الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. والصلاة والسلام على امام الاتقياء وسيد المرسلين. نبينا محمد محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد سورة البقرة في جزئها الثاني ذكرنا ان سورة البقرة على طولها تتألف وحدتها من مقدمة واربعة مقاصد وخاتمة جاءت المقدمة في التعريف بشأن القرآن العظيم وبيان ان ما فيه من الهداية قد بلغ حدا من الوضوح لا يتردد فيه ذو قلب سليم وان المقصد الاول من السورة جاء في دعوة الناس كافة الى اعتناق الاسلام وان المقصد الثاني جاء في دعوة اهل الكتاب دعوة خاصة الى ترك باطلهم والدخول في هذا الدين الحق وان المقصد الثالث في عرض شرائع هذا الدين تفصيلا فاما المقصد الثالث وقد توقفنا عنده فجاء في خمس عشرة اية من الاية الثالثة والستين بعد المئة الى الاية السابعة والسبعين بعد المئة وجاء هذا المقصد عبر خطوات ثلاث الخطوة الاولى قرر القرآن وحدة الخالق المعبود والخطوة الثانية قرر القرآن وحدة الامر المطاع الخطوة الثالثة جاء كفهرس اجمالي للاوامر والطاعات المطلوبة الخطوة الاولى وحدة الخالق المعبود والهكم اله واحد لا اله الا هو اتدرون من هو انه ليس الكعبة. وليس الصفا والمروة. ليس ابراهيم ولا مقام ابراهيم. ولكنه الرحمن الرحيم الرحمن الرحيم الذي وسع كل شيء رحمة ونعمة. ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون والذي بيده القوة كلها والبأس كله لا يعذب عذابه احد. ولا يوثق وثاقه احد ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب الخطوة الثانية قررت سورة البقرة وحدة الامر المطاع وهي ركن عقيدة التوحيد في الاسلام وكما ان من اصل التوحيد الا تتخذ في عبادتك الها من دون الرحمن الذي بيده الخلق والرزق والضر والنفع فان من اصل التوحيد الا تجعل لغيره حكما في سائر تصرفاتك بل تعتقد ان لا حكم الا له. وان بيده وحده الامر والنهي والحلال ما احله الله وتعلم ان الحلال ما احله الله وان الحرام ما حرمه الله. ومن استحل حرامه او حرم حلاله فقد كفر يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين اما الخطوة الاخيرة فاجملت الشرائع الدينية فقد ذكرت سورة البقرة عدة شرائع بلغت بلغت قرابة اربعين حكما تشريعيا للمسلمين ذكرت في سورة البقرة وقد ذكرت سورة البقرة الصيام واحكامه. والدعاء وادابه والاعتكاف واحكامه ومراحل تشريع الجهاد وتفسيره احكام الحج والعمرة. وذكرت احكام الاسرة. فذكرت احكام الطلاق وعدة المطلقة والرضاعة والحضانة وذكرت التدرج في تشريع الخمر وذكرت احكام النذر واحكام الربا واحكام الدين وحل التجارة الى غير ذلك ذلك من الاحكام التي استعرضتها السورة الكريمة اما المقصد الرابع من مقاصد السورة فجاء في ست ومئة اية من الاية الثامنة والسبعين الى بعد المئة الى الاية الثالثة والثمانين بعد الى الاية الثالثة والثمانين بعد المئتين فبعد ارساء الاساس تكون اقامة البنيان وبعد الاطمئنان على سلامة الخارج يجيء دور البناء والانشاء في الداخل تم اصلاح العقيدة التي هي رح الدين وجوهره. فليبدأ تفصيل الشريعة التي هي مظهر الدين وهيكله ذكر الله سبحانه وتعالى في هذا القسم الصبر حين البأس والصبر في الضراء والصبر في البأساء فصل الله عز وجل احكام الحج وفصل الله سبحانه وتعالى توجيه النصح للمؤمنين بان يخلصوا انفسهم من شوائب الهوى ويستسلموا بكليتهم لاوامر الله دون تفريق بين بعضها وبعض محذرة اياهم من الزلل عنها بعد ان هدوا اليها ووقفوا عليها اجملت الاية البر وفصلته ايضا وفصلت الاية الشؤون الاسرية فصلت السورة الشؤون الاسرية المتشابكة ذكرت السورة احكام النكاح والطلاق وجاءت في ثنايا هذه السورة او في ثنايا هذه الاحكام حافظوا على الصلوات صلاة الوسطى قوموا لله قانتين يبين الله سبحانه وتعالى ان المحافظة على الصلاة يحفظ على الانسان دينه ويحفظ عليه عقيدته ويحفظ عليه ايمانه في هذه السورة ذكر الله عز وجل ان خوف الموت لابد ان يعلم الانسان ان الذي يطلب الموت قد توهب له الحياة الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا هكذا ابعدت المخاوف كلها عن قلوب المجاهدين بعد ان زودت ارواحهم بزاد التقوى واصبحوا على استعداد نفسي كامل لتلقي الاوامر العليا فليصدر اليه الامر صريحا بالجهاد في سبيل الله باموالهم وانفسهم. والجهاد كما نعرف جهادان. جهاد بالنفس وجهاد بالمال. وليس الجهاد بالمال وقفا على شئون الحرب بل هو بذله في كل ما يرفه عن الامة. ويقوي شوكة الدولة ويحمي حمى الملة. ولقد اخذ الجهاد بالنفس من الدعوة في الاية الرابعة والاربعين بعد المائتين. ثم في ايات كثيرة اخرى جاء المقصد الاخير من مقاصد السورة في اية واحدة وهي الاية الرابعة والثمانون بعد المئتين في هذه الاية المباركة جاء النداء من الله عز وجل ليتناول حقائق الايمان وشرائع الاسلام قال الله تعالى وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله خاتمة السورة في خاتمة السورة كان مطلع السورة وعدا كريما لمن سيؤمن بها ويطيع امرها بانهم اهل الهدى واهل الفلاح السنا نترقب الان صدى هذا الوعد؟ بلى اننا ننتظر الان ان تحدثنا السورة. هل امن بها احد وهل اتبع هداها احد ثم ننتظر منها ان كان ذلك قد وقع ان تحدثنا عن جزاء من استمع واتبع وهكذا سيكون مقطع السورة بلاغا عن نجاح دعوتها. امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون وقالوا جمعنا واطعنا وفاء بوعدها لكل نفس بذلت وسعها في اتباعها. لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فتحا لباب الامل على مصراعيه امام هؤلاء المهتدين. فليبسطوا اذا اكفهم مبتهلين ربنا ربنا ربنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين يقول الله عز وجل كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث قد فعلت نسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدينا الى الطريق المستقيم وان يبصرنا بالقرآن العظيم وان يرزقنا فهمه وتلاوته اناء الليل واطراف النهار. وصلى الله على نبينا محمد واله. والحمد لله رب رب العالمين