بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الرابعة من تفسير سورة يوسف مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك قال معاذ الله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين واستبق الباب وقدت قميصه من دبر والف يا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من اراد باهلك سوءا الا ان يسجن او عذاب اليم وراودته المراوغة المراودة ان تنازع غيرك في الارادة فتريد منه غير ما يريد المراودة ان تنازع غيرك في الارادة فتريد منه غير ما يريد وهو طلب الفعل مع التحيل والمخادعة. راودته عن نفسها اي طلبت منه فعل الفاحشة معها مع مع المخادعة المراود يتلطف في طلبه تلطف المخادع ويحرص عليه كما قال اخوة يوسف سنراود عنه اباه اي نحتال عليه ونخدعه عن ارادته ليرسل بنيامين معنا وهيت لك يعني هلم اقبل بادر وراودته التي هو في بيتها عن نفسه اي خادعت امرأة العزيز يوسف عن نفسه وراوغته ليريد منها ما تريد هي منه مخالفا لارادته ولارادتي ربه جل جلاله والله غالب على امره اه كأن المعنى خدعته عن نفسه اي فعلت ما يفعل المخادع لصاحبه عن شيء لا يريد اخراجه من يده وهو يحتال ان يأخذه منه وهي عبارة عن التمحل في مواقعته اياها وغلقت الابواب احكمت اغلاق باب المخدع الذي كان فيه وباب البهو الذي يكون امام الغرف في بيوت العظماء والكبراء وباب الدار الخاري وقالت هيت لك اي هلم اقبل هيت لك قال معاذ الله فهو يعيدني ان اكون من الجاهلين معاذ الله اعوذ بالله قال تاج اليه مما ترهدينه مني فهو يعيذني ان ان اكون من الجاهلين انه ربي احسن مثواي ربي اي سيدي ورب الشيء صاحبه ومالكه ويجوز اطلاقه على غير الله سبحانه وتعالى اذا كان مضافا اذا كان مضافا يقال رب الاسرة ورب الدار ورب الابل انا رب الابل وللبيت رب يحميه اه فاطلاق كلمة رب على غير الله سبحانه وتعالى معهود ومعروف مثلا منها قول يوسف عليه السلام لصاحبه في السجن اذكرني عند ربك اي عند سيدك وهو الملك ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم فذرها في ضالة الابل فذرها حتى يلقاها ربها اي صاحبها ومالكها وقوله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته اي صاحب المال ومالكه لكن اذا استعملت لفز الرب واريد به الانسان فلا بد ان يكون مضافا الى شيء هو داخل في ملك الانسان وتحت سيادته فيقال رب الاسرة رب الدار رب المال رب الابل وما شابه ذلك. وقد ثبت ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من رب هذا الجمل وراودته التي هو في بيتها عن نفسه يبر الله تعالى عن امرأة العزيز التي كان يوسف في بيتها بمصر وقد اوصاها زوجها به وباكرامه وبإحسان مثواه فراودته عن نفسه اي حاولته على نفسه ودعته اليها لما احبته حبا جميلا لفرط جماله وحسنه. وقد اوتي شطر الحسن صلوات ربي وسلامه عليه فحملها ذلك على ان تجمدت له وغلقت عليه الابواب ودعته الى نفسها وقالت هيت لك فامتنع من ذلك اشد الامتناع وقال معاذ الله انه ربي احسن مثواي ان بعلك احسن مثواي احسن الي فلا اقابله بالفاحشة في اهله انه لا يفلح الظالمون هيت لك تعني تدعوه لنفسه الم بادر اقبل وقد قرأت هأت لك اي تهيأت لك. يبقى هيت تعال فاقترب وهيئت لك اي تهيأت لك فتجملت وتزينت وتهيأت له لكي يحقق لها مرادها لما شغفها حبا ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين اختلفت اقوال اهل التفسير وعباراتهم في الهم الذي كان من نبي الله يوسف همها به امره واضح لقت شغفها حبا انها تريده عن نفسه ولقد صرحت بذلك الحق ان راودته عن نفسه تهمها امره جلي بين واضح لكن همه هو الذي اختلف اهل التفسير في بيانه نعم فقيل انه مجرد خاطر قلبي طرفه عنه وازع التقوى وقال بعضهم الميل الطبيعي المزموم بالتقوى وهذا لا معصية فيه. لانه امر جبلي لا يتعلق به التكليف كما في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيعدل ثم يقول اللهم هذا قسمي فيما املك فلا تلمني فيما لا همك يقصد القلب ومثله ميل الصائم بطبعه الى الماء البارد مع ان تقواه تمنعه من الشرب وهو صائم وقد قال صلى الله عليه وسلم ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة كاملة لانه ترك ما تميل اليه نفسه طبعا وجبلة خوفا من الله وامتثالا لامره كما قال تعالى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى وهم بني حارثة وبني سلمة بالفرار اذ هم الطائفتان منكم ان تفشلا كهم يوسف هذا بدليل قوله تعالى اذ هم الطائفتان منكم ان تفشلا والله وليهما آآ لان قوله تعالى والله وليهما يدل على ان ذلك الهم ليس بمعصية لان اتباع المعصية بولاية الله لذلك العاصي اغراء على المعصية هذا احد القولين في هذا القول الثاني ان يوسف لم يقع منه هم اصلا بل هو منفي عنه لوجود البرهان وهو الاجر على قواعد اللغة العربية آآ يبقى معنى الاية وهم بها لولا ان رأى برهان ربه اي لولا ان رأى برهان ربه لهم بها لكنه رأى برهان ربه فلم يهم بها والدليل ونظير هذا قوله تعالى ان كادت لتبدي به تفشي امره وتشيعه لولا ان ربطنا على قلبها اي لولا ان ربطنا على قلبها لكادت تبني به. فهي لم تبدي به. لان الله ربط على قلبها ويوسف لم يهم لان الله جل وعلا اراه برهانا وفي التأمل في هذه القصة نبين ان الله جل جلاله بين لنا براءة يوسف عليه السلام من الوقوع فيما لا ينبغي وذلك بشهادة كل اطراف هذه العلاقة بشهادة يوسف عليه السلام زوجة العزيز زوجها النسوة الشهود وفوق هذا كله شهادة رب العالمين اما يوسف عليه السلام فقد جزم ببراءته من تلك المعصية عندما قال مخبرا عن نفسه هي راودتني عن نفسي وفيما قصه الله جل جلاله قال رب السجن احب الي مما يدعونني اليه والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين. وهذا دليل على براءته ثانيا اعتراف امرأة العزيز نفسها الناهية التي راودته عن نفسه فاستعصم ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما امره ليسجنن وليكونن من الصاغرين ثم قالت الان حصحص الحق انا راودته عن نفسي وانه لمن الصادقين اعتراف زوجها عزيز مصر انه من كيدكن ان كيدكن عظيم يوسف اعرض عن هذا لا تتحدس به لا تشعه واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين هذه شهادة زوجها اعتراف الشهود وشهد شاهد من اهلها ان كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين. فلما رأى قميصه قد من دبر قال انه من كيدكن ان كيدكن عظيم واخيرا شهادة رب العالمين وهي الكافية الوافية كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين وبهذا ثبتت براءة نبي الله يوسف من اصحاب العلاقة في هذه القصة جميعا بل اعجب من هذا اقرار ابليس بالطهارة نبي الله يوسف واضحة بقوله تعالى فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين ونبي الله يوسف بشهادة الله تعالى من المخلصين. كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء. انه من عبادنا المخلصين يبقى المراد من هم احد وعمرين كما قلنا اما خطرات يعني النفس او ان حد وهذا ليس محل تكليف اصلا. او ان هذا الهم حتى هذا القدر لم يكن من نبي الله يوسف. كما قال تعالى ان كادت لتبدي به لولا ان ربط معنا لان الله ربط على قلبه لم تبدي به. لان الله ارى يوسف برهانه لم يهمه بها. فصلوات الله على نبينا اله يوسف وعلى سائر الانبياء والمرسل لولا ان رأى برهان ربه دل في اهل التفسير بالمقصود بهذا البرهان على اقوال منهم من قال رأى صورة ابيه يعقوب عاضا على اصبعه بفمه وقيل في رواية فضرب في صدر يوسف قيل رأى خيال الملك يعني سيده وقيل نظر الى سقف البيت فاذا كتاب في حائط البيت لا تقربوا الزنا انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا وقد ورد في رواية اخرى ان الذي رآه يوسف ثلاث ايات من كتاب الله ان عليكم لحافظين وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين والاية الثالثة افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت والصواب كما يقول ابن جرير انه رأى اية من ايات الله تزجره عن الهم وجائز بان يكون قد رأى صورة يعقوب او صورة الملك عزيزي مصر يومئذ او ان يكون ما رآه مكتوبا من الزجر عن ذلك من الايات التي سبقت تلاوتها لا حجة قاطعة على تعيين شيء من ذلك فالصواب ان يطلق كما اطلقه الله جل جلاله نعم كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء اي كما اريناه برهانا طرفه عما كان فيه باننا اكلة اهلك لقي السوء والفحشاء في اموره كلها لانه من عبادنا المخلصين المجتبين المطهرين المختارين المصطفين الاخيار صلوات الله وسلامه واستبق الباب وقدت قميصه من دبر والف يا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من اراد باهلك سوءا الا ان يسجن او عذاب اليم يخبر الله تعالى عن حالهما حين خرجا يستبقان الى الباب يوسف هارب والمرأة تطلبه وتشده ليرجع الى البيت فلحقته في اثناء ذلك فامسكت بقميصه من خلفه فقدته قدا كبيرا فمر يوسف هاربا ذاهبا وهي في اثره فالف يا سيدها وهو زوجها عند الباب فعند ذلك خريت مما هي فيه بمكرها وكيدها وقالت لزوجها متنصلة وقاذفة يوسف بدائها ما جزاء من اراد باهلك سوءا اي فاحشة الا ان يسجن او ان يحبس او عذاب اليم ان يضرب ضربا شديدا موجعا عندها انتصر يوسف لنفسه ونطق بما بما يبرئه من تهمة الخيانة هي راودتني عن نفسي بهيدا شاهد من اهله ان كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين لقد قال بارا صادقا هي راودتني عن نفسي انها اتبعته تجذبه اليها حتى قد قميصه وشهد شاهد من اهلها ان كان قميصه قد من قبل اي من الامام فالصدقة هي في قولها انه راودها عن نفسها لانه يكون لما دعاها وابت عليه دفعته في صدره فقدت قميصه فيصح ما قال وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين لان ذلك يكون عندما هرب منها ثم جرف خلفه تطلبه امسكت بقميصه من الخلف لترده اليها فقدت قميصه من ورائه شاهد اختلف هل هو رضيع ممن انطق في المهد كما تقول بعض الروايات ام انه كبير قولان لعلماء السلف آآ يعني في هذا منهم من قال كان صبيا في في المهدي ومنهم من قال انه شيخ كبير و لم يثبت في حديث صحيح ان شاهد يوسف كان طفلا رضيعا كما تقول بعض الروايات فالصحيح المتفق عليه وهو في الصحيحين اني يعني لم يكن هذا الطفل الذي نطق ببراءة نبي الله يوسف لم يكن مما نطق في المهد لان الصحيح الثابت لم يتكلم في المهد الا ثلاثة عيسى وطفل جريج قصته كان في بني اسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي جاءته امه فدعته قال اجيبها او او اصلي قال اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعتي فتعرض له امرأة فتعرضت له امرأة وكلمته فابى اتت راعيا فأمكنته من نفسها فاحبلها فولدت غلاما وقالت من جريج فاتوا فاتوه فكسروا صومعته وانزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم اتى الغلام وقال من ابوك يا غلام؟ فقال الراعي قالوا نبني صومعتك من ذهب؟ قال لا الا من طين الثالث كانت امرأة ترضع ابنا لها من بني اسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة قالت اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها واقبل على الراكب فقال اللهم لا تجعلني مثل ثم اخبر على ثديها يمصه فقال ابو هريرة كاني انظر الى النبي صلى الله وسلم يمص اصبعه ثم مر باباه فقالت اللهم لا تجعل ابني مثل هذه وكانت تعذب وتضرب فترك ثديها وقال اللهم اجعلني مثلها قالت لم ذاك قال الراكب جبار من الجبابرة وهذه الامة يقال لها سرقت زنيت وهي لم تفعل اتهمت ظلما ان هذا هو الصواب ما جاء في هذا الحديث الذي رواه الشيخان ان الذين تكلموا في المهد ثلاثة عيسى ابن مريم وغلام جريج وهذا الطفل الذي كان مع هذه المرأة اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت يا رب العالمين آآ فلما رأى قميصه قد من دبر قال انه من كيدكن ان كيدكن عظيم لما تحقق زوجها صدق يوسف وكذبها فيما قذفته به ورمته به قال انه من كيدكن هذا البهت هذه التهمة التي اردت ان تلطقي بها عرض هذا الشاب انه من كيدكن ان كيدكن عظيم ثم قال امرا ليوسف يوسف اعرض عن هذا اكتم هذا اضرب عن عنو صفحا فلا تذكره لاحد يوسف اعرض عن هزا واستغفري لذنبك كان لين العريكة سهلا او ربما عذرها لانها رأت من جمال يوسف وحسنه ما لا صبر لها عني فقال لها استغفري لذنبك الذي وقع منك من ارادة السوء بهذا الشاب ثم قذفه بما هو بريء منه انك كنت من الخاطئين والخاطئ الذي يتعمد الجرم بخلاف المخطئ الخطأ خلاف الخطوة وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ يعني ليس بعامد ان قتلهم كان خطئا كبيرا التعمد وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا جاء في المدينة وهي مصر قبر امرأة العزيز تحدث به الناس وقال نسوة في المدينة نساء الكبراء والامراء والوجهاء يمكننا على مراة العزيز ويعبن عليها ما كان منها تراود فتاها عن نفسه تحاول غلامها عن نفسه تدعوه الى الى نفسها قد شغفها حبا اي وصل حبه الى شغاف قلبها الشغف الحب انا لنراها في ضلال مبين في صنيعها هذا من حبها فتاها ومن مراودتها اياه عن نفسه طيب فلما سمعت بمتلهن ارسلت اليهن واعتدت لهن متكأ وقادر كل واحدة منهن سكينا. وقالت اخرج عليهن. فلما رأيناه اكبرنه وقطعن ايديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم لما سمعت ما يتقاولون به وكيف انه قد شغفها حبا وقيل بل بلغهن حسن يوسف فاحببنا ان يرينا فقلنا ما قلنا ليتوصلنا بذلك الى رؤيته ومشاهدته فعند ذلك ارسلت اليهن دعتهن الى منزلها للضيافة واعدت لهن متكئا يجلسن عليه المجلس المعد في مفارش واساعد وطعام فيه ما يقطع بالسكاكين واتت كل واحدة منهن سكينا كانت مكيدة منها ومقابلة لهن في احتيالهن على رؤيته وقالت اخرج عليهن قد خبأته في مكان قديم بجوار المائدة فلما خرج ورأينه اكبرنه اعظمنه اعظمنا شأن اجللن قدره جعلنا يقطعن ايديهن دهشة برؤيته وهن يظن وهن يظن انهن يقطعن الفاكهة بالسكاكين والمراد حززنا ايديهن بها ثم قالت لهم بما يزكره بعض السلف بعدما اكلنا وطابت انفسهن مما وضعت بين ايديهن اترجا وادر كل واحدة منهن سكينا غدت له النار هلا كنا في النظر الى يوسف؟ قلنا نعم تباعثت اليه تأمره ان اخرج اليهم فلما رأيناه جعلنا يقطعن ايديهن ثم اماته ان يرجع اليرينه مقبلا ومدبرا فرجع وهن يحززن في ايديهن فلما احسسنا بالالم جعلنا يولول فقالت انتن من نظرة واحدة فعلتن هذا فكيف الام انا فقلنا حاشا لله ما هذا بشرا؟ ان هذا الا ملك كريم وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بيوسف عليه السلام في السماء الثالثة فاذا هو قد اعطي شطر الحسن اعطي شطر الحزن ويقول ابو القاسم السهيلي بتأويل هذا الحديث ان يوسف عليه السلام كان على النصف من حسن ادم عليه السلام فان الله خلق ادم بيده على اكمل صورة واحسن ولم يكن في ذريته من يوازيه في جماله وكان يوسف قد اعطي شطر حسنه ايا كان هذا التأويل او الذهب لقد قال النسوة عند رؤيته حاش لله معاذ الله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم قالت فذلكن الذي لم تمنني فيه نعم تقول هذا معتذرة اليهن بان هذا حقيق ان يحب لجماله وكماله ولقد راودته عن نفسه فاستعصم. فامتنع نعم قاد بعضهم لما رأينا جماله الظاهر اخبرتهن بصفاته الحسنة التي تخفى عنهن وهي العفة مع هذا الجمال ثم قالت تتوعدوا ولئن لم يفعل ما امره ليسجنن وليكونن من الصاغرين عندها استعاذة يوسف عليه السلام من كيدهن وشرهن فقال رب السجن احب الي مما يدعونني اليه. والا تصرف عني كيدهن. اصبو اليهن واكن من السجن احب الي مما يدعونني اليه من الفاحشة وان وكلتني الى نفسي فليس لي منها قدرة ولا املك لها ضرا ولا نفعا الا بحولك وقوتك انت المستعان وعليك التكلان فلا تكلني الى نفسي اصبو اليهن واكن من الجاهلين فاستجاب له عصمه الله عصمة عظيمة وحماه فامتنع من ذلك اشد الامتناع واختار السجن على ذلك وهذا في غاية مقامات الكمال انه مع شبابه وجماله وكماله تدعوه سيدته وهي امرأة عزيز مصر وهي مع هذا في غاية الجمال والمال والرياسة. ويمتنع عن ذلك. ويختار السجن على هذا خوفا واد من الله ورجاء ثوابه مقام كريم جدا عظيم جدا. لقد ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله امام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمساج بالمساجد اذا خرج منه حتى يعود اليه غير قلبه معلق بالمسجد اذا خرج منه حتى يعود اليه ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما انفقت يمينه ويريل دعته امرأة منصب وجمال فقال اني اخاف الله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه احبتي في الله نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات على امل اللقاء بكم في الحلقة القادمة حتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته اه