الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الثالثة عشرة مع المحاضرة الاخيرة من محاضرات تفسير سورة يوسف مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم من اهل القرى افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الاخرة خير للذين اتقوا افلا تعقلون يخبر الله جل جلاله في هذه الاية الكريمة انه انما ارسل رسله من الرجال لا من النساء فان الله جل جلاله لم يوحي الى امرأة من بناتي ادم وحي تشريع وحي ارسال نعم لقد حدث وحي الهام كقول الله سبحانه واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه فاذا خفت عليه فالقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني. انا رادوه اليك وجاعدوه من المرسلين كلمة وحي اعلام في سرعة وخفاء اعلام في سرعة وخفاء لكن منه ما يكون الهاما ومنه ما يكون ارسالا ان وحي الالهام منه ما يكون الهاما غريزيا للحيوان او الهاما فطريا للانسان فقد قال تعالى واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون وقد يكون الهاما فطريا للانسان. واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي قالوا امين املنا والحواريون ليسوا بانبياء. واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه. فاذا خفت عليه فالقيه باليم ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه اليك وجاعدوه من المرسلين ان الله سبحانه وتعالى جعل الملائكة يبشرون سارة باسحاق. ومن وراي اسحاق يعقوب ومثل هذه البشارات او هذا الوحي ليس من جنس وحي الارسال الذي تتحقق به النبوة او تتحقق به الرسالة لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين الوحي له صور كثيرة وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء انه علي حكيم لتكليم الله جل وعلا لنبي من انبيائه من وراء حجاب كما كل ما موسى عليه السلام وكما كلم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج النفث في الروع ان روح القدس قد نفث في روحي ان نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق ان تأخذوه بمعصية الله فان الله لا ينال ما عنده الا بطاعته الرؤية الصادقة رؤيا الانبياء واحمي رؤيا الانبياء وحي واول ما بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة. فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم ثم يكون الوحي بعد هذا في صورته الشائعة ارسال الملك ارسال جبريل عليه السلام يحمل بوحي الله ويحمل ما شاء من امره ونهيه الى انبيائه لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم في توجيه اخر ان المقصود انهم من اهل الارض وليس من اهل السماء قل لو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا وآآ لم يجعل الله رسله ملائكة لكي يكونوا من جنس البشر فيستطيعون ان يبلغوهم رسالة الله عز وجل وان يوصلوا اليهم القول وما ارسلنا قبلك من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الاسواق وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين ثم صدقناهم الوعد فانجيناهم ومن نشاء واهلكنا المسرفين وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم من اهل القرى المدن ليسوا من اهل البادية اهل البوادي من اشد الناس غلظة واجفى الناس طباعا واخلاقا اما اهل المدن اهل الحواضر ارق طباعا والطف من اهل بواديهم. وقد قال تعالى الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله وكان يأتي بعض العرب يقدمون هبات للنبي عليه الصلاة والسلام ثم يعطيهم كان من هديه انه يقبل الهدية ويثيب عليها فكان يثيب ثم يسأل حاله رضيه يقول له لا يعطيك مال هل راضيين يقولوا لا لسا حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد هممت الا اتهم هبة الا من قرشي او انصاري او ثقفي اي الا من قوم بطبائعهم الكرم ليطمعون بهداياهم ولا يقصدون بها ان يعوضوا بمثلها او بافضل منها لاني آآ يعني كما قلنا جاء اعرابي ووهب للنبي صلى الله عليه وسلم هبة فاثابه عليها. فقال رضيت؟ قال لا. فزاده. فقال رضيت؟ قال لا فزاده للمرة الثالثة. قال رضيت؟ قال نعم فعندها قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد هممت الا اتهم هبة الا من قرشي او انصاري او ثقافي وعلى كل حال المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ويصبر على اذاهم والنبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه ومن خلقه لا تزيده جهالة الجاهل عليه الا حلما صلوات ربي وسلامه عليه افلم يسيروا في الارض هؤلاء المكذبين لك يا محمد افلا يسير في الارض فينظر كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كيف دمر الله عليهم وللكافرين امثالها افلا يعتبرون افلا افلا يتعظون افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور لو استمعوا خبر ذلك ورأوا ان الله قد اهلك الكافرين وانجى المؤمنين لكان لهم من ذلك عبرة وموعظة فاعتبروا يا اولي الالباب ولدار الاخرة خير للذين اتقوا لقد عجل الله ان جاء المؤمنين في الدنيا وما ادخره لهم من الثواب في الاخرة اعظم واكبر وخير لهم وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعقلون لو كانوا يعلمون كما نجى الله المؤمنين في الدنيا ايضا كتب لهم النجاة في الدار الاخرة وهي خير لهم مما عجله لهم في الدنيا بكثير. انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ثم قال تعالى حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين الله جل وعلا ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد وعجب ربك من قنوط عباده وقرب فرجه او وقرب غيره ينظر اليكم اذلين قنطين فيظل يضحك يعلم ان فرجكم قريب يذكر الله جل جلاله في هذه الاية انه ينزل نصره على رسله عند ضيق الحال وانتظار الفرج من الله في احوج اوقاتهم الى ذلك كما قال تعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب في الاية قرائتان كذبوا او كذبوا وقراءة كذبوا امرها واضح لا اشكال لا اشكال فيها حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا. يعني لا امل في هداية قومهم استيأسوا من استجابة قومهم لهم اذا وصلوا الى هذه الحالة جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين لكن القراءة الثانية فيها اشكال كذبوا هل يضم الرسل بلحظة من اللحزات انه قد كذبوا معاذ الله ان الله جل وعلا يصطفي من الملائكة رسل ومن الناس. ان الله اعلم حيث يجعل رسالته انما ظن المرسل اليهم ان الرسل قد كذبوا وان الله لن ينصرهم وان الله لن ينتقم لهم ممن خالفهم. وان الله لن يمكن لهم تأخير النصر ام لا للظلام ام لا للمكذبين؟ ظنوا ان الرسل قد كذبوا وان الله لن ينصرهم وان الله الذي ينجز لهم وعده جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين. اي اي ظم الكفار ان الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النص لا ان الرسل انفسهم قد ظنوا انهم قد كذبوا فيما وعدوا به من الله عز وجل. فمسل هذا الظن لا يليق بعبد صالح فكيف يليق بنبي كريم من انبياء الله والله جل وعلا اعلم حيث يجعل رسالته. والله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس نعم ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لا تفرج دع الايام تفعل ما تشاء وطب نفسا اذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي فما لي حوادث الدنيا بقاء اذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق لما به الصدر الرحيم واوطنت المكاره واستقرت وارست في اماكنها الخطوب ولم ترى الانكشاف الضر وجها ولا اغنى بحيلته الاريب اتاك على قنوط منك عفو يمن به اللطيف المستجيب وكل الحادثات اذا تناهت فموصول بها فرج قريب لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون لقد كان في خبر المرسلين مع قومهم وكيف نجى الله المؤمنين واهلك الكافرين. لقد كان في ذلك عبرة لذوي العقول ما كان حديثا يفترى ما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه اي من الكتب المنزلة من السماء يصدق ما فيها من الصحيح وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ويحكم عليها بالنسخ او التقرير فالقرآن مهيمن على ما سبقه من الكتب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه لقد امتدت يد التحريف والعبث الى الكتب السماوية السابقة تحفز الله عليها الاحبار والرهبان فما حفظوا امانة الله انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الزين الذين الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من بالله وكانوا عليه شهداء فتولى الله بنفسه حفظ كتابه الاخير. فقال انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون فالقرآن الكريم مهيمن على ما سبقه من الكتب يحكم عليها بالنسخ او بالتقرير يصدق ما فيها من الصحيح وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وجهة الاعتبار لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب تأملوا في بعض اوجه الاعتبار في هذه القصة ان الذي قدر على انجاء يوسف بعد القائه في غيابة الجب على اعلاء امره بعد وضعه في السجن على تمليكه مصر بعد ان بيع بثمن بخس دراهم معدودة على التمكين له في الارض من بعد الاسر والحبس الطويل على اعزازه على من قصده بالسوء من اخوته على جمع شمله بابويه وبهم بعد المدة الطويلة المدى والمجيء بهم من الشقة البعيدة النائية من بعد ان نزغ الشيطان بينه وبين اخوته ان الذي قدر على ذلك كله لقادر على اعزاز محمد صلى الله عليه وسلم واعلاء كلمته واظهار دينه فيخرجه من بين اظهرهم ثم يظهره عليهم واذ يمكوا بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا نعم لقد جاء نصر الله والفتح لقد صدق الله وعده لقد انجز وعده لنبيه واعز جنده وهزم الاحزاب وحده لا شيء قبله ولا شيء بعده جل جلاله ان الذي فعل هذا بيوسف عليه السلام عبر قصة طويلة امتدت على مدى اربعين سنة او على مدى ثمانين سنة على اختلاف الروايات في هذا. وبالمناسبة اربعون سنة او ثمانون سنة بعمر الزمن كانها سنة من نوم لا اله الا الله محمد رسول الله ان الذي فعل هذا بنبي الله يوسف لقادر على ان ان ان يفعل مثله واضعافه بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ولقادر على ان يفعل مثله واضعافه يبقى من يمضون على نهجهم ويسيرون على سننهم من بعدهم من الذين يأمرون بالقسط من الناس قد يتعرضون للبلاء وقد يطول ليل هذا البلاء وقد يمتحنون وقد يطول امد هذه المحنة لكن تبقى العاقبة للتقوى ويبقى يقين المسلم الحق ان الله جل وعلا منجز وعده وان الله مظهر دينه على الدين كله وان ابتسم الساخرون واستطالوا الطريق ولتعلمن نبأه بعد حين ليبلغن هذا الامر ما بلغ الليل والنهار حتى لا يبقى بيت من وبر ولا حجر ولا مدر الا دخله هذا الدين بعز عزيز او بذل ذليل عزا يعز الله به الاسلام واهله وذلا يذل الله به الكفر واهله وتفصيل كل شيء تحليل تحريم محبوب مطلوبة الطاعات الواجبات المستحبات المحرمات تفصيل كل شيء الاخبار عن الغيوب المستقبلية المجملة والتفصيلية الاخبار عن الرب جل جلاله عن اسمائه الحسنى عن صفاته العلا وعن تنزهه عن مماثلة المخلوقات جل جلاله والله جل جلاله قدير وهو الذي اودع كتابه صدر نبيه صلى الله عليه وسلم لا تحرض به لسانك لتعجل به. ان علينا جمعه وقرآنه. فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه والله جل وعلا الذي اودع هذا الكتاب صدر نبيه نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وانه لفي زبر الاولين في حديث ابن عباس حديس السورة نعم يقول اتاني ربي في احسن صورة اي في المنام. فقال يا محمد فقلت لبيك ربي وسعديك فقال فيما يختصم الملأ الاعلى فقلت ربي لا ادري فقالها ثلاثا كل مرة اقول لا ادري نعم قال فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد انامله بين ثديييي فتجل لي كل شيء وعرفت فقال يا محمد فقلت لبيك ربي فقال فيم يختصم الملأ الاعلى فقلت في الكفارات فقال ما هن فقال مشي الاقدام الى الجماعات والجلوس في المساجد بعد الصلوات واسباغ الوضوء في المكروهات قال ثم فيما قلت اطعام الطعام ولين الكلام والصلاة بالليل والناس نيام فقال سل فقلت اللهم اني اسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وان تغفر لي وترحمني واذا اردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون واسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب الى حبك ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم انها حق انا حق فادرسوها ثم تعلموها لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. ما كان حديثا يفترى. ولكن تصديقا الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة وهدى ورحمة لقوم يؤمنون تهتدي به قلوبهم من الغي الى الرشاد من الضلال الى السداد يبتغون بها الرحمة من رب العباد في هذه الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد يوم المعاد انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم اشهد يوم لا ينفع الظالمين معذراتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار فنسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى وبرحمته التي وسعت كل شيء ان يجعلنا واياكم بالدنيا ويوم يقوم الاشهاد ممن تقل الله موازين حسناتهم ممن يمن الله كتائب ممن يمن الله كتبهم ممن بيض الله وجوههم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ممن يقال لهم يوم القيامة بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه وسلم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك