بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الثانية من محاضرات تفسير سورة يوسف مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لقد كان في يوسف واخوته ايات للسائلين اذ قالوا ليوسف واخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبة ان ابانا لفي ضلال مبين اقتلوا يوسف او اطرحوه ارضا يخلو لكم وجه ابيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف والقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين هنا تبدأ القصة ويبدأ الحديث القرآني عنها الذي صدر بمقدمتين اولاهما وصف القرآن الكريم كونه تنزيدا من عند الله دالا على رسالة من انزل عليه وكون النبي صلى الله عليه وسلم كان من قبله غافلا عما جاء فيه لا يدري منه شيئا امر الثاني رؤيا يوسف وما فهمه منها ابوه وما بنى عليه تحذيره وانذاره وما يخاف عليه من كيد اخوته ثم تبشيره له بحسن العاقبة هنا تبدأ الملحمة تبدأ احداث السورة عن النبي صلى الله عليه وسلم من خبر مما يتعلق بيوسف عليه السلام. نعم حديث ابي موسى الاشعري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعجزتم ان تكونوا مثل عجوز بني اسرائيل قال اصحابه يا رسول الله وما عجوز بني اسرائيل؟ قال ان موسى لما سار ببني اسرائيل من مصر ضلوا الطريق. فقال ما هذا؟ فقال علماؤه نحن نحدثك. هنا يوسف ما حضره الموت اخذ علينا موثقا من الله الا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا قال فمن يعلم موضع قبره قالوا ما ندري اين قبر يوسف الا عجوزا من بني اسرائيل فبعث اليها فاتته فقال دلوني على قبر يوسف قالت لا والله لا افعل حتى تعطيني حكمي. فقال وما حكمك؟ قالت اكون معك في الجنة فكره ان يعطيها ذلك فاوحى الله اليه ان اعطها حكمها فانطلقت بهم الى بحيرة موضع مستنقع ماء قالت انضبوا هذا الماء فانضبوا احفروا واستخرجوا عظام يوسف فلما اقلوها الى الارض الى الطريق مثل ضوء النهار الى الطريق مثل ضوء النهار انا الله لقد كان في يوسف واخوته ايات للسائلين عبر دالة على قدرة الله تعظيم حكمته وتوفيق اقداره ولطفه بمن اصطفى من عباده ايات للسائلين خبر عجيب يستحق ان يروى وان يقصد المعتبرين وان يخبر به الناس اجمعين اذ قالوا ليوسف واخوه احب الى الى ابينا منا ونحن عصبة كيف يكون يوسف احب الى ابينا منا ونحن جماعة فكيف احب دينك الاثنين اكثر من الجماعة؟ ان ابانا لفي ضلال مبين او قالوا هذا طفل صغير لا يغني شيئا لا لا يصد عدوا ولا يبذلوا جهدا في استجلاب مال. نحن الرجال الاشداء الاقوياء كيف يكون ميله وحبه وحرصه ووده لهذين الصغيرين ونحن الرجال الاشداء الاقوياء لا يكون وده معنا بالكلية ولا يكون حبه معنا كحبه لهما بالمناسبة بالمناسبة ليس هناك دليل على نبوة اخوة يوسف كما قال الحافظ بن كثير وظاهر هذا السياق يدل على خلاف ذلك لان هذا الكيد والتدبير السيء لا يكون من انبياء عفا الله عنهم هم جميعا من الناس من يقول انهم اوحي اليهم بعد ذلك وليس لهم على ذلك دليل لم يذكروا الا قول الله تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل اسماعيل واسحاق ويعقوب والاصباغ لكن هذا الدليل محتمل لان لان بطون بني اسرائيل يقال لهم الاسباط كما يقال للعرب قبائل وللعجم شعوب فالله تعالى ذكر انه اوحى الى الانبياء من اسباط بني اسرائيل فذكرهم اجمالا لانهم كثيرون ولكل من نسل رجل من اخوة يوسف ولم يقم دليل على اعيان هؤلاء انهم هؤلاء باعيانهم قد اوحى الله اليهم وسبحان الله عندما تتأمل في عجيب تدبير الله في هذه القصة فعلا ايات للسائلين لو لم يحسدوه لما القوه في غيابة الجب لو لم يلقوه ما وصل الى عزيز مصر لو لم تصدق فراسة العزيز لو لم يعتقد لي فراسته امانته وصدقه ما امنه على بيته ورزقه واهله لو لم تراوده امرأة العزيز عن نفسه ويستعصم منها ما ظهرت نزاهته لو لم تفشل في كيدها وكيد صويحباتها لما القي في السيل لو لم يسجن ما عرفه ساقي ملك مصر وعرف صدقه في تعبير الرؤيا وارشاد ملك مصر اليه فامن به وجعله على خزائن الارض. لو لم يتبوأ هذا المنصب الكبير ما امكنه ان ينقذ ابويه واخوته واهله اجمعين من المخمصة والجوع. ويأتي بهم الى مصر ليشاركوه فيما ناله من عز وتمكين ورغد عيش ونعيما عظيم كل مسألة كل مبدأ من هذه المبادئ كان ظاهرها شرا مستطيرا ثم انتهى الى عاقبته. كانت خيرا وفوزا مبينا فلا تمس موم هب ثم جرى نسيما وانقلب لا فالله سبحانه وتعالى يجعل مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا لقد كان في يوسف واخوته ايات للسائلين لمن يريد ان يسأل عن احداثها الحسية الظاهرة وعلومها الباطنة وقد كان طيب كانوا يقولون ويتساءلون كيف يكون يوسف واخوه بنيامين احب الى ابينا منا يفضلهما علينا بمزيد محبة على صغرهما وقليل نفعهما. ونحن الرجال اشداء الاقوياء نقوم بكل ما يحتاج اليه من اسباب الرزق ورغد العيش او والكفاية في العيش. ان ابانا لفي ضلال مبين اخطأ في ايثار يوسف واخيه علينا بالمحبة ضل طريق العدل والمساواة ضلالا بينا لا يخفى علينا كيف يفضل غلامين ضعيفين لا يقومان له بخدمة نافعة على العصبة اولي القوة والكسب والحماية عن الذمار وفي الاية من العبرة نعم وجوب عناية الوالدين بمداراة الاولاد وتربيتهم على المحبة واتقاء وقوع التحاسد والتباغض بينهم واجتناب تفضيل بعضهم على بعض بما له المفضول اهانة له ومحاباة لاخيه بالهوى اقتلوا يوسف او اطرحوه ارضا اي قال اخوة يوسف بعضهم لبعض اقتلوا يوسف حتى لا يكون لابيه امل في لقائه او اطرحوه في ارض بعيدة نائية بحيث لا يهتدي الى العودة الى ابيه ان هو سلم من الهلاك يخلو لكم وجه ابيكم من اشتغاله بيوسف فيكون كل وده وكل توجهه وكل اقباله اليكم بعد ان تخلو الديار ممن شغف قلبه حبا ممن يشارككم في عطفه وحبه وتكونوا من بعد قتله قوما صالحين. امروا التوبة بعد الذنب وكثير ما يسول الشيطان للصالحين يجرؤهم على الذنب ويمنيهم بالتوبة بعده. ولا يدري هل يوفق المرء للتوبة بعد الذنب ان اجترأ عليه امداد نعم يقولون هذا الذي يزحمكم في محبة ابيكم لكم اعدموه اما بان تقتلوه او ان تلقوه في ارض بعيدة تستريح منه وتخلو انتم بابيكم وتكونوا من بعده قوما لكن لله الطاف خفية القى في قلب احدهم شيئا من الرحمة والرأفة قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف والقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين غيابة الجبش ما يغيب عن رؤية البصر من قعره غائب. ما يغيب عن رؤية البصر من قعره. سيارة السائرون جماعة المسافرين الذين يسيرون في الارض من مكان الى اخر للتجارة للتجارة وغيرها قال قائل منهم قيل انه روبين بالنون او باللام لا تقتلوا يوسف والقوه في غيابة الجب في قعره يلتقطه بعض المسافرين يأخذونه الى حيث ساروا في الاقطار في الاقطار البعيدة وبهذا يتم لكم ما تريدون هنا وهو ابعاده عن ابيه ان كنتم فاعلين ما هو المقصد لكم بالذات لان قتله لا يعنيكم بذاته فعلى ما تسخطون خالقكم باقتراف جريمة القتل ومقصودهم يمكن ان يتم بدونها لا تصلوا في عداوته وبغضه الى قتله لكن سبحان الله ما كان لهم سبيل الى قتله ابدا لان الله تعالى كان يريد منه امر لابد من امضاءه واتمامه من الايحاء اليه بالنبوة ومن التمكين له بارض مصر والحكم بها فصرفهم عنه بمقالة اخيهم واشارته عليهم ان يلقوه في الجب والا يقتلوه بس الله جل وعلا لله يد تعمل في هذا الوجود. فقد القى شيئا من الرأفة في قلب اخيهم. لا تقتلوا يوسف لا تقتلوا يوسف لا يعني ماذا تجنون من قتله؟ مقصودكم يتم بدون القتل نعم ويقول محمد بن اسحاق لقد اجتمعوا على امر عظيم من قطيعة الرحم وعقوق الوالد وقلة الرافد بالصغير الذي لا ذنب له وبالكبير الفاني للحق والحرمة والفضل وخطره عند الله ما حق الوالد على ولده؟ ليفرقوا بينه وبين ابيه حبيبه على كبر سنه ورقة عظمه مع مكانه من الله فيمن احبه طفلا صغيرا وبين ابنه على ضعف قوته وصغر سنه وحاجثه الى لطف والده وسكونه اليه يغفر الله لهم وهو ارحم الراحمين. لقد احتملوا امرا عظيما بدأ المسلسل يا ابانا ما لك لا تأمنا على يوسف؟ وانا له لناصحون ارسله معنا غدا يرتع ويلعب وانا له لناصحون. وان له لحافظون قال اني ليحزنني ان تذهبوا به واخاف ان يأكله الذئب وانتم عنه غافلون واخاف ان يأكله الذئب وانتم عنه غافلون يبقى هذا بيان جاء الله تعالى به ليبين ما كادوا به اباهم بعد ان بعد ان ائتمروا بيوسف ليرسله معهم يا ابانا ما لك لا تأمنا على يوسف لم تخافون عليه ونحن نحبه ونريد الخير له ونخلص النصح له وكانوا قد شعروا منه بهذا بعد ما كان من رؤيا يوسف ربما علموا بهذا منه من لما تواطؤوا على اخذه وطرحه في البئر كما اشار به عليهم اخوهم الكبير جاؤوا اباهم يعقوب عليه السلام لكي يوطؤوا ويمهدوا في بدء تنفيز الخطة التي توافقوا عليها ما لك لا تأمنا على يوسف توطئة ودعوة وانا له لناصحون توطئة ودعوة وهم يريدون خلاف ذلك. لما في قلوبهم من الحسد لحب ابيه له وصله معنا غدا يرتع ويلعب وانا له لحافظون ارسلوا معنا غداة غد عندما نخرج كعادتنا الى المرعى في الصحراء يشاركنا في الرياضة. والانس والسرور واكل الفواكه والخضروات وغيرها مما تطيب به نفسه وقد كان اكثر لعب اهل البادية السباق والصراع والرمي بالعصي والسهام ان وجدت وانا لحافظوه من كل اذى يصيبه قال اني ليحزنني ان تذهبوا به يحزنني يقض علي مضجعي. ان تذهبوا به معكم الى الصحراء كيف ان يأكله الذئب وانتم لا تشعرون بذلك لاشتغالك عن مراقبته وحفظه بدعمكم ولعله لو لم يزكر هذا لما خطر لهم ببال لكن شدة الحذر والاحتياط جعلته يقول ذلك فتلقفوا هذه الكلمة من فمه وبنوا عليها خطتهم اني ليحزنني ان تذهبوا. يشق علي مفارقته مدة ذهابكم به الى ان يرجع لفرط محبته له لما يتوسم فيه من الخير العظيم وشمائل النبوة والكمال في الخلق والخلق صلوات الله وسلامه عليه اني ليحزنني ان تذهب به. تشق علي مفارقته وبالاضافة الى هذا واخاف ان يأكله الذئب وانتم عنه غافلون تشتغلوا عنه برميكم ورعيكم. فيأتيه ذئب فيأكله وانتم لا تشعرون. يبقى كما قلنا التقطوا من فمه الكلمة وجعلوها عذرهم فيما فعلوه. وقالوا مجيبين له عنها في الساعة الراهنة. لان اكله الذئب ونحن عصبة انا اذا لخاسرون. والله لان اختطفه منا الذئب في الصحراء ونحن جماعة شديدة البأس تكفى من الخطوب وتدفع بنا مهمات الامور انا اذا لهالكون لا غناء عندنا ولا نفع فينا ولا ينبغي ان يعتد بنا ولا ان يركن ولا ان يركن الينا فلما ذهبوا به لتمضي اقدار الله عز وجل. وقد قلنا ان يد الله تعمل. لكنها تعمل بطريقتها الخاصة فلما ذهبوا به واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجب واوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون لما ذهب به اخوته من عند ابيه بعد مراجعتهم له وقد عزموا عزما اكيدا لا تردد فيه على القائه في غيابة الجب نفذوا ذلك فاوحى الله جل وعلا وحيا الهاميا لعبده يوسف تطييبا لقلبه وتثبيتا لنفسه لا تحزن مما انت فيه فان لك من ذلك فرجا ومخرجا حسنا وسينصرك الله عليهم وسيرفع الله درجتك وستخبرهم بما صنعوا وهم لا يشعرون بانك يوسف بهذا ايمان. الا ان الله جل جلاله سيخلصه من هذه المحنة وسيصيرون تحت سلطانه وقهره فلما ذهب به اخوته من عند ابيه بعد مراجعتهم له في ذلك واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجبن. هذا فيه تعظيم لما فعلوه انهم اتفقوا كلهم على القائه في اسفل ذلك الجب وقد اخذوه من عند ابيه فيما يظهرونه له اكراما له وبسطا وشرحا لصدره وادخالا للسرور عليه هذا قد روي ان يعقوب عليه السلام لما بعثه معه ضمه اليه وقبله ودعا له وذكر السدي وغيره انه لم يكن بين اكرامهم له وبين اظهار الاذى له الا ان غابوا عن عين ابيه وتوارى عنه ثم شرعوا يؤذونه بالقول من شتم ونحوه والفعل من ضرب ونحوه. ثم جاءوا به الى ذلك الجب الذي اتفقوا على رمي فيه فربطوه بحبل ودلوه في فكان اذا لجأ الى واحد منهم لطمه وشتمه. واذا تشبث بحافات البئر ضربوا على يديه. ثم ثم قطعوا به الحبل من نصف المسافة فسقط في الماء فغمر فصعد الى صخرة تكون في وسطه يقال لها الرغوف فقام فوقها هكذا تقول الروايات واوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا يذكر الله جل جلاله لطفه ورحمته انزاله اليسر في حال العسر اوحى الى يوسف في هذه الحالة الضيقة تطييبا لقلبه وتثبيتا له لا تحزن مما انت فيه فان لك من ذلك فرجا ومخرجا سينصرك الله عليهم ويرفع درجتك. وستخبرهم بما فعلوا بك من هذا الصنيع السيء. وهم لا يشعرون وهم لا يشعرون بايحاء الله يقول ابن عباس اه ستنبأهم بصنيعهم هذا في حقك وهم لا يعرفونك ولا يستشعرون بك كما قال ابني ابن جرير لما دخل اخوة يوسف عليه فعرفهم وهم له منكرون. قال جيء بالصواع فوضعه على يده ثم نقره فطم وقال انه ليخبرني هذا الجام انه كان لكم اخ من ابيكم يقال له يوسف يدنيه دونكم وانكم انطلقتم به والقيتموه في غيابة الجب قال ثم نكره فطمنا قال فاتيتم اباكم فقلتم ان الذئب اكله. وجئتم على قميصه بدم كذب فقال بعضهم لبعض ان هذا الجام ليخبره فلا نرى هذه الاية الا نزلت فيه. نزلت الا فيهم لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون القصص القرآنية حق كله وبالحق انزلناه وبالحق نزل لا مجال فيه لمبالغات ولا لمجازفات اقوال ولا ولا لخيالات قصاص ولا روائي انما هو الحق المحض الذي تنزل من عند الله سبحانه وتعالى نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين احبتي في الله نكتفي بهذا القدر للتعليق على هذه الايات على امل اللقاء بكم في حلقة الغد ان شاء الله حتى نلتقي. استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته