بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم انا نسألك خير هذا اليوم وخير ما بعده ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر. فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله. لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك اما بعد فهذه متابعة في سلسلتي يسألونك عن الشريعة في حلقتها الثانية والعشرين حلقة اليوم تطبيق الشريعة والبرامج التفصيلية يقول القوم الا ترون يا دعاة تحريم الشريعة وتطبيقها انكم تقولوننا الى طريق مجهول انكم تقدمون لنا شعارات زئبقية وعبارات مطاطة تصلح للشيء ونقيضه لم تقدموا لنا برامج تفصيلية تبين لنا كيف يكون الحل الاسلامي علاجا لمشكلاتنا الراهنة لم تقولوا لنا كيف ستحلون مشاكل التنمية؟ كيف تتعاملون مع ازمة الاسكان وازمة المواصلات وازمة البطالة وغيرها من ازماتنا الخانقة. ان تحدثونا عن ديوننا الخارجية وكيف ستحل الشريعة مشاكل الدول الاسلامية مع صندوق النقد الدولي الذي اصبح البديل المعاصر للاستعمار في صورته الاولى لم تقدم لنا برامج بديلة للاعلام للتعليم ما رأينا منكم الا هذه الشعارات المطاطة والعبارات الفضفاضة. الا ترون ان هذا اقرب الى تغييب العقل منه الى العمل الجاد اتريدون ان تجرونا خلفكم الى متاهات لا يعرف فيها دليل ولا يهتدى فيها الى سبيل اتريدون ان تخوضوا بنا بحارا من التجارب؟ لا يدرى اين شواطئها ولا يعرف كيف تكون عواقبها. زخرف من القول. وان يقولوا تسمع لقولهم ثم ليك التعقيب على هذا نقول ان التيار الاسلامي الذي يتبنى الدعوة الى تحريم الشريعة لا يدعو الناس او لا يبتدع للناس امرا لا عهد لهم به من قبل. بل يردهم الى ما درجوا عليه وعاشوا في كنفي ثلاثة عشر قرنا من الزمان الف وتلتميت سنة الامة تعيش في زل تحكيم الشريعة لم يتوقف هذا الا على يد الاستعمار التي وطأت خيله الازهر على يد نابليون. وقتل الابرياء على يد كرومر مكنا لليهود في فلسطين الصهاينة على يد بلفور. فعلى بامتنا الافاعيل والاعاجيب الدولة الاسلامية المنشودة هي التي تقوم على حراسة الدين وسياسة الدنيا به. تلخص الدولة الاسلامية الكلمتين دول حراسة الدين وسياسة الدنيا به. التي تتمنى الاسلام عقيدة وشريعة اقرارا به عملا بموجبه دعوة اليه ولاء وبراء على اساسه ده مفتاح التغيير المنشود. الاعلان عن مرجعية الشريعة وسيادتها. وانها وحدها الحجة القاطعة والحكم الاعلى وان كل قانون يتعارض معها لا شرعية له ومن حق اي احد ان يطعن امام قضائها ببطلانه. فاذا تقضي ببطلانه اذا ثبت لديه هذا الحديث عن مشروعات القوانين لعل من نافذة القول ان نذكر ان الامة الاسلامية لديها رصيد كبير جدا من مشروعات القوانين على مختلف مذاهب الفقه الاسلامي وقدمتها رابطة العالم الاسلامي والازهر وغيره. وعندنا في ادراجنا وفي اضابيرنا وفي خزائننا والثائب جدا تعلوه اتربة ويعلوه غبار لم يجد من ينفض عنه الغبار لكي يرى النور لا تحتاج هذه المشروعات الا الى المناقشة والاقرار. فكيف فكيف نتجاهل كل هذه الانجازات ضخمة ونصور الدعوة الى تحكيم الشريعة على انها مجرد عواطف شعارات خالية من الرؤية العملية برامج التفصيلية. ثم دعني دعني اتنزل معك في الحديث. افترض ان المنادين بتحريم الشريعة لا يملكون هنا هذه البرامج تنقصهم الكفايات والتخصصات. اين ذهبت الجهات المتخصصة؟ التي تقدر على ذلك في بلادنا والتي اذا استنفرتها الدولة نفرت واذا دعتها لبت. السنا نعلن اننا مسلمون؟ ديننا الرسمي هو الاسلام على ارضنا توجد اعرق جامعات العالم. بلادنا التي تصدر العلماء والمتخصصين في شتى علوم الشريعة الى الدنيا يا سلام. المسألة المهمة هنا ان نؤكد ونقرر ان الدعوة الى تحكيم الشريعة ليست برنامجا حزبيا تطرحه فئة محدودة على ارض او ليس برنامج الفريق معين ولا لتيار معين انه ارادة الامة. الدين الذي يستمسك به المسلمون كافة فهي فوق الاطر الحزبية. فوق الاطر التنزيمية فوق التنظيمات السياسية فوق الخلافات المذهبية الدولة كل دولة حكومة ومعارضة مسؤولة امام الله عن ان تقيم هذا الدين ان تجيش له الطاقات ان تعد له الرجال والقدرات والخبرات والامكانات ان توزف كل امكاناتها المادية والبشرية لاقامته على وجه فيه كما امر الله. ان هذا العمل مسئولين امة. ليست مسؤولية حزب من الاحزاب. او تنظيم من التنزيمات او تيار من التيارات الفقهية او السياسية لا حرج على الدعاة الى الله انهم رأوا تعطيلا لشريعة الله. وتحاكما الى غير ما انزل الله ان يصدعوا بالنصيحة الواجبة. ان يجهروا بكلمة الحق حق في مختلف المواقع ان يطلبوا الى كل قادر ومتخصص ان يدلي بدلوه وان يبذل قصارى جهده بمهاد الخلل واعادة الدولة والامة الى جادة الاسلام. وحسبهم ان يشاركوا في هذا بقدر ما تؤهلهم له قدراتهم وتخصصاتهم. والا يضنوا على ذلك بوقت او جهد او مال الجماعات الاسلامية ورجل البحوث المجامع الفقهية دون الافتاء رصيد هائل لهذه الدعوة تملك من البحوث والدراسات العلمية الجادة في مختلف المجالات وتملك الكفايات النادرة والمتخصصة ما يفوق الحصر ويذهل العقل هل يصح او يعقل ان يقال ان الدعوة الى تحريم الشريعة مجرد دعوة عاطفية تفتقدوا البرامج التفصيلية والكفايات العملية. اليس هذا غمطا للامة كلها؟ واتهاما لجميع مؤسساتها بالعقم والسلبية والقصور بل بالخيانة واضاعة الامانة ان الازمة التي تواجهها الدعوة الى تحريم الشريعة. ليست ازمة برامج وتفصيلات ازمة ارادة سياسية قادرة على التغيير. قادرة على اتخاذ القرار. لو وجدت هذه الارادة تتحول كل كفايات الامة كل جامعاتها كل مؤسساتها كل مراكز ابحاثها الى جنود في معركة التطبيق ويتحولت القيادة السياسية الى غرفة عمليات تشرف على هذا كله. تحث الخطى وتوجه دعني انقلك الى قضية اخرى ان العلمانيين خصوم الشريعة عندما يرددون هذه الشبهة محجوجون بمنهج التغيير الذي وكبرياته الحركات الايديولوجية العالمية التي لم تعنى الا بالعقائد. والمبادئ الاساسية ان تعنى بما وراء ذلك من البرامج والتفصيلات. الثورة الفرنسية مثلا جمعت الناس حول ثالوثها المعروف الحرية الاخاء المساواة ومن خلاله عرف الناس اي مجتمع تنشده هذه الثورة الشيوعية لم تعنى في بداية الامر الا بالعقائد الاشتراكية الكبرى والمبادئ الرئيسة العامة وكان جل اهتمامها منصبا على الجانب السلبي الذي يجب هدمه حتى يمتهد الطريق لاقامة اقتصاد اشتراكي. اما الخطوات الجزئية برامج التفصيلية لا تكاد تجد لها في كتابات روادها. الاوائل ما يغطي شيئا من ذلك. بل كانوا يعتبرون ان الدخول في مثل هذه التفاصيل يعد بابا من ابواب الرجعية وان القادة الكبار والرواة الكبار انما يعنون بالبرامج التفصيلية والمبادئ الكبرى. فاذا كان هذا المنهج مع كبريات الحركات العالمية التي ينتمي اليها هؤلاء الخصوم. فلماذا يطالب العمل الاسلامي وحده بان يقدم ابتداء وقبل كل شيء البرامج التفصيلية لكل جزئية من جزئيات الحياة في المجتمع وهو الامر الذي اعتبره سلفهم وللقوم سلف الشيوعيون والاشتراكيون وامثالهم من جنس الرجعية والتخلف. ايضا ان جل مشكلاتنا المعاصرة هي من نتائج وحصاد المناهج الوضعية السائدة ترتبط بها وجودا وعدما. فقد يختفي كثير منها بحلول ايديولوجية اخرى مشاكل من نوع اخر وتحديات من نوع جديد نعم فلماذا نفترض ان كل لمجتمعاتنا الراهنة سوف تبقى في ظل تحريم الشريعة. وان علينا ان نستغرق الوقت والجهد في وضع الحلول التفصيلية هي لها من الان نؤكد مرة اخرى ان تحكيم الشريعة ليس مطلبا جزئيا تنادي به فئة محدودة من الامة. وتتحمل وحدها مسئولية الاعداد له وتهيئة المناخ الملائم لتنفيذه. انه مسئولية الامة كلها. لانه يتعلم باصل ايمانها بالله ورسوله. يرتبط بعقد ايمانها المجمل الذي لا تثبت صفة الاسلام ابتداء الا باستيفاء وعلى هذا فان جميع من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا. من هذه الامة. سواء اكان في صفوف الحكومة ام في صفوف المعارضات او كان مستقلا لا علاقة له بهذا ولا بذلك مدعوم للمشاركة فيه لاداء هذه الفريضة وبذل اقصى ما يستطيعه في اقامتها من الجهد والوقت والمال. لان الاسلام دين جميعا لا يختص به فريق منهم دون فريق. لا ينكر هذا الا جهول او جحول او كفور اذا تقرر هذا فما وجه لاثارة هذه المشكلة من الاساس لان مجتمعاتنا زاخرة بهذه الخبرات التي لو استنفرتها حكومة اسلامية في ساعة من نهار يتكون منها جيش جرار يملأ السهل والجبل ويسد وجه الافق ولا يضر دعاة العمل الاسلامي ان يكونوا جنودا مغمورين في هذه المسيرة لا يشد لهم فيها بدك ولا ينسب اليهم فيها عطاء ولا مشاركة وحسبهم من الذكر ان يذكرهم الله في الملأ الاعلى عنده ومن المثوبة ما يدخروا لهم عنده في دار كرامته من الرضوان والنعيم المقيم وان المقسطين على كثبان من نور عن يمين الرحمن جل جلاله يوم القيامة تمام لا يقبل العمل عند الله جل جلاله الا اذا كان لله خالصا. وللسنة موافقا. اخرج تحريم الشريعة من الخصومات الحزبية والمعارضات السياسية هذه هذا دين الامة هذه عقيدتها هذا صراطها المستقيم الذي ان تمسك به واعتصم بهديه فقد استمسك بالعروة الوثقى ومن زلت به القدم وحاد عنه فقد هوى في دركة سحيقة من دركات الظلم والكفر والفسق والخروج عن الجادة وامر الله سبحانه افمن اسس بنيانه على على رضوان من الله ام من اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار ارى به في نار جهنم والله لا يهدي القوم افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الفاسقين احبتي في الله نكتفي بهذا القدر في خاطرة اليوم على امل اللقاء بكم في خاطرة الغد ان شاء الله حتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته