بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة العاشرة من تفسير سورة فصلت التي تأتيكم يوم الثلاثاء العشرين من شهر شوال المبارك مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون قالوا ربنا الله ثم استقام لا يعبدون الا الله ويعبدون الله بما شرع الله عز وجل وبما بين رسوله صلى الله عليه وسلم استقاموا على التوحيد فلم يلتفتوا الى اله غير الله عز وجل لم يعلقوا رجاءهم بغير الله لم يستغيثوا بمخلوق من دون الله فيما لا يقدر عليه الا الخالق فاستغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة السجين بالسجين او كاستغاثة الغريق بالغريق. ذلكم الله ربكم له والملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير استقاموا على التوحيد واستقاموا على العمل الصالح. كما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم نعم ولقد روي من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الاية ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ثم قال قد قالها ناس ثم كفر اكثرهم فمن قالها حتى يموت فقد استقام عليها ولقد روي عن يعني ابي بكر في معناها ثم استقاموا لم يلتفتوا الى اله غيره استقاموا على التوحيد واستقاموا على العمل الصالح الذي شرعه الله آآ ورسوله فلم يحدثوا في دين الله ما ليس منه ولم يعبدوا الله بدع ولا محدثات ولم يفرطوا في عبادته جل جلاله لم يخلطوا توحيدهم بشرك واستقاموا على طاعة الله فيما امر وفيما نهى طيب تتنزل عليهم الملائكة. والله يا اخواني هذه نقطة تحتاج الى تدبر والى تأمل لانها بشارة للمؤمن باحرج لحزاته في اخر لحزات حياته عند انقطاعه من الدنيا واقباله على الاخرة وهو يعاني الم النزع ويشاهد هول المطلع محتاج الى تسكين الى بشارة الى طمأنة اله ربط على القلب يأتي قوله تعالى تتنزل عليهم الملائكة اي عند الموت وسوف نبين بعد قليل انها ايضا البشارة تمتد الى القبر تمتد الى لحظة البعث عند الخروج من القبور يوم القيامة بالا تخافوا لا تخافوا من الموت ولا في ولا مما بعده ولا تحزنوا على ما خلفتم وراءكم من اهل ومن ولد نحن نخلفكم فيها. ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون لا تخافوا ولا تحزنوا العبد المؤمن حين يبعثه الله من قبره يتلقاه الملكان اللذان كانا معه في الدنيا فيقولان له لا تخف ولا تحزن وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون فيأمن الله تعالى خوفه ويقر عينه فما عظيمة يخشى الناس يوم القيامة الا هي للمؤمن قرة عين لما هداه الله تبارك وتعالى ولما كان يعمل له في الدنيا فهم يبشرونه كما قال زيد ابن اسلم عند موته وفي قبره وعند بعثه ولعل هذا الاقوال يجمع الاقوال كلها الواردة في هذه المسألة ويجعلها باقة من البشائر المتتابعة تعب بشارة عند الموت عند الاحتضار بشارة في القبر دابا يوصل في قبره ويلحد فيه وينصرف عنه مشيعوه ابشروا لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون وحين يبعث من قبره يوم القيامة نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون اي تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار نحن كنا اولياءكم اي قرنائكم في الحياة الدنيا نسددكم نوفقكم نحفظكم بامر الله عز وجل وكذلك نكون معكم في الاخرة نؤنس منكم الوحشة في القبور وعند النفخة في الصور ونؤمنكم يوم البعث والنشور ونجاوز بكم الصراط المستقيم ونوصلكم الى جنات النعيم نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم اي لكم في الجنة لهم ما يشاؤون عند ربهم اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وكل ما تشتهيه انفسكم وتقر به عيونكم هو حاضر باثن امامكم ولكم فيها ما تدعون. مهما طلبت وجدتم وحضر بين ايديكم كما اخترتم على النحو الذي طلبتموه وعلى النحو الذي اخترتموه نزلا من غفور رحيم اي ضيافة وعطاء وان عاما من غفور لذنوبكم رحيم بكم رؤوف حيث غفر وستر ورحب ولطف نزلا من غفور رحيم حديس مسلم عن انس ابن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا ويرجعون الى اهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا. فيقول لهم اهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا. فيقولون وانتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا لقد روي ان ابا هريرة سأله التقى بالسعيد ابن المسيب فقال اسأل الله ان يجمع بيني وبينك في سوق الجنة فقال سعيد او فيها سوق فقال نعم اخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اهل الجنة اذا دخلوا فيها نزلوا بفضل اعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من ايام الدنيا فيزورون الله عز وجل ويبرز لهم عرشه ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة ويوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من ياقوت ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ويجلس ادناهم وما فيهم دنيء على كثبان المسك والكافور ما يرون ان اصحاب الكراسي بافضل منهم مجلسان فقال ابو هريرة يا رسول الله وهل نرى ربنا؟ قال نعم هل تتمارضون برؤية الشمس والقمر ليلة البدر. قلنا لا. فقال فكذلك لا تتمارضون في رؤية ربكم تعالى. ولا يبقى في ذلك اجلس احد الا حضره الله محاضرة حتى انه ليقول للرجل منهم. يا فلان اتذكر يوم عملت كذا وكذا يذكره ببعض غدراته في الدنيا. فيقول اي ربي افلم تغفر لي؟ فيقول بلى سعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه فبينما هم على كذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فامطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط يقول ربنا عز وجل قوموا الى ما اعددت لكم من الكرامة. وخذوا ما اشتهيتم. قال فنأتي سوقا قد حفت به الملائكة ايه الملائكة فيها ما لم تنظر العيون الى مثله ولم تسمع الاذان ولم يخطر على القلوب دعا قال فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيه شيء ولا يشترى. وفي ذلك السوق. يلقى اهل الجنة بعضهم بعضا فيقبل الرجل ذو المنزلة الرفيعة فيلقى من هو دونه وما فيهم دنيء فيروعه ما يرى عليه من اللباس فما ينقضي اخر حديثه حتى يتمثل عليه احسن منه وذلك لانه لا ينبغي لاحد ان يحزن فيهل ثم ننصرف الى منازلنا فيتلقانا ازواجنا فيقول له مرحبا واهلا بحبيبنا. لقد جئت وان بك من الجمال والطيب افضل مما فارقتنا عليه. فيقول انا جالسنا اليوم من رب جل جلاله وبحقنا ان ننقلب بمثل ما انقلبنا به على كل حال لقد عود الحافظ ابن كسير هذا الحديس في تفسيره ولعل في اسناده مقال لك انا ذكرت لكم قبله الحديث الذي رواه مسلم واسأل الله جل وعلا الا يحرمنا واياكم هذا الفضل ان شاء الله الباب ايضا يعني حديس صحيح نحتاج ان نفهمه ونحن في سياق هذه الايات الكريمة من احب لقاء الله احب الله لقاءه من كره لقاء الله كره الله لقاءه قلنا يا رسول الله كلنا نكره الموت فقال ليس ذلك كراهية الموت ولكن المؤمن اذا حضر جاءه البشير من الله تعالى بما هو صائر اليه فليس شيء احب اليه من ان يكون قد لقي الله تعالى فاحب الله وان الفاجر او الكافر اذا حضر جاءه بما هو صائر اليه من الشر او ما يلقى من الشر فكره لقاء الله فكره الله لقاءه نص الحديث في الصحيح وهو مروي عن عدة طرق من الصحابة من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه نفقات عائشة رضي الله عنها يا رسول الله اهو الموت فكلنا يكره الموت قال لا يا عائشة ولكن المؤمن اذا حضر اجله بشرته الملائكة برحمة الله ورضوانه في حب لقاء الله ويحب الله لقاءه والكافر متى حضر اجله بشرى بغضب الله وعقابه. فيكره لقاء الله فيكره الله لقاءه اذا معنى الحديث ان المؤمن اذا حضره الاجل مشى من رحمة من الملائكة وبالرضا من الله عز وجل في حب قال الله ويحب الله لقاءه. وعلى النقيض من هذا ان الكافر اذا حضره الاجل والشر بغضب الله وعقابه فيكره لقاء الله فيكره الله لقاءه. يبقى مش المقصود الموت لان طبيعة الناس الا من شاء الله يكرهون الموت وهذه الكراهة الجبلية لا شيء فيها. لكن المقصود انه متى حضره اجله اشرته الملائكة بالرحمة والرضا فيحب لقاء الله فيحب الله لقاءه والكافر على النقيض من هذا يبشر العذاب والنقمة فيكره لقاء الله فيكره الله لقاءه ان الذين قالوا ربنا الله ثم قاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. استقاموا على امر الله عز وجل لم يروغوا كما تروغ الثعالب لم يعصوا الله في خلواتهم طاعة الخلوات من اعظم اسباب الثبات كما ان معصية الخلوات من اعظم اسباب الانتكاسات وقد ابتلى عمر هذه الاية على المنبر ثم قال استقاموا والله لله بطاعته ولم يروغ الثعالب فقاموا على اداء فرائضه وعلى اجتناب محاربه. قل امنت بالله ثم استقم اجعل عملك لله خالصا وللسنة موافقا لكي تنال هذه الباقة من البشائر الطمأنة عند الاحتضار وعند دخول القبر وعند الخروج منه يوم القيامة نحن اوليائكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم يا احبتي في الله اسأل الله جل وعلا ان يبلغنا واياكم هذه الكرامة ولا يحرمنا واياكم منها وان يرزقنا نعمة النظر الى وجهه الكريم جل جلاله بغير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. اللهم امين. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه سلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك