بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الثامنة من تفسير سورة فصلت والتي تأتيكم بعد انتهاء شهر رمضان وبعد عيد الفطر المبارك اولى محاضراتنا بمتابعة لتفسير هذه السورة بعد عيد الفطر المبارك والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات مع قول الله سبحانه بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقيدنا لهم قرناء وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين ايديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في امم قد خلت من قبلهم من الجن والانس انهم كانوا خاسرين ان الله جل جلاله هيأ لهؤلاء الظالمين الجاحدين قرناء قنطاء فاسدين من شياطين الانس والجن تزينوا لهم قبائح اعمالهم في الدنيا ودعوهم الى لذاتها والى شهواتها المحرمة وزينوا لهم ما خلفهم من امور الاخرة فانسوهم ذكرها ودعوهم الى التكذيب بالميعاد فحقت عليهم الكلمة ووجب عليهم دخول النار ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلهيهم الامل فسوف يعلمون وقيدنا لهم قرناء نعم قرين السوء مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير تحمل المسك اما ان يحذيك واما ان تبتاع منه او ان تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك او ان تل منه ريحا خبيثة ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين الله جل جلاله في هذه الاية يبين انه قيد لهؤلاء المبطلين المشركين انه قيد لهم من من القرناء من شياطين الانس والجن من زين لهم ما بين ايديهم وما خلفهم حسنوا لهم اعمال الضلالة في الماضي وبالنسبة للمستقبل فلم يروا انفسهم الا محسنين. كما قال تعالى ومن يعش عن ذكري الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. وانهم ليصدونهم عن السبيل. ويحسبون انهم مه تدوم وحق عليهم القول اي حقت عليهم كلمة العذاب كما حق القول على امم قد خلت من قبلهم ممن فعل كفعلهم من الجن والانس. انهم كانوا خاسرين استووا في الخسار والدمار الهداية والاضلال بيد الله سبحانه لكن الاضلال انما يكون جزاء لاعراض وصد واباء وتكذيب واستكبار لما اعرض العبد عن الحق وعن صراط الله المستقيم واثر طريق الغواية وطريق الشيطان وتنكر لهدى ربه فان الله خذل عنه فان الله تخلى عنه وخذله واضله الهداية والاضلال بيد الله جل جلاله. فاضلال الله للعبد انما يكون جزاء للعبد على اعراضه بعدما عرف الحق وعاند واستكبر عرف الحق وعاند واستكور وليس له ان يدعي ويقول ما ذنبي اذا كانت الهداية قد قدر علي نقول له ذنبك انه اعطاك الارادة فاعرضت وبين لك الطريق فصددت ولو اردت لفعلت يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. لست بمجبور كلا انه تذكرة فمن شاء ذكره ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا فالقرآن من اوله الى اخره يبين ان الطبع والختم والغشاوة لم يفعلها الرب جل جلاله بعبده من اول وهلة حين امره بالايمان او بينه له. انما فعله به بعد تكرار الدعوة منه سبحانه والتأكيد في البيان والارشاد وتكرار الاعراب منهم والمبالغة في الكفر والعناد عندئذ يطبع الله على قلوبهم. ويختم الله عليها فلا تقبل الهدى بعد ذلك والاعراب والكفر الاول لم يكن مع ختم وطبع بل كان اختيارا فلما تكرم صار طبيعة وصار سجيا. ومن الادلة على ان ابتداء الشر من العبد وان فعل الله في عبد هو مقابلة وليس ابتداء من الادلة على هذا قول الله سبحانه فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم تا لا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ثم انصرفوا صرف الله انصرفوا اولا ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بانهم قوم لا يفقهون بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه. وبما كانوا يكذبون. ان الله جل وعلا رحيم لا يضل الا من اختار الضلالة ولا يحول بين احد والايمان وهو راغب وهو راغب فيه. فان الله سبحانه وتعالى البر الرحيم طيفوا القريب المستجيب جل جلاله ومن سنن الله جل وعلا في الهداية والاضلال انه حكم العدل لا يضل الا من يستحق الاضلال لانه اختاره ولانه اثر ولانه اعرض عن هداية البيان وادار لها ظهره الله جل وعلا من اسمائه العدل ومن عدله انه انزل الكتب وارسل الرسل واقام الحجة وازال الشبهة وازاح العلل وجعل السمع والابصار والعقول لكي تفهم وتعقل ماذا انزل عليها يعني فمن اراد من نفسه ان يهتدي وقد مك من كل ادوات الهدى ومن كل اسبابه من اراد ذلك فان الله جل وعلا يوفقه الى ذلك فضلا منه عليه. ابو جهل وعمر ابن الخطاب كان في زمان الجهرية مشركين وكلاهما قد استمع للقرآن وكلاهما رأى من الايات الدالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم لكن كان عمر احب الى الله من ابي جهل. عمر استكان واتبع اسلم واطاع. وان كان هذا بعد اعراض لكنه في النهاية اطاع ابو جهل اعرض واستكبر. استمر على اعراضه. استمر على حربه وخرج للقتال. وجرد سيفه ضد الحق فلما كان منه الاستكبار والعتو والتمرد وكان من عمر الاستكانة والطاعة والاهتداء فالله عاملها هذا بما يستحق وعمل هذا بما يستحق فوفق هذا واضل زلك. وكانت الاستجابة لدعوة النبي صلى الله وسلم اللهم اعز الاسلام باحب هذين الرجلين اليك ابي جهل او بعمر بن الخطاب فكان احبهم هما اليه عمر والحديس صححه الالباني في صحيح الترمزي. الهداية والاضلال ليست جزافا المهتدون لهم صفات والضالون لهم صفات من صفات الضالين المخذولين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض. اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار. وفي المقابل والذين يصلون فما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ومن رحمة الله سبحانه ان كل مولود يولد على يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء. هل تحسون فيها من جدعاء تلا ابو هريرة قول الله تعالى فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم المولود لو ترك بدون مؤثرات خارجية يعرف الله ويهتدي الى دينه ويتبع شرعه ويقبل ما انزل لو لو خيل بين هذه النفوس وبين القرآن اذا اتبعته لو بقيت بغير مؤثرات خارجية لنجذبت اليه. فالله جل وعلا جعل اتباع الحق مركوزا في الفطار وجعل معرفته والاهتداء اليه والانجذاب اليه مركوزا في الفطر البشرية فلو عرض الحق والباطل على اصل الفطرة لاختارت الحق مباشرة. فقد جعل الله فيها الانجذاب الالف المعرفة والاختيار للحق على الله لا اله الا انت سبحانك انا كنا من الظالمين. اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك ومما يعين على الهداية الفطرة التي فطر الله الناس عليها ما ارسل من رسل وما انزل وما انزل من كتب آآ وتأتي المؤثرات الخارجية كالاعلام الفاسد والقنوات الفاسدة وقرناء السوء والواقع الفاسد والقدوات السيئة هي التي تضل الناس. فمن اختار طريق ضلالة بعد ان جاءته بصائر من ربه فلا يلومن الا نفسه قد جاءكم بصائر من ربكم فمن ابصر في نفسه ومن من عمي فعليها من عمل صالحا في نفسه ومن اساء فعليها ان تكفروا فان الله غني عنكم. ولا يرضى لعباده الكفر. وان تشكروا يرضه ولكم يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها عليكم او احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد سوى ذلك فلا يلومن الا اه نفسه ومن تدبر القرآن تبين له ان عامة ما يذكره الله في خلق الكفر والمعاصي يجعله جزاء لذلك العمل. فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغني عنه ما له اذا تردى فما جاء ضلالهم من فراغ ولا جاء بدون سبب. بل عملوا اشياء من الظلم والكفر والفسق والباطل الفجور فكان المقابل مناسبا لما عملوا. زاغوا فازاغ الله قلوبهم. استحبوا العمى على الهدى. عاندوا اكبر واصروا على الباطل ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من انام. والذين جاهلوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ولا يزال المؤمن يسأل ربه الهداية دائما اهدنا الصراط المستقيم لقد هدي هداية مجملة باتباع دين الاسلام بقي التثبيت على هذه الهداية وبقي الهداية التفصيلية وبقي الترقي في مراتب الهداية. في هداية اجمالية الهداية لاصل الاسلام والايمان من دخل في الاسلام حصلت له الهداية الاجمالية. لكن الهداية التفصيلية شعب الايمان تفصيلات الصلاة والصيام حجوا الزكاة وما يتعلق وما يتعلق بذلك من سنن ونوافل وواجبات واركان كل هذا يحتاج الى هدايا تفصيلية. اهدنا راطا مستقيم نحتاج الى تثبيت على الهداية ونحتاج الى هداية تفصيلية ونحتاج الى ترقي في مراتب الهداية مرتبة فوق مرتبة اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم ومن رحمة الله سبحانه ان الهداية تجر الى مزيد من الهداية وان الضلالة ايضا تجر الى مزيد من الضلالة قل من كان في الضلالة فلينظر له الرحمن مدا. والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. من اسباب الهداية الدعاء اللهم اهدني وسددني. اهدنا الصراط المستقيم. ربي اعني ولا تعن علي اللهم اهدني ويسر الهدى لي ان ان ان تستعيذ بالله من الخزلان. اللهم اني اعوذ بعزة لا اله الا انت ان تضلني واه ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. الايمان اكبر سبب لهداية العبد. التوبة الى الله سبحانه وتجديد التوبة وهو الانابة والاستغفار من اعظم اسباب الهداية. القرآن ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم قد جاء لكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير. قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل تنام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه. ويهديهم الى صراط مستقيم. فالاكثار من من قراءة القرآن والاقبال عليه وتدبره ومدارسته من اعظم اسباب الهداية الصحبة الطيبة انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى وآآ الحديس عن هذا يطول ابي فقط اطلالة من عوائق الهداية العادة والتقليد واذا قيل هم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه ابائنا او لو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون التعلق بالشهوات حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات اتباع الهوى فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهوائهم. التسويف وطول الامل الاعتذار بالقدر وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا الاصرار على المعصية اذا اذنب العبد الذنب نكتت فيه نكتة سوداء فان زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الى غير ذلك من ايه الاسباب؟ الغنى المطغي كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى ثم بعد هذا يقول الله جل جلاله وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون تواصوا فيما بينهم الا يطيعوا للقرآن الا ينقادوا لاوامره. اذا تلي لا تسمعوا له الغوا فيه بالمكاء والصفير والتخليط اجحدوا به وانكروه وعادوه لعلكم تغلبون. هذا حول هذا حال هؤلاء الجهلة من الكفار ومن سلك مسلكهم عند سماع القرآن. وقد امر الله سبحانه عباده المؤمنين بخلاف هذا فقال واذا قرئ فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. فالكافرون يتواصون فيما بينهم. لا تسمعوا لهذا القرآن. لا تطيعوا له لا تنقادوا لاوامره. ارفعوا اصواتكم بالصياح والصفير والتخليط على محمد اذا قرأ القرآن لعلكم تغلبونه فيترك القراءة وننتصر عليه وفي المقابل لقد امرنا بان نستمع الى كتاب الله عز وجل. واذا تلي القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون وللمستمع اجر لا يقل عن اجر القارئ ان شاء الله. فنحن نجرؤ نرجو للمستمع اجرا من جنس اجر القارئ اذا استمع اذا استمع بنية صالحة واخلاص يريد فائدة وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم طلب من عبدالله بن مسعود ان يقرأ عليه شيئا من القرآن فقال اقرأ عليك وعليك انزل فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاني احب ان اسمعه من غيري. فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت. فكيف اذا جئنا فمن كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. قال امسك فاذا عيناه تذرفان بالدموع صلوات ربي وسلامه عليه ومر بابي موسى الاشعري ليلة وهو يقرأ القرآن فوقف يستمع اليه واختلف اهل العلم هل قراءة القرآن افضل ام الاستماع الى من يقرأ؟ ذهبت طائفة الى الاول نظرا لكثرة النصوص الصريحة المراغبة في تلاوة القرآن ذهبت طائفة اخرى الى ان الاستماع افضل الى انه ابلغ في التدبر والتعقل وهذا هو المقصود الاعظم من القرآن ينبغي للعبد ان يجمع بين هذا وذاك فيقرأ تارة ويستمع احبتي في الله نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات على امل اللقاء بكم في حلقة الاسبوع القادم ان شاء الله حتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته