بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الخامسة الخامسة من تفسير سورة فصلت مع قول الله جل جلاله واما ثمود فهديناهم تستحب العمى على الهدى فاخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون بينا لهم سبيل الحق بينا لهم طريق الرشد لكنه اختاروا العمى على البيان الذي بينت له والهدى الذي عرفتهم به فاختاروا الضلالة على الهدى اختاروا الضلالة والعمى على الهدى الذي هداهم الله اليه وهنا يتبين ايها الاحبة ما قررناه مرارا من ان كلمة الهداية تطلق على هداية البيان كما تطلق على هداية التوفيق. واما ثمود فهديناهم اي يبينا لهم بين لهم الحق واقمنا عليهم الحجة وازلنا شبههم ولم يبق لهم عذر ولم تبقى لهم حجة ولم يبقى لهم منطق الهداية بمعنى البيان هذه آآ يقدر الله عليها الهدى من الانبياء والمستحفيين والذين يأمرون بالقسط من الناس على مدار القرون فكل من تعلم من علم الله شيئا فقد اصاب شيئا من الهدى بمعنى البيان بين الله له الحق في هذه المسألة ثم يبقى بعد هذا التوفيق هل هذا الحق الذي علمه وبينه الله له هل سيستقيم عليه اما انه سيستحب العمى على الهدى وسيستحب الشقاوة على السعادة وسيؤثر الضلالة والفتنة على طريق الرشد والصلاح والفلاح هذا اب لا يملكه الا الله جل جلاله لا يملك ازمة القلوب الاعلام الغيوب الدعاة يحتاجون ان يبذلوا جهدا في هداية الناس ويستفرغ وسعه لكن النتائج ليست اليهم النتايج الى الله جل جلاله لقد حاول نبي الله ابراهيم مع ابيه وظل يقول يا ابتي يا ابتي لا تعبدي الشيطان. ان الشيطان كان للرحمن عصيا يا ابتي اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن. فتكون للشيطان وليا ظل يناجيه ويدعوه بكل رفق وكل تلطف فكانت النية يا ابراهيم لان بننتهي عن هذا لارجمنك. واهجرني مليا قال سلام عليك ساستغفر لك ربي انه كان بي حفيا واعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعو ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا لقد حاول ذلك نوح مع ولده. لكن لم تسبق له من الله الحسنى. لم تسبق لولده من الله الحسنى لقد قال له عندما بدأ الطوفان وفتح الله ابواب السماء بماء منهمر وفجر الله الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر فقال يا بني اركب معنا ولا تكن من المغرقين قال ساوي الى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين حاولها نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم. مع عمه ابي طالب الذي حاظه ونصره ومنعه واستبشر سلف الدفاع عنه وكانوا كانوا يراودونه على ان يسلم ابن اخيه للهلكة لكنه ابى واستعصم ووقف معه كما يقف الرجال لكن لم تسبق له من الله الحسنى اليس هو القائل يعني ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا لولا الملامة او حذار مسبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا يعرف ان ما جاء به ابن اخيه هو الحق الذي ليس بعده الا الضلال وحاول معه النبي صلى الله عليه وسلم جهده حتى اللحظات الاخيرة من حياته وقف الى جواره وهو على فراش الموت يا عمي قلها كلمة احد اشهد لك بها عند الله فيقول يا يا بني لولا ان يقولوا اسلم جزعا من الموت لاقررت بها عينك وفاضت روحه على غير الاسلام على ملة الاشياخ على ملة عبدالمطلب واما ثمود فهديناه فاستحبوا العمى على الهدى دايما نقول اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه استحبوا العمى على الهدى فاخذتهم صاعقة العذاب الهون بعد ان بصرهم الله وبين له ووضح لهم الحق على لسان نبيه نبيهم صالح فخالفوه وكذبوه وعقلوا الناقة وعتوا عن امر ربهم ماذا كانت النتيجة؟ اخذتهم صاعقة العذاب الهود بعث الله عليهم صيحة ورجفة وذلا وهوانا وعذابا ونكانا بتكذيبهم وبجحودهم لامر الله عز وجل. ونجينا الذين امنوا وكانوا يتقون العاقبة للتقوى نجى الله المؤمنين من بين اظهرهم لم يمسسهم سوء ولا ينالهم من ذلك ضرر بل نجاهم الله تعالى مع نبيهم صالح بايمانهم وتقواهم لله عز وجل لقد كان المفسدون في مدينة صالح يتآمرون لقتل نبيه بعد ان عقروا الناقة فقالوا نكمل المشوار وننهي على صالح وكم يزول وكم يسول الشيطان ويزين لاوليائه من الفتنة والفساد والضلال وينتهي بهم الى غمرات سحيقة في قعر جهنم عياذا بالله من الخزلان كان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون يقوى الله تعالى عن طغاة ثمود وعن رؤوسهم الذين كانوا دعاة قومهم الى الضلالة والكفر وتكذيب صالح وال بهم الحال الى ان عقروا الناقة وهموا بقتل نبيهم صالح نعم قالوا تقاسموا لنبيتنه واهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك اهله وانا لصادقون لقد بيتوا ان يقتلوا نبيهم غيلة غدرا وغيلة. ثم يقولون لاوليائه اقربائي لا نعلم شيئا منه من ابيه. ده اختفاء قصري لا نعرف سببه ولا نعرف اين هو وانهم لصادقون فيما اخبروهم به مع انهم لم يشاهدوا ذلك الله جل وعلا يحكي هذه القصة وكان في المدينة اي مدينة ثمود تسعة رهط يعني تسعة يفسدون في الارض ولا يصلحون هؤلاء كانوا كبراء قومهم ورؤساؤهم وهم الذين عقروا الناقة ومن بينهم قدار ابن سالف عاقل الناقة الذي باشر ذلك بيده. طبعا الطغاة يتآمرون واشقاهم واتعسهم واشدهم خيبة هو الذي يتولى كبر الامر فقد ضارب سالف تولى عقر الناقة باشر ذلك بيده كما قال تعالى فناده صاحبهم فتعاطى فعقر وكما قال انبعث اشقاه. ماذا ماذا عن قوله تعالى كانوا يفسدون في الارض ولا يصلحون كانوا يقرضون الدراهم كانوا يأخذون منها وكانهم كانوا يتعاملون بها عددا لها تفسيرات من بينها انك تحك الدرهم الذهبي فتأخذ منه شيئا وانت تبيعه بالعدد. فالناس يرون العدد ولا يرون ما حككته من الذهب وانقصت به من وزن هذا الدينار او الدرهم الذي تتعامل به. افساد لا شك تعلمون اخوتي هذا يشبه اصدار وطبع عملة جديدة بدون رصيد هذا يعني ان الجهة المصدرة انما تدخل يدها في جيوب الناس لتأخذ من اموالهم بمقدار ما اسدرت من عملة جديدة لو لو مثال يوضح الحال لو عندي مئة دولار ثم طبعت مئة دولار اخرى ليس لها ليس لها رصيد. هذه المئة ستدخل النقص على المئة دينار الموجودة بنسبة النصف اصبح في المهدي خمسين وانت لا تدري انت تنام في بيتك مطمئنا وقد سرق من ما لك النصف او التلت او الربع فساد في الارض يفسدون في الارض ولا يصلحون من الطرق الباطلة باخذ اموال الناس بالباطل والله من فوقهم محيط والله سبحانه وتعالى يحصي على هؤلاء اعمالهم وسيوقفون بين يديه ويسألون وقفوهم انهم مسئولون. ما لكم لا تناصرون من هم اليوم مستسلمون في اه تفسير اخر انه آآ افساد كان بكسر الدراهم وافسادها النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم بلا بأس. الغرض ان هؤلاء الكفرة الفزعة كان من صفاتهم الافساد في الارض بكل طريق يقدرون عليها فمنها ما ذكره هؤلاء الائمة ومنه ما هو غير ذلك وانجينا الذين امنوا وكانوا يتقون. الله جل جلاله انجى صالحا من بين ايديهم فلم يصلوا اليه لنبيتنه واهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك اله وانا لصادقون. تحالفوا. تبايعوا على قتل نبي الله الصالح ليلا غينة فكادهم الله عز وجل انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا. فمهل الكافرين امهلهم رويدا. ومكروا ومكر الله الله والله خير الماكرين. جعل الدائرة عليهم تقاسموا وتحالفوا على هلاكه فلم يصلوا اليه حتى هلكوا وقومهم اجمعين ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. زعمت السخينة ان ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلابي زعمت السخينة ان ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب. يقول قتادة تواثقوا على ان يأخذوه ليلا فيقتلوه وذكر لنا انهم بينما هم متوجهون الى صالح ليفتكوا به اذ بعث الله عليهم صخرة اهمدتهم فانظر كيف كان عاقبة مكرهم انا دمرناهم وقومهم اجمعين هم الذين عقروا الناقة قالوا حين عقروها لنبيتن صالحا واهلا فنقتله سنقتله ثم نقول لاولياء صالح ما شهدنا من هذا شيئا وما لنا به من علم فدمرهم الله اجمعين تلك بيوتهم خاوية بما ظلموا. ان في ذلك لاية لقوم يعلمون. سبحان الله قالوا هل هم فلنقتل صالحا فان كان صادقا عجلناه قبلنا ووعدهم ثلاثة ايام ذلك وعد غير غير مبدوء وان كان كاذبا كنا قد الحقناه بناقته هو يعني وعدنا بالعذاب قبل ثلاثة ايام تعالوا بنا نقتله ان كان صادقا وفعلا ستصيبنا النقمة بعد ثلاثة ايام عجلناه قبلنا وان كان كاذبا نكون قد الحقناه بناقته فاتوه ليلا ليبيتوه في اهله فدمغتهم الملائكة بالحجارة فلما ابطأوا على اصحابهم اتوا منزل صالح فوجدوهم منشدخين قد رضخوا بالحجارة فقالوا لصالحه انت قتلتهم ثم هموا به فقامت عشيرته دونه ولابس السلاح وقالوا لهم والله لا تقتلونه ابدا وقد وعدكم ان العذاب نازل لكم في فان كان صادقا فلا تزيدوا ربكم عليكم غضبا. وان كان كاذبا فانتم من وراء ما تريدون فانصرفوا عنه وانصرفوا عنهم ليلتهم تلك المهم الله ان الله جل جلاله يسر الاسباب واحاط نبيه الصالح بعنايته. وتلك سنة الله جل جلاله ان ينجي المؤمنين كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله لقوي عزيز العبرة من هذا القصص القرآني كله عبرة وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك لقد كان في قصصه عبرة لاولي الالباب الهدى يأتي بمعنى البيان او من معنى التوفيق ومن اجل هذا مر نسب الى النبي صلى الله عليه وسلم ومرة نفي عنه. فقال تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم وقال في اية اخرى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي ما يشاء عندما اثبت له البيان انما اثبت له الهدى اثبت له هداية البيان وهذه مبذولة للناس جميعا انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا وهديناه النجدين فلا اقتحم العقبة البيان متاح لكل الناس. لو فرضنا جدلا ان احدا لم تبلغه الحجة لم تبلغه الدعوة لم تقم عليه الحجة فهذا يمتحن في عرصات يوم القيامة فان يبصر الله له يعني عنقا من نار يؤمر بدخولها فان اطاع ربه ادخله الجنة وان عصاه ادخله النار بحيث لا يدخل النار احد يوم القيامة الا وهو مقر بذنبه معترف بان النار اولى به وقالوا لو كنا نسمع او نبصر ما كنا في اصحاب السعير لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم السحقا لاصحاب السعير الدرس الثاني ان الله جل وعلا ينجي المؤمنين ان استقاموا على الايمان وبذلوا الاسباب الصحيحة واستفرغوا وسع في هذا فان الله جل وعلا يتولاهم ويرعاهم ويحوطهم جل جلاله لقد نجى الله نبيه صالح من بين هؤلاء وجعل له مخرجا ونجاة واهلك قومه الذين تربصوا به وتآمروا على قتله ليلة ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم انا دمرناهم وقومهم اجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا. ان في ذلك لاية لقوم يعلمون خاوية فارغة ليس فيها احد ما ظلمه ان في ذلك لاية لقوم يعلمون فانجى الله المؤمنين واهلك الله المفسدين وتمت كلمة ربك الحسنى اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت. اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك اللهم اغفر لنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه وسلم. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك