اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول واما اذا ما ابتلوا فقد ر عليه رزقه فيقول ربي كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحابون على طعام المسكين وتأكلون التراث اكلا وتحبون المال حبا جما كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر يقول يا ليتني قدمت لحياتي. فيوم ولا يوثق وثاقه احد. يا ايتها النفس المطمئنة راضية مرضية فادخلي بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرما الايات اخبره تعالى عن طبيعة الانسان من حيث هو وانه جاهل ظالم لا علم له بالعواقب يظن الحالة التي تقع فيه تستمر ولا تزول ويظن ان اكرام الله في الدنيا وانعامه عليه يدل على كرامة وقربه منه. وانه اذا قدر عليه رزقه اي ثقة فصار يقدر قوته لا يفضل عنه ان هذا اهانة من الله له رد الله عليه هذا الحسبان فقال كلا اي ليس كل من نعمت في الدنيا فهو كريم علي ولا كل من قدرت عليه قدرت عليه عليه رزقه فهو مهان لديه. وانما الغنى والفقر والسعة والضيق ابتلاء من الله. وامتحان يمتحن به العباد ليرى من يقوم له بالشكر والصبر فيثيبه على ذلك الثواب الجزيل. ومن ليس كذلك فينقله الى العذاب الوبيل وايضا فان وقوف همة العبد عند مراد نفسه عند مراد نفسه فقط من ضعف الهمة ولهذا لامهم الله على عدم اهتمامهم باحوال الخلق المحتاجين فقال كلا بل لا تكرمون اليتيم الذي فقد اباه وكاسبه واحتاج الى جبر خاطره والاحسان اليه فانتم لا تكرمونه بل تهينونه وهذا يدل على عدم الرحمة في قلوبكم وعدم الرغبة في الخير ولا تحاضون على طعام المسكين اي لا يحض بعضكم بعضا على اطعام المحاويج من الفقراء والمساكين وذلك لاجل الشح على الدنيا ومحبتها الشديدة المتمكنة من القلوب ولهذا قال وتأكلون التراث اي المال المخلف اكلا لما اي ذريعا لا تبقون على شيء منه وتحبون المال حبا جما. اي شديدا وهذا كقوله بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى كلا من تحبون العاجلة وتذرون الاخرة كلا اي ليس كل ما احببتم من اموال وتنافستم فيه من اللذات بباق لكم بل امامكم يوم عظيم جسيم تدك فيه الارض والجبال وما عليها حتى تجعل قاعا صفصفا لا ترى فيها لا عوج فيه ولا امتع ويجيء الله لفصل القضاء بين عباده في ظلل من الغمام وتجيء الملائكة الكرام اهل اهل السماوات كلهم صفا صفا اي صفا بعد صف كل سماء يجيء ملائكتها صفا يحيطون بمن دونهم من الخلق وهذه الصفوف صفوف خضوع وذل للملك الجبار وجيء يومئذ بجهنم تقودها الملائكة بالسلاسل اذا وقعت هذه الامور يومئذ يتذكر الانسان ما قدمه من خير وشر وانى له الذكرى. فقد قامت اوانها وذهب زمانها يقول متحسرا على ما فرط في جنب الله يا ليتني قدمت لحياتي الباقية الباقية الدائمة عملا صالحا كما قال تعالى يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. وفي هذا دليل على ان الحياة التي ينبغي السعي في كمالها وكمالها وفي تتميم لذاتها هي الحياة في دار القرار فانها دار الخلد والبقاء. فيومئذ لا ليعذب عذابه احد لما اهمل ذلك اليوم ونسي العمل له ولا يوثق وثاقه احد فانهم يوثقون بسلاسل من نار. ويسحبون على وجوههم في الحميم. ثم في النار يسجرون. فهذا جزاء المجرمين واما من امن بالله واطمأن به وصدق رسوله وصدق رسله فيقال لهم فيقال له يا ايتها النفس المطمئنة الى ذكر الله الساكنة الى حبه التي قرت عينها بالله. ارجعي الى ربك الذي رباك بنعمته راضية مرضية. اي راضية عن الله وان اكرمها به من الثواب. والله قد رضي عنها فادخلي في عبادي وادخلي جنتي وهذا تخاطب به الروح يوم القيامة وتخاطب به وقت السياق والموت وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته