بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك اما بعد فهذه متابعة في سلسلة يسألونك عن الشريعة في حلقتها الخامسة عنوان هذه الحلقة لماذا الاصرار على تحكيم الشريعة وتطبيقها قوانين الوضعية هكذا يقولون استقرت في مجتمعاتنا قرابة مائة وخمسين مائة وخمسين سنة اكتسبت الهوية المحلية اصبحت متأقلمة معها وصالحة لها وطرأت عليها تطورات محلية كثيرة فكيف تلغي كل هذه القوانين وكل هذه التجارب التي تمرن عليها المحامون والقضاة ثم تستبدل بقوانين جديدة من الفها الى ياءها الا ترى ان هذا الوضع سيجمد العدالة ويعرض مصالح الناس والمجتمعات للخطر وسيضيع الحقوق وفي هذا من تخريب المنظومة القانونية ما فيها كل باطل يستطيع ان يزخرف قوله وان يسوقه وان يزينه لمن يصغي اليه ويلقي اليه بسماعه نقول في الجواب عن هذا الدعوة الى تحكيم الشريعة ضرورة عقدية في المقام الاول الاقرار بها اقرار بالاسلام الرد لها رد للاسلام القبول بها قبول بالاسلام والتمرد عليها والانحراف عنها والاعراض عنها تمرد على الاسلام وانحراف عنه واعراض عنه انها تتعلق باصل الرضا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا باصل الرضا بالله ربا ان من اظهر خصائص الربوبية تفرد الله جل جلاله بالخلق والامر الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين اتفق المسلمون اجمعون ان منازعة الله في شيء من الامر كمنازعته في شيء من الخلق من قال سانزل مثل ما انزل الله كمن زعم انه يخلق مثل ما خلق الله يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلوهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب اذا كان الله جل جلاله لا ينازع في باب الخلق فهو كذلك لا ينازع في باب الامر اله له الخلق والامر. الامر بالمعنى الكوني الذي به تقدير المقدرات وتدبير شؤون العوالم العلوية والسفلية او الامر بالمعنى الشرعي الذي يرجع الى الحلال والحرام مثلا الامر الكوني وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون الامر بالمعنى الشرعي ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعيذكم لعلكم تذكرون. الله جل وعلا كما تفرد بالامر الكوني فلا راد لقضائه ولا معقب على حكمه. تفرد كذلك بالامر الشرعي فلا حلال الا ما احله ولا لا حرام الا ما حرم ولا دين الا ما شرع فالحجة القاطعة والحكم الاعلى هو الشرع المعصوم لا غير التحليل والتحريم والامر المطلق والتشريع المطلق حق خالص لله جل جلاله. انعقد على هذا اجماع الامة كلها في مختلف اعصارها وامصارها سورة التوبة يقول الله جل جلاله اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا استمع اليه علي ابن حاتم الطائي وكان نصرانيا دخل وهو لا يزال يعلق الصليب على عنقه فالتفت اليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا عدي الق هذا الوثن عن عنقك ثم تلا عليه هذه الاية اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. فقال فما عبدناه انا كنت نصرانيا وانا اعرف دين قومي ما عبدنا احبارنا ولا عبدنا رهباننا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم الم يكونوا يحلون لكم الحرام ويحرمون عليكم الحلال فتتبعوهم فتلك عبادتكم لهم اعطيتم احباركم ورهبانكم. الحق في التحليل والتحريم. عندهم مقولة ينسبونها الى المسيح عليه السلام انه وقال لهم الحق اقول لكم ان ما تربطونه في الارض فهو مربوط في السماوات. وما تحلون في الارض فهو محلول في السماوات فاعطوا احبارهم ورهبانهم الحق في التحليل والتحريم. يكون الشيء حراما في التوراة. يحله احبارهم فيستحله دونكم يكون حلالا في التوراة يحرمه عليهم احبارهم ورهبانهم فيحرمون هكذا كانت الربوبية في بني اسرائيل التحليل والتحريم بغير برهان من الله عز وجل بالمناسبة عندما نتعامل مع فقهائنا مع مالك مع ابي حنيفة مع الشافعي مع احمد بن حنبل. لا نتخذهم احبارا ورهبانا من دون الله. لاننا نعتقد انهم ذرائع فقط نعرف من خلالهم حكم الله وحكم رسوله نحن لا نطيعهم لذواتهم واذا صح الحديث بخلاف ما يقولون فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لاحد بعد كلام رسول الله كلام ولا بعد مقال رسول الله مقال دخل مر رجل على الشافعي فسأله سؤالا فافتاه على نحو معين. قال ولكنك يعني رويت في الباب حديثا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه خلاف ما تقول. اتأخز به؟ فانتفض الشافعي كأنما لدغه ثعبان وقال لي وقال لمحدثه ارأيتني اعلق الصليب ارأيتني ادخل الكنيسة ارأيتني اشد الزنار على وسطي حتى تقول لي عن حديث صح عن رسول الله اتاخذ به ام لا؟ نعم على الرأس والعين. نعم على الرأس والعين اي نعم على الرأس والعين اذا رأيتم الحديث يخالف قولي هذا كلام ابي حنيفة فاضربوا بقولي عرض الحائط والقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. اعلموا ان عقلي قد ذهب اذا رأيتم الحديث يخالف قولي فاعلموا ان عقلي قد ذهب واضربوا بقول يا عرض الحائط. هذا الفرق بين الذين اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. وبين علماء هذه الامة. الذين كان قدوتهم واسوتهم ومتبوعهم النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ايضا نحن لا نزال نواصل ان تحكيم الشريعة ضرورة عقدية في في المقام الاول مش قضية مصلحية فقط اصل الايمان كما قلنا ونؤكد مرارا تصديق الخبر والانقياد للشر متى يثبت اصل الايمان في القلب بتصديق ما جاء به رسول الله جملة وعلى الغيب والانقياد لما جاء به من الدين جملة وعلى الغيب. من لم يثبت في قلبه التصديق والانقياد لم يثبت له عقد الاسلام المقصود انقياد القلب ومحبته واخباته وقبوله لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لقد جعل الله ايمان الناس زعما اذا اعرضوا عن الشريعة وادبروا عن الحكم بها والتحاكم اليها. وارادوا التحاكم الى غيرها. فقال تعالى الم تر الى الذين يزعمون يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى طاغوتي وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا تحكيم الشريعة المظهر العملي للرضا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم كيف ترضى بمحمد نبيا ورسولا ان تصدقه فيما جاء به من الدين ان تنقاد لما جاء به من الدين ان تصدقه في كل ما جاء به من الدين لم يخرج من بين شفاهه وهو في مقام البلاغ عن ربه الحق وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ثم الانقياد والازعان لما جاء به من لما جاء به من الدين جملة وعلى الغيب. الله جل جلاله يقول يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. اذا كان رفع اصوات فوق صوته سببا لحبوط اعمالهم. فكيف تقديم اهوائهم وارائهم وعقولهم وقوانينهم انزمتهم ولوائحهم وشرائعهم على ما جاء به من البينات والهدى. اليس يكون هذا اولى لاحباط اعمالهم رفع الصوت ان يرتفع صوتك على صوته ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون حتى قالوا ان هذا حق لرسول الله في حياته وبعد مماته اذا ذهبت للسلام عليه في قبره اذا وقفت امام القبر الشريف استشعر هيبة النبي صلى الله عليه وسلم ولا ترفع صوتك عند القبر كما اترفع صوتك في حضرته في حياته صلوات ربي وسلامه عليه فكيف عندما يكون الامر اهدارا لشريعته واجتراء على هديه وتطاول على سنته ونبذل لما جاء به من البينات والهدى. القضية اذا لا خيار فيها لاحد ممن يدعي الاسلام كما قال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ايضا تحكيم الشريعة السبيل الى الخروج من الضنك والشقاء ومن الويلات والعذابات والفجائع التي نتجرع غصصها ونتقلب على اشواكها الليل والنهار فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى سبحان الله احيانا الله عز عز وجل يلقي الحق على السنة بعض الناس وقد يكون من خصومه ومن اعدائه احد اه العلمانيين كان يقول ان الانسان كائن هش ضعيف ليمتد عمره الا للحزة خاطفة في زمن الكون الازلي لو تخيلت عمر الزمن ادنى الانسان كائن هش ضعيف. لا يمتد عمره الا للحظة خاطفة في زمن الكون الازلي ولا يشغل كيانه الا ذرة ضعيفة في كون شاسع تقاس ابعاده بملايين السنة نواة الضوئية فاذا كانت لنا شريعة اوحى لنا بها خالق هذا الكون وقانون وضعه لهذا الانسان المحدود فهل يصح ان نتردد لحظة في الاغتيال بين الاثنين؟ هذا الرجل العلماني يقول هذا الكلام ليس اعتقادا له هذا يجريه على السنة بعض اهل الدين لكي ينقض عليه لكي يرد عليه ولله في خلقه شئون لك انت تسأل تقول لماذا الشريعة؟ كأن العلمانية هي الاصل كأن الفصل بين الدين والدولة هو الاصل. كأن الفصل بين الدين والحياة هو الاصل. كأن الشريعة كائن طفيلي دخل فجأة الى جسدنا على تاريخنا على ثقافتنا على حضارتنا. فاصبحنا نتسائل ما هذا الغاز الذي يريد ليدخل الى نسيج حياتنا والى نسيج مجتمعاتنا لقد كان الصواب ان يقال للخارج على الشريعة لمن ادار للاسلام ظهره لمن ادار للشريعة ظهره لماذا العلمانية؟ كيف تجعل لله ندا وهو خلقا؟ كيف تنير ظهرك للاسلام؟ وانت تنتسب اليه كيف تخرج عن هذا الاصل الذي دريت عليه الامة اربعة عشر قرنا من الزمان او ثلاثة عشر قرنا من الزمان ولم تنسلخ منه الا مع قوافل المستعمرين اختم بكلمة للدكتور الطماوي وهو يعد عبيد فقهاء القانون العام او عميد اساتزة القانون العام في بلد شرقي كبير يقول فيها ان المسلمين لم يتركوا الشريعة مختارين بل اكره على ذلك نتيجة لامتيازات الاجنبية التي استشرت في الوطن العربي ولخضوعه للاستعمار الغربي مدة طويلة. ومن ثم فان العودة الى تطبيق الشريعة الاسلامية. انما هو في حقيقة لتصحيح اوضاع غير طبيعية اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة والحديث موصول ونلتقي الحلقة القادمة ان شاء الله. حتى نلتقي. استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته