اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم لا اقسم بهذا البلد وان تحل بهذا البلد ووالدي وما ولد. لقد خلقنا الانسان في كبد. ايحسب ان لن يقل يقول اهلكت مالا نبدا ايحسب ان لم يره احد. الم نجعل له عينين؟ ولسانا وشفتين. وهدا رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة ثم كان من الذين امنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة اولئك اصحاب الميمنة. والذين كفروا باياتنا هم اصحاب ابو المشأمة عليهم نار مقصدة بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه لا اقسم بهذا البلد وان تحل بهذا البلد ووالد وما ولد يقسم تعالى بهذا البلد الامين وهو مكة المكرمة افضل البلدان على الاطلاق خصوصا وقت حلول الرسول صلى الله عليه وسلم فيها ووالدي وما ولد. اي ادم وذريته والمقسم عليه قوله لقد خلقنا الانسان في كبد يحتمل ان المراد بذلك ما يكابده الانسان ويقاسيه من الشدائد في الدنيا وفي البرزخ يوم يقوم الاشهاد وانه ينبغي له ان يسعى في عمل يريحه من هذه الشدائد. ويوجب له الفرح والسرور الدائم. وان لم يفعل فانه لا يزال يكابد العذاب الشديد ابد الابد يحتمل ان المعنى لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. واقوم خلقة يقدر على التصرف والاعمال الشديدة. ومع ذلك فانه لم يشكر الله على هذه النعمة العظيمة. بل بطر بالعافية وتجبر على خالقه فحسب وظلمه ان هذه الحال ستدوم له. وان سلطان تصرفه لا ينعزل. ولهذا قال ايحسب ان لن يقدر عليه احد ويطغى ويفتخر بما انفق من الاموال على شهوات نفسه حيث يقول اهلكت مالا نبدا اي كثيرا بعضه فوق بعض. وسمى الله الانفاق في الشهوات والمعاصي اهلاكا. لانه لا ينتفع المنفق بما انفق. ولا سيعود اليه من انفاقه الا الندم والخسارة والتعب والقلة. لا كمن انفق في مرضات الله في سبيل الخير فان ان هذا قد تاجر مع الله وربح اضعاف اضعاف ما انفق قال الله متوعدا هذا الذي افتخر بما انفق من في الشهوات ايحسب ان لم يره احد؟ اي اي اظن في فعله هذا ان الله لا يراه ولا يحاسبه على الصغير والكبير بل قد الله وحفظ عليه اعماله ووكل به الكرام الكاتبين لكل ما عمله من خير وشر. ثم قرره فقال الم نجعل له عينين ولسانا وشفتين؟ للجمال والبصر والنطق وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها فهذه نعم الدنيا. ثم قال في نعم الدين وهديناه النجدين. اي طريقي الخير والشر. بينا له الهدى من الضلال والرشد من الغي. فهذه المنن الجزيلة تقتضي من العبد ان يقوم بحقوق الله. ويشكره على نعمه والا يستعين بها على معاصي الله ولكن هذا الانسان لم يفعل ذلك. فلا اقتحم العقبة اي لم يقتحمها منها ويعبر عليها. لانه متبع لهوى وهذه العقبة شديدة عليه ثم فسر هذه العقبة بقوله وما ادراك ما العقبة فك رقبة اي فك الرق بعتقها او مساعدتها على اداء كتابتها. ومن باب اولى فكاك الاسير المسلم عند الكفار او اطعام في يوم ذي مسغبة اي مجاعة شديدة بان يطعم وقت الحاجة اشد الناس حاجة يتيما ذا مقربة جامعا بين كونه يتيما وفقيرا ذا قرابة او مسكينا ذا متربة اي قد لزق لزق بالتراب من الحاجة والضرورة ثم كان من الذين امنوا وعملوا الصالحات اي امنوا بقلوبهم بما يجب الايمان به. وعملوا الصالحات بجوارحهم. فدخل في هذا كل قول وفعل واجب او مستحب. وتواصوا بالصبر على طاعة الله. وعن معصيته وعلى اقداره المؤلمة بان يحث بعضهم بعض على الانقياد لذلك. والاتيان به كاملا منشرحا به الصدر. مطمئنة به النفس. وتواصوا وحما للخلق من اعطاء محتاجهم وتعليم جاهلهم والقيام بما يحتاجون اليه من جميع الوجوه مساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية. وان يحب لهم ما يحب لنفسه. ويكره لهم ما يكره لنفسه. اولئك اولئك قاموا بهذه الاوصاف. والذين وفقهم الله لاقتحام العقبة. اولئك اصحاب الميمنة لانهم ادوا ادوا ما امر الله به من حقوقه وحقوق عباده وتركوا ما نهوا عنه وهذا عنوان السعادة وعلامتها والذين كفروا باياتنا لان نبذوا هذه الامور وراء ظهورهم فلم يصدقوا بالله ولا امنوا به ولا عملوا صالحا ولا رحموا عباد الله اولئك اصحاب المشأمة عليهم نار مؤصدة اي مغلقة في عمد ممد ايه ده! قد مدت من ورائها لان لا تنفتح ابوابها حتى يكونوا في ضيق وهم وشدة. وصلى الله وسلم على نبينا نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله بركاته