الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة من تفسير سورة فصلت مع المحاضرة الثانية من تفسير هذه السورة مع قول الله جل جلاله. بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي ان ماءكم اله واحد فاستقيموا اليه واستغفروه وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم كاهون فاستقيموا اليه يعني اخلصوا له العبادة الويل هو الهلاك ولا يؤتون الزكاة سيأتي تفصيل القول فيها. هل الزكاة التطهر من الشرك والاقرار بالتوحيد ولا الجزء الواجب اخراجه من المال؟ ممنون اي غير مقطوع من قولهم مننت الحبل اذا قطعته بالاصبع يقول اني لعمرك ما بابي بذي غلق على الصديق ولا ولا خيري بممنون بعد ان ذكر المشركون الاسباب التي تحول بينهم وبين قبول دعوة الله عز وجل. وقص القرآن الكريم ذلك عنهم في قوله تعالى وقالوا قلوبنا في اكنة مما تدعون اليه. وفي اذاننا ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل اننا عاملون امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يجيب عن كلامهم بانه ما داموا قد ذكروا ذلك وتترسوا به دون الايمان. هو لا يقدر على جبرهم على الايمان ولا على اكراههم عليه ولا حملهم عليه قصرا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله ويجعل الريس على الذين لا يعقلون لا يستطيع اكراههم على الايمان لانه بشر مثلهم لا ميزة له الا ان الله اوحى اليه ولم يوحي اليهم وبين ان خلاصة الوحي علم وعمل العلم دعاماته التوحيد العمل اساسه الاستغفار والتوبة مما مما فرط من الذنوب ثم اردف هذا بالتهديد لمن يشرك بالله ولا يزكي نفسه من دنس الشح والبخل وينكر البعث والجزاء والحساب يوم القيامة وينصرف الى الدنيا ولذاتها ثم بعد هذا اعقب ذلك بذكر وعده للمؤمنين الذين يعملون الصالحات بان لهم اجرا دائما غير مقبول تعالوا بنا ندخل الى حديس تفصيلي تعقيب تفصيلي على هذه الاية الكريمة قل انما انا بشر مثلكم قل يا محمد لهؤلاء المكذبين المشركين انا بشر مثلكم يوحى اليه انما الهكم اله واحد لا اعبد الا الله وحده ادعوكم الى عبادة الله وحده ادعوكم الى الكفر بالجبت والطاغوت. الى الكفر بما تعبدونه وتتخذونه من دون الله من انداد واصنام وارباب المتفرقين استقيموا الى الله. اخلصوا له العبادة على منوال ما امركم به على السنة الرسل عندما ادعوكم الى الاستقامة على التوحيد انما اجدد في هذا دعوة الانبياء جميعا والمرسلين جميعا التي تضمنتها كتب الله جميعا وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. استغفروه لسالفي الذنوب وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة اختلف اهل العلم في المقصود بالزكاة. الزكاة معناها التطهر يا ترى هل المقصود التطهر من الشرك الاقرار بالتوحيد الاقرار لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة ام المقصود بالزكاة الفريضة المفروضة في المال الجزء الذي تعبد الله عباده باخراجه من اموالهم من اهل العلم من قال المقصود بتزكية النفس من الشرك. بالاقرار بالتوحيد كقوله تعالى قد افلح من زكاها وقد طاب من دساها قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى فقل هل لك الى ان تزكى واهديك الى ربك فتخشاه فكان المراد بالزكاة على احد القولين طهارة النفس من الاخلاق الرذيلة واهم هذا طهرة النفس من من الشرك. ولا مانع ان يشمل هذا زكاة المال. لانها تطهر المال من الحرام. وتكون سبب من زيادته وبركته وكثرة نفعه وتوفيقا الى استعماله في الطاعات الذي اختاره كثير من المفسرين ان المقصود زكاة المال الذين لا يؤتون الزكاة اي الزكاة التي فرضها الله في اموالهم الحافظ ابن كثير يعلق يعني فيقول وهذا هو الظاهر عند كثير من المفسرين واختاره ابن جرير ثم يقول وفيه نظر لماذا لان ايجاب الزكاة انما كان في السنة الثانية من الهجرة الى المدينة وهذه الاية مكية الا ثم عقب على ذلك فقال الا ان يقال لا يبعد ان يكون اصل الصدقة والزكاة كان مأمورا به في ابتداء البعثة في مكة كقول الله تعالى واتوا حقه يوم حصاده. اما الزكاة ذات النصب والمقادير بين امرها بالمدينة. ويكون هذا جمعا بين القولين. القياس ايضا كما ان اصل الصلوات كان واجبا قبل طلوع الشمس وقبل غروبها في ابتداء البعثة فلما كانت ليلة الاسراء قبل الهجرة بسنة ونصف فرض الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس وفسر شروطها واركانها وما يتعلق بها بعد ذلك شيئا فشيئا يبقى كأن مفاد هذه الاية الكريمة قل ايها الرسول لقومه ما انا الا بشر مثلكم في الجنس والصورة والهيئة لست بملك ولا بجني لا يمكنكم التلقي مني ولا ادعوكم الى ما يخرج على مقتضى العقول. بل ادعوكم الى التوحيد الذي دلت عليه الدلائل الكونية وايده النقل عن الانبياء جميعا من ادم فمن بعده فاخلصوا لله العبادة وسلوه العفو عن ذنوبكم التي سلفت منكم بالتوبة من شرككم وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم كافرون اي خسارة وهلاك لمن اشرك بربه ولم يواسي البائس الفقير بشيء من ما له يزيل خصاصته ويل لمن انكر البعث والحساب والجزاء كان يقال الزكاة قنطرة الاسلام فمن قطعها نجا ومن تخلف عنها هلك الزكاة قنطرة الاسلام فمن قطعها نجا ومن تخلف عنها هلك الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم وهم كافرون. جعل منع الزكاة مقرونا بالكفر بالاخرة لان احب شيء الى الانسان ما له فهو شقيق روحه فاذا بذله في سبيل الله فذلك اقوى دليل على استقامته وعلى ثباته ومن ثم كانت الصدقة الصدقة برهان كما اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم المال وفتنته ان بني حنيفة ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم بمنعهم الزكاة تعرضوا انفسهم للحرب والطعن والضرب ابقاء على اموالهم ولو ذهبت مهجهم وارواحهم فكأن الاية تجعل الدمار والهلاك لمن اشرك بربه ولم يطهر نفسه من دنس الرذائل التي من اهمها البخل بالمال ودفع غاية الجوع عن المسكين والفقير وآآ يعني قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه لكن السؤال هنا هل الكفار يحاسبون يوم القيامة على التكاليف الشرعية على ترك الفرائض على فعل المحرمات. كيف يحاسبون عليها؟ وهم غير مطالبين بها لأ هذا فهم ليس بصحيح الكفار قطعا مطالبون بما يطالب به المؤمنون. لكنهم غير لكنه غير ملزمين به في احكام الدنيا يعني الدولة الاسلامية لا تستوفي من غير المسلمين فرائض الاسلام انهم لم يقروا بالاسلام ابتداء تكون في علاقتهم بالله عز وجل يحاسبون على على الاصول والفروع على الكليات والجزئيات على الشرك والكفر من ناحية وعلى فعل المحرمات من ناحية وعلى ترك الواجبات من ناحية اخرى فهو مطالب بها في الدنيا بعد اقراره بالتوحيد لما لم يقر بالتوحيد لم يطالب بها من قبل المسلمين في احكام الدنيا اما في باب الديانة في علاقته بربه لا يزال مكلفا بها. لا يزال مطالبا بها. وعدم اقراره بالتوحيد عيد لا يسقط عنه مطالبته ببقية الفرائض التي هي مقتضى الاقرار بالتوحيد ومحاسبته عليها يوم القيامة يقول الله جل جلاله كل نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن مجرمين ما سلككم في سقر ما الذي ادخلكم النار قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين. وكنا نكذب بيوم الدين فلولا انهم عوقبوا بترك الصلاة وترك اطعام المسكين ما ذكروه. لان ذكره في هذه الحال لا فائدة منه وذلك دليل على انهم يعاقبون على ان على فروع الاسلام كما يعاقبون على ترك اصوله والكفر ايضا هذا مقتضى النظر العقلي كما انه مقتضى النص الشرعي اذا كان الله تعالى يعاقب عبده المؤمن على ما اخل به من واجب في دينه. فكيف لا يعاقب الكافر على ذلك بل قد نقول ان الكافر يعاقب على كل ما انعم الله به عليه من نعم مباحة من طعام وشراب وغيره لانه لم يؤد شكرها بالاقرار لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة ان الله جل جلاله يقول ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات هادي ثم اتقوا وامنوا ثم اتقوا واحسنوا والله يحب المحسنين فمنطوق الاية رفع الجناح رفع الجناح عن المؤمنين فيما طعموه. ومفهومها وقوعه على الكافرين فيما طعموه سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هل الكفار يحاسبون يوم القيامة قال هذه المسألة يتنازع فيها المتأخرون من اصحاب احمد وغيرهم نعم فممن قال انهم لا يحاسبون فلان وفلان وممن قال انهم يحاسبون فلان فلان لكن قال وهذا هو المهم وفصل الخطاب ان الحساب يراد به عرض اعمالهم عليها وتوبيخهم عليها. ويراد به موازنة الحسنات بالسيئات فان اريد بالحساب. المعنى الاول فلا ريب انهم يحاسبون بهذا الاعتبار وان اريد المعنف الثاني فان قصد بذلك ان الكفار تبقى لهم حسنات يستحقون بها الجنة هذا خطأ ظاهر ان الله لا يغفر ان ان يشرك به وان اريد انهم يتفاوتون في العقاب فعقاب من كثرت سيئاته اعظم من عقاب من قلت سيئاته. ومن كان له حسنات خفف عنه العذاب كما ان ابا طالب اخف عذابا من ابي لهب. وقد قال تعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون. وقال تعالى انما النسيم زيادة في الكفر والنار دركات. فاذا كان بعض الكفار عذابه اشد عذابا من بعض. لكثرة سيئاته وقلة حسناته يبقى ازا الحساب لبيان مراتب العذاب ودركاته لا لاجل دخولهم الجنة الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم كافرون فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور لا شيء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الاله ويفنى المال والولد ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين يؤتى بانعم اهل الارض من اهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال له هل رأيت نعيما قط هل مر بك رخاء قط فيقول لا وعزتي ثم يؤتى بابئس اهل الارض من اهل الجنة يوم القيامة فيصبغ في الجنة صواء ثم يقال له هل رأيت شقاء قط؟ هل مرت بك شدة قط؟ فيقول لا وعزتي ثم قال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم اجر غير ممنون الذين صدقوا بالله عز وجل صدقوا الله وصدقوا رسوله وعملوا بما امرهم به الله ورسوله. وانتهوا عما نهى عنه الله ورسوله. لهم عند ربهم اجر وجزاء غير مقطوع ولا ممنون السد يقول نزلت هذه الاية في المرضى والزمن اذا ضعفوا عن الطاعة كتب لهم من الاجر مثل ما كانوا يعملون هنا في الجنة اجر غير ممنون يعني غير مقطوع كما قال تعالى عطاء غير مجذوذ. او كما قال ما فيه ابدا يبقى من دخل الجنة لا يخرج منها ابدا وما يجوى عليه من نعيمها لا ينقطع عنه ابدا غير مقطوع ولا ممنوع فاسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى وبرحمته التي وسعت كل شيء ان يختم لنا بالباقيات الصالحات اعمالنا وان يرزقنا الفردوس الاعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. ان يجعل مجالسنا هذا مجالس الذكر ورحمة اه تحوطها الملائكة وتغشاها الرحمة وتغشاها السكينة ويذكره الله اصحابه في الملأ الاعلى عنده انه ولي ذلك والقادر عليه. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب