اه وانا او اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين قل لا تسألون عما اجرمنا ولا نسأل عما تعملون قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم قل اروني الذين الحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم وما ارسلناك الا كافة الناس بشيرا ونذيرا ولكن اكثر الناس لا يعلمون قولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين. قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض اعطني القول يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا ولولا انتم لكن مؤمنين. قال الذين استكبروا اولي الذين استضعفوا ونحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جاءك كن بل كنتم مجرمين وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بالمكر الليل والنهار اذ تأمروننا ان نكفر بالله ونجعل له اندادا واسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الاغلال في ناقي الذين كفروا هل يجزون الا ما كانوا يعملون وما ارسلنا في قرية من نذير الا قال مترفوها انا بما ارسلتم به كافرون وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن اكثر الناس لا يعلمون. وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفاء الا الا من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم وهم في الغرفات امنون. والذين يسعون فيها اياتنا معاجزين اولئك في العذاب محضرون قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما انفقتم من شيء فهو يخلفه. وهو خير الرازق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا قل من يرزقكم من السماوات والارض قل الله هذه الاية وامثالها يقرر الله جل وعلا الكفار والمعاندين بتوحيد الربوبية لانهم مقرون به ثم بعد ذلك يقررهم بتوحيد الالوهية لانهم مقرون بتوحيد الربوبية فالخالق الرازق هو الذي يستحق ان يعبد وحده لا شريك له وكما قرره اهل العلم ان التوحيد اقسام ثلاثة توحيد الربوبية وهو توحيد الله بافعاله كالخلق والرزق والاحياء والاماتة وتوحيد الالوهية وهو توحيد الله بافعال العباد بمعنى ان يصرفوا اعمالهم وعباداتهم لله وحده لا شريك له. ويفردونه بذلك وتوحيد الاسمى والصفات وهو اثبات ما اثبته الله جل وعلا لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه واله وسلم في السنة الصحيحة من الاسماء والصفات على حد قوله جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فهنا يقررهم بانه سبحانه وتعالى هو الذي يرزقهم ولهذا ذكر بايات اخرى انهم لو سئلوا من يرزقكم لا يقولن الله اذا هذا الذي تقرون بانه هو الذي يرزقكم يجب عليكم ان تفردوه بالعبادة وتخصوه بالعبادة ولا تتخذوا معه اندادا ولا شركاء ولا اصناما ولا اوثانا ولا غير ذلك قل هل ميت؟ قل من يرزقكم من السماوات والارض يقول الشوكاني في تفسيره قل من يرزقكم يقول ثم امر الله سبحانه رسوله ان يبكت المشركين ويوبخهم فقال قل من يرزقكم من السماوات والارض اي من ينعم عليكم بهذه الارزاق؟ التي تتمتعون بها فان الهتكم لا يملكون مثقال ذرة ذرة من الرزق لا يملكون مثقال ذرة من الرزق النازل من السماء وهو المطر وما ينتفع به فيها يعني في السماء من الشمس والقمر والنجوم والرزق وارزقه من الارض هو النبات والمعادن ونحو ذلك. يعني يفسر ما المراد بالرزق من السماء وما الرزق وما المراد بالرزق من الارض فاكثر المفسرين على ان الرزق هو المطر ولكن الصواب ان الاية تشمل ما هو اعم من ذلك ولكن يدخل فيه المطر دخولا اوليا فهو رزق رزق الله به عباده قال ومن الارض هو النبات والمعادن ونحو ذلك ويقول ابن كثير رحمه الله يقول تعالى مقررا تفرده بالخلق والرزق وانفراده بالالهية ايضا فكما كانوا يعترفون بانه لا يرزقهم من السماء والارض اي بما ينزل من المطر وينبت من الزرع الا الله. فكذلك فليعلموا انه لا اله غيره ثم قال جل وعلا بعد ان قررهم بذلك قال قل الله قل الله يرزقكم فهو جل وعلا الذي يرزق العباد وينزل المطر وينبت الارظ هو الله وحده لا شريك له ولو كان العباد يستطيعون لدى ذلك لا جاءوا بالمطر فقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لعباده لعباد الله للمسلمين اذا اجدبت الارظ ان يستغيثوا يسألون من يسألون الله ما يستطيعون ان يأتوا بالمطاف ولا يستطيعون ان ينبتوا الارض فهذا مرده الى الله وهذا اكبر دليل على قدرته جل وعلا وهو من اعظم الادلة الدالة على توحيد الالوهية وكذلك على البعث والنشور فالذي احيا الارض بعد موتها وانبت فيها من اصناف النبات وانواع الدواب وانواع الفواكه وغير ذلك بعد ان كانت صحراء يابسة لا شيء فيها قادر على اعادة الخلق بعد موتهم سبحانه وتعالى فقال قل قل الله هو الذي يرزقكم من السماوات والارض وانا او اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين وانا واياكم يعني قل لهم الذي يرزقكم الله وقل لهم ان اي النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه المؤمنون واياكم والمراد بهم كفار قريش لا على هدى او في ضلال مبين وهذا كما قال الشوكاني وغيره من باب التنزل مع الخصم من باب التنزل مع الخصم فنحن واياكم لا يمكن ان نجمع بين الامرين فمنا المهتدي ومنا الضال والدلائل والايات التي مرت وما ذكره في هذه الاية دليل على ان المهتدي هو الذي يفرد الله جل وعلا بالعبادة والذي يفرد من يرزقه من السماوات والارض بالعبادة هذا هو الذي على الهدى ولهذا يقول ابن كثير وانا او اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين هذا من باب اللف والنشر اي واحد من من الفريقين مبطل والاخر محق لا سبيل الى ان تكونوا انتم ونحن على الهدى او على الضلال بل واحد منا مصيب ونحن قد اقمنا البرهان على التوحيد فدل على بطلان ما انتم عليه من الشرك. ولهذا قال وان او اياكم لعلى هدى او في ظلال مبين. وقال قال قتادة قد قال ذلك اصحاب محمد صلى الله عليه واله وسلم للمشركين والله ما نحن واياكم على امر واحد ان احد الفريقين لمهتدي. وقال عكرمة وزياد بن ابي مريم معناه ان نحن لعلى الهدى وانكم لفي ضلال مبين. ولا شك ان هذا هو المعنى ويقول الشوكاني ثم امره سبحانه يعني امر الله عز وجل نبيه ان يخبرهم بانهم على ضلالة لكن على وجه الانصاف في الحجة بعدما سبق تقرير من هو على الهدى ومن هو على الضلالة؟ فقال وان انا او اياكم لعلى هدى او في ظلال مبين. والمعنى ان احد الفريقين من الذين يوحدون الله الخالق الرازق ويخصونه بالعبادة والذين يعبدون الجمادات التي لا تقدر على خلق ولا رزق ولا نفع ولا ضر لا على احد الامرين من الهدى والضلال. ومعلوم لكل عاقل ان من عبد الله الذي يخلق ويرزق وينفع ويضر هو الذي على الهدى ومن عبد الذي لا يقدر على خلق ولا رزق ولا نفع ولا ضر هو الذي على الضلال فالحاصل ان الله سبحانه وتعالى امر نبيه ان يقول لهم الذي يرزق الخلق كلهم من السماء والارض هو الله وهو والناس ونحن واياكم المؤمنون والكافرون لا نخلو من احد امرين ولا نجتمع في واحد من الامرين فاما انا نحن على الهدى وانتم على الضلال والامر كذلك او انكم على او انكم على الهدى ونحن على الضلال والحجة والبرهان الذي سبق من الكلام يدل اي الفريقين على الهدى الذي الذين امنوا بالله واستجابوا له سبحانه وتعالى. ثم قال قل لا تسألون عما اجرمنا ولا نسأل عما تعملون يقول ابن جرير يقول ابن كثير معناه التبرأ منهم نعم التبرؤ من الكفار. قال اي لستم منا ولا نحن منكم. بل ندعوكم الى الله والى توحيده وافراد وافراد للعبادة له فان اجبتم فانتم منا ونحن منكم. وان كذبتم فنحن برءاء منكم. وانتم برءاء منا كما قال تعالى فان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون. وقال قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين نعم اعلان البراءة لان المسلم لا يلتقي مع الكافر المسلم ولي الله والكافر عدو الله فلا يجتمع ولي الله مع عدوه ولهذا قال في هذه الاية قل لا تسألون عما اجرمنا ومعنى عما اجرمنا يعني عما كسبنا وما عملنا ولكن قال اجرمنا قال بعض المفسرين هذا على زعمكم انتم ترون ان في ضلال مبين وانا صابئة وانا جئنا بماء لم تعرفوه في ابائكم وان ظلال حسب زعيمكم تقولون انا قد اجرمنا قال لا تسألون عما اجرمناه ولا نسأل عما تعملون لان الذي يسألهم هو الله جل وعلا حتى النبي صلى الله عليه واله وسلم انما مهمته البلاغ والنذارة وهذا من فظل الله جل وعلا و كرمه لو انه الزمنا بهداية الناس ما استطعنا ذلك انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فالذي عليك يا عبد الله هو بيان الحق هو البلاغ تقول قال الله جل وعلا وقال رسوله صلى الله عليه واله وسلم لا تكلف هداية الخلق هدايتهم الى ربهم ولهذا قال قل قل يجب نعم قل لا تسألون عما اجرمنا ولا نسأل عما تعملون. وهذا ايضا قد جاء فيها ايات اخرى تدل على ذلك منها قوله جل وعلا تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون فقال جل وعلا كل نفس بما كسبت رهينة ايضا انت ما تسأل عن عملي اخيك او عملي جارك كل نفس بما كسبت رهينة. وقال جل وعلا ولا تزر وازرة وزرا اخرى اذا ليكن اهتمامك على اصلاح عملك انت لينصب اهتمامك على اصلاح عملك. نعم تدعو تأمر بالمعروف تنهى عن المنكر تدعو الى الخير تحذر من الشر ولكن اجتهد على اصلاح نفسك فان مصيرك بالاخرة مرتبط بعملك اليوم فاليوم فاليوم عمل وغدا جزاء وحساب ولهذا تجد نصوص الكتاب كلها تشير الى هذا يخاطبك الله عز وجل لتعنى بنفسك وتجتهد بنفسك ولهذا اول ما يجب على الانسان ان يرفع الجهل عن نفسه وان يعمل بالحق ثم يدعو غيره اليه ولهذا قال شيخ الاسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب ثلاثة الاصول اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل فذكر الاولى العلم الثانية العمل به والثانية الدعوة اليه والرابعة الصبر على الاذى فيه. فاول شيء ان تتعلم ثم تعمل بما علمت ثم تدعو غيرك اليه ثم تصبر لانه ليس كل الناس يقول جزاك الله خيرا قالوا لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم ساحر مجنون كذاب مفتري فلابد من الصبر على الاذى في الدعوة الى الله جل وعلا ثم قال جل وعلا قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم قل لهم يا نبينا يجمع بيننا ربنا. يجمع بيننا وبينكم يوم القيامة. وذلك يوم القيامة يجمع الله الاولين والاخرين المؤمنون والكافرون ولا يتخلف احد ولا شخص واحد ما يتخلف كلهم يجمعون ثم عند ذلك يفتح بيننا يعني يقضي بيننا بالحق والعدل لا يجور معنا ولا معكم لان الله يقضي بالحق قال ابن كثير قل يجمع بيننا ربنا اي يوم القيامة بجميع الخلائق في يجمع الخلائق في صعيد واحد ثم يفتح بيننا بالحق ان يحكموا بيننا بالعدل فيجزي كل عامل بعمله ان خيرا فخير وان شرا فشر وستعلمون يومئذ لمن العزة والنصرة والسعادة الابدية كما قال تعالى ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون. فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون. واما الذين كفروا وكذبوا باياتنا ولقاء اخرة فاولئك في العذاب محضرون. ولهذا قال وهو الفتاح العليم اي الحاكم العادل العالم بحقائق الامور ونحوه قال الطبري قبله قال والله القاضي العليم بالقضاء. يعني في تفسير قوله وهو الفتاح العليم. قال الطبري والله القاضي العليم بالقضاء بين خلقه لانه لا يخفى عليه خافية ولا يحتاج الى شهود تعرفه المحق من المبطل ثم قال جل وعلا قل اروني الذين الحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم اروني الذين الحقتم به شركاء قال ابن كثير اي اروني هذه الالهة التي جعلتموها لله اندادا وسيرتموها له عدلا وقال ابن جرير الطبري بل كثير من المفسرين قالوا ان معنى ان الرؤية هنا علمية ومعنى اروني الذين الحقتم به شركاء اروني فعلهم هذه الاصنام وهذه الانداد وهذه الاشجار وهذه الاحجار التي زعمتم انها الهة اروني خلقهم اروني هل يخلقنا احدا هل يرزقنا احدا والجواب لا لانه يمكن ان تكون الرؤية بصرية النبي صلى الله عليه وسلم رأى بعض اصنام هبل والعزى واللات وليس المراد ارونيها بعيني حتى انظر الى الهتكم. لا هو يعلم هذا وانما المراد اروني هل تفعل مثل ما فعل الله ترزق وتخلق وتنفع وتضر؟ الجواب لا ولهذا بعدها مباشرة قال بل كلا كلا يعني كلا لا يفعلون مثل فعل الله لا يخلقون ولا يرزقون ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ولا ينفعون ولا يظرون كلا وكلا كلمة ردع وزجر ليس الامر كما تقولون ولو قلتم ما قلتم وهم يعلمون هذا ويقرون به ولهذا يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ولهذا جاء عن عمر وغيره انه قال انه كان يعبد حجرا انه كان يعبد تمرا فاذا جاء اكله ثم تذاكروا هذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما معناه عمر تلك بئسة العقول فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه تلك عقول اظلها بارها ولهذا العقل لا يستقل بمعرفة الحق العقل خادم الشرع ولو كان العقل يكفي في معرفة الحق ما ارسل الله الرسل ولا انزل الكتب ولهذا الذين يعظمون العقل ويقدمونه على النقل ولذلك يؤولون الصفات او النصوص التي تأتي على خلاف عقولهم او لا تستوعبه عقولهم يأولونها لقد اخطأوا بل العقل تبع للنقل ماذا قال الله؟ ماذا قال رسوله؟ صلى الله عليه واله وسلم. وكما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال العقل مع النقل كالخادم يخدم ويتبع ولذلك يقول الله جل وعلا خلى بل هو الله العزيز الحكيم الاله المعبود هو الله والله جل وعلا كما قال ابن عباس قال هو ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. بل هو الله ربكم بل هو الله الهكم ولهذا بل هنا للاضراب والابطال فاظربت عن قولهم الفاسد وابطلته ودلت على القول الحق وهو وهو ان الله سبحانه وتعالى هو الاله المعبود الحق وحده دون من سواه. بل هو الله العزيز الحكيم جل وعلا فالهتكم ليست بعزيزة بل ذليلة تدافعون عنها انتم يأتي عليها تأتي عليها الثعالب والدواب ما تدفع عن نفسها شيء ما فيها عزة ولا تعزكم وليست بحكيمة لانها جمادات الاله يجب ان يكون عزيزا حكيما ولا يتصف بذلك الا الله جل وعلا يتصل بعض الناس بالعزة عزة نسبية تناسب الخلق اما العزة التي تقتضي القهر والغلبة لا يعجزه شيء هذه خاصة بالله جل وعلا والحكمة في كل الافعال والاقوال والاقدار والاحكام لا تكون الا لله وحده لا شريك له. ولهذا يقول الشيخ السعدي رحمه الله عند قوله كلا بل هو الله العزيز الحكيم. قال العزيز الذي قهر كل شيء فكل ما سواه فهو مقهور مسخر مدبر والحكيم الذي اتقن ما خلقه واحسن ما شرعه جل وعلا فهو حكيم في اقواله في افعاله في احكامه في اقداره يضع الشيء موضعه سبحانه وتعالى. ومن يفعل ذلك غير الله والله ما تستطيع الهتكم ان تفعل ذلك وهذا ايضا يمكن ان يقال ان هذا ايضا فيه تقرير توحيد الالوهية باثبات الاسمى والصفات لله جل وعلا فالعزيز الحكيم هو الذي يجب ان يعبد دون من سواه سبحانه وتعالى. ثم قال وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا. ولكن اكثر الناس لا يعلمون يقول جل وعلا وما ارسلناك يا نبينا او قبل ذلك نأتي بكلام كثير عند قوله بل هو الله العزيز الحكيم يقول اي الواحد الاحد الذي لا شريك له العزيز الحكيم اي ذو العزة ذو العزة التي قد قهر بها كل شيء وغلبت كل شيء الحكيم في افعاله واقواله وشرعه وقدره تعالى وتقدس ثم قال جل وعلا وما ارسلناك الا كافة للناس قال ابن كثير يقول تعالى لعبده ورسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه وما ارسلناك الا كافة للناس اي الا الى جميع الخلق من المكلفين كقوله يا قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا وقال جل وعلا تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا فالنبي صلى الله عليه وسلم هذه من خصائصه انه رسول الى جميع الناس بل الى الثقلين الى الجن والانس وكان النبي قبله يبعث الى قومه خاصة كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري وغيره البخاري ومسلم من حديث جابر قال قال صلى الله عليه واله وسلم اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر اعطاه الله عز وجل هذا اذا اتجه الى العدو وسمعوا به وهم عنه مسافة شهر حل الرعب والذعر والخوف في قلوبهم وجعل الله عز وجل ذلك ايضا لامته من بعده اذا صدقوا الله قال وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا كان من قبلنا لا يصلون الا اذا انتهوا الا اذا انتهوا او وصلوا الى معابدهم الى بيعهم او كنائسهم اما هذه الامة ولله الحمد جاءتك الصلاة في اي مكان لف ما عندك ماء تيمم بالارض فتطهر ثم صلي هذه من خصائص هذه الامة ما كانت لامة قبلنا قال فايما رجل من امتي ادركته الصلاة فليصلي واحلت لي الغنائم وكانت الغنائم وهي ما يؤخذ في عند قتال العدو واخذ اموالهم هذه هي الغنائم وهي اطيب المكاسب احلها الله عز وجل لنبيه كان من قبلنا ثبت عن ابن عباس وغيره ومثله لا يقال بالرأي انه اذا كان غزو في الامم السابقة تنزل وكان هناك اموال غنيمة تنزل نار بيضاء من السماء فتأكل الاموال اذا كانت اذا ما كان فيها غلول وفي زمن موسى انتصر موسى ومن معه على قوم فجمعوا المال الذي حصلوه فلم تنزل النار لتأكله فقال موسى فيكم غلول ثم امر من كل سبط رجل يبايعه فلما بايعه الذي في قومه الغلول لصقت يده بيد موسى فقال فيكم الغلول فرجع الى قومه الذي هو نائب عنهم فوجد احدهم قد غلى مثل رأس الثور او نحوه من الذهب فجاء به ووضع مع بقية الاموال فنزلت النار من السماء فاكلته لكن احل الله هذا لهذه الامة لنبينا صلى الله عليه واله وسلم. قال واعطيت الشفاعة ولهذا هو الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وسلم. والمراد بها الشفاهة العظمى وهو الشفاعة في الخلق حينما يقفون في يوم كان مقداره خمسين الف سنة ويموج بعضهم في بعض فيذهبون الى ادم فيعتذر والى نوح والى ابراهيم والى موسى والى عيسى فيشفع النبي صلى الله عليه واله وسلم يسوعية يدخلوا الجنة؟ لا. يشفع بان يحاسبوا كي يحاسبوا على اعمالهم وله شفاعتان اخريان يختص بها لان الشفاعات كما ذكر اهل العلم ثمانية انواع خمسة انواع يشاركه فيها بقية الانبياء وثلاث يختص بها الشفاعة العظمى في اهل المحشر والشفاعة في دخول اهل الجنة الجنة ولهذا يأتي النبي صلى الله عليه وسلم باب الجنة فيطرقه فيقال من فيقول محمد فيقول خازن الجنة بك امرت الا افتح الجنة لاحد قبلك والشفاعة الثالثة شفاعته في تخفيف العذاب عن ابي طالب. لكن ليس رفعه بالكلية لا خفف عنه فبقي في ضحظاح من النار وفي عقبه جمرتان يغلي منهما دماغه لا يرى ان احدا اشد منه عذابا وهو اهون اهل النار عذابا لان الشرك والعياذ بالله لا نجاة لصاحبه مهما كان انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة. ومأواه النار وما للظالمين من انصار. ثم قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث الى قومه وبعثت الى الناس عامة واذا للناس عامة صلى الله عليه وسلم وفي صحيح مسلم ايضا قال بعثت الى الاسود والاحمر ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كما قال مجاهد قال يعني الجن والانس الاسود والاحمر قال يعني الجن والانس وقال غيره يعني العرب والعجم والكل صحيح نعم النبي صلى الله عليه وسلم حتى الجن بعث اليه ودعاهم واخبر ان ان ردهم كان خير من رد الانس في قوله في سورة الرحمن في بيئية الى ربكما تكذبان قالوا ولا بشيء من ايات ربنا نكذب وجاءه جن نصيبين وغيرها. الاحاديث هذا متواترة لان الجن فيهم المؤمن وفيهم الكافر فالمؤمن من الجن يدخل الجنة ما هو الدليل في سورة الرحمن لما ذكر الحور العين في ايتين قال لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان دليلنا ان الجن يدخل الجنة ولا لو كانوا ما يدخلون كيف يصلون الى الحور العين ولكن الله سبحانه وتعالى حجب عنا كيفية شأنهم وامرهم ولكن لا شك ان الذي يدعو الى الله جل وعلا ويبين الحق ان هذا هذه الدعوة ينتفع بها الجن والانس وهم مكلفون ومأمورون ويعرفون كيف يقومون او يعني يحصلون ويتعلمون هذا الخير الذي جاء به النبي صلى الله عليه واله وسلم ثم قال جل وعلا ويقولون متى هذا الوعد قال قبل ذلك وما ارسلناك الا كافة الناس بشيرا ونذيرا بشيرا لمن اطاع الله بالجنة وبالسعادة الدنيوية قبل الاخروية ونذيرا لمن عصى الله نذيرا ينذره ويخوفه ويعلمه بما امامه من المخاوف فقد جمع بين البشارة والنذارة صلى الله عليه وسلم وقام بذلك اكمل قيام قال ولكن اكثر الناس لا يعلمون قال السعدي ليس لهم علم صحيح بل اما جهال او معاندون لم لم يعملوا بعلمهم فكأنهم لاعلم لهم اكثر الناس لا يعلمون النبي صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا اما انهم جهال ما سمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم او اتباع لا عقول لهم او انهم معاندون للحق ثم قال ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين هذا دليل على سفه عقولهم لانهم يستأجرون العذاب فلو كان عندهم شيء من العقل النافع لما استعجلوا العذاب وهم يعلمون انه رسول الله حقا ويعلمون ان ما يقوله ان ما يقوله ما يقوله حق هذا اغلبهم وصرح بعضهم بهذا ابو جهل وغيره وهذا من سفه العقول انسان ما يستعجل العقوبة ما يستعجل العذاب ولهذا هم يستعجلون يستأجرون ذلك قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن الكفار في استبعادهم قيام الساعة ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين؟ كما قال تعالى يستعجلوا بها الذين لا يؤمنون بها والذين امنوا مشفقون منها ويعلمون انها الحق ثم قال جل وعلا يعني قالوا ويقولون متى هذا الوعد ويريدون به الذي وعدهم الله ورسوله من ان الساعة ستقوم وسيعذبون وسيجازون على اعمالهم ويستحثون ان كنتم صادقين فيما تقولون وهذه مبالغة في حثهم على الاخبار في وقت الساعة والساعة لا يعلم وقتها ولا وقت مجيئها الا رب العالمين سبحانه وتعالى قال قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستأخرون ولا لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون قل لهم لكم ميعاد يوم يوم محدد لن تتقدموا عنه ولن تتأخروا فلما الاستعجال؟ الله عليم حكيم. حكمته ان لا يقيم الساعة في وقتكم الان وين كنتم في اخر الزمان لكن له في ذلك حكمة والمهم الذي يجب ان تعقلونه وتعلمونه ان لكم يوم لا تستأثرون عنه ولا تتقدمون عنه فهو قادم ولهذا يا اخوان مما ينبغي للمسلم ان يعقله ان يعقله وان يعيه مسألة قيام الساعة يا اخوان يعني هذا شيء تشيب منه الرؤوس وتتعجب نقرأ الايات التي في الساعة في اهوال القيامة كانها ما تعنينا مع ان كل واحد منا سيقف ذلك الموقف فمثلا قرأ الامام في صلاة المغرب يوم يكون الناس كالفراش المبثوث. انت وانا من هؤلاء سنكون نتفرق مثل الفراش لما ينتشر في الجراد اذا رأيتم الجراد كيف ينتشر في كل حدب وصوب نحن من هؤلاء فلابد الانسان يتعظ ويعتبر ويجد ويجتهد في العمل الذي يرجو ان يكون نجاة له بين يدي الله برحمة الله وفضله قال لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون قال ابن كثير اي لكم ميعاد مؤجل معدود محرر لا يزداد ولا ينتقص فاذا جاء فلا يؤخر ساعة ولا يقدم. كما قال تعالى ان اجل الله اذا جاء لا يؤخر وقال وما نؤخره الا لاجل معدود يوم ياتي لا تكلم نفس الا باذنه فمنهم شقي وسعيد ثم قال جل وعلا وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه وهذا دليل ايضا على شدة عناد كفار قريش انهم قالوا لن نؤمن بهذا القرآن يعني يعترفون بانهم قرآن وان الله انزله على النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعرفونه من فصاحة القرآن وبلاغته انه ليس كلام البشر ومع ذلك اعلنوها عنادا لن نؤمن بهذا القرآن الذي جئت به ولا بالذي بين يديه قال بعض السلف المراد ما بين يديه الكتب السابقة والانبياء الكتب السابقة والانبياء. يعني لن نؤمن بالذي بين يديه الذي بين يديه الشيء الذي تقدمه فتقدمه التوراة والانجيل والزبور وصحف ابراهيم وغيرها فقال لن نؤمن اذا هم لا يريدون الايمان اصلا فلن يؤمنوا بالكتب السابقة ولا بالانبياء الذين جاءوا من قبله نبينا صلى الله عليه وسلم. وهذا يدلك على شدة كفرهم وعنادهم وعتوهم قال ابن كثير يخبر تعالى عن تمادي الكفار في طغيانهم وعنادهم واصرارهم على عدم الايمان بالقرآن وما اخبر به من امر المعاد ولهذا قال وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه قال الله تعالى متهددا لهم ومتوعدا ومخبرا عن مواقفهم الذليلة بين يديه في حال تخاصمهم وتحاجهم يرجع بعضهم الى بعض القول قال وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم ولو ترى وهنا والله اعلم ان الرؤية بصرية ولو ترى اذ الظالمون موقوفون لان المؤمنين يرون الكفار يوم القيامة فيرون الظالمين لان الظلم هنا هو الكفر. الظالمون اي الكافرون الظلم الاكبر. ان الشرك لظلم عظيم ولو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم محبوسون بين يديه ما ينفعهم هذا الجحود وهذا الاعراض ولهذا ما عندهم عقول انهم كالانعام والا الانسان في الدنيا الان يسعى لمصالحه ويبتعد عما يضره واي ضرر اعظم من من من عذاب النار نسأل الله العافية والسلامة ولهذا الانسان يحمد الله عز وجل على نعمة الاسلام وعلى نعمة الايمان وان المسألة ما هي بالعقل هؤلاء عندهم عقول يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ولكن هذه العقول لا تستقل بالهداية فاحمد الله على ان جعلك من المسلمين من المؤمنين والله ما يعادلها نعمة هذه النعمة ومع ذلك الانسان ما يضمن يجتهد ويجد ويسأل الله الثبات وعدم الزيغ لكن هذه نعمة عظيمة الايمان لانه نسأل الله العافية ترى الان بعض الكفار وترى يعني يقع في نفسك ان هذا ان مات على ما هو عليه فهو وقود جهنم وحطب جهنم وش تنفع الدنيا ذي كلها واش ينفعه ما يحصل عليه من اللذات ومن ومن الاموال نسأل الله العافية والسلامة قال ولو ترى اذ الظالمون موقوفون. يقول بعض المفسرين حذف الجواب جواب لو حتى يكون ابلغ للتخويف ولو ترى اذ الظالمون ولو ترى ماذا ترى خزيهم ترى ذلهم ترى العذاب الذي يحل بهم تركه هكذا ولم يذكره حتى يبقى الذهن يعني يجول في هذه المعاني ما الذي سيقع بهم؟ ولا شك انه عذاب وخزي حتى يكون اعم ولو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول ومعنى يرجع يعني يحاور بعضهم بعضا ويجاوب يقول هؤلاء قول ثم الاخر يرجعون القول لهم ثم يرجعون القول لهم كما سيأتي لكن ما ينفعهم هذا يرجع يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين. ها هذا مجادلة بينهم ومحاورة فيقول الضعفاء وهم الاتباع للذين استكبروا وهم الرؤساء الكبرا يقول ابن كثير يخبر تعالى عن تمال الكفار في طغيانهم وعنادهم واصرارهم على عدم الايمان بالقرآن وما اخبر به من امر المعاد. ولهذا قال وقال الذين كفروا امن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه. قال الله تعالى متهددا لهم متوعدا مخبرا عن بهم الذليلة بين يديه في حال تخاصمهم وتحاجهم يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا منهم وهم الاتباع للذين استكبروا وهم قادتهم وسادتهم لولا انتم كنا مؤمنين اي لولا انتم تصدوننا لكنا اتبعنا الرسل وامنا بما جاءونا به فقال لهم القادة والسادة وهم الذين استكبروا انحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جاءكم اي نحن ما فعلنا بكم ذلك اكثر من انا دعوناكم فاتبعتمونا من غير دليل ولا برهان. وخالفتم الادلة والبراهين والحجج التي جاءت بها الانبياء لشهوتكم واختياركم لذلك. ولهذا قالوا بل كنتم مجرمين سبحان الله بئس العلاقة التي نهايتها المجادلة والتبرؤ والبغضاء في حين لا ينفع ذلك شيئا فالضعفاء يقولون للكبراء انتم الذين صددتمونا عن الحق لولاكم لكنا مؤمنين لكن هذا ما ينفع ولهذا يا اخوان لاحظوا هذه الامة امة الدليل ولهذا قد يخطئ العالم الرباني الكبير لكن ما ما تتبعه الامة على الخطأ. لماذا لانهم يأخذون بالدليل فيعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال ولهذا انت اذا سمعت قولا لا تكن متعصبا لقول فلان. اسمع والله اذا ذكر صاحب القول الاخر او ذكر قولا اخرع عليه دليل من الكتاب والسنة قل حي هلا وخذ به لان انظر حال هؤلاء الكفار الذين قلدوهم والغوا العقول وهذا يوجد في بعض المنتسبين للاسلام يلغون العقول ويتبعون غيرهم ولو جاءوا بالظلم والشرك والكفر نسأل الله العافية والسلامة. لا يا اخي الله جل وعلا ذكر العقل باكثر من مائة اية لعلكم تعقلون لا تدبر وتأمل طبعا في ضوء فهم سلف الامة وفهم العلماء اهل السنة بالكتاب والسنة ولهذا المؤمن الحق ظالة المؤمن والمؤمن يبحث عن الدليل وعن الحق مع من كان قالت ثم اخبر جل وعلا ام رد اولئك انحن قال الذين استكبروا الذين استضعفوا. انحن صددناكم عن الهدى وهذا استفهام انكار واكثر المفسرين مثل ابن جرير مثل ابن كثير وابن جرير وغيرهم يقولون ان معنى قولهم انحن صددناكم يعني نحن ما قهرناكم بالقوة عن الايمان لكن عرظنا عليكم وقلنا لكم وامرناكم وانتم اطعتمونا واتبعتمونا ولهذا هناك من خالفكم ولم يتبعونا كما حصل من بلال وغيره رضي الله عنهم عذبوا على ان يكفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم وابوا فما هو حجة ما هي حجة ان الانسان يقول انا اظلني فلان اعطاك الله عقل والحق واظح ابلج والعلماء متوافرون في كل زمان الحق لابد من قائل به لا تخلو الارض من قائل بالحق لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يظرهم من خالفهم ولا من خذلهم وذهب بعض المفسرين كابن عاشور الى ان قولهم انحن صددناكم يقول هذا انكار بهتان وانكار للواقع يعني كذب وهم يقولون هذا وهم كاذبون بل صدوهم ولكن الاظهر ان تحمل الاية على ظاهرها وان المراد يعني نحن ما صددناكم صد قهر والزام حاولنا فيكم ودعوناكم وانتم مستجبتم لنا وطاوعتمونا وكان الواجب ان تتبعوا امر ربكم انحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جاءكم بل كنتم مجرمين قال ابن كثير اي نحن ما فعلنا بكم ذلك اكثر من انا دعوناكم فاتبعتمونا من غير دليل ولا برهان. وخالفتم الادلة والبراهين والحجج التي جاءت بها الانبياء لشهوتكم واختياركم لذلك. ولهذا قالوا بل كنتم مجرمين وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار بل كنتم مجرمين انتم تفعلون الجرائم والاجرام والذنوب ثم قالوا قال الذين استغفروا هذه المراجعة بينهم والمجادلة قال الذين استضعفوا وقال الذين استضعفوا للذين استثمروا بل مكر الليل والنهار مكر الليل والنهار يعني بل مكركم في الليل ومكركم في النهار وهذا دليل على ان اعداء الشريعة يمكرون ويضلون بالليل والنهار يسعون في اظلال الخلق ليلا ونهارا قال ابن كثير اي بل كنتم تمكرون بنا ليلا ونهارا. وتغرونا وتمنونا وتخبرونا انا على هدى وانا على شيء فاذا جميع ذلك فاذا جمعوا ذلك باطل وكذب ومين قال قتادة وابن زيد بل مكر الليل والنهار يقول بل مكرهم بالليل والنهار. وكذا قال مالك عن زيد ابن اسلم مكرهم بالليل والنهار اذا هذا دليل يا اخوان ان ان الكفار ايظا ليسوا على حد سواء. فمنهم الرؤساء قل له والكبرا ودعاة الباطل ومنهم الاتباع وان كانوا كلهم يشترطون انهم في النار كلهم في الكفر لكن هناك رؤوس هناك واتباع ومتبوعين رؤوس ومتبوعين وهناك اتباع وضعفاء لكن كل منهم له نصيبه من العذاب ما يظلمهم الله جل وعلا قال اذ تأمروننا ان نكفر بالله. يعني هذا خلاصة ما يمكره الرؤوس والكبراء يمكرون بماذا؟ باي شيء ما هو الشيء الذي دائما يتكلمون به بالليل والنهار هو حثهم على الكفر بالله واتخاذ الانداد له سبحانه وتعالى قال اذ تأمروننا اي حين تأمرون تأمروننا ان نكفر بالله ونجعل له اندادا. كفروا بالله ولم يفردوه ويوحدوه. وايضا جعلوا له اندادا جمع ند. شبه ونظراء يعني الهة اخرى ونجعل له اندادا قال واسروا الندامة. بعد ان ذكر مجادلة بعضهم لبعض وهذا من علم الغيب الذي اطلعنا الله عليه اطلعنا الله عليه انهم سيقولون هذا يوم القيامة. ويوم القيامة ما جاء الى الان ثم بعد ذلك اخبر ان الجميع اسروا الندامة. نسأل الله العافية والسلامة ما ينفع الكلام ولا تنفع المجادلة لا محيض عن عذاب الله لا يستطيعون ان يرجعون الى الدنيا ولا يستطيعون ان يتخلصوا من العذاب ولا يستطيعون ان يموتوا فيتوقف عنهم العذاب هذا اعظم الندامة واعظم الحسرة. نسأل الله العافية والسلامة قال واصروا الندامة لما رأوا العذاب اي الجميع من السادة والاتباع كل ندم على ما سلف منه لكن ما ينفع الندم اذا يا اخوان ترى هذي من المواعظ العظيمة. نحن ما زلنا ولله الحمد في الدنيا احياء نستطيع نتوب نرجع نقلع عن الذنوب نكثر من الاعمال الصالحة نقدم اعمال نرجو من الله برحمته ان تكون سببا لنجاتنا هي الانسان يعمل الان يستفد هؤلاء مال لا حيلة لهم في ذلك الوقت لا رجوع لهم الى الدنيا ما يستطيعون. ولذلك اشروا الندامة العظيمة والحسرة لكن ما ينفع ما ينفعهم ذلك فانت ما زلت ممهلا قال وجعلنا الاغلال في اعناق الذين كفروا اخبر الله عز وجل عن العذاب الذي اعده لهم. جعل الاغلال قال ابن كثير وهي السلاسل التي تجمع ايديهم مع اعناقهم. هذا غاية الخزي والذل نسأل الله العافية يغلون تغل ايديهم بالسلاسل وتربط مع اعناقهم اذلالا وافزائا بسبب الكفر الذي كانوا عليه والذنوب والمعاصي قال واجعلنا الاغلال في اعناق الذين كفروا ثم قال هل يجزون الا ما كانوا يعملون قال ابن كثير اي انما نجازيكم باعمالكم كل بحسبه للقادة عذاب بحسبهم والاتباع بحسبهم قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون نعم والله ما ظلمهم الله هذا الجزاء الذي يجازون به بسبب اعمالهم من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وما ربك بظلام للعبيد هذا جزاء وفاقا هذا جزاء وفاق لافعالهم واعمالهم. ثم قال جل وعلا وما ارسلنا في قرية من نذير الا قال مترفوها انا بما ارسلتم به كافرون آآ هنا اورد ابن كثير آآ حديثين او اثرين لكن كلاهما فيه ضعف فاولهما مروه آآ ابن ابي حاتم والطبراني في الاوسط وابو نعيم ولكن فيه محمد ابن سليمان الاصبهاني وهو ضعيف آآ عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان جهنم لما سيق اليها اهلها تلقاهم لهبها ثم لفحتهم لفحة فلم يبق لحم الا سقط على العرقوب او نحو ذلك فالحاصل انهم في عذاب لا يقدر قدره ولا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى وهو عذاب شديد ثم قال جل وعلا وما ارسلنا في قرية من نذير الا قال مترفوها ان بما ارسلتم به كافرون قال ابن كثير يقول تعالى مسليا لنبيك وامرا له بالتأسي من قبله من الرسل من الرسل ومخبره بانه ما بعث نبيا في قرية الا كذبه مترفوها. واتبعه ضعفاؤهم سبحان الله هذه سنة الله ما ارسل الله من نبي الى قرية الا الذي يعارضه الكبراء والرؤساء واصحاب المال واصحاب الجاه والا بذلك حكمة ومن حكمتها ومن الحكم بيان قوة الحق فانه يعارضه اكبر الناس واقوى الناس واثرى الناس واغنى الناس ومع ذلك يغلبهم وينتصروا عليهم يظهر الله جل وعلا دينه وينصر اولياءه وفي هذا عبرة وعظة فالمسألة العبرة ما هي بالكثرة ولا بالجاه ولا بالمال الحق احق ان يتبع قال ابن كثير كما قال قوم نوح انؤمن لك واتبعك الارذلون قوم نوح يقولون الاشراف منهم تريد نؤمن بك يا نوح الذي تبعك الارظ نون؟ الظعفاء وقال ايضا عنه وما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادي الرأي وقال الخبراء من قوم صالح للذين استضعفوا لمن امن منهم اتعلمون ان صالحا مرسل من ربه؟ قالوا انا بما ارسل به مؤمنون قال الذين استكبروا انا بالذي امنتم به كافرون وقال تعالى وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا اليس الله باعلم بالشاكرين وقال جل وعلا وكذلك جعلنا في كل قرية اكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون الا بانفسهم وما يشعرون وقال واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها. سبحان الله! القرآن يفسر بعضه بعضا هذه سنة الله انه ما ارسل في قرية من نذير الا قال مترفوها والمترفون هم المنعمون اصحاب الترف والمال والجاه هؤلاء هم المترفون يقول جل وعلا وما ارسلنا في قرية من نذير والنذير هو النبي او الرسول الا قال مترفوها وهم اولو النعمة والحشمة والثروة والرياسة كما قال ابن كثير ثم قال قال قتادة هم جبابرتهم وقادتهم ورؤوسهم في الشر انا بما ارسلتم به كافرون اي لا نؤمن به ولا نتبعه ثم اورد آآ اثرا عن ابن ابي حاتم ويغني عنهما في اه صحيح البخاري من قصة ابي سفيان لما دعاه هرقا وكان قبل اسلامه وسأله من الذي يتبع النبي سأله عن النبي صلى الله عليه وسلم وسأله من اتباعه قال الضعفاء فقال له هرقل فزعمت قال وسألتك اضعفاء الناس اتبعه ام اشرافهم؟ فزعمت بل ضعفاؤهم قال وهم اتباع الرسل هم اتباع الرسل لان نسأل الله العافية والسلامة احيانا المال والجاه والرئاسة تصد الانسان عن الايمان يترفع ولذلك الواجب على الانسان ان يخضع للحق كائنا من كان لا يغرك مالك ولا جاهك الحق احق ان يتبع ثم قال جل وعلا وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين. هذا قول الكبراء المجرمين والرؤساء يقولون نحن اكثر اموالا واولادا ممن؟ من الضعفاء وما نحن معذبين ايضا يقول نحن لا نعذب قال ابن كثير وقوله تعالى اخبارا عن عن المترفين والمكذبين وقال نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن المعذبين اي افتخروا بكثرة الاموال والاولاد واعتقدوا ان ذلك دليل على محبة الله لهم واعتنائه بهم وانه ما كان ليعطيهم هذا في الدنيا ثم يعذبهم في الاخرة. وهيهات لهم ذلك قال الله ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين؟ نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون اه والله يا اخي ما يلزم من المال كثرة الاولاد والجاه لا يلزم منه ان هذا اكرام مع انه استدراج وابتلاء وفتنة قال وقال تعالى فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون. وقال الذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع ان ازيد كلا انه كان لاياتنا عنيدا سارهقه صعودا. ابدا ما هو بدليل على كثرة الاولاد وكثرة المال وكثرة الجاه ما هي دليل على الاكرام ابدا بل هذا اغلبه ابتلاء قال وقد اخبر الله عن صاحب تينة كالجنتين