اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون الم نجعل الارض مهادا والجبال اوتادا. وخلقناكم ازواجا واجعلنا نومكم سباتا. واجعلنا الليل لباسا واجعلنا النهار معاشا وبنينا فوقكم سبعا شدادا واجعلنا سراجا وهاجا. وانزلنا من المعصرات ما لنخرج به حبا ونباتا وجنات الفافا ان يوم الفصل كان ميقاتا يوم ينفخ في الصور فتأتون افواجا وفتحت السماء فكانت ابوابا الجبال فكانت سرابا مرصادا. للطاغين مئابا لا يذوقون فيها دربا ولا شرابا الا حميما وغساقا. جزاء وفاقا انهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا باياتنا وكل شيء احصيناه كتابا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه عم يتساءلون عن النبأ العظيم الايات اي عن اي شيء يتساءل المكذبون بايات الله ثم بين ما يتساءلون عنه فقال عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون الخبر العظيم الذي طال فيه نزاعهم. وانتشر فيه خلافهم على وجه التكذيب والاستبعاد. وهو النبأ الذي لا يقبل الشك ولا يدخله الريب. ولكن المكذبين بلقاء ربهم لا يؤمنون. ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم ولهذا قال كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون حيث يعلمون اذا نزل بهم العذاب ما كانوا به يكذبون حين يدعون الى نار جهنم دعا. ويقال لهم هذه النار التي كنتم بها تكذبون ثم ذكر تعالى النعم والادلة الدالة على ما جاءت به الرسل فقال الم نجعل الارض الى قوله الفافا اي ما انعمنا عليكم بنعم جليلة فجعلنا لكم الارض مهادا اي ممهدة مذللة لكم ولمصالحكم من الحروث والمساكن والسبل والجبال اوتادا تمسك الارض لئلا تضطرب بكم وتميد وخلقناكم ازواجا. اي ذكورا واناثا من جنس واحد. ليسكن كل منهما الى الاخر. فتتكون المودة والرحمة وتنشأ عنهما الذرية. وفي ضمن هذا الامتنان بلذة بلذة المنكح وجعلنا نومكم سباتا. اي راحة لكم وقطعا لاشغالكم التي متى تمادت بكم. اضرت بابدانكم. فجعل الله الليل والنوم يغشى الناس لتسكن حركاتهم الضارة وتحصل راحتهم النافعة وبنينا فوقكم سبعا شدادا اي سبع في غاية القوة والصلابة والشدة وقد امسكها الله بقدرته وجعلها سقفا للارض فيها عدة منافع لهم ولهذا ذكر من منافعها الشمس فقال واجعلنا سراجا وهاجا. نبه بالسراج على النعمة بنورها. الذي صار ضرورة للخلق. وبالوهاج وهي على ما فيها من الانضاج والمنافع. وانزلنا من المعصرات اي السحاب ما ان فجاج اي كثيرا جدا. لنخرج في حبة من بر وشعير وذرة وارز وغير ذلك مما يأكله الادميون ونبات يشمل سائر النبات الذي جعله الله قوتا لمواشيهم. وجنات الفافا اي بساتين ملتفة فيها من جميع اصناف الفواكه اللذيذة الذي انعم بهذه النعم الجليلة التي لا يقدر قدرها ولا يحصى عددها كيف تكفرون به وتكذبون ما اخبركم به من البعث والنشور؟ ام كيف تستعينون بنعمه على معاصيه؟ وتجحدونها ثم يقول سبحانه ان يوم الفصل كان ميقاتا. ذكر تعالى ما يكون في يوم القيامة الذي يتساءل عنه المكذبون ويجحدون المعاندون انه يوم عظيم. وان الله جعله ميقاتا للخلق ينفخ في الصور فتأتون افواجا. ويجري في كالزعازع والقلاقل ما يشيب له المولود وتنزعج له القلوب فتسير الجبال حتى تكون كالهباء المبثوث. وتنشق السماء حتى تكون ابوابا. ويفصل الله بين الخلائق بحكمه الذي لا يجوز وتوقد نار جهنم التي ارصدها الله واعدها للطاغين وجعلها مثوى لهم ومآبا وانهم يلبثون فيها احقابا كثيرة. والحقب على ما قاله كثير من المفسرين. ثمانون سنة اذا وردوها لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا. اي لا ما يبرد جلودهم ولا ما يدفع ظمأهم. الا حميما. اي ما ان حارا يشوي وجوههم ويقطع امعاؤهم. وغساقا وهو صديد اهل النار. الذي هو في غاية النتن وكراهة المذاق انما استحقوا هذه العقوبات الفظيعة جزاء وفاقا على ما عملوا من اعمال موصلة اليها لم يظلمهم الله ولكن ان ظلموا انفسهم ولهذا ذكر اعمالهم التي استحقوا بهذا بها هذا الجزاء. فقال انهم كانوا لا يرجون حسابا. اي لا يؤمنون بالبعث ولا ان الله يجازي الخلق بالخير والشر. فلذلك اهملوا العمل للاخرة. وكذبوا باياتنا كذابا. اي كذبوا بها تكذيبا واضحا صريحا. وجاءتهم البينات فعاندوها. وكل شيء من قليل او كثير. وخير وشر احصيناه كتابا. اي اثبتناه في اللوح المحفوظ فلا يحسب المجرمون انا عذبناهم بذنوب لم يعملوها. ولا يحسبون انهم يضيع من اعمالهم شيء. او ينسى منها مثقال ذرة كما قال تعالى ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه. ويقولون يا ويلتنا لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا. فذوقوا ايها المكذبون هذا العذاب الاليم والخزي الدائم فلن نزيدكم الا عذابا. وكل وقت وحين يزداد عذابهم. وهذه الاية اشد الايات في شدة عذاب يا اهل النار اجارنا الله منها. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته