الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه المحاضرات الحادية عشرة من تفسير سورة يونس مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويستنبئونك احق قل اي وربي انه لحق وما انتم بمعجزين يستخبرونك عن الميعاد عن البعث بعد الموت او عن العذاب الذي اوعد به اذا استمروا على اصرارهم على كفرهم وبغيهم وعنادهم احق هو هل البعث بعد الموت حق من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم ويستنبئونك احق هو قل اي وربي انه لحق. وما انتم بمعجزين وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم كذبني ابن ادم وما ينبغي له ذلك وشتمني ابن ادم وما ينبغي له ذلك. اما تكذيبه اي فزعمه انني لن اقدر على بعد وما بدأ الخلق باهون علي من اعادته وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم وشتمني ابن ادم وما ينبغي له ذلك. شتمه اياي. زعمه اني اتخذت ولدا وانا الاحد الصمد الذي لم الد ولم اولد ولم يكن لي كفوا احد ويستنبئونك احق هو البعث بعد الموت اي وربي انه لحق. العذاب الذي وعدوا به ان ان استمروا على بغيهم وعنادهم وكفرهم. اي وربي انه تحق سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله للمعارج تعرج الملائكة كتوى الروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فاصبر صبرا جميلا. انهم يرونه اذا ونراه قريبا يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن ولا يسأل حبيب حميما هذه الاية ليس لها نظير في القرآن الكريم اقسام على البعث الا في ايتين اخريين يأمر الله تعالى فيهما رسوله ان يقسم على من انكر المعاد. ان يقسم به بذاته المقدسة على من انكر المعاني. في سورة سبأ يقول الله جل جلاله وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم. فسرت التغابن زعم الذين كفروا الا يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن. ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير اي وربي انه لحق. ليس مجرد ارهاب وليس مجرد تخويف فحسب. بل هو واقع ليس له من الله دافع وما انتم بمعجزين. ما انتم بفائتين ربكم عز وجل بهرب او بامتناع انتم في قبضته وسلطانه اذا اراد بكم فعل ذلك فاتقوه في انفسكم ان يحل بكم غضبه ايه وربي انه لحق لقد روى الشيخان حديث انس يقول بينما نحن مع رسول الله في المسجد ان دخل رجل على جمل فاناخه في المسجد ثم عقله ثم قال ايكم محمد قالوا هذا الرجل الابيض المتكئ. فقال ابن عبد المطلب قال النبي صلى الله عليه وسلم قد اجبتك فقال اني اسألك فمشدد عليك في المسألة فلا تيد علي في نفسك ما تزعلش مني انا طبيعتي شديدة فقال سلمى بدالك. قال اسألك بربك وربي من قبلك. الله ارسلك الى الناس كلهم؟ قال اللهم نعم فقال انشدك الله. الله امرك ان تصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة. قال اللهم نعم. قال انشدك الله. الله هو امرك ان تصوم هذا الشهر من السنة؟ قال اللهم نعم. فقال انشدك الله. الله امرك ان تأخذ الصدقة من فتقسمه على فقرائنا؟ فقال اللهم نعم. قال امنت بما جئت به واني رسول من ورائي من قومي وانا امام ابن ثعلبة اخو بني سعد ابن بكر. المهم ان هذا الرجل رجع الى قومه. اول كلمة قال بئس والعزى قالوا واحدة واحدة كف عن هذا اتق البرص والجزام. اتق الجنون ستفتك بك الهتنا. ستصيبك بالبرص بالجنون والجوزات قال ويلكم انهما والله ما يضران ولا ينفعان. ان الله قد بعث بكم رسولا. وانزل اليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه. واني اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان ان محمدا عبده ورسوله قد جئتكم من عنده بما امركم به ونهاكم عنه فوالله ما امسى في ذلك اليوم في حاضره رجل ولا امرأة الا مسلما فكان سعدا على قومه وكان يؤمن على قومه رضي الله عنه ولو ان لكل نفس ظلمت ما في الارض لافتدت به واسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون. ان الظلام يودون اذا قامت القيامة لو افتدى احدهم من عذاب الله بملئ الارض ذهبا ان الذين كفروا لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب اليم. ولو ان للذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. ما لم يختم لهم على بال ومن يظلم منكم نبيه عذابا كبيرا ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون. انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار مهضعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء يبصرونهم يرد المجرم. لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته واخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الارض جميعا ثم ينجيه. كلا انها لظانت ساعة للشوى. تدعو من ادبر وتولى وجمع فاوعى نعم ولو ان لكل نفس ظلمت ما في الارض لافتدت به لو انها تملك كل ما على الارض من صنوف النعم وانواع الملك وامكنها ان تجعله فداء لها من ذلك العذاب يوم القيامة لافتدت به ولم تدخر من ذلك شيئا واسروا الندامة لما رأوا العذاب. اصرار الحديث خفض الصوت به والندامة ميده النفس الانسان في نفسه من الالم والحسرة عقب كل فعل يظهر له ضرره احيانا يجهر بالندامة فيقول يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت قلت له لا من الساخرين واحيانا يخفيه ويكتمه عندما لا يجد فائدة من من اعلانه اتقاء للشماتة او او الاهانة واسروا الندامة اسروا غمهم واسفهم على ما فعلوه من الظلم عندما عاينوا العذاب بابصارهم. عندما برزت الجحيم وايقنوا انهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا. فما مثلهم الا كمثل من يقدم الصلب يثقله ما نزل به من الخطب الجلل ويغلب عليه الحزن الفادح والالم الجارح فيخرسه. لا يستطيع ان ينطق ببنت شفا ويبقى في هذا الغم جامدا تفوتا لا حراك به وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون. لقد قضى الله بينهم وبين خصومهم بالحق وبالعدل من خصومهم؟ الرسل من خصومهم المؤمنون بالله. من خصومهم من اضلوهم وظلموهم من الضعفة والمرؤوسين الذين كانوا يغرونهم بالكفر ويصدونهم عن الايمان. اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم. وما هم امرين من خطاياهم من شيء وانهم لكاذبون وليحملن اثقالهم واثقالا مع اثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون. هذا المعنى ايضا جاء في سورة سبأ في قول الله جل جلاله واسروا الندامة لما رأوا العذاب. وجعلنا الاغلال في اعناق الذين كفروها ليجزوا هنا الا ما كانوا يعملون او قوله تعالى يوم ينظر المرء ما قدمت يداه. ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا. او قوله تعالى ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا الا ان لله ما في السماوات والارض الا ان وعد الله حق. الخلق كله لله والامر كله لله فمن بقي له شيء فليأخذه ووعده حق كائن لا محالة جل جلاله. فلله جل جلاله ملك السماوات والارض وما فيهما من العقلاء ومن غير العقلاء. فليس للكافرين به شيء يملكونه فيفتنون به انفسهم من ذلك العذاب بل الاشياء كلها لله فليتذكر من نسي ولينتبه من غفل وليعلم من جهل ان لله وحده جميع ما في العوالم العلوية والسفلية يتصرف فيها كيف يشاء ولا يملك احد من دونه شيئا من التصرف والفداء في يوم البعث والجزاء ليس يا قومي يستوي سعي بان ومن هدم سيقيم المفرطون غدا مأتم الندم ويقول الذي اطاع طوبى لمن خدم الا ان وعد الله حق. كل ما وعد الله به على السنة رسله حق لا ريب فيه. لانه وعد المالك القادر الصادق الوعد. الذي لا يعجزه شيء ولكن اكثر الكفار ينكرون البعث والجزاء لا يعلمون امر الاخرة لغفلتهم عنها وقصور انظارهم عن الوصول الى ما يكون فيها هو يحيي ويميت واليه ترجعون اليه مرجعهم انه تعالى المحيي المميت لا يتعذر عليه فعل ما اراد من الاحياء او الايمان ثم اليه ترجعون حين يحييكم بعد موتكم ويحشركم اليه للحساب والجزاء يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين يمتن الله جل جلاله على خلقه بما انزله اليهم من القرآن العظيم موعظة زاج عن الفواحش شفاء لما في الصدور من الشبه والشكور. ازالة ما فيها من لبس ودنس وهو هدى ورحمة تحصد به الهداية والرحمة من الله سبحانه وتعالى. كما قال تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. ولا يزيد الظالمين الا خسارا قل هو للذين امنوا هدى وشفاء. والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور. جاءكم كتاب جامع لكل ما تحتاجون اليه من المواعظ الحسنة التي تصبح اخلاقكم واعمالكم والشفاء للامراض الباطنة والهداية للصراط المستقيم والرحمة الخالصة للمؤمنين فالاية جمعت اصلاح القرآن لانفس البشر في اربعة امور. الموعظة الحسنة الترغيب والترهيب بذكر ما يرق له القلب فيبعث على الفعل او الترك وتكون نعمة الله عليكم وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به. الشفاء لما في القلوب من ادواء الشرك والنفاق وسائر الامراض التي يشعر صاحبها بضيق الصدر كالشك في الايمان والبغي والعدوان الى اخره. الهدى الى طريق الحق واليقين. البعد عن الضلال في الاعتقاد والعمل الرحمة للمؤمنين ما تثمره لهم هداية القرآن وتفيضه على قلوبهم فموعظة القرآن وشفاءه لما في الصدور من امراض الكفر والنفاق وجميع الرذائل وهداه الى الحق والفضائل. والجهاد الى امة الدعوة وهم جميع الناس والمؤمنون اختصوا بما تثمره هذه الصفات الثلاث من الرحمة هم الذين ينتفعون بها دون سواهم ثم قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون بهذا الذي جئتهم به من البينات والهدى ودين الحق فليفرحوا فانه اولى ما يفرحون به. خير مما يجمعون بناء من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية. لو ان الله انعم على عبده بنعم يعني كبار عظام طوال عراض ثم الهم حمده عليها لكان الهامه الحمد اعظم من كل هذه النعم التي ساقته الى هذا الحد بان هذه النعم الى زوال ولان اثر الحمد باق يجده في موازين حسناته يوم يقوم الناس لرب العالمين اي قل لهم فليفرحوا بفضل الله وبرحمته ان كان شيء في الدنيا يستحق ان يفرح به فهو فضل الله ورحمته فهو فضل الله ورحمته فضل الله القرآن ورحمته ان يجعلكم من اهله فضل الله القرآن ورحمته ان يجعلكم من اهله هو خير مما يجمعون. الفرح بهما افضل وانفق مما يجمعونه من الذهب والفضة والانعام والحرث والخير المسومة وسائر خيرات الدنيا. لانه سبب السعادة في الدارين واما حطام الدنيا سبب السعادة في الدنيا الزائدة فحسب والله جل وعلا قد جمع للمسلمين في العصور الاولى بين هذا وذاك. فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ثم قال تعالى قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا. قل االله اذن لكم على الله تفترون. هذه الاية نزلت. انكارا على المشركين. الذين حرموا انواعا من بهيمة الانعام بغير برهان من الله ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيل ولا حاجة. انواع من بهيمة الانعام استحدث فيها شرائع لم يأذن بها الله بغير سلطان من الله جل جل وعلا والله جل وعلا قد نعى عليهم ذلك وقالوا هذه انعام وحرث لا يطعمها الا من نشاء بزعمنا. وانعام حرمت ظهورها وانعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه اجزيهم بما كانوا يفترون اه في حديث اه ابي الاحوز نعم. قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل تنتج ابل قومك صحاحا اذانها او هل تنتج ابل قومك تنتج ابل قومك صحاحا اذانها فتعمد الى الموسى فتقطع اذانها. وتقول هذه بحر او تشق جنودك وتقول هذه صورم عندما يتدخلون في بهيمة الانعام فيشقون اذانها ويجدعون انوفها اه تشويها وتغييرا لخلق الله فتحرمها عليك وعلى اهلك قلت نعم فقال فكل ما اتاك الله لك حل كل مال نحلته عبادي حلال ساعدوا الله اشد من ساعد وموسى الله احد من موساك كل ما منحك الله عز وجل كل ما اتاك الله فهو حلال لك. لا تحرم بغير برهان من الله. ساعد الله اشد من ساعده وموسى الله احد من موساك. والحديث صححه الالباني رحمه الله. فانكى الله تعالى على من حرم واحل بمجرد الاهواء والاراء التي لا مستند لها التحرير والتحريم لله جل جلاله حلال ما احله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله والدين ما شرعه الله ورسوله. وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثرهم لا يشكرون. فكأنه قال قل لهؤلاء المشركين اخبروني يا ايها الجاحدون للوحي والرسالة هذا الذي افاضه الله عليكم من فضله واحسانه من رزقه. فجعلتم بعضه حراما وبعضه حلالا الله اذن لكم اي ان حق التحريم والتحريم لا يكون الا لله فهل الله هو الذي اذن لكم بذلك بوحي من عنده ام عن ام انتم على الله تتسترون؟ بزعمكم انه حرم ما حرمتم وحلل ما احللتم لا ممدوحة لكم من الاعتراف باحد الامرين. اما دعوى الاذن من الله بالتحريم والتحريم وهذا اعتراف بالوحي وانتم تنكرونه وتزعمون انه محال. او الافتراء على الله وهو الذي يلزمكم اذا انكرتم الاول وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة ما ظنهم ان يصنع بهم عندما يعودون الى ربهم عز وجل. ان الله لذو فضل عن الناس. فضل في ترك معاجلتهم بالعقوبة في الدنيا ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة. او ان الله لذو فضل على الناس بما اباح لهم مما خلقه لهم من المنافع في الدنيا ولم يحرم عليهم الا ما هو ضار لهم في دينهم ودنياهم ولكن اكثر لا سي لا يشكرون وقد وقع المشركون في الضلال فيما شرعوه لانفسهم فيما ابتدعوه في دينهم بغير سلطان من الله عز وجل. اسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى وبرحمته التي وسعت كل شيء ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه. ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء همومنا وذهاب احزاننا انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك