بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه المحاضرة من تفسير سورة يونس مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون هذه اقرارات المشركين بالربوبية المشركون لم ينكروا ربوبية الله عز وجل ولان سألتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله ولان سألتهم من نزل من السماء ماء فاحيا به الارض من بعد موتها ليقولن الله بل قال تعالى في سورة الزخرف ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم اقرارات من المشركين بالربوبية لكنها لم تنفعهم. لم تغن عنهم شيئا لانه مع اقرارهم بها لم يعبدوا الله وحده عبدوا معه او من دونه الهة اخرى وكانوا يزعمون انها تقربهم الى الله زلفى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين تحضرني هذه الكلمة قالها الشاعر المعاصر وهو يرى هؤلاء العاكفين حول قبور الموتى فتوجه بكلامه الى المقبول صاحب الضريح اذ يقول له لو كنت تستطيع اي شيء كنت تمزق الشفاه لو توجهت اليك بالدعاء اني اراك عاجزا عن كل شيء. مليون عاجز من مات من عصور من يسكن القبور استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق وكاستغاثة السجين بالسجين ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم. ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير. يحتج الله جل جلاله دلاله على المشركين باقراراتهم بربوبيته يحتج بها عليهم لدعوتهم ولحملهم على على افراده بالعبادة اعبدوا الله وحده ما لكم من اله غيره اذا اقررتم ان الخلق كله لله. وان الامر كله لله فكيف تعبدون مع الله او من دون الله الهة اخرى؟ لا يملك لانفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. قل من يرزقكم من السماء والارض. من ذا الذي ينزل من السماء الماء يشق به الارض شقا وينبت به النبات ان بات بقدرته ومشيئته فيخرج به من الارض حبا وعنبا وقطبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبة وفاكهة وابا متاعا لكم ولانعامكم. من ذا الذي يفعل هذا كله؟ الله والله وحده. امن هذا الذي يرزقكم ان امسك رزقا بل لجوا في عتون ونفور نعم قل ارأيتم اذا اصبح ماؤكم غورا غايرا في اعماق الارض فمن يأتيكم بماء معين. ارأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامة. من اله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه. افرأيتم ان جعل الله عليكم النهار الليل سرمدا الى يوم القيامة. من اله غير الله يأتيكم بضياء. افلا تسمعون ثم قال امن يملك امن يملك السمع والابصار من ذا الذي وهبكم هذه القوة السامعة والقوة الباصرة والتي لو شاء لذهبكم لذهب بها ولسلبكم اياها قل هو الذي انشأكم وجعل لكم السمع والابصار. قل ارأيتم اني اخذ الله سمعكم وابصاركم ختم على قلوبكم من اله غير الله ياتيكم به ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي بقدرته العظيمة ومنته العميمة جل جلاله من ومن يدبر الامر من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه الفعال لما يريد ما من الناس من احد الا ويريد ما لا يفعل او يفعل ما لا يريد لكن الفعال لما يريد الله رب العالمين. ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ليس عنده سهم طائش خرج خطأ فاصاب من لم يقصد اصابته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال له الخلق كله وله الامر كله لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. يسأله من في السماوات والارض كل يوم ومن هو في شأن الملك كله له العلوي والسفليون وما فيهما وما بينهما من ملائكة وانس وجن كلهم فقراء الى الله عبيد له خاضعون لديه له اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها. ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا سلهم كل هذه الاسئلة فسيقولون الله لا يملكون ان ينازعوا في هذا لان الواقع المادي يبهتهم يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلوهم الذباب شيا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره ان الله لقوي عزيز. لقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم حصينا فقال يا حصين كم تعبد اليوم من اله؟ فقال سبعة سبعة ستة في الارض وواحد في السماء فقال فمن تعد لرغبتك ورهبتك من ذا الذي اذا احتاجت لشيء سألته؟ واذا خفت من شيء استغست به ولست به ولن يعتدفه فقال الذي في السماء من تعد لرغبتك ورهبتك فقال الذي في السماء فسيقولون الله يعلمون ذلك ويعترفون به فقل افلا تتقون افلا تخافون منه ان تعبدوا معه الها غيره بجهلكم وبسفهكم وبحماقتكم وطيشكم وانحرافكم عن الجادة وتنكبكم الصراط ثم قال تعالى فذلكم الله ربكم الحق هذا الذي اعترفتم واقررتم بانه الفعال لما يريد. وانه فاعل ذلك كله هو الرب الحق. هو الاله الحق الذي يستحق وحده ان يفرد بالعبادة لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله. لقد عبدت من دون الله الهة كثيرة. لكن لم يعبد بحق الا الله عز وجل ومن اجل هذا المسجد الان هو المكان الوحيد الذي يعبد فيه الله عز وجل مما نصب وانشئ وشيد للعبادة وما بيوت العبادة الاخرى الا مأوى للشياطين يعبد فيها غير الله جل جلاله. ويدعى فيها من دونه الهة اخرى وهي مجلبة للسخط والنقمة وغضب الرب جل جلاله آآ فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق الا الضلال ماذا بعد التوحيد الا الشرك ماذا بعد ما انزل الله الا الهوى ماذا بعد حكم الله الا الجاهلية افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون مفترق طرق عندما تكون الامور واضحة مرتبة هذا خروج من التيه والشتات والتخبط وامري وما امري علي بغمة كاسطع شمس لا اراها تماريا لما يكون الحديث عن الايمان والكفر اهي التوحيد والشرك عن الحق والباطل ما فيش منطقة رمادية او ضبابية بينهما هذه المنطقة قابلة في المسائل الاجتهادية في فروع الفقه نقول فيها ما نحن عليه صواب يحتمل الخطأ. ما عليه غيرنا خطأ يحتمل صواب لكن اذا كان الحديس عن التوحيد والشرك عن الايمان والكفر عن ملة الاسلام والملل الاخرى لا فيه هناك ليل ونهار ضياء وزلمة حق وباطل توحيد وتثنيف لا يجتمعان في غمد واحد فليسجد من شاء ويركع وليجسوا الناس على اربع لاله من دون الله ان المسلم يعرف حقا من يعبد. الله الله الله فماذا بعد الحق الا الضلال كل معبود سواه باطل لا اله الا هو وحده لا شريك له فانى تصرفون. كيف تصرفون عن عبادته الى عبادة ما سواه. وانتم تعلمون انه له الخلق كله وله الامر كله الرب الذي خلق كل شيء والذي يملك التصرف في كل شيء الارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ثم قال تعالى كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا انهم لا يؤمنون كما كفر هؤلاء المشركون تمر على ضلالهم وفتنتهم وعبادتهم لغير الله جل جلاله. مع اقرارهم واعترافهم بان الله هو الخالق الرازق المتصور من اجل هذا حقت عليهم كلمة الله. حق عليهم وعيده وحق عليهم عذابه وغلبت عليهم شقوته حقت عليهم كلمة الله انهم اشقياء من ساكن النار نعم قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين هذا لم يكن اكراها لهم على الضلالة ولا حملا له على الباطل والشرك ثم محاسبتهم على ما حملوا عليه لا والله ان الله اقدرهم على الاختيار وهبهم ادوات التكليف السمع والبصر والفؤاد فطرهم على الايمان به. واقام الدلائل في خلقه وارسل الرسل مبشرين ومنذرين. وانزل الكتب وفصل القول والشرائع فاختاروا لانفسهم طريق الضلالة والغواية. فلما زاغوا ازال الله قلوبكم ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون. قال اخسئوا فيها اولا تكلمون انه كان فريق من عبادي يقولون ربنا امنا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين. فاتخذتموهم سخريا حتى انسوكم وكنتم منهم تضحكون اني جزيتهم اليوم بما صبروا انهم هم الفائزون ثم قال تعالى قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده؟ قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فاناتوا فكون. الله جل وعلا هو الذي يبدأ الخلق وهو الذي يعيل الخلق وهو اهون عليه وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. وضاب لكم امثلة دورة الحياة في عالم يعني النباتات. لترى الارض هامدة. فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت ورمت. وانبتت من كل زوج بيش تستطيع ان تقارن نظرة واحدة بعد موت الاشجار ثم احيائها بعد ذلك بما يسوقه الله من المطر الذي جعل من الماء كل شيء حي باذنه سبحانه وتعالى هذا دليل حسي مشهود امامكم الدورة النباتية دليل على الدورة الحيوانية. ومن فعل هذا قادر على ان يفعل ذاك. وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى في السماوات والارض. هل من شركائكم من اندادكم من اوثانكم من اصنامكم؟ من يبدأ الخلق ثم يعيده من بدأ خلق هذه السماوات والارض وانشى فيها ما انشأ من الخلائق وفرق اجرام السماوات والارض ثم يبدله بفناء ما فيهما ثم يعيد الخلق خلقا جديدا نعم قل الله. الله وحده الذي يفعل هذا ويستقل به وحده لا شريك له فانى تؤفكون. كيف تصرفون عن طريق الرشد الى الباطل كيف تصرفون عن الحق الى الضلالة قل هل من شركائكم من يهدي الى الحق قل الله يهدي الحق. انتم تعلمون ان شركاءكم لا يقدرون على هداية ضال انما يهدي الحيارى والضلال الله وحده انما يقلب القلوب من الغي الى الرشد ومن الضلال الى الهدى الله وحده افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع اما اللي يهد وفي قراءة امن لا يهتدي الا ان يهدى من الذي احق بان يتبع افيتبع العبد الذي يهدأ فيتبع العبد الذي يهدي الى الحق ويبصر بعد العمى ام الذي لا يهدي الى شيء الا ان يهدى هو اولا لعماه وبكمه كما قال تعالى اخبارا عن خليله ابراهيم بحواره مع ابيه يا ابتي لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا وقال لقومه اتعبدون ما تنحتون؟ والله خلقكم وما تعملون فما لكم كيف تحكمون؟ اين يذهب بعقولكم كيف سويتم بين الله وبين خلقه وعدلتم هذا بهذا وعبدتم هذا وهذا هلا افردتم الرب جل جلاله وحده المالك الحاكم الهادي من الضلالة بالعبادة وحده واخلصتم كالدعوة والانابة. ثم قال تعالى وما يتبع اكثرهم الا ظنا. ان الظن لا يغني من الحق شيئا. ان الله عليم بما يفعلون. لا يتبعون في دينهم هذا دليلا ولا برهانا. ظم توهم خيالات شكور اوهام وهذا لا يغني عنهم شيئا ان الله عليم بما يفعلون. تهديد لهم وعيد بان الله جل وعلا سيجازيهم على ذلك اتم الجزاء. وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك. ولا اكبر الا في كتاب مبين اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه اللهم خد بنواصينا اليك اخذ الكرام عليك منا في احمد الامور عندك واجملها عاقبة اللهم امين. صل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك