بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون فتول عنهم حتى وابصرهم فسوف يبصرون. افبعذابنا يستعجلون اذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين. وتول عنهم حتى حين وابصر فسوف يبصرون. سبحان ربك رب العزة وسلام على المرسلين والحمد لله رب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول يقول الله جل وعلا في سورة الصافات ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين يقول الحافظ ابن كثير اي تقدم في الكتاب الاول ان العاقبة للرسل واتباعهم في الدنيا والاخرة. كما قال قال تعالى كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز. وقال تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. ولهذا قال ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون هذا وعد من الله سبحانه وتعالى. لانبيائه ولعباده المؤمنين وهو النصر والتأييد وحسن العاقبة. ولهذا اذا كنت متمسكا بدينك فابشر فان العاقبة للمتقين. وابشر بوعد الله فان الله لا يخلف الميعاد. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله انهم لهم المنصورون اي في الدنيا والاخرة كما تقدم بيان نصرتهم على قومهم ممن كذبهم وخالفهم. وكيف اهلك الله الكافرين ونجى المؤمنين هذا القرآن مليء بهذا. لما ذكر قصص الانبياء مع اقوامهم بين ان العاقبة لهم ثم بعد ذلك حصل لهم ذلك. فهذا نوح كذبه قومه ومكث بهم الف سنة الا خمسين عاما يدعون وما استجاب له الا القليل. لكن بعد ذلك كانت العاقبة وهو ان نجاه الله عز وجل ومن معه وفي الفلك واغرق قومه اجمعين. وكذلك فعل بنبي الله هود لما كذبته عاد قومه جاء وقت ارسل الله عليهم الريح العقيم فاهلكهم ونجى هودا ومن معه. وكذلك قوم ثمود نجى الله صالحا واهلك قومه الكافرين. وكذلك موسى نجاه الله اهلك فرعون وقومه وهكذا. فهذه سنة الله جل وعلا. ان جنده هم الغالمون وانه هم المنصورون. ولو بعد حين. وهذا مما يدعو الى الثبات على الدين. وان تثبت على دينك تمسك وتصبر وتوقن بوعد الله. فان الله لا يخلف الميعاد. قال جل وعلى ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون. ومعنى جندنا الجند الحزب اي حزب الله جندنا اي حزب الله. حزب الله هم الغالبون وهم المؤمنون المتقون. والدائرة لهم ولابد. قال جل وعلا فتولى عنهم حتى حين اعرض عنهم حتى حين حتى زمن اختلف المفسرون في هذا فقيل ان حتى حين المراد الموت حتى يأتي كل واحد منهم الموت هؤلاء المكذبون المعرضون المؤذون لك فسيعلمون عند ذلك كيف العذاب. وقيل بني مراد حتى حين المراد به حتى يوم القيامة. وحينما تقوم القيامة يعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. وقال بعضهم بل المراد به آآ غزوة بدر الكبرى فمتعهم متع هؤلاء الكفار كفار قريش الذين يعاندونك ويؤذونك ويحاجونك ويضيقون عليك انت ومن معك من اصحابك مهلهم وانتظر عليهم الى فترة من الفترات وهي غزوة بدر الكبرى وهي البطشة الكبرى التي اعز الله فيها الاسلام واهله وهزم فيها الكفر واهله ولا يزال الاسلام ظاهرا منتشرا عاليا بعد غزوة بدر. وقال ابن كثير كلاما جميلا يجمع هذه الاقوال قال فتولى عنهم حتى حين اي اصبر على اذاهم لك وانتظر الى وقت مؤجل. وانتظر الى وقت اختم مؤجل فانا سنجعل لك العاقبة والنصرة والظفر ولهذا قال بعظهم غي ذلك الى يوم بدر وما بعدها ايضا في مع في معناها. وما بعد بدر في معناها. ثم قال جل وعلا وابصرهم فسوف يبصرون ابصرهم هنا يعني انظرهم. قال ابن جرير الطبري وانظرهم فسوف يرون ما يحل بهم من عقابنا. ونحوه قال ابن كثير اي انظرهم وارتقب ماذا يحل بهم من العذاب والنكال على مخالفتك وتكذيبك. ولهذا قال على وجه التهديد والوعيد فسوف يبصرون. فسوف يبصرون ذلك ويرونه بام اعينهم حينما يحل بهم العذاب. قال جل وعلا اف بعذابنا هذا استفهام انكاري وايضا متضمن للتوبيخ. لانهم انما يستأجرون بالعذاب لانهم مكذبون مكذبون انهم سيعذبون. او ان هناك عذاب او ان دين النبي صلى الله عليه وسلم هو الدين الحق. او ان ما عليه او ان ما هم عليه هو الباطل. فيقولون هذا الكلام من شدة تكذيبهم وافترائهم. قال جل وعلا اف بعذابنا ثم قال فاذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين. سيعلمون حينما ينزل بهم العذاب انزلوا بساحتهم اي بدارهم. ويحل بهم فسيعلمون عند ذلك كيف يكون العذاب؟ ولهذا قال فساء صباح المنذرين. قال ابن كثير فاذا نزل بمحلتهم يعني وديارهم وارضهم فبئس ذلك اليوم يومهم باهلاكهم ودمارهم قال فاذا نزل بساحتهم اي بدارهم فساء صباح المنذرين اي فبئس ما يصبحون بئس احوا صباحهم. بئس الصباح صباحهم. وهذا دليل والله اعلم على ان قوله فمتعناهم فتولى عنهم حتى حين حتى حين ان ذلك بالدنيا. ويرشح ان يكون ان او يوم بدر وعقوبة عاجلة. لانه قال فساء صباح المنذرين. وهذا في الدنيا الصباح والمساء وحلول وهذا الوقت وقد حصل هذا. ثم اورد ابن كثير الحديث الذي رواه البخاري من حديث انس قال صبح رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اهل خيبر يوم خيبر. صباحا مع طلوع الشمس وكانوا قد خرجوا بمكاتلهم وفؤوس ومساحيهم يريدون يذهبون الى زروعهم الى بساتينهم. فلما رأوا النبي صلى الله عليه واله وسلم قالوا محمد والله. محمد والخميس. والخميس الجيش. يعني هذا محمد وجيشه فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم الله اكبر انا اذا نزلنا بساحة قوم فساء صباحكم المنذرين لانه يشير الى تفسير هذه الاية. قال جل وعلا وتولى عنهم حتى حين اي وهي بمعنى مضى اعرض عنهم حتى حين وقت وليس ببعيد هذا الوقت وسترى النصرة وهذا كما ذكرنا انه لا ينبغي للانسان ان ان يستبطئ نصرة الله له وتفريج الله عنه. وحل كربته لا تستبطئ. الله قال للنبي صلى الله عليه وسلم عنهم حتى حين اي اعرض واصبر. اثبت على دينك واصبر واعرض عنهم. حتى حين وسترى ذلك. وهذا هو الذي حصل يعني يخرجونه من مكة متخفيا منهم خائفا منهم حتى انه بقي في الغار ثلاثة ايام. وبعد ثمان سنوات يدخل مكة فاتحا وتدخل مكة كلها في دين الله عز وجل. ثمان سنوات فقط. لا تستعجل. ما دمت على الحق وما دمت مستمرا على طاعة الله وتدعو الله وترجوه لا تستبطع النتائج انت على خير انت على خير ووعد الله قادم بلا شك. قال جل وعلا وابصر فسوف يبصرون. وتولى حتى حين وابصر فسوف يبصرون وهذا تأكيد. تأكيد للكلام الماضي وهذا دليل على ان القرآن فيه تأكيد. فيه تأكيد وان كان الاكثر في القرآن التأسيس. ومعنى التأسيس هو الاتيان بمعنى جديد. ولن قد يرد احيانا بمعنى التوكيد يرد هذا وان كان الاعم الاغلب انه على التأسيس. ولهذا يقول علماء التفسير اذا معنى الاية بين التأسيس والتأكيد فالاصل حمله على التأسيس. الاصل حمله على معنى جديدا. قال جل وعلا سبحان ربك رب العزة عما يصفون. سبح نفسه ونزه نفسه لان التسبيح والتنزيه والتبرئة لله جل وعلا عن كل نقص وعيب. مع التعظيم والحب له والذل له جل وعلا هذا هو معنى التسبيح. فالله سبح نفسه لانه المنزه عن كل عيب ونقص. لانه مر معنا في الايات التي مرت انهم زعموا له الولد وزعموا الملائكة بنات الله. وقالوا ان بينه وبين الجنة نسبا. الى غير ذلك من الافتراءات ضلالات فنزه نفسه بانه الكامل جل وعلا. المنزه عن كل عيب ونقص. قال جل وعلا سبحان ربك رب العزة عما يصفون. فهو رب العزة والعزة هي القوة والبطش. كما قاله الطبري قال رب العزة رب القوة والبطش جل وعلا. عما يصفون عن الذين يصفونه ويقولونه وهذا دليل انه كذب وافتراء. وزعم باطل ثم قال جل وعلا وسلام على المرسلين. سلام على المرسلين. سلم على المرسلين. لسلامتهم فيما يأتون به. ولسلامة قولهم ولسلامة دعوتهم قال الحافظ ابن كثير في تفسيره اي سلام عليهم في الدنيا والاخرة سلامة ما قالوه في ربهم وصحته وحقيته. ولهذا من السنة اذا ذكر اذا ذكر الرسل ان يصلي ويسلم عليهم. العبد الانسان اذا جاء ذكر الانبياء تصلي وتسلم عليهم ولو اقتصرت على السلام كفى ولكن جاء في حديث آآ رواه ابن جرير وابو يعلى وعبد الرزاق وغيرهم بسند صحيح كما يقول الالباني رحمه الله من حديث ابي هريرة قال النبي صلى الله عليه واله وسلم صلوا على انبياء الله ورسله. فان الله بعثهم كما بعثني بعض الالفاظ صلوا على انبياء الله ورسله اذا ذكروا فان الله ارسلهم كما ارسلني او بعثهم كما بعثني او كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم. ولهذا الله سلم عليهم وسلام على المرسلين. قال جل وعلا والحمد لله رب حمد نفسه لانه المحمود على كل حال. فكل افعالي واقواله كلها واحكامي كلها يحمد عليها لانها في غاية الكمال قال ابن كثير اي له الحمد والحمد لله رب العالمين اي له الحمد في الاولى والاخرة في كل حال. ولما كان التسبيح يتضمن التنزيه والتبرئة من النقص دلالة مطابقة ويستلزم اثبات الكمال كما ان الحمد يدل على اثبات صفات الكمال مطابقة ويستلزم التنبيه ويستلزم التنزيه من النقص قرن بينهما في هذا الموضع وفي مواضع كثيرة. من القرآن نعم يعني هذه فائدة انه قرن بين التسبيح والتحميد لان التسبيح يدل على التنزيه والتبرئة لله عن كل نقص. والحمد يدل على اثبات الكمال. لكن لو ذكر التنزيه وحده فهو يدل على التبرئة من النقص والعيب ويتضمن اثبات الكمال. والحمد يتضمن اثبات الكمال ويستلزم ايضا التنزيه عن النقص. فجمع بينهما لبيان كماله سبحانه وتعالى وعظمته وتبرئته عن كل نقص وانه المحمود على كل حال في كل ما يقول ويفعل ويشرع الاحكام. نعم