الفضل والصفات عظيمها عليم بسرائركم ونياتكم. فمن سعتي وعلمه وسع لكم الامر. فقبل منكم المأمور فله الحمد والشكر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته