بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. حياكم الله جميعا حيثما كنتم مرحبا بكم مجددا مع هذه المحاضرة من تفسير سورة يونس مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واتل عليهم نبأ نوح اذ قال لقومه يا قومي ان كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بايات الله فعلى الله توكلت فاجمعوا امركم وشركائكم ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا الي ولا تنظروا هذه قصة نبي الله نوح اول رسول ارسله الله الى اهلي الارض بعد ان بقيت البشرية عشرة قرون على التوحيد ثم سرت اليهم لوثة الشرك وعبادة غير الله فارسل الله رسوله نوحا بالدعوة الى عبادة الله وحده ورد الناس الى الجادة الى الفطرة لقد ذكرت هذه القصة في عدة سور في كتاب الله عز وجل ذكرت في الاعراف في يونس في يهود في المؤمنون في العنكبوت في الشعراء في الصافات في القمر في الحديد في التحريم في نوح ذكرت في واضحة شتى هذا بالاضافة الى انه قد وردت الاشارة الى نبي الله نوح قومه في معرض الحديث عن الانبياء في سورة اخرى بل خصص الله سورة كاملة اسمها سورة نوح انا ارسلنا نوحا الى قومه ان انذر قومه قبل ان يأتيهم عذاب اليم وحاصل القصة ان الله جل وعلا ارسله الى قوم يعبدون الاصنام ويتخذون لها اسماء ما انزل الله بها من سلطان ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر فاخذ يدعوهم الى عبادة الله وحده ويردهم الى الجادة الذي فطر الله عليها الخلق وفطن الله عليها عباده جميعا. يدعوهم الى عبادة الله وحده والى الكفر بكل ما يعبد من دونه لكن القوم اصروا واستكبروا استكبارا وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد اضلوا كثيرا. ولا تجد الظالمين الا ضلالا نوح لم يسأل قومه على دعوته من الله اجرا وما اسألكم عليه من اجر ان اجري الا على رب العالمين ماذا كان جواب قومه انا لنراك في ضلال مبين عندما يتهم الحمقى والسفهاء والمشركون وعبدة الاصنام يتهمون نبيا كريما من انبياء الله بالضلالة ثم يتواصون فيما بينهم على استدامة شركهم وعبادتهم لغير الله وصبر فيهم صبرا جميلا الف سنة الا خمسين عاما. يدعوهم الى عبادة الله وحده الى ان اوحي الى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد امن. خلاص طبع الله على القلوب فلا تبتأس بما كانوا يفعلون وقال ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا فكان مما قصه الله علينا في القرآن انهم كانوا قوم سوء فاغرقناهم اجمعين في هذه الايات واتل عليهم نبأ نوح. اقصص عليهم على كفار مكة الذين يكذبونك ويخالفونك خبر نوح مع قوم الذين كذبوه فاهلكهم الله بالغرق ودمرهم اجمعين. ليحذر قومك ان يصيبهم مثل ما اصاب الامم والسابقة المكذبة من قولي اذ قال لقومي يا قومي ان كان كبر عليكم مقامي. شق عليكم وعظم وعظم مقامي اقامة ومرسي بين اظهركم وقيامي بينكم بالتذكير بامر الله عز وجل باياته بحججه وبراهينه فعلى الله توكلت لا ابالي بكم ولا اكف عنكم سواء اعظم عليكم ذلك ام لا فاجمعوا امركم وشركاءكم اجتمعوا انتم واوثانكم الذين تدعون من دون الله ثم لا يكن امركم عليكم غمة لا تجعلوا امركم ملتمسا بل افصلوا حالكم معي فان كنتم تزعمون انكم محقون فاقضوا الي ولا تنظروني لا تؤخروني ساعة واحدة. مهما قدرت فاني لا اباليكم ولا اخاف منكم لانكم لستم على شيء كما قال نبي الله هود اني اشهد الله واشهدوا اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم اجمعوا امركم. اعدوا امركم واتخذوا عدتكم واعزموا على ما تقدمون عليه في امري مع شركائكم ثم لا يكون هذا الامر الذي تبرمونه خفيا عليكم في لبس وحيرة بل كونوا على بصيرة ويقين لكي تثبتوا عليه ولا تتحولوا عنه. ثم ادوا الي ذلك بعد استبانته استبانة لا غمة فيها ولا التباس تنوح غضب الى قومه على كثرتهم وقوتهم وعدتهم وعتادهم ان يفعلوا به ما استطاعوا من الايقاع به وهذا كان مطالبة المجل ببأسه وقوته المعتصم بايمانه بوعد ربه وبتوكله عليه فامرهم باجماع امرهم بصادق العزيمة وقوة الارادة وان يضموا الى هذه القوة النفسية قوة الايمان بامدادهم واصنامهم وشركائهم والا يكونوا في هذا على شيء من الغمة والخفاء والالتباس بقالة فان توليتم ان كذبتم وادبرتم عن الطاعة فما سألتكم من اجل لم اطلب منكم على نصحي اياكم شيئا اني اجري الا على الله وامرت ان اكون من المسلمين ممتثل ما امرت به من الاسلام لله عز وجل تأملوا احبابي وامرت ان اكون من المسلمين. هذا اول رسول يقول وامرت ان اكون من المسلمين واخر رسول ان الدين عند الله الاسلام. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. الاسلام دين الانبياء جميعا منذ ادم نوح مرورا بالانبياء جميعا الى محمد صلى الله عليه وسلم ابن عباس يقول وامرت ان اكون من المسلمين هذا نوح وابراهيم اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين. ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب. يا بني ان الله اصطفى لكم الدين. فلا الا وانتم مسلمون نبي الله يوسف ربي قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث. فاطر السماوات والارض انت وليي في الدنيا والاخرة. توفني مسلما والحقني بالصالحين نبي الله موسى يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين. السحرة ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين. بلقيس ربياني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين. انه من سليمان انه بسم الله الرحمن الرحيم الا تعلوا علي واتوني مسلمين. انبياء بني اسرائيل انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا واذ اوحيت الى الحواريين امنوا بي وبرسولي قالوا امنا واشهد بانا مسلمون وخاتم الانبياء والمرسلين يقول ما قصه الله عز وجل قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين وهو القائل في الحديث الصحيح نحن معاشر الانبياء اخوة لعلاج. الانبياء اخوة لعلات امهاتهم شتى ودينهم واحد الدين الواحد هو عبادة الله وحده. وان تنوعت شرائع الانبياء قد يكون الشيء حراما في شريعة. يحله الله في شريعة لاحقة او العكس. فبظلم من الذين هانوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم الحلال والحرام قد يتفاوت من شريعة الى اخرى لكن يبقى الامر بعبادة الله وحده واسلام الوجه له وحده هو المشترك الايماني العام بين انبياء الله فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف واغرقنا الذين كذبوا باياتنا الفلك هو السفينة. جعلناهم خلايفها اي بدلا المؤمنون الذين ركبوا معهم في السفينة يعلم الله بدلا من الامم المكذبة الهالكة التي اغرقها الله جل وعلا بتكذيبها وطغيانها واغرقنا الذين كذبوا باياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين كيف انجينا المؤمنين واهلكنا المكذبين فاعتبروا يا اولي الابصار لا تسلكوا سبيلهم فيصيبكم. مثل ما اصابهم ثم بعثنا من بعده رسلا الى قومهم فجاؤوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل. كذلك نطبع على قلوب المعتدين. هنا لقطة دقيقة ارجو ان تنتبهوا لها يقول الله جل جلاله ثم بعثنا من بعد نوح رسلا الى قومه فجاءوهم بالبينات بالحجج والبراهين والادلة الساطعة على صدق ما جاءوهم به. الله ايد رسله بالمعجزات. ما من نبي من الانبياء الا واوتي من الايات ما على مثله الى من الناس وقد كان هذا وقد كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي. واني لارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كما كانت الامم لتؤمن بما جاءتهم به رسلهم بسبب تكذيبهم اياهم وما ارسلوا اليهم كما قال تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون. او كما قال تعالى نعم كذلك نطبع على قلوب المعتدين اي كما طبع الله على قلوب هؤلاء فما امنوا بسبب تذيبهم المتقدم هكذا يطبع الله على قلوب من اشبههم من بعدهم ويختم على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم الطبري رحمه الله يذكر عدة تأويلات لقوله تعالى فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل اي ما كان هؤلاء المشركون الذين اهلكناهم من اهل القرى ليؤمنوا عند ارسالنا اليهم بما كذبوا من قبل قالوا يوم اخذ ميثاقهم حين اخرجهم من ظهر ادم عليه السلام او فما كانوا ليؤمنوا عند مجيء الرسل بما سبق في علم الله انهم يكذبون به يوم اخرهم من صلب ادم عليه السلام او لو احياهم الله بعد اهلاكهم بعد اهلاكهم ومعاينتهم ما عاينوا من عذاب الله. ليؤمنوا بما كذبوا من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون يعني الله سبحانه وتعالى سبق في علمه ايمان من امن وكفر من كفر تصديق من صدق وكذب من سيكذب لكن الله جل وعلا لم يرغم ولم يكره بعلمه السابق احدا لا على هذا ولا على ذلك انما خلقك حرا لك ارادة حرة زودك بادوات التكليف السمع والبصر والفؤاد ارسل الرسل مبشرين ومنددين. فترك على التوحيد لكي يهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي على من رحمة الله جل جلاله رغم انه اخذ الميثاق الاول على البشرية وهم في ظهر ابيهم ادم ورغم انه فطرهم جميعا على التوحيد كل مولود يولد على الفطرة اني خلقت عبادي حنفاء كلهم ثم ارسل الرسل مبشرين ومنذرين الا انه لا يحاسب ولا يعذب الا على ميثاق الرسل لا يحاسب ولا يعذب على الميثاق الاول ولا على ميثاق الفطرة يحاسب ويعذب على ميثاق الرسل لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الركوع ولهذا قال تعالى كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكسبناه وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم وسحقا لاصحاب السعية لو كنا نسمع سماع من ينتفع بسمعه. قالت السمع موجودة وبثوا الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء. يسمع اصوات يسمع ايات الله تتلى في المزياع وفي التلفاز وفي الانترنت لكن واجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوهم وفي اذانهم واقرأ وان تدعوهم الى الهدى فلن يهتدوا الى الابد فالله جل وعلا يهدي من يهدي من عباده فضلا ويضل من يضل من عباده عدلا. فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ولا يقولن قائد. ما شأن هؤلاء الذين لم تبلغهم الدعوة؟ لم يسمعوا بالاسلام. او وقف المبشرون او المنصرون رأى المكفرون فزيفوا وعيهم وشتتوا امرهم وحالوا بينهم وبين الاستماع الى الهداية والى الدين الحق هؤلاء ان كانوا كذلك يمتحنون في حرصات يوم القيامة من لم تبلغه نذارة ولم تقم عليه الحجة في الدنيا تأتيه نذارة في عرصات يوم القيامة يمتحنهم الله فيها من اطاعه دخل الجنة. ومن عصاه دخل النار فيصدق عمومه واطلاق قول الله تعالى كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكر الذنب وقلنا ما نزل الله من شيء الا انتم الا في ضلال كبير اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك