بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اسأل الله عز وجل وان يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال وان يلهمنا رشد انفسنا وان يرزقنا جميعا العزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر وان يصلح لنا شأننا كله معاشر الاخوة الكرام لقاؤنا هذه الليلة عن موضوع مهم وجليل للغاية بل هو اهم موضوع واعظم مطلب واجل مقصد الا وهو توحيد الله الذي هو الغاية التي خلق الخلق لاجلها واوجدوا لتحقيقها كما قال ربنا جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولاجل هذه الغاية ارسلت الرسل وانزلت الكتب كما قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت كما قال جل وعلا وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون قال جل وعلا واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا وجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون قال جل وعلا واذكر اخ عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله والايات في هذا المعنى كثيرة معلومة وتوحيد الله جل وعلا اساس صلاح الاعمال وقبولها فالله جل وعلا لا يقبل عمل عامل ولا طاعة مطيع ولا عبادة عابد الا اذا اقام ذلك على توحيد الله واخلاص الدين له جل وعلا قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال جل وعلا الا لله الدين الخالص وموضوع فهذه الكلمة ايها الاخوة الكرام هو تحديدا في بيان مكانة التوحيد في حياة المسلم ببيان مكانة التوحيد في حياة المسلم ويمكن ان ندخل في اساس هذا الموضوع دخولا مباشرا فنقول التوحيد هو حياة المسلم الحقيقية التوحيد هو حياة المسلم الحقيقية التي امتاز بها المسلم عن غيره وكل انسان بلا توحيد هو في الحقيقة انسان بلا حياة وحياته في الحقيقة حياة بهيمية ولا يمكن للانسان ان يحيا الحياة الحقيقية الا اذا وحد الله جل وعلا ولهذا قال الله في القرآن اومن كان ميتا فاحييناه اومن كان ميتا فاحييناه اي احيانه بالتوحيد والايمان والاقبال على طاعة الله سبحانه وتعالى فالتوحيد هو حياة العبد الحقيقية قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم فالحياة الحقيقية هي حياة التوحيد والاخلاص والذل والخضوع لله تبارك وتعالى واما الحياة التي لا توحيد فيها فهي حياة بهيمية قد قال الله سبحانه وتعالى عن الكفار والمشركين انهم الا كالانعام بل هم اضل واذا عدم الانسان من التوحيد فهو في الحقيقة عدم من الحياة لا حياة له ولا طعم لحياته لا حياة له وان مشى على الارض وان تحرك على ظهرها وان اكل وشرب ولعب ولهى هو في الحقيقة لا حياة له لان هذه المعاني توجد في حياة البهائم النوم والاكل والشرب واللعب لكن ميزة حياة المسلم التي هي الحياة الحقيقية توحيد الله جل وعلا واخلاص الدين له ولهذا نجد ان الله سبحانه وتعالى سمى الوحي في مواضع كثيرة من القرآن روحا لان به حياة القلوب قال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا وقال تعالى اتى امر الله فلا تستعجلوه ينزل الملائكة بالروح من امره فسمى جل وعلا الوحي روحا لان حياة القلوب لا تكون الا به واعظم شيء نزل به الوحي توحيد الله واخلاص الدين له بل هو زبدة الكتب والرسالات وخلاصة دعوة الانبياء والمرسلين فحياة العبد انما تكون بتوحيد الله عز وجل انما تكون بتحقيق ما دعا اليه وحي الله جل وعلا وتنزيله من وجوب افراد الله جل وعلا بالعبادة واخلاص الدين له تبارك وتعالى وقد قال الله تعالى في سياق التحذير من الانشغال عن الوحي الذي هو حياة القلوب مبينا جل وعلا ان حياة القلوب انما يكون بارتباطها بوحي الله جل وعلا قال الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون تأمل هنا كيف ذكر الله او تأمل ذكر الله جل وعلا لحياة الارظ الميتة بالماء عندما ينزل الله عز وجل عليها الغيث عندما ينزل الله عليها المطر فتهتز وتربو وتنبت من كل زوج بهيج فتحي بعد ان كانت ميتة بالمطر ذكر الله جل وعلا ذلك عقب دعوته الى الارتباط بالوحي وعدم الانشغال عنه والدعوة الى الخشوع والخضوع والاقبال على وحيه جل وعلا عقب ذلك بقوله اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها وهذا مثل اي كما انه سبحانه وتعالى يحيي الارظ بعد موتها بالماء فانه سبحانه وتعالى يحيي القلوب بعد موتها بالوحي فالوحي هو حياة القلوب كما ان الماء حياة للارض والنبات ولاحظ الارتباط العجيب بين حياة الوحي بين حياة النبات بالماء وحياة القلوب بالوحي وتأمل هذا ايضا بشكل واضح في المثل الذي ضربه الله سبحانه وتعالى في كتابه لبيان الايمان والتوحيد حيث قال في سورة ابراهيم الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون وتأمل كيف بدأ الله عز وجل هذا المثل بقوله الم تر كيف ضرب الله مثلا وختمه بقوله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتذكرون فهذا البدء والختم فيه التنبيه على عظم شأن هذا المثل واهمية فهمه وعقله وانه مثل عظيم يبين التوحيد ويوضح الايمان ويجلي هذا الامر امام التجلية وتكون برؤيتك لهذا المثل المذكور في هذه الاية كانك ترى الاشياء المعنوية محسوسة مرئية ملموسة امامك فاذا اردت ان تفهم مثل التوحيد والايمان فمثله كمثل الشجرة الطيبة وقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم اوتي يوما بجمار نخلة فاخذ يأكل منه ثم قال اخبروني عن شجرة لا يتحات ورقها ولا ولا اي ذكر اشياء من صفاتها جعلها الله مثلا للمؤمن فخاض الصحابة في شجر البوادي قال ابن عمر فوقع في قلبي انها النخلة ولكن لمكان ابي بكر وعمر استحييت فلم اتكلم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة فلما خرجنا قلت لابي لقد وقع في نفسي انها النخلة قال وما منعك ان تقول؟ قال مكانك ومكان ابي بكر اي ادبا مع والده وابي بكر رضي الله عنهم اجمعين قال لان كنت قلت ذلك خير لي من كذا وكذا تأمل ربنا جل وعلا جعل النخلة مثلا للمؤمن مثلا للمؤمن وذكر من شأنها اي النخلة ان اصلها ثابت وفرعها في السماء وانها تؤتي اكلها كل حين ومن المعلوم ان النخلة لا تحيا ولا يثبت اصلها ويتمكن ولا يرتفع فرعها ولا تؤتي ثمارها الا اذا غذيت بالماء فاذا حبس عنها الماء ذبلت واذا قطع عنها تماما ماتت فحياتها بالماء وهكذا الشأن في المؤمن حياته بالوحي حياته بتوحيد الله حياته باخلاص الدين له حياته بتحقيق العبودية والذل والخضوع لله تبارك وتعالى رب العالمين فاذا فقد هذا الامر فقد حياته الحقيقية واصبحت الحياة التي يعيشها حياة بهيمية ووصف جل وعلا النخلة بان لها اصلا ثابت وفرعا ممتدا في السماء وانها تؤتي اكلها وهكذا اذا ارتبط المسلم بالوحي بالتوحيد والاخلاص لله جل وعلا اقبل على عبادة الله تمكن الاصل في قلبه وامتدت فروع الايمان وازهرت ثماره واينعت اظهرت من كل بزوج بهيج من الاعمال الصالحات والطاعات الزاكيات والاخلاق الفاضلات فالتوحيد هو الحياة الحقيقية للمسلم فاذا قيل ما مكانة التوحيد في حياة المسلم يقال هو حياته هو حياته الحقيقية ولا حياة له بدون التوحيد واما اذا دخلت في تفاصيل هذا الامر لتقف على جوانب التوحيد واثاره المباركة على العبد في حياته اذا تمكن التوحيد في قلبه ورسخ في نفسه فهذا باب واسع وبحر لا ساحل له لان ثمار التوحيد واثاره على عبد الله المؤمن لا حد لها ولا عد بل يمكن ان يقال في هذا الباب قولا كليا ان كل خير وبركة وفضل وزكاة ورفعة ينالها المؤمن في حياته الدنيا وفي حياته الاخرة هو ثمرة من ثمار التوحيد واثر من اثاره هذا من حيث الاجمال اما من حيث التفصيل فيمكن ان يفصل في نقاط عديدة منها اولا ان التوحيد هو الاساس الذي يصحح الاعمال ويزكيها وتكون به مقبولة عند الله سبحانه وتعالى مرظية عنده ولا ولا تصح الاعمال بدون التوحيد وعمل بلا توحيد كصلاة بلا طهارة كما ان الصلاة لا تقبل بغير طهارة فالاعمال لا تقبل بغير التوحيد والاعمال بدون التوحيد باطلة والطاعات بدونه حابطة ولا قبول لها عند الله سبحانه وتعالى ولهذا قال جل وعلا ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين وقال تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وقال جل وعلا وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله والايات في هذا المعنى كثيرة التوحيد هو الذي يصحح الاعمال وبه تنال القبول وتكون مشكورة عند الله كما قال الله تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا ثانيا ان التوحيد اساس للحياة الطيبة الخالية من المكدرات السالمة من المنغصات المليئة بالبركات والخيرات التي كلها سعادة وطمأنينة وراحة وانس قال الله جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه فلنحيينهم حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون وقال جل وعلا ان الابرار لفي نعيم اي في الدنيا والاخرة والبرزخ وقال جل وعلا ما طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى وقال جل وعلا فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى اي يسعد فالتوحيد هو اساس الحياة السعيدة واساس الطمأنينة للقلب الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب فالتوحيد طمأنينة للقلوب راحة للنفوس سعادة للارواح لذة للانسان انس وراحة فهذه ثمرة جليلة وعظيمة من ثمار التوحيد واثر واثر مبارك من اثاره العظام ثالثا ان التوحيد مفزع المؤمن في في ملماته وفي مصائبه وفي كل احواله يفزع الى توحيد الله والايمان به سبحانه وتعالى وقد قال صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن وتأمل فزع المسلم للتوحيد في ادعية الكرب الواردة في السنة كلها توحيد تأمل ذلك في جميع ادعية الكرب الواردة في السنة ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الكرب ماذا لا اله الا الله العظيم لا اله الا الله الحليم لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم وقال عليه الصلاة والسلام دعوة المكروب او دعوة ذي النون لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ما دعا بها مكروب الا فرج الله عنه او كما جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه وقال عليه الصلاة والسلام لامرأة الا ادلك على ما تقولينه في الكرب او عند الكرب الله الله ربي لا اشرك به احدا فادعية الكرب كلها توحيد لله كذلك الدعاء الاخر اللهم اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين لا اله الا انت فادعية الكرب كلها توحيد لله جل وعلا ولهذا اذا اغتم الانسان واهتم واصاب قلبه القلق والهم وفزع الى توحيد الله سلا باذن الله واطمأن قلبه وارتاحت نفسه وهدأ ماله زاحت عنه باذن الله تبارك وتعالى تلك الغموم والهموم رابعا ان التوحيد هو الذي يطرد عن الانسان الشياطين ويسلم به من شرهم ويسلم به من باطن السحرة والكهنة والمشعوذين واهل الباطل باصنافهم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اقرؤا البقرة فان قراءتها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة اي السحرة واية الكرسي اذا قرأها المسلم وهي اية التوحيد اذا قرأها المسلم اذا اوى الى فراشه لم يزل عليه من الله حافظا ولا يقربه شيطان لم يزل عليه من الله حافظا ولا يقربه شيطان حتى يصبح وعندما تطالع اذكار الصباح اذكار المساء اذكار النوم اذكار الدخول الخروج الركوب الطعام الى غير ذلك كلها قائمة على توحيد الله والاخلاص له جل وعلا وصدق التوكل عليه والاعتماد عليه وتفويض الامر اليه وتمام الالتجاء اليه وكمال الذل بين يديه فيفوز العبد بتوحيده لله سبحانه وتعالى بالسلامة من هذه الشرور يسلم من كيد الشياطين ويسلم من كيد المبطلين ويكون ويكون في في حفظ الله سبحانه وتعالى ويكون في حفظ الله سبحانه وتعالى ولا يقربه شيطان وليس للشيطان عليه سبيل قال الله تعالى واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد واعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا اما ليس لك عليهم سلطان ان عبادي ليس لك عليهم سلطان اهل التوحيد والايمان عباد الله المخلصين لله تبارك وتعالى ليس للشيطان عليهم سبيل. ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا فهذه ثمرة عظيمة واثر مبارك من اثار التوحيد ولهذا الذي يبطل كيد الشيطان ويبطل السحر والكهانة وانواع الباطل هو توحيد الله سبحانه وتعالى هو توحيد الله واية الكرسي اية عظيمة قامت على توحيد الله جل وعلا وكذلك سورة الاخلاص والمعوذتين وفاتحة الكتاب فاذا قرأت هذه السور والايات تحقق بها الشفاء والسلامة والوقاية من من شرور الاشرار وكيد الفجار ومما يذكره شيخ الاسلام في هذا المقام في ابطال التوحيد وايات التوحيد لكيد هؤلاء لما ذكر ان الشياطين قد تحمل آآ من هو وليا للشياطين وتطير به في الهواء قال مثل هؤلاء اذا قرأت اية الكرسي سقط اذا قرأت اية الكرسي سقط تطير بين الشياطين اذا قرأت اية الكرسي بصدق هكذا قال اذا قرأت اية الكرسي بصدق سقط وقال اذا قرأت اية الكرسي بصدق على من به سحر او شيء من هذه الامور برئ باذن الله تبارك وتعالى ولهذا قراءة اية الكرسي وقل هو الله احد والمعوذتين ليست من كل احد يكون لها ثمرة لكن اذا نبعت من قلب صادق مخلص موحد ملتجئ لله سبحانه وتعالى اثمرت كما يقول ابن القيم في هذا الباب السيف بظاربه فهذه ثمرة من ثمار التوحيد العظيمة في حياة المسلم خامسا ان التوحيد هو الدواء النافع والبلسم الشافي بالصدور وابعاد ما قد يكتنفها او يدخلها او يخالجها من الوساوس ومن المعلوم ان الوساوس قد تهجم على القلب بدون استئذان وتدخل اليه بدون طلب وكم من انسان يا يحس في قلبه بوساوس ترهق قلبه وتتعبه ويريد الخلاص منها واساس الخلاص من ذلك كله الفزع الى توحيد الله جل وعلا الفزع الى توحيد الله فانه باذن الله مفزع تنزاح به هذه الامور قال الله تعالى قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس هذا توحيد ما هي ثمرته قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس اجتمعت في هذه الكلمات انواع التوحيد الثلاثة توحيد الربوبية والالوهية والاسماء والصفات قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس فان صدق مع الله عز وجل في استعاذته بالله وحسن التجائه الى الله سبحانه وتعالى ان زاحت عنه وساوس الشيطان الوسواس الخناس قال ابن عباس رضي الله عنه ما هو الشيطان الوسواس الخناس هو الشيطان اذا غفل الانسان عن ذكر الله وسوس واذا ذكر العبد ربه خنس اي ابتعد واذا سمع الشيطان الاذان ولى وله ضراب والاذان كله توحيد والاذان كله توحيد وصدع بالتوحيد وهو دعوة تامة لتوحيد الله يشرع للمسلم بعد سماعه ان يقول اللهم رب هذه الدعوة التامة فالاذان كله توحيد واخلاص لله تبارك وتعالى فتأمل كيف ان هذه الوساوس والشياطين كيف تنزاح عن المسلم بتوحيده واخلاصه لربه تبارك وتعالى وجاء في حديث اخر ان الصحابة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ان احدنا لا يجد في نفسه ما ان يخر من السماء احب اليه من ان يتكلم به قال اوجدتم ذلك قالوا نعم قال ذلك صريح الايمان ما هو صريح الايمان الذي اشار اليه صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث العظيم وهو ما قام في قلبه هو ما قام في قلب المؤمن من الايمان والتوحيد فاذا جاءت هذه الوساوس بما اكرمه الله سبحانه وتعالى به من قيام الايمان والتوحيد في قلبه يجد في قلبه كراهية لهذه الوساوس وبغضة لها قال ذلك صريح الايمان وارشد عليه الصلاة والسلام في حديث اخر المسلم في مثل هذا الحال ان يقول امنت بالله وان ينتهي عن الاسترسال مع هذه الوساوس وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما الارشاد الى ان يقول المسلم في هذا المقام هو الاول والاخر والظاهر والباطن. وهو بكل شيء عليم لتنزاح عن القلب الوساوس وهذا كله يبين ان التوحيد مفزع للمسلم اذا هجمت على قلبه الوساوس وارهقت نفسه فتنزاح عن قلبه باذن الله تبارك وتعالى تقوية توحيده وتقوية ايمانه وتمام اقباله على الله سبحانه وتعالى سادسا ان اثر ان من اثر التوحيد على قلب المؤمن انه يزيل صدأ القلوب والقلوب تصدأ كما يصدأ الحديد والقلوب تصدأ كما يصدأ الحديد ولا يزول عنها ذلك الا بتجديد التوحيد الا بتجديد التوحيد والسعي في تقويته وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم نسأل الله ان يجدد الايمان في قلوبكم فكلما سعى العبد بتجديد الايمان وتقوية التوحيد في قلبه وتوسيع مساحته في نفسه وملئ قلبه به زال عن القلب الصدأ زال عنه هذا البلاء الذي يلحق القلب يبلى كما يبلى الثوب ويخلق كما يخلق الثوب يزول عنه ذلك بتجديد بتجديد التوحيد والسعي بتوسيع مساحته في القلب وتقويته في النفس وتمكينه في الفؤاد وهذه ثمرة عظيمة من ثمار التوحيد واثر مبارك من اثاره العظيمة سادسا ماشي الترقيم سابعا من اثار التوحيد العظيمة ان به نجاة العبد يوم القيامة من النار ومن سخط الجبار ولن ينجوا من النار يوم القيامة الا اهل التوحيد لن ينجوا من النار يوم القيامة الا اهل التوحيد ومن لم يكن موحدا ولقي الله تبارك وتعالى مشركا فليس له يوم القيامة الا النار قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء بموضعين من سورة النساء ان الله لا يغفر ان يشرك به اي ان من مات وهو يشرك بالله ليس له الا النار بل ليس بين المشرك وبين النار الا ان يموت فقط ليس بينه وبين النار الا ان يموت كما قال صلى الله عليه وسلم من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار فليس بين المشرك وبين النار الا ان يموت كما انه ليس بين المؤمن الموحد وبين الجنة الا ان يموت فالنار قريبة من المشرك والجنة قريبة من الموحد ومن لقي الله سبحانه وتعالى مشركا به فان مصيره يوم القيامة الى نار جهنم خالدا فيها ابد الاباد لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها والمشرك يوم القيامة والمشرك يوم القيامة يطلب التخفيف فلا يستجاب له يطلب ان يقضى عليه فلا يستجاب له. يطلب ان يعاد للدنيا مرة ثانية فلا يستجاب له والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يسترخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير فالمشرك مصيره ومآله النار يخلد فيها ابد الاباد عياذا بالله اما الموحد فان ثمرة توحيده النجاة من النار فان كان توحيده وايمانه تاما فانه يمنعه من دخول النار وان كان ايمانه ناقصا ارتكب المعاصي وقع في المحرمات فان توحيده يمنعه من ماذا من الخلود في النار لانه لا يخلد في النار الا المشرك ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان وكما قدمت هذا موظوع واسع وبحر لا ساحل له والوقت الان اه لا يكفي لان مضطرا امشي الى موقع اخر فنكتفي بهذا القدر ونسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيننا جميعا بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين وان يوفقنا لصالح الاعمال وسديد الاقوال وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين