بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته حياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الرابعة عشرة من محاضرات تفسير سورة فصل مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ان الذين كفروا بالذكر الذكر هو القرآن الكريم ووصف هذا القرآن بانه كتاب عزيز منيع الجناب لا يرام ان يأتي احد بمثله. قل ان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين فهذه الاية الكريمة تتحدث عن الملحدين الذين سبق الحديث عنهم في الاية التي قبلها ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا الملحدون الذين جحدوا هذا القرآن وكذبوا به حين جاءهم ثم وصف الذئب وصف الذكر بقوله وانه لكتاب عزيز عزيز عن ان يعارض او ان يطعن فيه الطاعنون منيع عن كل عيب محمي بحماية الله عز وجل ليس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ليس للبطلان اليه من سبيل. لانه منزل من رب العالمين تنزيل من حكيم حميد حكيم في اقواله حكيم في افعاله محمود في جميع ما يأمر به. وينهى عنه محمودة عواقبه محمودة غاياته ليس للبطلان اليه من سبيل لا تكذبه الكتب السابقة عليه كالتوراة والانجيل ولا يأتي من بعده كتاب يكذبه محفوظ من ان ينقص منه سيأتيه الباطل من بين من بين يديه او يزاد فيه فيأتيه الباطل من خلفه. كل هذه اقوال مأثورة عن السلف وصفوة القول ان الباطل لا يتطرق اليه لا يجد لديه لا يجد لديه سبيلا من جهة من الجهات حتى يصل اليه. فكل ما فيه حق وصدق وليس فيه ابدا ما لا يطابق الواقع لان حديث القرآن عن الكون حديث الخالق عن خلقه الا يعلم من خلق ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. سنريهم اياتنا الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اولم يكفي بربك انه على كل شيء شهيد؟ تنزيل من حكيم حميد. تنزيل من عند الله عز وجل للحكمة بتدبير شؤون عباده المحمود على ما افتى اليهم من النعم التي منها بل اجلها تنزيل هذا الكتاب اكرم بقوم اكرموا القرآن وهبوا له الارواح والابدان قوم قد اختار الاله قلوبهم لتصير من غرس الهدى بستانا زرعت حروف النور بين شفاههم. فتضوعت مسكا يفيض بيانا رفعوا كتاب الله فوق رؤوسهم ليكون نورا في الظلام فكانا سبحان من وهب الاجور لاهلها وهدى القلوب وعلم الانسان اقرأوا هذا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه. يا قارئ القرآن داوي قلوبنا بتلاوة تزدان بالتجويد. اقرأ وامتنا ترقع ثوبها بالوهم تخفض رأسها اليهودي. اقرأ فامتنا تعيش على الربا. تنسى عقاب الخالق المعبود اقرأ لينجلي الظلام عن الربا. وليسمع الغافي زواجر هودي اقرأ لينجلي عن الذي خمسة اسيرة خاذل وصدود ثم قال تعالى ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك ان ربك لذو مغفرة وذو عقاب اليم ما يقال لك من التكذيب الا كما قد قيل للرسل من قبل. فكما كذبت كذب كذبوا ان كزبوك فقد كذبت رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير لست بدعا من الرسل لست اول من كذب. لست اول من اوذي تسلية من الله لنبيه صلى الله عليه واله وسلم. فاصبر كما اولو العزم من الرسل اصبر انت على اذى قومك لهم لك كما صبروا هم على اذى اقوامهم لهم. فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون وان ربك لذو مغفرة للناس على اي المغفرة لمن تاب اليه وذو عقاب اليم لمن استمر على كفره وطغيانه وعناده وشقاقه ومخالفته يبقى ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك بعد ان هدد الملحدين في اياته صلى رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يصيبه من اذى المشركين وطعنهم في كتابه وحثه على الصبر والا يضيق صدره بما حكاه عنهم من نحو قولهم. وقالوا قلوبنا في اكنة مما تدعون اليه. وفي اذاننا فقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل اننا عاملون كما قاله اولئك الكفار في شأنه وشأن ما انزل اليه من القرآن لا يعلو شأن ما قاله امثالهم من الامم السابقة تشابهت قلوبهم كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون اتواصوا به بل هم قوم طاغون تواصوا به بل هم قوم طاغون ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك. وقد يكون المعنى ما يقال لك من التوحيد واخلاص العبادة لله الا ما قد قيل للرسل الا ما قد قيل للروس من قبل فان الشرائع كلها متفقة على ذلك. وان اختلفت في غير هذا تبعا للزمان والمكان وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة الانبياء اخوة لعلات امهاتهم شتى ودينهم واحد اما ان يكون المقصود لقد كذب الرسل من قبلك كما كذبت فاصبر كما صبروا او ان يكون المقصود ان دعوتك الى التوحيد امتداد لدعوة من سبقك من الانبياء والمرسلين فهذا هو المشترك الايماني العام بين الكتب السماوية جميعا وبين انبياء الله جميعا. ضمنه الله كل كتاب انزله وبعث الله به كل نبي ارسله ان ربك لذو مغفرة وذو عقاب اليم. مغفرة للتائبين اليه من ذنوبهم بالصفح عنهم. وذو عقاب اليم لمن اصر على كفره ومات على ذلك قبل التوبة وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا يرى احدهم الموت قال اني تبت الان. وللذين يموتون وهم كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما فلما رأوا بأسنا قالوا امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمان لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون والقرآن دائما ما يقرن. الحديث عن المغفرة بالحديث بالعقاب ليظل العبد بين الخوف والرجاء. نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم. وان عذابي هو العذاب الاليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله الا هو اليه المصير وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم الله جل وعلا يغفر للناس على ظلمه. والله ايضا شديد العقاب اللهم اختم لنا بالباقيات الصالحات اعمالنا اللهم انا نسألك بانا نشهد انك انت الله لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. ان تغفر ذنوبنا وان تستر عيوبنا وان تختم لنا بالباقيات الصالحات اعمالنا وان تصلح لنا في ذرياتنا انا تبنا اليك وانا من المسلمين وان تغفر لنا ولوالدينا ووالديهم واصحاب الحقوق علينا اجمعين. اللهم امين. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله اله وصحبه وسلم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك