اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. سبح اسم ربك ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء الا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى ونيسرك لليسرى فذكر ان نفعت الذكرى سيذكر من ويتجنبها الاشقاء الذي يصنع النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيى افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى. الايات يأمر تعالى بتسبيحه المتضمي ذكره وعبادته. والخضوع لجلاله واستكانته لعظمته. وان يكون تسبيحا يليق الله تعالى بان تذكر اسماؤه الحسنى العالية على كل اسم بمعناها العظيم الجليل. وتذكر افعاله يذكر افعاله التي منها انه خلق المخلوقات فسواها اي اتقن واحسن خلقها الذي قدر تقديرا تتبعه جميع المقدرات. فهدى الى ذلك جميع المخلوقات. وهذه هي الهداية العامة التي مضمونها انه هدى كل مخلوق لمصلحته. وتذكر فيها نعمه الدنيوية. ولهذا قال والذي اخرج المرعى اي انزل من السماء ماء فانبت به اصنافا النبات والعشب الكثير. ركع فيه الناس والبهائم وجميع الحيوانات. ثم وبعد ان استكمل ما قدر له من الشباب الواناتهم وصوح عشبه فجعله غثاء احوى اي اسود اي جعله هشيما رميما ويذكر فيها نعمه الدينية. ولهذا امتن الله باصلها ومادتها وهو القرآن فقال سنقرؤك فلا تنسى سنحفظ ما اوحيناه اليك من كتاب. ونوعيه قلبك فلا تنسى منه شيئا. وهذه بشارة من الله كبيرة لعبده رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ان الله سيعلمه علما لا ينساه. الا ما شاء الله مما قضت حكمته ان ينسيك لمصلحة وحكمة بالغة انه يعلم الجهر وما يخفى. ومن ذلك انه يعلم ما يصلح عباده. اي فلذلك يشرع ما اراد ويحكم بما يريد ونيسرك يسرا وهذه ايضا بشارة اخرى. ان الله ييسر رسوله وصلى الله عليه وسلم اليسرى في جميع اموره. ويجعل شرعه ودينه يسيرا. فذكر بشرع الله واياته ان نفعت الذكرى. اي ما دامت الذكرى مقبولة والموعظة مسموعة. سواء حصل من الذكرى جميع المقصود او بعضه. ومفهوم الاية انه ان لم ان تنفع الذكرى بان كان التذكير يزيد في الشر او ينقص من الخير لم تكن مأمورا بها بل هي منهي عنها فالذكرى ينقسم الناس فيها قسمين منتفعون وغير منتفعين. فاما المنتفعون فقد ذكرهم بقوله ومن يخشى الله فان خشية الله تعالى والعلم بمجازاته على الاعمال توجب للعبد الانكفاف عما يكرهه الله والسعي في الخيرات. اما غير المنتفعين فذكرهم بقوله ويتجنبها الاشقى الذي يصلى النار الكبرى وهي النار الموقدة التي تطلع على الافئدة ثم لا يموت فيها ولا يحيى اي يعذب عذابا اليما من غير راحة ولا استراحة. حتى انهم يتمنون الموت فلا يحسو لهم كما قال تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها قد افلح من تزكى. اي قد فاز وربح من طهر نفسه ونقاها من الشرك والظلم ومساوي الاخلاق. وذكر اسم ربه فصلى. اي اتصف بذكر الله وان صبغ به قلبه فاوجب له ذلك العمل بما يرضي الله خصوصا الصلاة التي هي ميزان الايمان. هذا معنى الاية. واما من فسر قوله تزكى يعني اخرج زكاة الفطر وذكر وذكرت اسم ربي فصلى انه صلاة العيد فانه وان كان داخلا في اللفظ وبعض جزئياته فليس هو المعني وحده بل تؤثرون الحياة الدنيا. اي تقدمونها على الاخرة وتختارون نعيمها المنغص المكدر الزائل عن الاخرة والاخرة خير وابقى. خير من الدنيا في كل وصف وفي كل وصف مطلوب. وابقى لكونها دار خلد وبقاء والدنيا دار فناء دار فناء. فالمؤمن العاقل لا يختار الاردأ على الاجود. ولا يبيع لذة ساعة فرحة الابد فحب الدنيا وايثارها على الاخرة رأس كل كل خطيئة ان هذا المذكور لكم في هذه السورة المباركة من الاوامر الحسنة والاخبار المستحسنة لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى. الذين هما اشرف المرسلين. بعد محمد صلى الله عليه وسلم وهذه اوامر في كل شريعة بعد محمد صلى الله عليه وعليهم اجمعين. فهذه اوامر في كل شريعة لكونها عائدة الى مصالح الدارين. وهي مصالح في كل زمان ومكان ولله الحمد. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته