السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم. اهلا وسهلا ومرحبا بطالبات العلم. في بيت اه تأهيل المصلحات اه ونحن في اول يوم من الشهر المبارك اه نجتمع فيه على تعلم كتاب الله تبارك وتعالى. اه نقف فيه على اه امر من اخص الامور التي تطلب من هذا كتاب العظيم. ولا احتاج ان اذكر بفضل تعلم هذا الكتاب فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه وتكلمت كثيرا معكن في كيف تنظر المؤمنة الى كتاب الله وان النظر الى كتاب الله تبارك وتعالى انه سبيل الهدى في هذه الحياة الدنيا. هو مما يجعل المؤمنة تتمسك بهذا الكتاب عظموا تعليم هذا الكتاب وذكرت لكن كثيرا هذا الحديث العظيم الذي ذكره عمر رضي الله عنه في الغد من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تشهد قبل ابي بكر الصديق آآ وقال كنت ارجو ان يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا. يعني حتى يكون اخرنا موتا ثم قال فان يك محمد قد مات فان الله قد جعل بين اظهركم نورا تهتدون به هدى الله به محمدا. وفي رواية فخذوا به تهتدوا فلابد ان ننظر الى هذا الكتاب العظيم انه اصل الهدى في الحياة الدنيا. وكل من طلب الهدى من غير هذا الكتاب لابد ان يضل الكتاب هو خير العلم واحسنه واحكمه واعلاه وانفعه واصدقه. وكذلك هو اكثره ثوابا. تكلمنا كثيرا عن اه آآ ابواب علم القرآن اه منه ما نطلب فيه اه الحديث عن اسم السورة اه عن حال النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول الايات تكلمنا عن امور كثيرة. لا اريد ان اكرر ما ذكرته قبل ذلك من مفاتيح دراسة السورة من القرآن ولكني اريد ان ادخل مباشرة في موضوع هذه السلسلة التي آآ اقترحتها المشرفة الكريمة وجزاها الله خيرا. ارادت ان نجتمع على شيء آآ في كتاب الله تبارك وتعالى في الشهر المبارك وانا في الواقع يعني في هذا الشهر آآ لا احب ان اكثر من الدروس او حتى تكون الدروس طويلة. ولكنها اقترحت ان نجتمع على شيء من كتاب الله. وجزاها الله خيرا فتحت لنا هذا الباب آآ نهتم اه باب من الابواب كنت اجلته كثيرا وهو ان نهتم بنبأ المرسلين في القرآن العظيم الله تبارك وتعالى آآ ذكر كثيرا في كتابه الكلام عن الانباء الله تبارك وتعالى قال وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. لا مبدل لكلماته فكلمات الله تامة صدقا وعدلا فهي صدق في الوعود والانباء كل نبأ في القرآن فهو حق وصدق سواء كان نبأ عن الله او عن خلق السماوات والارض او عن الملائكة او عن الجن او عن آآ لله او عن اتباعهم او عن الامم او عما سيأتي في اليوم الاخر او من الاحداث والوقائع كل ذلك حق وصدق. وكذلك كل وعد وعده الله فهو حق وصدق. فتمت كلمة ربك صدقا وعدلا هي صدق في الانباء والوعود. وعدل في التشريع والتقدير والقضاء وكذلك قال الله تبارك وتعالى لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى وقال الله عز وجل يقص الحق. وفي قراءة يقضي الحق. ولكن القراءة التي تناسب آآ هذا المجلس هي يقص الحق. يعني ان الله تبارك في كل ما قصه علينا فهو حق آآ كيف ننظر الى انباء الرسل او الى آآ القصص التي وردت في كتاب الله تبارك وتعالى الواقع انا اريد ان ابدأ من نقطة مهمة حتى تعقلها المؤمنة الكريمة اه وهي النظر الى هذه الانباء انها تعليم وتذكير وهدى وتثبيت وتسلية وموعظة. اذا نظرت الى تعليم الله تبارك وتعالى عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم سنجد ان كثيرا من هذا التعليم كان عن طريق انباء الرسل التي آآ يقصها الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم. فخلونا نقف مثلا مع موضع آآ لنتنبه لهذا الامر العظيم وهو تعليم الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وهدايته وتثبيته وتسليته وموعظة وتذكيره بمن سبقه من الانبياء والمرسلين قال الله تبارك وتعالى في اية كريمة بعدما قال وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات ممن نشاء ان ربك حكيم عليم. قال ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل. ومن ذريته داوود وسليمان وايوب ويوسف موسى وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين واسماعيل والياسع ويونس ولوطا. وكل من فضلنا على العالمين من ابائهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم. ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده. ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون اولئك الذين اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة. فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدي. اولئك الذين هدى الله بين الله تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ان اولئك الانبياء هم المصطفون الاخيار هم خير الناس علما وعملا وهم اهدى الناس. هم احسن الناس علما وعملا وتصرفا. وامر نبي له ان يقتدي بهم. وفي اية اخرى قال الله تبارك وتعالى وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين وفي اية ثالثة يقول له ولقد جاءك من نبأ المرسلين يصبره. وفي اية رابعة يقول له آآ فاصبر كما صبر اولي العزم من الرسل. يعني بدأت سورة الاحقاف قل ما كنت بدعا من الرسل. وختمت فاصبر كما صبر اولي العزم من وايات كثيرة الله تبارك وتعالى يأمر نبيه بان يذكر اولئك الانبياء وان يتعلم منهم. كما قال مثلا في سورة صاد السورة المباركة التي وصفت القرآن بانه الذكر صاد والقرآن ذي الذكر. يعني الذكر فيه اهم الامور التي ينبغي ان يذكرها الانسان. يعني ان يبقى ذاكرا له. بعدما ذكر الله تبارك وتعالى آآ ردود افعال المشركين وذكر اقوالهم انهم قالوا ساحر كذاب وقالوا آآ عن عن دعوة التوحيد ان هذا شيء عجاب قالوا او انزل عليه الذكر من بيننا؟ يعني كانوا يصغرون من شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم. الم يجد الله رسولا آآ الا آآ محمد وغير ذلك مما قالوه وكفروا بالبعث وكفروا بالقرآن. ماذا قال الله تبارك وتعالى لرسوله بعد هذه المقدمة اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الايد انه اواب. فامره ربه تبارك وتعالى ان يصبر هو ان يبقى ذاكرا. ونلاحظ ان كلمة اذكر هنا معناها يعني كن على ذكر. ليس معناها اذكر ذلك لقومك قد يأتي هذا في القرآن كما قال الله سبحانه وتعالى واتل عليهم نبأ ابراهيم واتل عليهم نبأ ابني ادم واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا او مثلا واضرب لهم مثلا اصحاب القرية او آآ واذكر في الكتاب مريم واذكر في الكتاب ابراهيم. لأ هنا قال له واذكر يعني يجب ان تبقى انت ذاكرا لانباء اولئك الانبياء الذين ساخصهم. وقص الله تبارك وتعالى قصة داود وابنه سليمان ثم قصة ايوب. ثم اجمالا عددا من الانبياء والمرسلين واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار الى اخر الايات. آآ اذا اذا نحن انتبهنا الى هذا الامر فسنجد ان الله تبارك وتعالى علم نبيه اما بالقول المباشر. الله تبارك وتعالى يأمر نبيه امرا مباشرا بالصبر او بالجهاد او آآ ان يأخذ العفو ويأمر بالعرف ونحو ذلك. او يأمره ويعلمه ويهديه ويصبره ويثبته عن طريق ما يقصه عليه من انباء المرسلين. وكان لذلك الاثر البالغ على آآ عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم. فمثلا في صحيح البخاري عن ابي وائل عن عبد الله بن مسعود لما كان يوم حنين اثر النبي صلى الله عليه وسلم اناسا في القسمة. فاعطى الاقرع بن حابس مائة من الابل واعطى عيينة يعني وعينا بنحس مثل ذلك. واعطى اناسا من اشراف العرب يعني كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألفهم على الاسلام. فاثرهم يومئذ في القسمة فقال رجل والله ان هذه القسمة ما عدل فيها. وما اريد بها وجه الله وقال عبدالله ابن ابن مسعود والله لاخبرن النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن مسعود فاتيته فاخبرته. فقال فمن اعدل اذا لم يعدل الله ورسوله. ثم قال رحم الله موسى قد اوذي باكثر من هذا فصبر فظهرت اثار هذا التعليم وهذا وهذا الهدى على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالله تبارك وتعالى علمه وهداه وذكره وبصره وآآ قواه وثبته ووعظه بما كان يقص عليه من انباء الرسل. اذا هذه اول نظرة اريد منك ان انت يعني تنظري بها الى الانباء التي ذكرت عن المرسلين او حتى عن آآ اتباعهم. طيب حتى ندخل في الحديث عن الرسل لابد ان نعلم ان الله تبارك وتعالى كل ما قصه يعني يتكلم عن خصائص انباء الرسل عموما انها حق وصدق. قال الله عز وجل ما كان حديثا يفترى اه وكذلك هي مختارة. فربنا سبحانه وتعالى لم يقصص علينا كل انباء الرسل. كثير من الرسل لم يقصصهم الله سبحانه وتعالى علينا وحتى الرسل والانبياء الذين اختارهم الله سبحانه وتعالى لم آآ لم يقص علينا كل آآ انبائهم وانما منها. ايضا هذه القصص موجزة ومتنوعة. آآ كل لفظة فيها لها اثر. وكذلك آآ هي ليست لمجرد التوثيق التاريخي وانما هي للعبرة لقد في قصصهم عبرة لقد كان في يوسف واخوته ايات للسائلين آآ ايضا آآ لابد ان ننظر الى هذه القصة او هذا النبأ وصلته آآ بالسورة التي ذكر فيها. آآ قد قد تأتي القصة في اكثر من موضع لكنها لا يمكن ان تتكرر لمجرد التكرار كما يظن بعض الناس. حتى لو جاءت القصة بنفس الطريقة كما يظن بعض الناس فلابد ان يكون لذكرها في هذا الموضع آآ بهذا الاسلوب لابد ان يكون له اثر مخالف او على اقل غير مطابق ما ذكر في السورة الاخرى. مثلا سحرت فرعون ذكروا في سورة يونس وفي سورة الشعراء وفي سورة طه وفي سورة الاعراف وفي كل موضع يراد من ذكر هذه القصة امور آآ اه اه يعني لا تطابق السورة الاخرى كيف نتناول النبأ من انباء المرسلين؟ اولا ان نتدبر هذا النبأ وان نعرفه اصلا. يعني ان نعرف ما الذي حصل. نعرف القصة. ثانيا نعرف الرسائل المضمنة في هذا النبأ. لان هذه الانباء هي علم وعمل. يعني الله سبحانه وتعالى ينبئ نبيه صلى الله عليه وسلم واصحابه والمؤمنين من بعدهم بانباء ليأخذوا منها علما وعملا فلو احنا مثلا آآ حاولنا ان احنا نطوف يعني قليلا لان طبعا هذه الحلقة هي مقدمة غدا ان شاء الله سنبدأ في آآ الانباء التي سنتناولها بالمدارسة واستخراج ما فيها من العلم والعمل. لو ان مثلا نظرنا الى آآ آآ صلة وهذا مهم جدا اريد منك ان تركزي علي. صلة آآ ذكر النبأ المعين اقصد بالنبأ هنا مش القصة. اقصد الموقف او الحدث. يعني ربنا سبحانه وتعالى مثلا تكون القصة معروفة. يعني القصة موسى معروف قصة نوح قصة هود قصة لوط. قصة صالح. القصة معروفة لكن الله سبحانه وتعالى آآ يذكر نبأ معينا منها في محدد العلم بهذا النبأ والعلم بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه. قبل نزول هذا النبأ وبعده واثر هذا النبأ عليه هو اعظم ما اريده من هذه السلسلة فخلونا اه نأخز بعض الامثلة. لو انت نظرت مثلا الى ابن نوح عليه السلام ستجدين ان ابن نوح لم يذكر الا ففي موضع واحد في سورة هود لابد ان يكون لذكره في هذه السورة بعينها اثر. وهو باختصار ان هذه السورة نزلت اعداء آآ وفاة ابي طالب على الكفر والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان يود ان يسلم يريد ان ينقذه من النار. لكنه ابى وقال في اخر ما قال هو وعلى ملة عبدالمطلب فنزلت هذه السورة لتثبت قلب النبي صلى الله عليه وسلم فقد ابتلي نوح. آآ ليس بعمه ولكن بابنه. وذكر الله تبارك وتعالى المشهد الذي اخذ قرابة صفحة من السورة المباركة قصة عظيمة قال يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال الساوي الى جبل يعصمني من الماء الى اخر آآ ما ذكره الله سبحانه وتعالى عن نوح. قال ربي ان بني من اهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين. قال لا ينوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح وفي قراءة. انه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم. اني اعظك ان تكون من الجاهلين قال ربياني اعوذ بك ان اسألك ما ليس لي به علم والا تغفر لي وترحمني اكن من الخاسرين قص الله تبارك وتعالى هذا النبأ على رسوله صلى الله عليه وسلم ليتأسى بنوح في التسليم لحكم الله وقضائه. وليرضى به وليصبر وكان مما ختمت به السورة وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك لو اخذنا نبأ اخر مثلا لو نظرنا الى ذكر ابراهيم في سورة ابراهيم عليه السلام من اكثر من ذكروا في القرآن. ذكر في سورة العنكبوت وفي سورة النحل وفي سورة الحج وفي سورة الانعام. وهو في كل سورة من هذه السور يذكر لمقصد. طبعا ذكر في في ال عمران وفي غيرها لو نظرنا مثلا في سورة العنكبوت كمثال صورة العنكبوت تذكر خلاصة الفتن التي تعرض لها الصحابة. من اعظمها فتنة مجاهدة الاباء ابناءهم على الكفر وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم. طيب هذه فتنة. فتنة التعذيب. من الناس ما يقولوا امنا بالله فاذا اوذي في الله. طيب فتنة كذلك الكفار طب قالوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم. تمام؟ وغير ذلك من الفتن. كذلك امر الصحابة بالهجرة. جمعت كل هذه في قصة ابراهيم فابراهيم عليه السلام خالف اباه وقومه والقي في النار بسبب دعوته الى التوحيد. ثم هاجر الى ربه تبارك وتعالى. فالله تبارك وتعالى اتاه في الدنيا حسنة فكان ذكر هذه القصة اه وهذه الاحداث في سورة العنكبوت مناسبة جدا لما يحتاجه الصحابة في وقت نزول هذه السورة. كذلك اه ذكر ابراهيم في سورة النحل. سورة النعم التي تذكر كفر العرب بنعم الله. وتبين لهم ان اباكم الذي تنتسبون اليه كان شاكرا. لم يكن مثلكم ان ابراهيم كان امة قانتة لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لانعمه. فاذا اردت ان تنتسبوا لابيكم ابراهيم فلا بد ان تتأسوا به في شكره لنعم الله تبارك وتعالى في وفي اخلاصه. ولم يكن مشركا بالله تبارك وتعالى. وكذلك في سورة الحج وكذلك في سورة الانعام. لا اريد ان اطيل. فقط هي عريضة لنفتح هذه السلسلة باذن الله. لو نظرت مثلا انت الى ذكر هود في سورة الاعراف. كمثال من من الامثلة ماذا ذكره الله سبحانه وتعالى عن هود في سورة الاعراف؟ قال الله تبارك وتعالى والى عاد اخاهم هودا. قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. افلا تتقون. قال الملأ الذين كفروا من قومه انا لنراك في سفاهة وانا لنظنك من الكاذبين فهم اه سبوا هودا عليه السلام نسبوه الى السفاهة والى الكذب. طيب بماذا اجابهم؟ هل قاتلهم اه هود عليه السلام لا لم يقاتلهم ولكن ماذا قال لهم؟ قال يا قوم ليس بي سفاهة. ولكني رسول من رب العالمين. لماذا تستدعى هذه النقطة تحديدا عن هود في سورة الاعراف بينما مثلا في سورة هود الله تبارك وتعالى ذكر آآ كلاما غير هذا الكلام. ان هو قال آآ لما قال له قومه ما جئتنا ببينة وما نحن بتهريك الهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء قال اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دونه. فكيدوني جميعا ثم لا تنزرون اني توكلت على الله ربي وربكم. نلاحظ ان فرق بين الخطابين. لماذا؟ لان سورة الاعراف ختمت بامر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بان يصبر على جهل هؤلاء الكفار والمشركين. قال الله عز وجل خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. يعني من يجهل عليك من يسبك؟ من يشتمك؟ واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم فكان ما ذكر عن الانبياء الكرام عن رسل الله في السورة مناسب لما مناسبا لما ختمت به السورة. لو نظرنا مثلا الى آآ نبأ اخر سورة الاحزاب سورة الاحزاب سورة مدنية. نزلت في غزوة الخندق غزوة الاحزاب. لم يذكر فيها انباء. يعني آآ آآ لم يكد يذكر فيها انباء عن السابقين. لكن استدعي نبأ واحد. ما هو؟ قال الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا لا نكون كالذين اذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها. هذا هو الذي ذكر؟ نعم. لانه مناسب لهذه السورة التي نزلت تحرم اذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله. وكذلك ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة. وذكر كذلك الامر للصحابة الكرام آآ آآ في انهم لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم الى اخر الايات. فاذا نظرنا الى الى هذه الانباء التي تذكر في السورة لابد ان يكون لها صلة آآ بالسورة ولها اثر على رسول الله صلى الله عليه وسلم. طيب خلونا ناخد موقف اخر مثلا. قصة الخضر موسى عليه السلام هو اكثر من ذكر في القرآن من الانبياء والمرسلين. ذكر في سورة البقرة والنساء والمائدة والاعراف ويونس وهود وابراهيم ابراهيم والقصص والعنكبوت والشعراء وطه والكهف والاسراء آآ يعني والاحزاب وغافر سور كثيرة جدا لكن اذا نظرنا الى آآ سورة الكهف سنجد نبأ واحدا يخص قصته مع الخضر. لماذا؟ لان هذا مناسب لما نزلت به السورة تتحدث عن الفتن التي يمكن التي يبتلي الله تبارك وتعالى بها عباده منها فتنة الشباب. فتنة الملك فتنة المال. فتنة العلم. فذكرت هذه القصة لما قام موسى خطيبا في قومي وخطبهم يعني خطبة بليغة وموعظة عظيمة. اه فلما سئل من اعلم الناس؟ قال انا فعتب الله عليه اذ لم يرد العلم الى الله. فقال بلى ان عبدنا خضر وجاءت هذه القصة فرحل موسى اليه وتعلم وصبر عليه وعلمه الله تبارك وتعالى ان ما يعلمه من العلم هو شيء يسير جدا بالنسبة لعلم الله. وكان لهذه القصة اثر عظيم في هذه السورة المباركة. اذا نظرنا مثلا الى قصة داود. ذكر داوود في سورة صاد لماذا يذكر داوود في سورة صاد؟ ولماذا سورة صاد فيها ذكرى لاولي الالباب؟ بينما سورة الانبياء ذكرى للعابدين لا ينبغي ان تمر منك هذه الامور دون ان تقفي معها. يعني ماذا يتكرر كلمة ذكر وكلمة اولي الالباب في سورة صاد. بينما تتكرر اه كلمة العابدين او او ذكرى للعابدين. في سورة الانبياء مع كثيرا من الانبياء الذين ذكروا هنا ذكروا هناك يعني ذكر الله سبحانه وتعالى داود وسليمان وايوب وكذلك ذكرهم في سورة الانبياء وفي سورة صاد اذا نظرت الى ذكر داود عليه السلام ستجدين ان ذكره بعد قول المشركين انزل عليه الذكر من بيننا؟ يعني كيف يختار الله محمدا وليس ذا نسب يعني او ليس عظيما في قومه. وذكر الله قولهم في سورة الزخرف لولا نزل هذا القرآن الى رجل من القريتين عظيم. فقال الله اهم يقسمون رحمة ربك؟ ربك يخلق ما يشاء ويختار. والله اعلم حيث يجعل رسالته. فلما قال هذا القول الله تبارك وتعالى امر نبيه ان يكون على ذكر يعني ان يذكر وان يتذكر هو داوود. داوود كان شخصا لا ذكر له في قومه ولعلك تعرفين قصته كان شخصا عاديا يرعى الغنم لم يكن له اي شأن في قومه. فالله تبارك وتعالى اصطفاه واختاره ولما قتل جالوت اتاه الله الملك والحكمة. فالله تبارك وتعالى يعني يبين انه يختار والله تبارك وتعالى يفضل بعض الناس على بعض بحكمته تبارك وتعالى. فكان ذكر داوود مناسبا من هذه الجهة. والا فداوود ليس آآ مناسبا ذكره لحال النبي صلى الله عليه وسلم من جهة ان داود كان ملكا. اما النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ملكا. واضح فلابد ان ما هو موضع تذكير النبي صلى الله عليه وسلم بالرسول من رسل الله عز وجل. طيب ممكن ندخل مثلا في آآ موضع اخر ربنا سبحانه وتعالى في سورة القلم آآ على فكرة والله يعني الكلام اللي انا بقوله لك هو يعني مجرد اشارات ليست مرتبة وانما هي اشارات نفتح بها آآ دراستنا لهذه الانباء حتى نعرف ان الانباء كل نبأ ذكر في موضعه. والله تبارك وتعالى يفتح على عباده آآ يعلم وجه الصلة بين ذكر هذه الانباء وبين السورة. وبين حال النبي صلى الله عليه وسلم. فقد قد تجدينها ليست مرتبة. لاني لا اريد منها الترتيب وانما اقصد منها فقط ان نفتح هذه الابواب. اذا نظرنا مثلا الى آآ ذكر آآ ذي النون وهو يونس عليه السلام ذكر في سور كثيرة. في سورة الصافات وفي سورة الانبياء وفي آآ غيرها لكن في موضع مثلا في سورة القلم. قال الله تبارك وتعالى وهو يتكلم عن آآ ما يقوله الكفار عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم قال فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا تعلمون واملي لهم ان كيدي متين. ثم قال الله سبحانه وتعالى بعدما يعني ذكر كلامهم قال آآ واملي لهم ان كيدي متين ام تسألهم اجرا ومن مغرم مثقلون ام عندهم الغيب فهم يكتمون فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت اذ نادى وهو مكظوم لولا ان تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم فاجتباه ربه فجعله من الصالحين والله تبارك وتعالى نهى نبيه ان يكون في هذا في هذه الحال كذي النون وهو يونس عليه السلام. يعني يونس عليه السلام ذهب مغاضبا واستغفر ربه تبارك وتعالى وقال لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. فالله تبارك وتعالى امر نبيه ان يصبر كالصبر اولي العزم من الرسل والا يستعجل لهم. ونهاه هنا قال ولا تكن كصاحب الحوت. وهذا ليس نقصا في يونس عليه السلام. ولكن الله تبارك وتعالى امر نبيه يعني الا يغاضب او الا آآ يعني يجزع من هذا الذي فرضه الله سبحانه وتعالى عليه. فذكر يونس هنا عليه السلام كان مناسبا جدا. طبعا في في امثلة كثيرة جدا يعني اخشى ان احنا انا قلت ان الدرس يكون خمس دقائق يعني اقترب من نصف ساعة. ايضا ذكر مؤمن ال فرعون وذكر كأين من نبي قال زكر السحرة زكر مؤمن ال ياسين زكر ام موسى ذكر طالوت وجنوده الذي كانت آآ قصته تمهيدا لغزوة بدر وآآ تمهيدا لصبر الصحابة على القتال في سبيل الله. الذي اريد ان اقوله هنا ان انباء المرسلين اه ليست مجرد قصصا او سردا تاريخيا وانما هي تعليم وتذكير وهداية وتثبيت وتسلية وموعظة وكل مؤمنة اذا دخلت على هذه القصص وهي تنوي ان تهتدي بها ستبصر فيها من العلم والعمل ما لم تكن تبصره من قبل. لماذا؟ لان القرآن كما قلت لك قبل ذلك كثيرا تأخذين منه بقدر ما تطلبين ان شاء الله يعني لما يكون عندك امور تطلبينها وانت تقصدينها يعني تنتبهين لماذا يذكر الله سبحانه وتعالى مثلا ادم في سورة ال في عمران في هذه الاية ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم. لماذا؟ لم لم يذكره الا في اول السورة اللي هو ان الله اصطفى ادم ونوحا وهو في هذا الموضع. لماذا اكيد في سبب اه اذا تفطنت ستجدين ان هذه السورة اه هي في مناظرة مع النصارى. الذين ادعوا ان عيسى ينبغي ان يكون الها لماذا؟ لانه خلق بغير اب او لانه وجد بغير اب. فربنا تبارك وتعالى يقول لهم ان ادم خلق بغير اب وبغير ام. ان مثلا تعيس عند الله كمثل ادم فاستدعاء هذا الحدث تحديدا من قصة ادم ذكر في هذا الموضع لانه في مناظرة النصارى. بينما في قصص اخرى تذكر قصة ادم مثلا في الجنة ادم مع ابليس وغير ذلك من الامور. فالذي اريد ان اقوله ان آآ العناية بانباء الرسل من آآ كتاب الله تبارك وتعالى. ركزي في هذه النقطة ودراسة كل موضع منها في سياقه في السورة. لان بعض الناس تدرس قصص الانبياء بطريقة لا اراها صحيحة. ان هو يدرس القصة كاملة وكانها مثلا آآ قصة من اولها لاخرها. لأ ربنا سبحانه وتعالى اذا اراد ان يذكر ذلك كان سيذكره كما ذكر قصة يوسف لكن الله تبارك وتعالى اختار احداثا في وفي في السور المعينة لغاية ولحكمة. فطلبوا هذه الانباء. يعني خلينا نذكر الخلاصة هنا. يعني مش عايزين نتجاوز النصف ساعة الخلاصة ان من اعظم علم القرآن انباء الرسل. ده اول شيء. ثانيا ان ندرس ان نجمع هذه الانباء وان ندرس كل نبأ منها في سياقه وان نعلم الزمن الذي نزل فيه هذا النبأ والسورة التي نزل فيها وسياق الاية والرسائل التي آآ يبعثها الله تبارك وتعالى الينا من هذه القصص. ولذلك اذا نظرت الى كل السور التي ذكر فيها الانباء ستجدين انها تختم بامر ونهي للنبي صلى الله عليه وسلم يتصل بهذه الانباء. وانا لا اريد ان لك ولكن ساذكر رؤوس اقلام فقط. آآ راجعي سورة هود والشعراء والقصص والنمل والحجر والروم وغيرها وسورة يونس مثلا وشوفي الامر والنهي الذي تختم به السورة مثلا فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغى. وبعدين ولا تركنوا الى الذين ظلموا هذا مناسب جدا للانباء التي ذكرت عن الانبياء آآ كذلك مثلا آآ آآ ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. وكذلك في سورة الشعراء وسورة القصص وغير ذلك. ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد. فهذه الانباء يعني هي من اعظم ما ينبغي ان يطلب. لو اننا اخذنا مثلا لو انت تختمين تختمين القرآن في شهر رمضان كثيرا. انا اريد منك ان تجعلي مما تطلبينه لماذا يذكر النبي آآ المعين في هذا السياق؟ لماذا؟ ولماذا مثلا يقول احيانا ذكرى لاولي الالباب الباب احيانا ذكرى للعابدين واحيانا للمتقين. واحيانا يذكر المحسنين. لماذا؟ لابد ان تنتبهي لكل تفصيلة من هذه التفاصيل. كانت هذه مقدمة وموعدنا ان شاء الله تبارك وتعالى آآ غدا. مع آآ نبأ من انباء المرسلين نقف معه ونعرف صلته بالسورة. ونحاول ان نلتمس ما فيه من العلم والعمل. وندعو الله تبارك وتعالى اللهم ربنا اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. واسأل الله سبحانه وتعالى ان يبارك في كل مسلمة تجعل جزءا من وقتها في كتاب الله تنوي ان تنشأ في طاعة الله. والله العظيم والله العظيم لابد انت لست في مقام الصبر اللي هو انت تتصبرين وتتحمل انت والله في مقام الشكر. والله العظيم لان الله تبارك وتعالى يعني جعل اكثر الناس ليسوا على الهدى. يعني اكثر الناس ليسوا على الهدى ولكن اكثرنا اقصد بجعل هنا الجعل الكوني والتقديري. والا فربنا يريد الهداية لكن اكثر الناس ليس مهتديا. اكثر الناس كافرا اكثر الناس لا يشكر نعمة الله. فكل من هديت الى كتاب الله والى الاستقامة والى الطاعة فلتحمد الله حمدا كثيرا. ولتشكر الله بالعمل. ولتكثر من الدعاء ان يثبتها الله. فان الفتن كثيرة. ونصيحة اخيك لك طلب العلم طلب العلم من اعظم المثبتات على الدين لانه يجعل لك قضية تعيشين لها. العلم والاصلاح والدعوة والتعليم ان تدخلي في هذا المعين العظيم من قصص الانبياء وانباء المرسلين وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته وتاريخ الاسلام والعلم بالفقه. والله هذا الباب من يدخله بصدق لا اقول فقط يعني يجعله يسابق في الخيرات بل يصرفه عن المنكرات والتوافه والفواحش وهذا الفراغ الذي يعيشه اكثر الناس الذين يعيشون لشعرهم ولبشرتهم ولاجسامهم ولبيوتهم والله الناس ضيعوا هذه الكنوز الجنة في الدنيا هي جنة العلم وجنة الطاعة فمن هدي الى ذلك فليحمد الله حمدا كثيرا قال الله لنبيه. ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم. لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم فمن ودي الى القرآن لا ينبغي ان يرى احدا اعظم نعمة منه. فنسأل الله ان يعلمنا كتابه وان يهدينا بما فيه من الهدى والنور والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته