بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الثالثة من تفسير سورة يوسف مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وجاؤوا اباهم عشاء يبكون نمضي مع قصة الكريم ابني الكريم ابن الكريم ابن الكريم مع قصة نبي الله يوسف ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم عليه السلام يخبرنا الله جل جلاله عما تواطأ عليه اخوة يوسف بعدما القوه في غيابة الجب ثم رجعوا الى ابيهم في ظلمة الليل عندما خلط سواد الليل بياض النهار جاؤوا يبكون ليقنعوه بما يريدون جاؤوا متغممين جاءوا مظهرين للاسف والجزع وقالوا لابيهم معتذرين عما وقع فيما زعموا وفيما ادعوه كذبا يا ابانا انا ذهبنا نستبق زهبنا من موضع اجتماعنا نتسابق ونترامى بالنبال وتركنا يوسف عند ثيابنا وازواجنا ليحفظها لانه صغير لا يستطيع مجاراتنا في سباقنا فان سباقنا يرهق القوي لا يقوى عليه يوسف الطفل فاكله الذئب لاننا لما بعدنا عنه استغاث فلم يسمع فلم نسمع استغاثته ولم يصل الينا صوت صراخه ونحن نعلم يا ابانا انك لا تصدقنا وانت معذور في هذا لا تصدقنا ولو كنا عندك صادقين. فكيف وانت تتهم في ذلك ولك العذر في هذا لغرابة ما وقع لقد خشيت ان يأكله الذئب فاكله الذئب. فانت معذور في تكذيبك لنا لعجيب ما اتفق لنا في امرنا هذا ثم قال تعالى وجاؤوا على قميصه بدم كذب مكذوب مفترى وهذا من الافعال التي ارادوا ان يؤكدوا بها ما تمالؤوا عليه من المكيدة عبدوا الى سخلة تعبون معنى كلمة سخلة الذكر والانثى من ولد الضأن والماعز ساعة يولد ذبحوها لطخوا ثوب يوسف عليه السلام بدمها موهمين ان هذا قميصه الذي اكله فيه الذئب وقد اصابه من دمه لكن لابد للجاني ان يترك ثغرة يكتشف فيها امره وتفتضح فيها جنايته لقد نسوا ان يخرقوهم فلهذا لم يرج هذا الصنيع على نبي الله يعقوب. ما هذا الذئب الحليم الذي اكل يوسف ولم يمزق ثوبه. ولم لم يخرقه فقال لهم معرضا عن كلامهم بل سولت لكم انفسكم امرا وصبر جميل لقد جاءوا على قميصه بدم كذب ليكون دليلا على صدقهم فكان دليلا على كذبهم الله يقول على قميصه على ليبين انه كأنه موضوع وضعا متكلفا على قميصه اذ لو كان من افتراس الذئب لتمزق القميص وتغلغل الدم في كل قطع منه. ومن اجل هذا لم يصدقهم بل قال هيهات ليس الامر كما تدعون بل سولت لكم انفسكم الامارة بالسوء امرا نكرا زينته لكم في قلوبكم تطوعت لكم انفسكم قتل اخيكم حتى او او يعني ما ادعيتموه كذبا من اخفائه او ما تواطئتم عليه حتى اقترفتموه طبعا يعلم انه لم يقتل وساصبر صبرا جميلا على هذا الامر الذي اتفقتم عليه حتى يفرجه الله بعونه ولطفه ابن عباس يقول لو اكله السبع السبع لخرق القميص والصبر الجميل الذي لا جزع فيه لا شكوى فيك وقد حدث الثوري عن بعض اصحاب انه قال ثلاث من الصبر الا تحدث بوجعك ولا بمصيبتك ولا تزكي نفسك ثلاثة من الصبر الا تحدث بوجعك ولا بمصيبتك ولا تزكي نفسك بخاري ذكر هنا حديث امنا عائشة في حادثة الافك حينما بكى قولها والله لا اجد لي ولكم مثلا الا كما قال ابو يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ثم قال تعالى وجاءت تيارة فارسلوا واردهم فادلى دلوه. قال يا بشرى هذا غلام واسروه بضاعة والله عليم بما يعلمون سيارة ليست المركبة التي نركبها تيارة الرفقة التي تسير معا الجماعة من الناس الذين يسيرون معا. الرفقة تسير معا معنى الوارد الذي يرد الماء ليستسقي لقومه اسروه بضاعة اخفوه عن الناس والبضاعة القطعة من المال تفرز للاتجار بها وكلمة نعم شر تطلق على البيع وعلى الشراء. وشروه بثمن يعني باعوه فتطلق على البيع وابشره جاء السيارة اي قافلة تسير من مدين الى مصر فارسلوا والده الذي يجلب لهم الماء للاستسقاء فارسل دلوه ودلاه في الجب فتعلق به يوسف فلما خرج ورآه قال مبشرا جماعته السيارة يا بشرى هذا غلام تفشى به السيارة واخفوه عن الناس لئلا يدعيه احد من اهل هذا المكان من اجل ان يكون بضاعة لهم بجملة تجارتي والله عليم بما يفعله هؤلاء السيارة وما يفعله اخوة يوسف كل منهم له مقصد خاص في يوسف السيارة يدعون بالباطل انه عبد لهم ليتجروا فيه قوة يوسف يريدون اخفاءه عن ابيه ويدعون ان الذئب قد اكله. وهذا كيد بالباطل ليمضي فيه وفيهم حكمه السابق جل جلاله وليرى اخوة يوسف ويوسف وابوه قدرة الله جل جلاله على امضاء حكمه وانفاذ قدره في هذا المشهد تذكير من الله لنبيه تسلية له على ما كان يلقاه من ذوي قرباه من عشيرته من قومه المشركين من الاذى. كانه يقول له اصبر على ما نالك في الله اني قادر على تغيير ذلك كما قدرت على تغيير ما لقي يوسف من اخوته سيصير امرك الى العز والعلو والغلبة والتمكين كما صار امر يوسف مع اخوته الصغار اذ صار تأييدهم وخروا له سجدا في نهاية القصة لقد مكث نبي الله يوسف في البئر كما جاء في بعض الروايات مكث فيه ثلاثة ايام ويقول محمد ابن اسحاق لما القاه اخوته جلسوا حول البئر يومهم هذا ينظرون ماذا يصنع وما يصنع به فساق الله له سيارة مجموعة من الناس فنزلوا قريبا من تلك البئر وارسلوا واردهم الذي يتطلب لهم الماء فلما جاء ذلك فلما جاء ذلك الى البئر وادلى بدلوه تشبس فيها يوسف اخرجه استبشر به قال يا بشرى ابا غلام واسروه بضاعة يعني يعني اسره الواردون من بقية السيارة او من اهل هذا المكان على احتمالين اسروه حتى لا يدعيه احد من اهل هذا المكان ليكون من جملة بضاعتهم التي يتاجرون بها او اسروه عن بقية رفقتهم واخوانهم حتى لا يشاركوهم في ثمنه وقيل اخوة يوسف اسروا شأنه وكتموا ان يكون اخاهم وباعوه لهؤلاء الناس ويوسف ايضا مسكين كتم شأنه مخافة ان يقتله اخوته واختار البيئة فذكر اخوته لوالد القوم فذكره اخوته لولد القوم فنادى اصحابه يا بشرى هذا غلام اي هذا غلام يباع فباعه وتوب والله عليم بما يعملون عليم بما يفعله اخوة يوسف وما يفعله مشترون وهو قادر على تغيير ذلك كله وعلى دفعه لكن له حكمة وله قدر تتعلم من قصة يوسف ان يد الله تعمل لكنها تعمل بطريقتها الخاصة كم تأتي النعمة دي صورة نقمة والمنحة في صورة محنة والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين لا تدبر لك امرا فاولوا التدبير هلكا سلم الامر تجدنا نحن اولى بك منك نعم وفي هذا كما قلنا تعريض للنبي صلى الله عليه وسلم لاعلامه باني عالم باذى قوم لك وقادر على تغيير ذلك لكني سأملي له ثم اجعل العاقبة لك والحكم عليهم كما جعلت ليوسف الحكم والعاقبة على اخوته وشروه بثمن بخس دراهم معدودة. وكانوا فيه من الزاهدين. اي باعوه باعوه بثمن باعه اخوة يوسف لهؤلاء السيارة بثمن بخس ثمن قليل كما قال تعالى فلا يخاف بخسا ولا رهقا اي اعتاد عنه اخوته بثمن دون قليل وكانوا فيه من الزاهدين. بل لو سئلوا ان يبدى لهم بغير ثمن ما ترددوا وكانوا فيه من الزاهدين. بعض الناس يقولون ان هذا يرجع الى السيارة والسيارة لم يكونوا فيه من الزاهدين بل استبشروا وقالوا يا بشرى هذا غلام فالراجح ان هذا الكلام يرجع الى اخوته بخس بعض الناس قال بخس اي ثمن حرام اي او ظلم لانه قد بيع ظلما في اي فلوس تدفع فلوس حرام لكن هذا معلوم بالبداهة فيبعد ان يكون هو المقصود كما يقول ابن كثير لان هذا يعرفه كل كل احد ثمنه حرام على كل حال وعلى كل احد لانه نبي ابن نبي ابن نبي ابن خليل الرحمن فهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم لكن قالوا المراد بالبخس الناقص او الزيوف الدراهم الزائفة التي ليست جيدة ولا اصل لها وقالوا باعوه بعشرين درهم باتنين وعشرين وقسموا تمنها كل واحد خد له ايه؟ درهمين يا عم على كل حال هذه التفاصيل لم تثبت بدليل صحيح ولا علاقة لها باصل القصة لكن المهم باعوه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين ثم قال تعالى وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الارض ولنعلمه من تأويل الاحاديث والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون. يخبرنا جل جلاله بالطافه بعبده ونبيه يوسف انه قيد له الذي اشتراه من مصر قد تعتني به واكرمه واوصى اهله به وتوسم فيه الخير والصلاح وكان دقيقة وشديدة الفراسة قال لزوجه وامرأته اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا وكان الذي اشتراه من مصر كان عزيز مصر وهو الوزير وكان على خزائن مصر ابن مسعود يقول افرس الناس ثلاثا عزيز مصر عندما قال لامرأته اكرمي مثواه وكان الصادقا الفراسة فقد كان من شأنه ما كان والمرأة التي قالت لابيها يا ابتي استأجر ان خير من استأجرت القوي الامين وابو بكر الصديق كان استخلف عمر بن الخطاب كالفراسة فيه دراسة صادقة وكذلك مكنا ليوسف كما انقذنا يوسف من اخوته مكنا له في الارض اي اي ببلاد مصر ولنعلمه من تأويل الاحاديث اي تعبير الرؤى والله غالب على امره اذا اراد شيئا لا يرد لا يمانع لا يخالف بل هو الغالب لما سواه والله غالب على امره اي فعال لما يشاء ولكن اكثر الناس لا يعلمون لا يدرون حكمته في خلقه وتلطفه وفعله لما يريد الله غالب على امره وما امرنا الا واحدة تلمح بالبصر انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ولما بلغ اشده اتيناه حكما وعلما لما استكمل عقله لما استكمل عقله وتم خلقه اتيناه حكما وعلما يعني النبوة اطفاه الله بها من بين اولئك الاقوام. وكذلك نجزي المحسنين كم المدة التي بلغ فيها اشد موضع خلاف بين اهل العلم فقيل ثلاث وثلاثون سنة وقيل بضع وثلاثون وقيل اربعون وقيل خمس وعشرون وقيل ثلاثون وقيل ثماني عشرة فالله اعلم بها المقصود لما بلغ سن رشده وكمال قوته اكمال نموه البدني والعقلي وهبناه حكما صحيحا فيما يرعى له من مهمات الامور ومشكلات الحوادث اتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين وكذلك نجزي المحسنين والحسين كما جاء بحديث جبريل ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فالمحسنون المتقنون لاعمالهم المراقبون لله فيها الذين يعبدون الله كأنهم يرونه فان لم يكونوا يرونه فان الله يراهم جل جلاله وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا ده في كتاب مبين يا من يرى مد البعوض جناحه يا من يرى مد البعوض جناحه في ظلمة الليل البهيم الاليل ويرى مناط عروقها في نحرها والمخ في تلك العظام النحل امن علي بتوبة تمحو بها ما كان مني في الزمان الاول ولما بلغ اشده اتيناه حكما وعلما. وكذلك نجزي المحسنين لقد اراد اخوته ان يتخلصوا منه ان يبعدوه عن وجه ابيه واراد له ربه العزة والتمكين فكانت هذه القصة وكاد هذه فصولها وكانت احسن القصص لان الجميع قد ختم لهم بالسعادة في نهاية المطاف عندما رفع ابويه على العرش وخروا له سجدا. وقال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد احسن بي اذ اخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي ان ربي لطيف لما يشاء الانسان في الجملة يبلغ اشده في سن الاربعين وفقه ما بعد الاربعين ترك ما لا ينفع في الاخرة حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة قال ماذا قال رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه اذا بلغ المرء الاربعين فينبغي ان يحرص وقد امهله الله الى هذه السن وبلغه اياها ان يحرص على ترك ما لا ينفع في الاخرة رب اوزعني ان اشكو نعمتك وفقني وهيئلي انا اشكو نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني من المسلمين اذا بلغ الستين او السبعين اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير الشيب والرسول فذوقوا فما للظالمين من نصير ابيات لطيفة يقولها شاعر يتحدث عن مراحل العمر فيقول ابن عشر من السنين غلام رفعت عن نظيره الاقلام وابن عشرين للصبا والتصابي ليس يثنيه عن هواه من ام والثلاثون قوة وشباب وهيام ولوعة وغرام فان زاد بعد ذلك عشرا فكمال وشدة وتمام وابن خمسين مر عنه صباه فيراه كأنه احلام وابن ستين طيرته الليالي هدفا للمنون وهي سهام وابن ستين سيرته الليالي هدفا للمنون وهي سهام وابن سبعين لا تسألني عنهم فابن سبعين ما عليه كلام فان زاد بعد ذلك عشرا فهو حي كميت والسلام اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نظير فما للظالمين من نصير. ولما بلغ اشده اتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين وعندما يجزي الله جل جلاله حدث عن العطاءات والفيوضات التي لا تحد ولا تعد. وان تعد نعمة الله لا تحصوها. واذا اعطى الله ادهشك بعطائه جل جلاله قطوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات على امل اللقاء بكم في حلقة الغد ان شاء الله حتى نلتقي استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته وبرة البلاد