قرى من تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سالي تيسير الكريم الرحمن. في تفسير كلام المنان تقديم الشيخ محمد العرفج. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اذا السماء انشقت والقت ما فيها وتخلت واذنت لربها وحقت الانسان انك كادح الى ربك تجحا فملاقيه فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا انه فلا اقسم بالشفقة والليل وما سق والقمر اذا اتسق لتركبن طبقا عن طبق فما لهم لا يؤمنون واذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون من الذين كفروا كذبون والله اعلم بما يوعون. فبشرهم بعذاب اليم الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم اجر غير ممنون بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه اذا السماء انشقت واذنت بها وحقت. واذا الارض مدت والقت ما فيها وتخلت الايات يقول تعالى مبينا لما يكون في يوم القيامة من تغير الاجرام العظام اذا السماء انشقت اي انفطرت وتمايز بعضها من بعض وانتثرت نجومها وخسف شمسها وقمرها معضلة ربها اي استمعت لامره والقت سمعها واصاخت لخطابه وحقت اي حق لها ذلك فان فانها مسخرة مدبرة تحت تحت مسخر ملك عظيم لا يعصى امره ولا يخالف حكمه اذا ارض مدت اي رجفت وارتجت ونسفت عليها جبالها ودك ما عليها من بناء ومعلم فسويت ومدها الله مد الاديب حتى صارت واسعة جدا تسع اهل الموقف على كثرتهم فتصير قاع صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا القت ما فيها من الاموات والكنوز. وتخلت منهم فانه ينفخ في الصور. تخرج الاموات من الاجداث. الى وجه ارض وتخرج وتخرج الارض كنوزها حتى تكون كالاسطوان العظيم نشاهد الخلق ويتحسرون على ما هم فيه يتنافسون واذنت ربها وحقت يا ايها الانسان انك كادح الى ربك فملاقيه اي انك ساع الى الله وعامل باوامره ونواهيه. ومتقرب اليه اما بالخير واما بالشر. ثم تلاقي الله يوم القيامة فلا تعدوا منه جزاء بالفضل او العدل. بالفضل ان كنت سعيدا وبالعقوبة العادلة ان كنت شقيا. ولهذا ذكر تفصيل فقال فاما من اوتي كتابه بيمينه وهم اهل السعادة فسوف يحاسب حسابا يسيرا وهو العرض اليسير الله فيقرره الله بذنوبه حتى اذا ظن العبد انه قد هلك قال الله تعالى اني سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم وينقلب الى اهله في الجنة مسرورا لانه قد نجى من عذاب وفاز بالثواب. واما من اوتي كتابه وراء ظهره اي بشماله من وراء في ظهره فسوف يدعو ثبورا من الخزي وفضيحة وما يجد في كتابه من الاعمال التي قدمها ولم يتب منها. ويصلى سعيرا اي تحيط به السعير من كل جانب في قلب على عذابها وذلك انه كان في اهله مسرورا لا يخطر البعث على باله قد اساء ولا يظن انه راجع الى ربه وموقوف بين يديه. بلى ان ربه كان به بصيرا فلا يحسن ان يتركه سدى لا يؤمر ولا ينهى ولا يثاب ولا يعاقب ثم يقول سبحانه فلا اقسم بالشفق والليل وما وسق الايات اقسم في هذا الموضع بايات الليل اقسم بالشفق الذي هو بقية نور الشمس الذي هم افتتحوا الليل والليل وما وسق احتوى عليه من حيوانات وغيرها. والقمر اذا اتسق اي امتلأ نورا بابداره. وذلك احسن ما يكون واكثر المنافع ولنقسم عليه قوله لتركبن. اي ايها الناس طبقا عن طبق اي اطوارا متعددة واحوالا متباينة. من النطفة الى العلاقات الى النضغة الى نفخ الروح. ثم يكون وليدا وطفلا ومميزا. ثم يجري عليه قلم التكليف والامر ثم يموت بعد ذلك ثم يبعث ويجازى باعماله. فهذه الطبقات المختلفة الجارية على العبد دالة على ان الله وحده هو المعبود الموحد المدبر لعباده بحكمته ورحمته وان العبد فقير عاجز تحت تدبير العزيز الرحيم. ومع هذا فكثير من الناس لا يؤمنون. واذا عليهم القرآن لا يسجدون. اي لا يخضعون للقرآن ولا ينقادون لاوامره ونواهيه بل الذين كفروا يكذبون اي يعاندون الحق بعد ما تبين فلا يستغرب عدم ايمانهم وانقيادهم للقرآن ان المكذب بالحق عنادا لا حيلة فيه. والله اعلم بما يوعون اي بما يعملونه وينوونه سرا. فالله يعلم سرهم وجههم وسيجازيهم باعمالهم. ولهذا قال فبشرهم بعذاب اليم. وسميت البشارة بشارة لانها تؤثر وفي البشرة عموما في البشرة سرورا او غما فهذه حال اكثر الناس التكذيب بالقرآن وعدم الايمان به ومن الناس فريق هداهم الله فامنوا بالله وقبلوا ما جاءتهم به الرسل فامنوا وعملوا الصالحات فهؤلاء لهم اجر غير ممنون اي غير مقطوع بل هو اجر دائم مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والحمد لله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى حلقة القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته