بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا. معاني المحاضرة الخامسة عشرة من محاضرات تفسير سورة فصلت مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولو جعلناه قرآنا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته ااعجمي وعربي قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد لما ذكر الله جل جلاله القرآن بلاغته احكامه وفصاحته ومع هذا كذب به المشركون لم يؤمنوا به لم يكن تكذيبهم به الا كفر عناد وتعنت لولا فصلت اياته اعجمي وهو عربي لو ان الله جل جلاله انزل القرآن بلغة اخرى بلغة الروم لغة الفرس بلغة الالمان مثلا ممكن يقولوا طب كيف نفهمه ان لنا ان نفهمه وقد انزل علينا بغير لغتنا بلسان غير لساننا ها هو قد انزل عليكم بلسانكم على رسول منكم اكان للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم ان انذر الناس وبشر الذين امنوا جاء القرآن بلغتكم بلسانكم على رسول منكم تعرفونه تعرفون مدخله ومخرجه وقد لبث في عمرا من قبله ومع هذا تكذبون وتعاندون وفيه من دلائل الاعجاز ما يحمل النفوس السوية على الاذعان له والايمان به. ما من نبي من الانبياء الا واوتي من الايات ما على امن الناس وقد كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي واني لارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة يعني جاءكم بلسان عربي لم تؤمنوا. ولو جاء بلسان اعجمي لقلتم ان لنا ان نفهمه وهو بغير لساننا سبحان الله! ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله. ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون لقد قال الله لنبيه افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. ولو شاء ربك لهدى الناس جميعا ولو شاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك ايضا قال تعالى في اية اخرى ولو نزلناه على بعض الاعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين. اللي قاعدين من هنا يعني حيوانات لو ان زهد القرآن على خيل على بعير وتكلم به وكان كلامه معجزة امامهم ما امنوا به ايضا لان القلوب التي جبلت على العناد النفوس التي جبدت على الشقاق التي لم تسبق لها من الله الحسنى مهما حشر لهم من الايات ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله لولا فصلت اياته ااعجمي وعربي؟ نعم اي لو جعلنا هذا القرآن الذي انزل اليك بلغة العجم لقل قومك من قريش هلا بينت ادلته وما فيه من حكم واحكام بلغة العرب حتى نفقهها ونعلم ما فيه وكانوا سيقولون اقرآن اعجمي ولسان المرسل اليهم عربي فلو نزل بلسان اعجمي لقالوا هلا بينته باللسان الذي نفهمه كيف يكون الكلام اعجميا والمرسل اليهم عرب خلص والحمد لله الذي انزل القرآن بهذه اللغة الجميلة ملكة جمال اللغات كما يقولون والله جل وعلا اختار هذه اللغة لكي تحمل هذا الكتاب المعجزة الخالدة الذي جعله الله منهج حياة للناس لقيام الساعة. وقد وصف القرآن في اكثر من موضع في كتابه بانه كتاب عربي في نحو عشرة مواضع يعني كقول الله تعالى ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون في مطلع صوت يوسف انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. في سورة طه وكذلك انزلناه قرآنا عربيا شرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون او يحدث لهم ذكرا. سورة الشورى وكذلك اوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذره ام القرى ومن حولها. سورة الشعراء نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي ورحمة الله على حافظ ابراهيم. اذ يقول في قصيدته عن اللغة العربية وسعت كتاب الله لفظا وغاية وما ضقت عن اين به وعظاتي؟ فكيف اضيق اليوم عن وصف الة وتنسيق اسماء لمخترعات انا البحر في احشائه الدر كامن فهل سائل الغواص عن صدفاتي؟ شيخ الاسلام ابن تيمية يقول اللسان العربي شعار الاسلام واهواه واهله الشافعي رحمه الله يقول ولسان العرب اوسع الالسنة مذهبا واكثرها الفاظا ولا نعلم تحيط بجميع علمه انسان غير نبي قل هو للذين امنوا هدى وشفاء. يعني قل يا محمد ان هذا القرآن لمن امن به هدى لقلبه وشفاء لما في الصدور من الشكوك والريب اما الذين لا يؤمنون في اذانهم وقر لا يفهمون ما فيه وهو عليهم عمى لا يهتدون الى ما فيه من البيان قول الله سبحانه وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا وبقوله تعالى اولئك ينادون من مكان بعيد ينادون من مكان بعيد. يبقى هون الذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقت هذا رد على قوله تعالى وقالوا قلوبنا في اكنة مما تدعون اليه وفي اذاننا وقروا من بيننا وبينك حجاب ان هذا القرآن للذين صدقوا بما جاءهم به من عند ربهم. هاد الى الحق شاف اللي ما في الصدور من ريب وشكوك جاء بلسانهم معجزا بينا في نفسه مبينا لغيره اولئك ينادون من مكان بعيد يقول ابن جرير الطبري معناه كأن من يخاطبه يناديهم من مكان بعيد لا يفهمون ما يقول هذا كقوله تعالى ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بماذا يسمع الا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون سم بكم عمي فهم لا يعقلون. فهؤلاء الذين ينادون من مكان بعيد الضحاك يقول يوم القيامة باشنع اسمائهم باشنع اسمائهم باشنع اسماعهم والفراء يقول تقول العرب بالرجل الذي لا يفهم كلامك انت ينادى من مكان بعيد ولثاقب الرأي انك لا تأخذ الامور من مكان قريب شبهت حال هؤلاء المكذبين في عدم فهمهم وانتفاعهم بما دعوا اليه في حال من ينادى من مسافة نائية لا يسمع الصوت ولا يفهم تفاصيله ولا معانيه ثم قال تعالى ولقد اتينا موسى الكتاب فاختلف فيه. ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم انهم لفي شك منه مريب نعم اختلف فيه فمن مصدق به ومن مكذب وهكذا شأن قومك معك فمن مصدق بكتابك ومن مكذب به فلا تأس على ما فعلوا معك اسلك سبيل اولي العزم من الرسل من قبلك. فقد اوذوا فصبروا حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله. حتى كان النصر حليفهم والتوفيق اليفهم. وكتب الله لهم الفلاح والفوز على اعدائه المشركين. وتمت كلمة ربك بحسنى عليهم واهلك الله اعدائهم من الظالمين ولقد اتينا موسى الكتاب فاختلف فيه اي كذب واوذي واصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولولا كلمة سبقت من ربك لقد سبقت كلمة ربك بتأخير الحساب الى يوم المعاد لقضي بينهم لعجالهم العذاب بلهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا وانهم لفي شك منه مريب ايما كانت تكذيبهم له عن بصيرة منهم بل كانوا شاكين فيما قالوه غير محققين لشيء كانوا فيه يبقى ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم لولا ما سبق من قضاء الله وحكمه فيهم. من تأخير عذابهم الى يوم القيامة كما قال تعالى بل الساعة موعدهم والساعة ادهى وامر وكقوله ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى. فاذا جاء اجلهم فان الله كان بعباده بصيرا لعجل الفصل بينهم فيما اختلفوا فيه. باهلاك المكذبين كما فعل ابن مكذب الامم السابقة ثم بينما يقتضي اهلاكهم بقوله وانهم لفي شك منه مريب. وان قومك لفي شك من امر القرآن موجب لقلقهم واضطرابهم وما كان تكذيبهم له عن بصيرة حين قالوا ما قالوا بل كانوا شاكين. غير محققين لشيء مما كانوا فيه. من عمل صالحا فلنفسه. ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد من عمل صالحا فلنفسه يعول نفع ذلك على نفسه. ومن اساء فعليها يرجع وبال ذلك عليه. وما بظلام للعبيد. لا يعاقب احدا الا بذنبه. ولا يعذب احدا الا بعد قيام الحجة عليه ارسال الرسول اليه فهؤلاء المكذبون ليسوا بدعا بين الامم في تكذيبهم بالقرآن ثم بين ان الجزاء من جنس العمل وان الله لا يظلم احدا من عمل صالحا في نفسه من عمل بطاعة الله في هذه الحياة يأتمر بامره وانتهى عما عما نهي عنه فلنفسه عمل لانه يجازى عليه الجزاء الذي هو اهل له فينجو من النار يدخل جنة النعيم ومن عصى الله فعلى نفسه جنى اكسبها سخط الله واليم عقابه وما ربك ايها الرسول بحامل عقوبة ذنب على غير مكتسبه؟ وما ربك بظلام للعبيد؟ ما ربك بمعاقب احد الا على جرم اكتسبه لم ينبأ بما في صحف موسى وابراهيم الذي وفى. الا تزر وازرة وزر اخرى. وان ليس للانسان انما سعى وان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء ليس ليس يا قوم ينتهي ليس يا قومي يستوي سعي بان ومن هدم سيقيم المفرطون غدا مأتم الندم ويقول الذي اطاع طوبى لمن خدم احبتي في الله نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات في هذه الحلقة على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة حتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته