بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه المحاضرة السابعة عشرة من محاضرات تفسير سورة يونس مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ولقد بوأنا بني اسرائيل مبوء صدق ورزقناهم من فما اختلفوا حتى جاءهم العلم ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون يخبر الله جل جلاله عما انعم به على بني اسرائيل من النعم الدينية والدنيوية وكلمة مبوأ صدق يعني منزلا صالحا مرضيا اصل الصدق طب ضد الكذب لكن جرت عادة العرب النوم اذا مدحوا شيئا اضافوه الى الصدق فقالوا مكان صدق مقعد صدق اذا كان كاملا في صفته صالحا للغرض المقصود منه كانهم ارادوا ان كل ما يظهر فيه من الخير فهو صادق ولقد بوأنا بني اسرائيل و بوء صدق قال المفسرون اما ان يكون قد عني به الشام وبيت المقدس فقط او الشام ومصر جميعا بالنسبة لمصر نعم الله جل وعلا قد جعل العاقبة لبني اسرائيل في ارض مصر واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون واخبر الله جل جلاله اكد هذا المعنى فاخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم. كذلك واورثناها بني اسرائيل كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين. كذلك واورثناها يا قوما فما بكت عليهم اه والارض وما كانوا منظرين يبقى اما ان يكون قد عني به بيت المقدس وما حوله فقط او الشام ومصر جميعا وبعد ان ذكر الله تعالى خاتمة فرعون وجنوده خف على ذلك بذكر عاقبة بني اسرائيل في هذا عبرة لمكذبي صلى الله عليه وسلم وللجاحدين به من قوم المفترين بقوتهم وكثرتهم لقد كان قوم فرعون اشد منهم قوة واثارا في الارض فما اخذت عنهم الهتهم التي يدعون من من دون الله من شيء وما زادوهم غير تدبير فاعتبروا يا اولي الابصار ذكروا ايها المكذبون في عاقبة امركم لكي لا يصيبكم مثل ما اصابهم ثم قال تعالى فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ان بني اسرائيل كانوا مجمعين على نبوة محمد قبل ان يبعث اليه يعرفونه كما يعرفون ابناءهم حتى قال بعضهم اني لاشد معرفة بمحمد من معرفتي بولدي لاني قرأت نعت محمد في التوراة فوجدته كما قرأته لكن زوجتي لا ادري ماذا صنعت زوجتي من ورائي. لعلها خانتني لعلها زنت من ورائي. لعلها علقت من غيري. اما يعني قد اشك في ولدي ولا اشك في محمد لاني قرأت نعته في بالتوراة طبقته عليه فوجدته كما اخبرنا به تماما اه فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم كان هذا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق نعم فلعنة الله على الظالمين ولعنة الله على الكافرين ما كان لهم ان يختلفوا وقد بين الله لهم وازال عنهم دبس وقد بين حبيبنا صلى الله عليه وسلم ان اليهود اختلفوا على احدى وسبعين فرقة وان النصارى اختلفوا على اثنتين وسبعين فرقة. وان هذه الامة بدورها ستختلف وتفترق على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار. فقيل له من هم يا رسول الله؟ فقال ما انا عليه واصحابي. وفي رواية من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي صلوات ربي وسلامه عليه وقال تعالى ان كنت في شك مما انزلنا اليك ان الذين يقرأون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من المبطعين ان كنت في شك ان القوم يعلمون انك الرسول المنتظر عندهم انت في شك مما اخبرناك به ان القوم يعرفونك كما يعرفون ابناءهم يعرفون نعتك وصفتك وجحدوا بهذا واستيقنته انفسهم ظلما وعلوا. لقد فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك نعم وقيل ان المقصود ليس النبي محمد صلى الله عليه وسلم انما بعض من زلت به القدم او اضطربت بصيرته من ضعاف الايمان او من المنافقين استوثقوا من مؤمني اهل الكتاب الذين امنوا كعبد الله ابن سنام. هؤلاء ان سألتهم يجيبونك بما يعلمون لانهم عندما علموا بهذا واستقنته انفسه امنوا بالله ورسوله وهم شهود حق يعني كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب النبي صلى الله عليه وسلم قال لا اشك ولا اسأل فان كنت في قال لا اشك ولا اسأل صلوات ربي وسلامه عليه. في هذا تثبيت للامة اعلام لهم ان صفة نبيهم موجودة في الكتب المقدمة المتقدمة التي بايدي اهل الكتاب كما قال جل من قائل الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث فهؤلاء اليهود والنصارى يعلمون صحة ذلك. يعلمون الصدق نبوتك يجدون نعتك عنده في كتبهم فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بايات الله فتكون من الخاسرين وكما قلنا في هذا تثبيت للامة اعلام له بان صفة نبيهم موجودة في الكتب المتقدمة وهذا جار على اسلوب العرب يعني عندما يقولون مثلا الخمسة لو كان هذا العدد زوجيا لقبل القسمة على اتنين طبعا العدد ليس زوجيا ولا يقبل القسمة على اثنين هذه توطئة لكي تبني عليها ما يكون بعدها من امر منفي لا الخمسة عدد زوجي ولا تقبل القسمة عليها فلا شك نبينا ولا سأل جارا على اسلوب العرب في في تقديم يعني مقدمة يبني عليها نفيها فيما بعد ذلك يعني كما تقول ان كنت ابني حقا ينبغي ان تفعل كزا وكزا وكزا وكزا وان ان الذين حقت عليهم كلمة ربي لا يؤمنوا الذين لم تسبق لهم من الله الحسنى الذين زاغوا فازاغ الله قلوبهم فلما زاغوا ازاغ الله القلوب اختاروا طريق الغواية والضلالة عطلوا اسماعهم وابصارهم وعقولهم لم ينتفعوا بها في التعرف على الحق ولا في رؤيته ولا في الانتفاع بمواعظه وعبره فطمس الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم لا يؤمنون الا كما امن فرعون حيث لا ينفعه فلما رأوا بأسنا قالوا امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانه لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسره نادك الكافرون الله جل وعلا اخبرنا عن فريق من الناس زاغوا فازاغ الله قلوبهم جعل الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة. هكذا كان اختيارهم وهكذا كان قرارهم. ولو نزلنا عليهم وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلة ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولو انزل الله عليه عليهم كتابا نعم فلمسوه بايديهم لقالوا ان هذا الا سحر. ان هذا الا اساطير الاولين ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون بل لو وقفوا على ربهم يوم القيامة وطلبوا الرجعة الى الدنيا ليصلحوا ما افسدوا ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه انهم لكاذبون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم. ثم قال تعالى فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها. لولا تقريع وتوبيخ معناها هلأ يعني ايه المقصود يعني لو ان القرى التي وعدت اوعدت بالعذاب اذا كذبت لو انهم امنوا جميعا عن بكرة ابيهم او امن جمهوره وسواده وسوادهم الاعظم لكشف الله عنهم العذاب. ولما اصابهم ما اصابهم لكن الواقع غير كده لا امنوا بل ظلوا ساترين في غيهم ظلوا مستمرين على ضلالهم وباطلهم لجأتهم النذر وحتى حقت عليهم كلمة ربك فلم يكن ينفعهم ايمانهم لما باستسناء الوحيد في التاريخ حدس مع قوم يونس الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين كل الامم السابقة ما ابشى الله من قبلك يا محمد من رسول لا كذبه قومه او اكثرهم يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزؤون كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون. وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها الا بما ارسلتم به كافرون نعم بل في الحديث الصحيح عرض علي الانبياء فجعل النبي يمر ومعه الفئام من الناس والنبي يمر ومعه الرجل او الرجلان. والنبي ليس معه احد نبأه الله بعثه الله الى الناس لبث في قومه حينا من الدهر ثم خرج من الدنيا ولم يتبعه احد هذه تعزية لكل من لم يوفقه في تحقيق اهدافهم ومرادهم ومقصودهم في كدحهم في الدعوة الى الله عز عز وجل لستم باعز على الله من بعض انبيائه الذين يرجعون الى ربهم يوم القيامة يأتي النبي وليس معه احد. يأتي النبي ومعه الرجل او الرجلان فما اصبر المكذبين للرسل عن النار الاستسناء الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين ان قوم يونس هم اهل نينوى وكان ايمانهم خشية وصول العذاب الذي انذره انذرهم به رسولهم بعد ما عاينوا من اسبابهم لاسبابه ارى لرسوله من بين اظهرهم عندهم جاروا الى الله واستغاثوا به وتضرعوا له واستكانوا واحضروا اطفالهم ودوابهم ومواشيهم. وسألوا الله ان يرفع عنهم العذاب ورحمهم الله عز وجل وكشف عنه الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم اله لقد دعاهم نبيهم الى الايمان بالله الى ترك عبادة الاصنام فابوا عليه وكذبوه واخبرهم ان العذاب مصبحهم بعد ثلاثة ايام فلما كانت الليلة الثالثة ذهب عنهم من جوف الليل يعني ساب البلد ومشي حتى لا ينزل العذاب عليهم وهو بين اظهرهم. فلما اصبحوا تغشاهم العذاب فلما ايقنوا بالهلاك طلبوا نبيهم. فين ان النبي عشان يدعوا لنا ينقزنا ربنا؟ فلم يجدوه فخرجوا الى الصحراء بامر ونسائهم وصبيانهم ودوابهم ولبسوا المسوح واظهروا الايمان والتوبة وتضرعوا الى ربهم واخلصوا النية حماهم واستجابا دعوتهم يبقى الخلاصة ان قوم يونس لما امنوا قبل وقوع العذاب بهم بالفعل وكانوا قد علموا بقرب وقوعه من خروج نبيهم من بين ازهرهم عرفنا عنهم عذاب الذل والهوان في الدنيا بعد ان اظلهم وكاد ان ينزى بهم هذا تعريض باهل مكة انزار لهم الا يكونوا كقوم يونس الذين استحقوا العذاب بعنادهم حتى اذا انذرهم نبيهم بقرب وقوعه ان يكونوا كقوم يونس حتى اذا انذرهم نبيهم بقرب وقوعه وخرج من بينهم اعتبروا وامنوا قبل اليأس وقبل ان ينزل بهم البأس اه يلخص قتادة معنى هذه الاية فيقول لم ينفعك قرية كفرت امنت حين حضرها العذاب فتركت لما فقدوا نبيهم فقدوا نبيهم وظنوا ان العذاب قد دنا منهم وقذف الله في قلوبهم فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل بهيمة وولدها ثم عجوا الى الله اربعين ليلة فلما عرف الله منه والتوبة والندامة على ما على ما مضى منهم كشف عنهم العذاب بعد ان كاد ان ينزل ثم قال تعالى ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين تعزية من الله لنبيه وتعزية لكل من سلك طريق الدعوة الى الله سبحانه وتعالى ثم لم يوفق في تحقيق كل ما اراد في طائفة من الناس ان حشدت لها الادلة كلها ان بذلت لها الاسباب كلها ان استغرقت عمرك كله في دعوتها لم تسبق له من الله الحسنى لم يصدر له من الله قدر الهداية ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا لاذن بذلك اذما كونيا لكنه لم يشأ كما قال تعالى ولو شاء ربكم لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون الا من رحم ربه. ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. وكما قال تعالى افلم ييأس الذين امنوا ان لو يشاء الله لهدى الناس افانت تكره الناس تلزمهم وتلجأهم حتى يكونوا مؤمنين. لا ليس ذلك عليك ولا اليك بل الا هم يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسد ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء لعلك باخر نفسك الا يكونوا مؤمنين انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب. فذكر انما انت اذكر لست عليهم بمسيطر وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله ويجعل الرجس الخبال والضلال على الذين لا يعقلون لا يعقلون حجج الله وادلته وهو العادل في كل ذلك بهداية من هدى وفي اضلال احبتي في الله نكتفي بهذا القدر في التعليم اياتي الكريمات نلتقي في المحاضرة القادمة يوم الخميس ان شاء الله وحتى نلتقي اودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته