من تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان تقديم الشيخ محمد العرفج. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والسماء ذات البروج. واليوم الموعود. وشاهد قتل اصحاب الاخدود. النار ذات الوقود عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود. وما اقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد. الذي اله ملك السماوات والارض والله على كل شيء شهيد ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم انما ولهم عذاب الحريق. ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم تجري من تحتها الانهار ذلك الفوز الكبير بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود قتل اصحاب الاخدود النار ذات الوقود الايات والسماء ذات بروج اي ذات المنازل المشتملة على منازل الشمس والقمر والكواكب المنتظمة في سيرها على اكمل ترتيب ونظام دال على كمال قدرة الله ورحمته. وسعة علمه وحكمته واليوم الموعود وهو يوم القيامة الذي وعد الله الخلق ان يجمعهم فيه. فيضم فيه اولهم واخرهم وقاصيهم لهم ودانيهم الذي لا يمكن ان يتغير ولا يخلف الله الميعاد. وشاهد ومشهود وشمل هذا كل من اتصف هذا الوصف اي مبصر ومبصر وحاضر ومحظور ورائن مرئي والمقسم عليه ما تضمنه هذا القسم من ايات الله الباهرة الظاهرة ورحمته الواسعة. وقيل ان المقسم قوله قتل اصحاب الاخدود. وهذا دعاء عليهم بالهلاك والخدود الحفر التي تحفر في ارض وكان اصحاب خدود هؤلاء قوما كافرين ولديهم قوم مؤمنون فراودوهم على الدخول في دينهم فامتنع المؤمنون ذلك فشق الكافرون خدودا في الارض فقذفوا فيها النار وقعدوا حولها وفتنوا المؤمنين وعرضوهم عليها ومن استجاب لهم اطلقوه ومن استمر على الايمان قذفه في النار. وهذا غاية غاية المحاربة لله ولحزبه المؤمنين ولهذا لعنهم الله واهلكهم وتوعدهم فقال قتل اصحاب الاخدود ثم فسر الاخدود بقوله النار ذات الوقود اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهودا وهذا من اعظم ما يكون من التجبر وقساوة القلب لانهم جمعوا بين الكفر بايات الله ومعاندتها محاربة اهلها وتعذيبهم بهذا العذاب الذي تنفطر منه القلوب وحضورهم اياهم عند القائهم فيها والحال انهم ما نقموا من المؤمنين الا حالة يمدحون عليها وبها وهي انهم كانوا يؤمنون بالله العزيز الحميد. الذي له العزة التي قهر بها كل شيء. وهو حميد في اقواله وافعاله واوصافه الذي له ملك السماوات والارض خلقا وعبدا. يتصرف فيهم بما يشاء. والله على كل شيء شهيد. علما سمعا وبصرا. فهلا خاف هؤلاء المتمردون ان يأخذهم العزيز المقتدر اوما علموا كلهم انهم مماليك لله ليس لاحد على احد سلطة من دون اذن المالك وخفي عليهم ان الله محيط باعمالهم مجازيهم عليها كلا ان الكافر في غرور والجاهل في عمى وضلال عن سواء السبيل موعدهم ووعدهم وعرض عليهم التوبة فقال ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب ابو جهنم ولهم عذاب حريق. اي العذاب الشديد المحرق. قال الحسن رحمه الله انظروا الى هذا الكرم والجود. قتلوا اولياءه واهل طاعته وهو يدعو من التوبة. ولما ذكر عقوبة الظالمين ذكر وبالمؤمنين فقال ان الذين امنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم لهم جنات تجري من تحتها ذلك الفوز الكبير الذي حصل لهم الفوز برضا الله ودار كرامته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته