الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ما لك يوم الدين. والصلاة والسلام على امام الاتقياء وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد يقول الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما ما رزقناهم ينفقون. والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون هذه الاية الكريمة التي معنا في هذه الحلقة هي قول الله عز وجل وبالاخرة هم يوقنون ربنا سبحانه وتعالى استفتح هذا القرآن العظيم بسورة الفاتحة. ونبه في سورة الفاتحة على مركزية الدار الاخرة في ايمان المؤمن وفي اول سورة البقرة التي تلي سورة الفاتحة قال الله عز وجل الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. ثم الله عز وجل اوصاف المتقين. فقال سبحانه وتعالى الذين يؤمنون بالغيب. ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون يمكننا ان نلاحظ في هذه الاية ان الله عز وجل قال والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والايمان بالاخرة يندرج في الايمان بما انزل الى النبي عليه الصلاة والسلام وما انزل قبل النبي صلى الله عليه واله وسلم ثم قال الله عز وجل وبالاخرة هم يوقنون. وبالاخرة هم يوقنون. يعني اهل الايمان موقنون بالاخرة طيب ما اهل الكتاب موقنون بالاخرة؟ يعني لما خص الله عز وجل في هذه الاية اهل الايمان وقصرها وقصرا الايمان بالاخرة على اهل الايمان من من من المسلمين ذكر الله عز وجل وبالاخرة هم يوقنون. يعني اهل الايمان يوقنون بالاخرة لان ايمان اهل الايمان بالاخرة انبني عليه عمل اهل الكتاب يوقنون بالاخرة صحيح. يوقنون بالموت. يوقنون بالبعث. يؤمنون بالجنة. يؤمنون بالنار. لكن ايمانهم بهذه الاشياء لا ينبني عليه عمل بخلاف المؤمن المؤمن ايمانه بالدار الاخرة ينبني عليه عمل. ايمانه بانه سيلقى الله عز وجل ينبني عليه عمل. ايمانه بان اعماله ستعرض يوم القيامة ينبني عليه عمل. ولزلك يقول الله سبحانه وتعالى ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا وقال الله عز وجل وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك فبنفسك اليوم عليك حسيبا. من اهتدى فانما يهتدي لنفسه. ومن ضل فانما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فربنا سبحانه وتعالى حين قال في هذه الاية وبالاخرة هم يوقنون. نبه على نوع خاص من انواع الايمان بالدار الاخرة وهو الايقان الذي يتلوه العمل. اذا علمت انك ستلقى الله سبحانه وتعالى. اذا علمت ان هناك جنة ان هناك نار ان هناك حساب ان هناك في الاخرة يعني اعمال تعرض يوم تبلى السرائر. اذا علمت هذه الامور التي تحدث في الدار الاخرة فان هذه الايمان يتلوه عمل. يتلوه عمل للجنة. يتلوه عمل للبعد عن النار. ولزلك قال الله سبحانه وتعالى عن عباد الرحمن الذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما. انها ساءت مستقرا ومقاما. ذكر الله عز وجل جل عنهم الاعمال الصالحة يقيمون الليل يصلون يتصدقون يفعلون الخير لانهم يوقنون بالاخرة مش مجرد معرفة. يعني الايمان بالاخرة ليس مجرد عمل معرفي. وانما هو عمل يتلوه انما هو ايمان يتلوه عمل. تصديق يتلوه عمل. ولذلك كان الايمان عند اهل السنة قول وعمل. يعني ليس مجرد ان الايمان معرفة فقط لا وانما يتلوه عمل. ولزلك قال الله سبحانه وتعالى وبالاخرة هم يوقنون. فايقانك فبالدار الاخرة وايمانك بالدار الاخرة يتلوه انك تعمل لهذه الاخرة. انك تعمل لانك ستلقى الله سبحانه وتعالى انك تعمل لكي تدخل الجنة. انك تعمل لكي تنجو من النار هذا هو حقيقة وبالاخرة هم يوقنون. الايمان بالاخرة هو كثير في القرآن الكريم. لا يكاد يعني لا يكاد لا تكاد صفحة من صفحات القرآن الكريم لا تكاد صفحة من صفحات القرآن الكريم تخلو من التنبيه على اهمية الايمان بالدار الاخرة. لان المؤمن الذي يؤمن بالدار الاخرة حياته ونظرته لحياته تختلف عن المؤمن الذي الذي لا يوقن اقصد هنا بالايمان كما قال الله تعالى وبالاخرة هم يوقنون. المؤمن المسلم الذي يستحضر الاخرة في مصير حياتي يختلف عن الموسم الذي لا يستحضر الاخرة في تفاصيل حياته لان تفاصيل هذه الحياة اذا استحضرت فيه الدار الاخرة يبقى الانسان مش لن يعمل عملا الا وهو ينظر الى اخرته ينظر الى مآل هذا العمل. مآل هذا العمل في الاخرة آآ ان كان خيرا فسيقدم عليه. وان كان شرا فسيبتعد عنه. حتى ولو كان كان العمل عمل دنيوي محض. يعني حتى ولو كان هذا العمل عمل متعلق بالدنيا فقط. فان مآل هذا العمل هو الذي سيحدد. هل تعمل هذا العمل اولى. النبي عليه الصلاة والسلام لما ذكر حتى في اعمال المسلم العادية في طعامه وشرابه في سعيه على اهله. ذكر النبي عليه الصلاة والسلام تعلق تعلق هذه الاعمال بالدار الاخرة. يبقى هو هو حتى بيعمل عمل دنيوي فهو يستحضر في هذا العمل الدنيوي ما سيلقاه عند الله سبحانه تعال. النبي عليه الصلاة والسلام قال واللقمة يضعها المرء في فيه امرأته صدقة. النبي عليه الصلاة والسلام زكر اعمال كثيرة. قد يظن الناس ان فالعمل لا تعلق له بالدار الاخرة. لكن النبي صلى الله عليه وسلم نبه على اهمية ان يستحضر الانسان المؤمن المؤمن ان يستحضر الاخرة في تفاصيل حياته كلها. ولذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يكثر من تذكير اصحابه بالدار الاخرة. ويكثر من تذكير لاصحابه بما سيقبلون عليه يوم القيامة. ليه؟ او لماذا؟ لكي يحققوا هذه الاية. وبالاخرة هم يوقنون مع ان اهل الكتاب بيؤمنوا بالاخرة. لكن ايقان المؤمن بالاخرة ايقان خاص. هو ايقان يتلوه عمل. هو اعتقاد تتبعه انفعال لهذه الجوارح للايمان بالدار الاخرة. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من اصحاب هذه الاية اخرتي هم يوقنون. وصلى الله على نبينا محمد واله والحمد لله رب العالمين