بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة الرابعة او المحاضرة الرابعة من محاضرات تفسير سورة فصل مع قول الله جل جلاله فان اعرض فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد موت لقد جاء هذا بعد حديث الله جل جلاله عن خلقه للسماوات والارض وكيف قضاهن سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء امرها وزين السماء الدنيا بمصابيح وحفظا. وبين ان ذلك تقدير العزيز العليم جل جلاله قال بعدها فان اعرضوا بعد هذا البيان لاياتنا وبعد هذا التفصيل لبراهيننا فان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وسمون قل يا محمد لهؤلاء المشركين المكذبين بما جئتهم به من الحق ان اعرضتم عما جئتكم به من عند الله فاني انذركم حلول نقم الله بكم كما حلت بالامم المكذبين من قبلكم صاعقة مثل صاعقة عاد وسمون ومن شاكلهما ممن فعل كفعلهما فاعتبروا يا اولي الالباب فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون مثل صاعقة عاد وثمود اذ جاءتهم الرسل من بين ايديهم ومن خلفهم الا تعبدوا الا الله. قالوا لو شاء ربنا لانزل ملائكة فانا بما ارسلتم به كافرون من بين ايديهم ومن خلفهم كقول الله جل جلاله في اية اخرى سورة الاحقاف واذكر اخ عاد اللي هو سيدنا هود اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا الا الله اي في القرى المجاورة لبلادهم بعث الله اليهم رسلا يأمرون بعبادة الله وحده لا لا شريك له. وببشرين ومنذرين ورأوا بام اعينهم ما احل الله باعدائه من النقم وما البس اولياءه وانعم به عليهم من النعم. ومع هذا ما امنوا ولا صدقوا بل كذبوا وجحدوا وقالوا لو شاء ربنا لانزل ملائكة لو ارسل له حقيقة رسلا لكانوا ملائكة من عنده. فانا بناء على هذا بما ارسلتم به يا ايها البشر لك كافرون لا نتبعكم وانتم بشر مثلنا ولو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزل الله عليهم من السماء ملكا رسولا لكن من الله على الناس اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم بشر بشر مثلهم كلموهم ويكلمونه يجالسهم ويجالسونه يخاطبهم ويخاطبونه ولو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا وما اغرب اقتراحات هؤلاء المتعنتين المكذبين الجاحدين الخراسين الافاكين وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا انزل علينا الملائكة او نرى ربنا لقد استكبروا في انفسهم وعتوا عتوا كبيرا يوم يرون الملائكة لا بشرى يومين اذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا. وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا بنو اسرائيل قالوا لنبيهم لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا فاخذتهم الصاعقة ومشركوا مكة قالوا لنبينا وحبيبنا وسيدنا وامامنا وقدوتنا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض وبينبوعا او تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا. او تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا. او تأتي بالله هي كانت القبيلة او يكون لك بيت من زخرف او ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاب بل نقرأه قال ربي هل كنت الا بشرا رسولا ومن رحمة الله انه لم يستجب لهذه المقترحات ولهذه التعنتات التي اقترحها الخراسون والافاكون وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون واتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالايات الا تقويم لقد قال ربك للحواريين عندما قالوا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا. فقال الله جل جلاله اني منزلها عليكم فمن يكفر البعض منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين فانا بما ارسلتم به كافرون. فاما عاد استكبروا في الارض بغير الحق وقالوا من اشد منا قوة كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى اتاهم الله بسطة في الجسم وفي القوة وفي التمكين في الارض. فقالوا من اشد منا قوة لا يقوم لقوتنا احد لا يقهرنا احد. لا يغلبنا احد زنوا انهم قادرون عليها فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا من اشد منا قوة؟ او لم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة وكانوا باياتنا يجحدون اذا الايمان ضاع فلا امان اذا ضاع الايمان اذا سلب الايمان من القلب وطمس الله على اعين هؤلاء المخذولين وعلى بصائرهم وجعل على قلوبهم غشاوة اذا سلبوا هذه النعم فلا يكادون يسمعون ولا يكادون يبصرون وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون افانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون افانت تهدي العميا ولو كانوا؟ الله جل وعلا اعطى ادوات التكليف وامكن من الانتفاع بها من يستحق هداية التوفيق ان هداية البيان مبذولة من الله للناس جميعا اما هداية التوفيق يختص الله بها من يشاء من عباده من اشد منا قوة؟ او لم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله وان الله شديد العذاب لحزات لاحتضار عندما تنزل مصيبة الموت باحد من هؤلاء الطغاة المستكبرين فلولا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا ان كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنتم صادقين ان الطبيب بطبه ودوائه لا يستطيع دفاعا نحب قد قضى ما للطبيب يموت بالداء الذي قد كان يشفي مثله فيما مضى ان الطبيب له علم يدل به ما دام في اجل الانسان تأخيره حتى اذا ما انتهت ايام رحلته حارى الطبيب وخانته العقاقير قل للطبيب تخطفته يد الردى يا شافي الامراض كلام مجازي طبعا. واذا مرضت فهو يشفين. يا شافي الامراض من ارداك قل مريضي نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاك الله في كل العجائب اثل ان لم تكن لتراه فهو يراك فاما عاد فاستكبروا في الارض بغوا وعتوا وعصوا وقالوا من اشد منا قوة منوا بشدة وقواهم ظن هؤلاء المخذولون انهم يمتنعون بها من بأس الله عز وجل او لم يروا افلا يفكرون من الذي يبارزونه بالعداوة اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة الذي خلق القوى وخلق الاشياء كلها اعلم بان القوى بالموت تنهزم يا غافل القلب يا غافل القلب والاهوال تزدحم وكل يوم مضى فالعمر ينصرم ان كان غرك ان قد صرت مقتدرا فاعلم بان القوى بالموت تنهزم ان كان غرك ان قصرت ذا نعم فلتتقي الله ابقت زالت النعم او كنت صاحب جاه قد تدل به تقصر تساوى هنا المخدوم والخدم او لم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة الذي خلق الاشياء وركب فيها قواها الحاملة لها او لم يروا ان بطش الله شديد او لم يلتفتوا الى قول الله تعالى والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون. بارزوا الجبار بالعداوة جحدوا باياته عصوا رسله فارسلنا عليهم ريحا في ايام نحسات ليذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا والعذاب الاخرة اخزى وهم لا ينصرون صرصر شديدة الهبوم باردة شديدة البرودة لها صوت مزعج وهي متصفة بجميع ذلك لقد كانت ريحا قوية شديدة لتكون عقوبتهم من جنس ما اغتروا به من قواهم كانت شديدة البرد جدا ريح صرصر عاتية باردة شديدة. ايضا كان لها صوت مزعج سخرها عليهم تب على ليال وثمانية ايام حسومة متتابعة في ايام النحسات نكدات لقوله تعالى في يوم نحس مستمر اي ابتدئوا بهذا العذاب في يوم نحس عليهم واستمر بهم هذا النحس تبع ليال وثمانية ايام حسوما حتى ابادهم عن اخرهم فاصبحوا كاعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية ثم اتصل خزي الدنيا بعذاب الاخرة ولهذا قال لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الاخرة اخزى اشد خزيا لهم وهم لا ينصرون. لا يوثرون في الاخرى كما لم ينصروا في الدنيا وما كان لهم من الله من واق يقيهم العذاب ويدرأ عنهم النكال ليس لهم من دون الله من ذلك شيء فان الله جل وعلا لا راد لقضائه ولا معقب على حكمه جل جلاله وليس لاحد من دون الله من ولي ولا من نصير. سبحانه. سبحان مالك الملك والملكوت. سبحان ذي العزة القدرة والهيبة والجبروت. سبحان الحي الدائم الباقي الذي لا يموت جل جلاله يبقى الصاعقة العذاب شديد الوقع وهو في الاصل الصيحة التي يحصل بها الهلاك او قطعة نار تنزل من السماء معها رعد شديد من بين يديه ومن خلفهم اي من كل ناحية فالله جل وعلا بعد ان انكر عليهم عبادة الانداد والاوثان طلب اليهم الا يعبدوا الا الله الذي خلق السماوات والارض وزين السماء الدنيا بالمصابيح واوجد في الارض جبالا رواسي ان تميد بهم. ثم اعرضوا عن ذلك كله ولم يبق حينئذ طريق للعلاج امر رسوله ان ينذرهم بحلول شديد النقم بهم انهم اصروا على عنادهم كما نزل بعاد وثمود. فان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود انزلكم بحلول نقمه بكم كما حلت بمن سبقكم من الامم ثم كان منهم كما رأينا من تعنت وتجبر واباء واباق يقولون لانبيائهم لن نصدق بين سيادتكم فما ارسل الله بشرا ولو شاء لانزل ملائكة وتلك حجة ضاحضة على فكرة قولهم بما ارسلتم به وانا بما ارسلتم به كافرون. ليس اقرارا منهم بكونهم رسلا. بل لعلهم استهزاء بهم كما قال فرعون ان رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون او كما قال المشركون يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون. فهذا على سبيل السخرية اختم بالقصة التي كانت يعني سببا في نزولي او زكرها المفسرون مناسبة نزول صدر هذه السورة المباركة سورة فصلت. عندما قال ابو جهل والملأ من قريش قد التبس علينا امر محمد فلو التمستم عي عالما بالسحر والكهانة والشعر فكلما ثم اتانا ببيان من امره فقال عتبة ابن ربيعة والله لقد سمعت السحر والكهانة والشعر وعلمتم من ذلك علما وما يخفى علي ان كان كذلك فاتاه فقال يا محمد انت خير ام هاشم ام تخيل ام عبد مطلب فلم يجبه؟ فقال لما تشتم الهتنا وتضللنا كنت تريد الرئاسة عقدنا لك اللواء فكنت رئيسا تل ابيب كلب بقى الميل الى نساء زوجناك عشر نسوة تختارهن وان كان المال مرادك جمعنا لك ما تستغني به ونبينا ساكت وما اجمل صمته في هذا المقام نتعلم من صمته كما نتعلم من نطقه صلوات ربي وسلامه عليه المحاور الجيد مستمع جيد فلما فرغ قال افرغت يا ابا الوليد؟ قال نعم. قال فاستمع فتلا عليه من هذه السورة حميم. تنزيل من الرحمن الرحيم. كتاب ابا فسرت اياته قرآنا عربيا الى ان بلى قوله تعالى فان اعرضوا فقل امجدتكم صاعقة مثل صاعقة فامسك عتبة على فيه وناشده الرحم فرجع الى اهله ولم يخرج الى قريش. فلما احتبس عنهم قالوا لا نرى عتبة الا قد صبأ. فانطلقوا اليه ثم ارادوا ان يستفزوه فقالوا يا عتبة ما حبسك عنا الا انك قد صبأت فغضب واقسم الا يكلم محمدا ابدا. ثم قال والله لقد كلمته فاجابني بشيء ما هو بشعر ولا بسحر ولا كهانة. ولما بلغ صاعقة مثل صاعقة عال وثمون. امسكتم فيه وناشدته الرحم ولقد علمت ان محمدا اذا قال شيئا لم يكذب فخفت ان ينزل بكم العذاب احبتي في الله لقد كان في قصصه عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترق ولكن التصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة وكلا نقصه من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين اللهم اجعل القرآن العزيم ربيع قلوب وشفاء صدورنا وجلاء همومنا وذهاب احزاننا اللهم دكنه منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على النحو الذي يرضيك عنا انك ولي ذلك والقادر عليه. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفر