ما هو حكم الشرع في من ظلم هل يجد حقه من الظالم اذا لم يعاقب او يقتص من ذلك الظالم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الحكم العدل العزيز العليم والصلاة والسلام على من بعث بالعدل والهدى والنور سيدي الاولين والاخرين نبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن اهتدى بهديهم وسلك طريقهم ودعا بدعوتهم الى يوم الدين وبعد فان الله جل وعلا حكم عدل امر بالعدل في الغضب والرضا والحب والبغض فقال ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى وثبت ان القصاص يوم القيامة يكون حتى بين غير المكلفين يقتص للشاة الجلحى من القرنى ثم تكون ترابا واذا ظلم العبد من احد من الناس في هذه الدنيا ولم يتحصل على حقه الذي ظلم اياه ولو كان عن نتيجة خصومة ولم يستطع الوصول الى غرضه فان الخصومة تهي بها خصومات الدنيا واما خصومة الاخرة فعند من لا تخفى عليه خافية يعلم السر واخفى وغدا تجتمع عند الله الخصوم وفي ذلك الموقف لا تنفع الفصاحة ولا الحيل ولا يجدي الانكار الله يقول ونختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم الى اخر ما ذكره ربنا في كتابه الكريم فاذا ظلم الانسان مظلمة في هذه الدنيا ولم يتحصل على رفعها واستمر الظالم فا امامه الانتصار والانتصاف الموقف العصيب الذي لا درهم ولا دينار فيه وانما هي اعمال والله يملي للظالم يرخي له الحبل يدع حتى اذا اخذه لم يفلته كما جاء في الصحيح من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم اذ يقول ان الله لا يملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ثم ترى صلى الله عليه وسلم قول ربه جل وعلا وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد والنبي عليه الصلاة والسلام لما بعث معاذا الى اليمن وامره بالدعوة الى الله وان يكون اول ما يدعوهم اليه شهادة ان لا اله شهادة ان لا اله الا الله وقال الله فانهم اجابوك لذلك فاخبرهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات فانهم اجابوك لذلك واخبرهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم فانهم اطاعوك لذلك فاياك وكرائم اموالهم والشاهد واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب فان دعوة المظلوم تستجاب ولو كان المظلوم كافرا او فاسقا لان الله لا يرضى بالظلم ولو كان على كافر فان العدل هو قوام الكون ولذلك فمن اسماء الله انه الحكم العدل جل وعلا فمن ظلم في هذه الدنيا فظلمه اقوى منه من رجال السياسة والقيادة او من اصحاب اللدد والخصومة او المجاورين او من المجاورين. مم فانه وان فاته حقه في الدنيا فلن يفوته في الاخرة ولذلك يقول النبي المصطفى من ظلم قيد شبر من الارض طوقه يوم القيامة من سبع اراضين اعلان لخزيه وفظحا له لظلمه. نسأل الله العافية فلا ييأسن المظلوم. يا الله من الانتصار على الظالم والدنيا دول الدنيا دول فكم اعز ناس ثم ذلوا وكم ارتفع قوم ثم انخفضوا انخفاضا هائلا والله بالمرصاد للظالمين والله اعلم