بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك. اما بعد فهذه متابعة في سلسلة ماذا يسع المسلم جهله في حلقتها الثالثة بعد المئة موضوع هذه الحلقة الجماعة رحمة والفرقة عذاب الجماعة رحمة والفرقة عذاب نعم نؤمن بان الجماعة رحمة وان الفرقة عذاب وان الله ورسوله امر بالجماعة والائتلاف ونهي عن الفرقة والاختلاف امر بالتعاون على البر والتقوى ونهي عن التعاون على الاثم والعدوان لقد روى الامام احمد والطبراني والبيهقي بسند صحيح من حديث النعمان ابن ابن بشير ان النبي صلى الله اخو سلم قال الجماعة رحمة والفرقة عذاب يشير الى هذا المعنى قول الله جل جلاله ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم. ففي الاتفاق رحمة وفي الافتراق عذاب ابن عباس يقول في التعليق على هذه الاية هما فريقان يرحم فلا يختلف ولا يرحم فيختلف الناس اذا متفقون او غير راحمين متفرقون وهكذا توحي الايات القرآنية واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه اصبر نفسك مع جماعة محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم فانت مع الجماعة افضل واكثر استجلابا واستحقاقا لرحمة الله سبحانه وتعالى سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض او كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله من كان فردا منعزلا عن الجماعة قاسيا مع من يتسابق ومع من يتنافس. من سره بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فان الشيطان مع الفز وهو من الاثنين ابعد. انما يأكل الذئب من الغنم القاسية ان الصلاة في جماعة الحج في جماعة صيام مع الجماعة كل هذا ارجى لرحمة الله سبحانه وتعالى وارجل القبول من الانفراد خلف الصف ومن الانفراد دون لكي لا يكون القاصي التي يأكلها الذئب في حديث جابر عند البخاري عندما نزل قول الله تعالى قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض عندما نزل قوله تعالى ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم. قال النبي صلى الله عليه وسلم اعوذ بوجهك. او من تحت قال اعوذ بوجهك او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعضا. قال هذا اهون او هذا ايسر قد يقع اختلاف في الاراء لكن ليس هذا هو المحذور. المحذور ان يفضي الى التفرق المذموم. ان يمضي الى اختلاف القلوب وتنافرها وتدابرها وقع وسوف يقع لا محالة قدر من الاختلاف بين النازرين لو اراد ربك ان ينزل القرآن وان ينطق نبيه بالسنة على نحو لا يحتملان في الفهم الا وجها واحدا ما اعجزه ذلك لكن الله جل وعلا اراد ان يكون من نصوص الوحيين ما هو محكم قطعي يجتمع حوله المسلمون. ومن نصوصهما ما هو متشابه ظني حمال للتأويل وللتوجيه يمثل دائرة المرونة والتوسعة في هذه الشريعة المطهرة فسوف يقع الاختلاف في الفروع لا محالة فهذا لا سبيل الى حسبه ولا سبيل الى قطعه بالكلية. انما المطلوب والواجب مع وجوده ان يحرص الناس على ائتلاف قلوبهم ان يحرص الناس على صلاح ذات بينهم. الا يؤدي بهم هذا الاختلاف الفروعي الجزئي اذا تنافر تدابر الاختلاف في الاحكام اكثر من ان ينحصر. ولو كان كل ما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا وتدابرا لم يبقى فان اهل الايمان اخوة ولا عصمة قط يونس الصدفي احد آآ تلامزة الامام الشافعي رحمه الله آآ نعم يقول ما رأيت اعقل من الشافعي نظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ثم لقيني فاخذ بيدي فقال يا ابا موسى الا يستقيم ان نكون اخوانا وان لم نتفق في مسألة يا ابا موسى الا يستقيم ان نكون اخوانا وان لم نتفق في مسألة الامام الذهبي يعلق على هذه الحادثة فيقول هذا يدل على كمال عقل هذا الامام وفقه نفسه فما زال النظراء يختلفون يعني ولقد حفز هذا الموقف يونس لشيخه واستازه الامام الشافعي يعني حتى قال آآ يقول ابو عبيد ما رأيت اعقل من الشافعي حتى لو جمعت امة لوسعهم عقله ما رأيت اعقل من الشافعي. لو جمعت امة لوسعت لوسعهم عقله القاعدة اذا ان المسائل الاجتهادية لا ينبغي ان تؤدي الى تفرق وتدابر يتحدث الناس فيها بالبينات وبالحجج العلمية من ظهر له رجحان احد القولين عمل به. ولكنه لا ينكر على من ظهر له رجحان القول الاخر آآ ابن قدامة رحمه الله يقول لا ينبغي لاحد ان ينكر على غيره العمل بغير مذهبه فانه لا انكار في المجتهدات الامام الزرقشي رحمه الله يقول اعلم ان الله لم ينصب على جميع الاحكام الشرعية ادلة قاطعة. بل جعلها ظنية قصدا للتوسيع على المكلفين. لان لا ينحصروا في مذهب واحد لقيام الدليل القاطع يعني وين ؟ لم تتجه ارادة السلف عبر القرون الى حسمه وقطع الذريعة اليه بالكلية. انما كان اعتناؤهم اكثر باحياء فقه الاختلاف وادب الخلاف. وان يتعلم الناس كيف يسعهم ما وسع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن جاء بعدهم من ائمة الدين ومن لم يسعه وسعهم فلا اوسع الله عليه ثلاثة من خلفاء بني العباس ابو جعفر المنصور وابنه المهدي وحفيده هارون الرشيد ثلاثة من الخلفاء عرضوا على الامام مالك ان يجعل من كتابه الموطأ المرجع الاعلى للدولة الاسلامية لدولة الخلافة كلها ثلاثة من الخلفاء لكنه ابى عليهم ذلك. وكان يقول لا تفعل هذا يا امير المؤمنين فان الناس قد سبقت اليهم اقاويل وسمعوا احاديث وروايات واخذ كل قوم منهم بما سبق اليهم وعملوا به ودانوا به وان ردهم عما اعتقدوه شديد فدعا الناس وما هم عليه وما اختار اهل كل بلد منهم لانفسهم يقول الخليفة هارون الرشيد لعمري لو طاوعني على ذلك لامرت به والحافز ابن كثير يعلق يعلق فيقول وكان هذا من تمام عقله وعلمه وعدله واتصافه بالانصاف. كان عمر ابن عبدالعزيز يقول ما يسرني ان اصحاب رسول الله لم يختلفوا؟ لانهم ان اجتمعوا على قول فمن خالفهم كان ضالا. وان اختلفوا فاخذ رجل بقول هذا بقول هذا كان في الامر سعة كان في الامر سعة اذا لزوم الجماعة يشير قول النبي صلى الله عليه وسلم ان اهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة. اهل الكتابين اليهود والنصارى. وان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة. يعني الاهواء كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة. وعندما سئل الجماعة وصفها بقوله من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي والجماعة بمعنى الاستقامة على الحق وبمعنى ملازمة الحق وان كان المتمسكون به قلة وان كان الثابتون عليه من القلة والندرة اذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل ان تفسد وان كنت حينئذ احضرك لو بقي على عهد الله وميثاقه رجل واحد او امرأة واحدة لكلفه الله او لكلفها الله. بالاستقامة على هذا الحق ولا يضرها من خالفها ولا يسوغ لها ان تخرج عن الحق لو تبرجت النساء جميعا لو كشفت النساء جميعا ما امرها الله بستره وبقيت على امر الله امرأة واحدة على ميثاق وعهد امرأة واحدة لبقيت مكلفة ومخاطبة من قبل الله عز وجل ان تستقيم على امر الله عز وجل من ستر العورات والا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها. وان يضربن بخمرهن على جيوبهن اسلك طريق الهدى لا توحشنك قلة السالكين واحذر طريق الغواية لا يغرينك به كثرة الهالكين ازا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل ان تفسد وان كنت حينئذ وحدك الناس الان يتداعون في معظم بلاد المسلمين الى اباحة فوائد البنوك وهي الربا الجاهلي القطعي الذي تنزل القرآن ابتداء في تحريمه. وبقي على عهد الله وميثاقه رجل واحد على تحريم هذه الفوائد على تحريم هذه الفوائد لكان مكلفا بالاستقامة على امر الله جل وعلا وبالثبات على هذا وبالدفاع عنه حتى يلقى الله عز وجل ثابتا غير مبدل وغير مغير غير مبدل وغير مغير الجماعة بمعنى اه ملازمة القائم على الامر ملازمة ولي الامر القائم وعدم الخروج عليه في غير معصية الله عز وجل هذا معلم من معالم الرشد والاستقامة من كره من اميره شيئا فليصبر عليه. فانه ليس احد من من الناس خرج من السلطان شبرا فمات عليه الا مات ميتة جاهلية لكن هذا لا يعني ان تصدقه على كذبه ان تعينه على ظلمه ان تشايعه على باطله في مرحلة وسطى ما بين اشهار الصيف واعلان التمرد والخروج. وما قد افضي اليه من الفتنة واراقة الدماء وما بين مشايعة المبطلين على باطلهم ومناصرة الظالمين على ظلمهم. والركون اليهم. وقد قال تعالى ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون. آآ في حديث اخرجه مسلم ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الا كان له من امتي حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بامره. ثم انها تخلف من بعدهم خلوف. يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن. ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل جهاد باليد لا يكون الا لمستطيع التغيير من غير منازعة ومن غير ان تترتب على تغييره فتنة اعظم من الفتنة التي خرج لانكارها والاحتساب عليها الحديث الاخر نعم خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن في تسعة خمسة واربعة احد العددين من العرب والاخر من العجب. فقال اسمعوا هل سمعتم يعني هل علمتم انه سيكون بعدي فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم واعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وانا منه وهو وارد علي الحوض هذه مرحلة وسطى وفيها السلامة والمخرج من الفتنة وفيها العصمة وفيها النجاة باذن الله عز وجل ان تنتصر للحق ان تنتصر للاتباع وان تنتصر للاجتماع فهذا التوازن بين واجب الاتباع وواجب الاجتماع هو المخرج من الفتنة. اذا لهمت الامور اسأل الله سبحانه ان يأخذ بنواصينا لما يحب ويرضى ان يحملنا واياكم في احمد الامور عنده واجمله عاقبة يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه. اللهم امين. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك