قراءة من تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان تقديم الشيخ محمد العرفج. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق النجم مما خلق خلق ممن دافق يخرج من بين الصلب يوم تبلى فما له من قوة ولا ناصب والسماء ذات الرجع والارض ذات الصدع انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا فمهد الكافرين امهلهم رويدا بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب ايه ده ان كل نفس لما عليها حافظ الايات الله تعالى والسماء والطارق ثم فسر الطارق بقوله النجم الثاقب اي المضيء الذي يثقب نوره فيخرق فيخرق السماوات فينفذ حتى يرى في ارضه. والصحيح ان اسم جنس يشمل سائر النجوم وقد قيل انه زحل. الذي يخرق السماوات السبع وينفذها. فيرى منها وسمي طارقا لانه يطرق ليلا. ولنقسم عليه قوله ان كل نفس لما عليها حافظ يحفظ عليها اعمالها الصالحة والسيئة. وستجازى بعملها المحفوظ عليها فلينظر الانسان مما خلق اي فليتدبر خلقته ومبدأه فانه خلق من ماء دافق وهو المني الذي يخرج من بين الصلب والترائب. يحتمل انه من بين صلب الرجل وترائب المرأة وهي ثدياها. ويحتمل ان مراد المني الدافق وهو مني الرجل وان محله الذي يخرج منه ما بين صلبه وترائده ولعل هذا اولى فانه انما وصف به الماء الدافئ الذي يحس به ويشاهد نفقه وهو مني الرجل. وكذلك لفظ الثرائب فانها تستعمل تستعمل للرجل. فان التراء بين الرجل بمنزلة الثديين للانثى. فلو اريد الانثى لقينا من الصلب وثديين ونحو ذلك والله اعلم الذي اوجد الانسان ماء دافق يخرج من هذا الموضع الصعب قادر على رجعه في الاخرة واعادته للبعث والنشور والجزاء وقد قيل ان معناه ان الله على رجع الماء المدفوق في الصلب لقادر. وهذا المعنى وان كان صحيحا فليس هو المراد بالاية ولهذا قال بعده يوم تبلى السرائر اي تختبر سرائر الصدور ويظهر ما كان في القلوب من خير وشر على صفحات كما قال تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ففي الدنيا ينكثم كثير من اشياء ولا يظهر عيانا للناس واما يوم القيامة فيظهر البر الابرار وفجور الفجار وتصير الامور علانية وقوله فما له من قوة اي من نفسه ادفعوا بها ولا ناصر من خارج ينتصر به هذا القسم على العاملين وقت عملهم وعند جزائهم ثم اقسم قسما ثانيا على صحة القرآن فقال والسماء ذات الرجع والارض ذات الصدع اي ترجع السماء بالمطر كل عام وتنصدع الارض للنبات فيعيش بذلك الادميون والبهائم وترجع السماء ايضا بالاقدار والشؤون الالهية كل وقت وتنصدع الارض عن الاموات انه اي القرآن لقول فصل اي حق وصدق بين واضح. وما هو بالهزل اي جد ليس بالهزل وهو القول الذي يفصل بين الطوائف والمقالات وتنفصل بالخصومات انهم اي المكذب للرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن يكيدون كيدا ليدفعوا بكيدهم الحق ويؤيدهم الباطل واكيد كيدا لاظهار الحق ولو كره الكافرون ولدفع ما جاءوا به من الباطل ويعلموا بهذا من الغالب فان ادمي اضعف واحقر من ان يغالب القوي العليم في كيده فمهل الكافرين امهلهم رويدا اي قليلا فسيعلمون عاقبة امرهم حين ينزل بهم العذاب حين ينزل بهم العقاب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته