بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الثالثة من محاضرات تفسير سورة فسه مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا. ذلك رب العالمين ان هذه الاية الكريمة جاءت بعد ان ذكر الله جل جلاله في الايات التي قبلها بعد ان قال لعباده كيف بعد ان امرهم بان يستقيموا اليه وان يستغفروا وبعد ان امر نبيه ان يقول لهم انما يوحى الي انما الهكم اله واحد فاستقيموا اليه واستغفروه وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم كافرون. اخذ جل جلاله ينكر عليهم ان يتخذوا من دونه اوثانا الهة ان يعبدوا من دونه الهة اخرى وهو الذي تفرد بخلقه وخلق ما هو اعظم منهم خلق السماوات وخلق الارض اانتم اشد خلقا ام السماء بناها رفع سمكها فسواها واغطش لها واخرج ضحاها والارض بعد ذلك دحاها اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها متاعا لكم ولانعامكم ينكر الله جل جلاله على المشركين الذين عبدوا معه غيره وعبدوا من دونه الهة اخرى وهو الخالق لكل شيء القاهر فوق عباده. المقتدر على كل شيء تفرد بالخلق كله وتفرد بالامر كله. كيف يخلق ويعبد غيره؟ كيف يرزق ويشكر سواه؟ يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تهتدون. فينكر الله جل وعلا على المشركين الذين اتخذوا من دونه اوثانا الهة مودة بينهم في الحياة الدنيا ويوم القيامة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعض هم بعضا وما لهم يومئذ من ناصريين. اانكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين له انداد امثالا ونظراء تعبدونها معه ذلك رب العالمين. الذي تفرد بالخلق فينبغي ان ان يفرد باستحقاق العبادة وهل يكون وحده صاحب الامر بقسمي الكون والشرع الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. الامر بقسميه الامر الكوني الذي ديروا به المقادير والامر الشرعي الذي يفصل به الحلال والحرام الامر الكوني كقول الله تعالى وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. الامر الشرعي مثل قوله تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم كذا فكما ترضى وتسكن لتدبيره الكوني ترضى وتسكن لتدبيره الشرعي. ومن ثم فان الذين ينتحلون العلمانية معتقدا سياسيا ويردون على الله امره ويخلعون ربقة التكليف هذا انقلاب على النبوة انقلاب على الاسلام كفر بالربوبية ان الذي تفرد بالخلق تفرد بالحق في الهداية والحق في التشريع المطلق الذي به يحل الحلال ويحرم الحرام ويفصل الشرائع. فلا فلا حلال الا ما احل ولا حرام والا ما حرمه ولا دين الا ما شرعه اتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا داده رب العالمين هنا تفصيل لابد من ذكره الله جل وعلا اجمل في مواضع اخرى انه خلق السماوات والارض في ستة ايام. ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب عندما زعم اليهود عليهم من الله ما يستحقون. عندما زعموا ان الله خلق الارض في فخلق الكون ارضه وسماءه في ستة ايام ثم استراح في اليوم السابع فقال تعالى ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب وما مسنا من تعب هذا اجمال. جاء تفصيله في هذه الايات الكريمة الله جل وعلا بدأ بخلق الارض ثم ثنى بخلق السماء بعد ذلك الارض كالاساس الاصل ان يبدأ بالاساس ثم السماء كالسقف فالارض اولا وسقفها السماء وجعلنا السماء سقفا محفوظا كما قال عز وجل هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل كي ان عليم طب ماذا عن قول الله تعالى اانتم اشد خلقا ام السماء؟ بناها رفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها والارض بعد ذلك دحاها اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها هذه الاية بين ان دحو الارض كان بعد خلقه كأن الترتيب عندما تجمع بين النصوص ان الله خلق الارض في يومين ثم خلق السماوات في يومين ثم دحى الارض في يومين. مفسر بقوله تعالى اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها متاعا لكم والانعام فخلق الارض كان كان قبل خلق السماوات فالارض اساس والسماء سقف ويبدأ بالاساس قبل السقف اما دحو الارض اخراج الماء والمرعى وارساء الجبال لكان بعد لقد اجاب بهذا ابن عباس عندما سئل فيما رواه البخاري في صحيحه جاءه رجل فقال اني لاجد في القرآن اشياء تختلف علي يلتبس علي فهمها وقد يلتبس فهم بعض الايات القرآنية عند من يقرأونه ولا يتحققون بمعانيه بادية الرأي يلتبس عليهم الامر شنقيطي رحمه الله ان كتب كتابا جميلا دفع ايهام الاضطراب قام قايل كتاب ليس في القرآن الكريم اضطراب قط افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا لكن اذا ربك امر اذا وقعت في نفسك شبهة فلا حرج ان تسأل عنها هذا الرجل جاء الى ابن عباس قال اني دليل في القرآن اشياء تختلف علي. طيب ما هي فقال ان الله يقول فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. ثم يقول واقبل بعضهم على بعض يتساءلون. مرة قال لا سألوه ومرة قال يتسائلون فكيف اجمع بينهما نعم ثم قال ولا يكتمون الله حديثا. اي لا يكذبون على الله ثم في اية اخرى ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين. انظر كيف كذبوا على انفسهم. فهنا ختموا الله في هذه الاية. طيب ثم قال اانتم اشد خلقا ام السماء بناها الى قوله تعالى والارض بعد ذلك دحاها. فذكر خلق السماء قبل الارض مقال قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين الى قوله تعالى طائعين فذكر في هذه خلق الارض قبل خلق السماوات كيف افهم هذا؟ مرة قبل ومرة بعد كيف اجمع بينهم ثم قال وكان الله غفورا رحيما عزيز حكيما سميع كان يعني كان ولم يعد غفورا رحيما ولم يعد عزيزا حكيما ولم يعد سميعا بصيرا. كيف نفهم كلمتي؟ كان بالسياق القرآني عندما يكون الحديث عن صفات الرب جل جلاله وعن اسمائه الحسنى هل كان فقط في الماضي ولم يعد كذلك في الوقت الحاضر فبين له ابن عباس ما التبس عليه فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فلا انساه في النفخة الاولى ثم نفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله فلا يتساءلون بينهم في النفخة الاخرى في النفخة الاخرى اما قوله تعالى ولا يكتمون الله حديثا مع قوله تعالى والله ربنا ما كنا مشركين ان الله تعالى يغفر لاهل الاخلاص لاهل الاخلاص ذنوبهم فيطمع المشركون فيقولون تعالوا نقسم اننا لم نكن مشركين لعله يغفر لنا كما غفر للمخلصين فيختم الله على افواهه وتكلمه ايديهم وارجلهم بما كانوا يكسبون فعندها يعرفون ان الله تعالى لا يكتم حنين وساعتها يود الذين كفروه وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا ثم بين له وخلق الارض في يومين ثم خلق السماء ثم دحى الارض بعد ذلك قلق الارض في يومين قال قسماء في يومين ثم عاد سبحانه وتعالى فدعا الارض اي اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها متاعا لكم فالله جل جلاله يخبر عن هول يوم القيامة وما في ذلك اليوم من المزعجات والمقلقات وانه اذا نفخ في الصور نفخة البعث وحشر الناس اجمعون لميقات يوم معلوم يصيبهم من الهول ما ينسيهم انسابهم التي هي اقوى الاسباب فغير الانساب من باب اولى فلا يسأل احد احدا عن حاله لاشتغاله بنفسه لا يدري اينجو نجاة لا شقاوة بعدها ام يشقى شقاوة لا سعادة بعدها يقول الله جل جلاله يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يوم اذ ان شأن يغنيه. فيوم القيامة مواقف كثيرة جدا يوم طويل وقد يعني فقد يؤذى لهم فيتكلمون في موقف ولا يؤذن له فلا يتكلمون في موقف اخر. قد يتساءلون في موقف ولا يتساءلون في موقف اخر يوم طويل ومواقف عزيمة طويلة متباينة ولكل موقف حاله ولكل موقف ما قاله وما يناسبه حسب بيان الله عز وجل وبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك مقام وذلك مقام فلا ينبغي ان يختلط اقطع علينا القرآن ولا ان تخطيت علينا السنة ولا ان يضرب بكلام الله طوابير الله من رسوله بعض خلق الارض في يومين ودحاها واخذ منها ماءها ومرعاها والجبال عسى في يومين اخرين فالمجموع اربعة ايام اما قوله تعالى وكان الله غفورا رحيما هكذا سمى الله نفسه وذلك قوله لكنه لم يزل كذلك كلمة وكان الله في السياق القرآن معناها لم يزل كذلك. فان الله تعالى لم يرد شيئا الا لا اصاب به الذي اراد فلا يختلفن عليك القرآن فان كلا من عند الله عز وجل نعم وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين جعل فيها رواسي الجبال الشامخات التي تضرب بجذورها في اعماق الارض الظاهر من الجبال على وجه الارض جزء يسير جدا من الغائر في اعماقها. لان الجبال اوتاد والغائر من الوتد في اعماق الارض اعظم بكثير من الجزء الناتئ الظاهر منه على ظهرها وفوقها وبارك فيها. جعلها مباركة قابلة للخير والبذر والغراس وقدر فيها اقواتها ما يحتاج اليه اهلها من الارزاق والاماكن التي تزرع وتغرس في اربعة ايام سواء للسعيد. اي مع اليومين السابقين. يومين للخلق ويومين للدحو فمجموع ذلك اربعة ايام لمن اراد السؤال عن ذلك ليعلمه قدر فيها اقواتها جعل في كل ارض ما لا يصلح في غيرها جل جلاله. سواء للسائلين لمن اراد قال عن ذلك ابن زيد يقول معناه وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين اي على وفق مراده من له حال اتجه الى رزق او حاجة فان الله تعالى قدر له ما هو محتاج اليه كقوله تعالى واتاكم من كل ما سألتموه ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين. دخان بخار الماء المتصاعد منه حين خلقت الارض ارض سديم فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها استجيبا لامري ان فعل لفعلي طائعتين او مكرهتين ابن عباس ورد عنه في هذه الاية ان الله جل جلاله قال للسماوات اطلعي شمسي وقمري ونجومي. وقال للاب شققي انهارك واخرجي مالكي قالتا اتينا طائعين بل نستجيب لك مطيعين بما فينا مما تريد خلقه من الملائكة والجن الانس جميعا مطيعين لك. هذه طاعة التسخير الطاعة التسخيرية الكونية ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها. هذا الاسلام التكويني التسخير القدر القهري الذي لا يخرج عن قانونه احد اما الاسلام الطوعي وهو مناط التكليف والثواب والعقاب. فالناس انقسموا عنده ما بين طائعين وعصاة وما بين وفجار واهل سعادة واهل شقاوة وهذه الطاعة طاعة التكليف هي التي يمدح به اصحابها ويثابون عليها وهم درجات عند الله. والله بصير بما يعملون وقيل تنزيلا لهن معاملة من يعقل بكلامهما وقيل ان المتكلم من الارض بذلك هو مكان الكعبة ومن السماء ما يسامت هذا المكان من السماء اللهم اهدنا سواء السبيل فقضاهن سبع سماوات في يومين اي فرغ من تسويتهن سبع سماوات في يومين اخرين. واوحى في كل سماء امرها ان يرتب مقررا في كل سماء ما تحتاج اليه من الملائكة وما فيها من الاشياء التي لا يعلمها الا الله جل جل وزينا السماء الدنيا بمصابيح الكواكب. انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب كواكب منيرة المشرقة على اهل الارض وحفظا اي حرسا من الشياطين ان تستمع الى الملأ الاعلى نورا ولهم ولهم عذاب واصل الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب ذلك تقدير العزيز العليم الذي عز كل شيء فغلبه وقهره العليم بجميع حركات المخلوقات وسكناتهم الحاف بجميع حركات المخلوقات وسكناتهم ذلك تقدير العزيز العليم سبحانه جل انه سبحانه ثم سبحانا يليق به وقبلنا سبح الجودي والجمد الهي على كل الامور لك الحمد فليس لما اوليت من نعم حد لك الامر من قبل الزمان وبعده وما لك قبل كالزمان ولا بعد احبتي في الله نكتفي بهذا القدر تعليقي على هذه الايات الكريمات على امل اللقاء بكم في الحلقة القادمة ان شاء الله حتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته