السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرحبا بطالب العلم الكريم آآ قبل ان نبدأ في الحلقة الثانية من الاقوال الجامعة في طلب العلم وتحصيله آآ نذكر اخواننا المستضعفين من المؤمنين والمؤمنات في غزة وفلسطين عموما وفي سوريا وكذلك في السودان وفي كل بقعة يبتلون فيها. نسأل الله تبارك وتعالى ان يربط على قلوبهم وان يمدهم بمدد من عنده وان يهديهم وان يسددهم وان يثبتهم وان يفرج كربنا وكربهم آآ كيف يتحول التصبر على طلب العلم الى فرح واستبشار وانشراح صدر آآ بالتحصيل والقراءة والمذاكرة والدراسة كيف يتحول من عنت ومشقة وملل وآآ شيء تتهرب منه الى شيء تفرح به. وآآ تسعد به وتستكثر منه. يعني لا تشبع منه آآ بداية انا اقول لو ان انسانا مثلا يعمل حمية غذائية بينضم آآ بينظم الاكل اه في اوقات محددة وكميات محددة ونوع اكل محدد حمية لكنه يرى هذه الحمية حرمانا فلن يفلح فيها. ليه؟ لانه رآها حرمانا وعنة ومشقة. لو دخل في برنامج رياضي ونظر اليهم البرنامج هذا مشقة وعنت وتعب والناس عمالة تتفرج على الافلام والمسلسلات وهو بيلعب رياضة لن يفلح فيه آآ كذلك لا يمكن ان ينبل شخص في طلب العلم اذا كان يراه عنتا وتعبا ومشقة وامرا آآ مسئولية وآآ امر فيه ملل لا يمكن ان آآ ينبل في طلب العلم اذا كان يراه بهذه العين السؤال آآ ما هي الامور التي تشرح الصدر الى طلب العلم ستجعل الطالب مقبلا عليها محبا مستبشرا فرحا مسرورا يستكثر منها ويستزيد. وكلما توفرت له اما انه يستمع الى درس او يكتب آآ فوائد او يلخص كتابا او يتدارس العلم على الطعام وهو في السفر وهو جالس حتى على البحر او في اي مكان كيف يتحول آآ طلب العلم الى مستراح به آآ بداية آآ احنا عندنا سببان. السبب الاول هو الدعاء ان تكثر من دعاء رب اشرح لي صدري لماذا؟ لان شرح الصدر هو ان يتسع صدرك لتلقي هذا العلم فتتلقاه بفرح واستبشار وقبول ورضا آآ عكسه الضيق فدعاء آآ شرح الصدر هو من اخص مقدمات الفلاح لذلك موسى عليه السلام قبل ان يسأل الوسائل والاسباب لما امره الله تبارك وتعالى آآ ان يذهب الى فرعون لانه طغى. قال رب اشرح لي صدري. ثانيا يسر لي امري. لماذا لان الانسان مهما توفرت له اسباب الفلاح اذا لم يكن صدره منشرحا بهذا العمل فانه لن يشرع فيه فضلا عن ان ينبل فيه. اذا اولا الدعاء. ثانيا استحضار فضل الله تبارك وتعالى عليك فيما شغلك به. كيف ذلك انا ساحكي قصة آآ هي القصة حصلت في المدرسة آآ عندنا مع مجموعة من الطلاب. المدرس عندنا كان بيقسم الطلاب الى قسمين القسم الاول هو الطلاب اللي اللي هو فائد الامل فيهم. يعني هو شايف ان هم طلاب لا يهتمون بعلم ولا يريدون التحصيل ولا شيء فبالتالي هو كان لا يتفقد غيابهم ولا يتفقد دروسهم ولا يسألهم في الحصة. ولو حد منهم عايز يهرب من من الدرس ويسيبه. لو هم مجموعة بيتكلموا او بياكلوا او ولا بيسأل عنهم في مجموعة تانية المدرس يعرف اسماءهم ويتفقد الواجبات. ويسألهم ويراجع معهم ويشدد عليهم. ويحاسبهم ويعاقبهم اذا اخفقوا طبعا الفريق الاول يظن ان المدرس بيحبه لانه سايبه وتاركه سدى يعني هملا يفعل كما يشاء لكن في الواقع المدرس لا يحبهم. لماذا؟ لانه لو كان يحبهم لكان اهتم بهم وحاسبهم وعاقبهم على الخطأ لكنه كما نقول يعني فقد الامل فيهم. اما الفريق الثاني فهو يحبهم. لذلك يتفقدهم ويشدد عليهم ويعاتبهم احيانا ويقسو عليهم احيانا كل ذلك لانه يريد بهم الخير طبعا مش عايز اقول لكم يعني وقت الامتحان ايه اللي بيحصل؟ بيتحول اولئك الشباب اللي هو مفقود فيهم الامل الى يعني شحاتين دايما يسألوا الطلاب آآ غيرهم ان هم يجاوبوا لهم على السؤال. يعني عايزين يغشوا منهم في الامتحان خلينا بقى نترك الفكرة دي كده عشان ندخل على القول الذي سنستخلص منه الفائدة. وهو قول جامع في تحصيل العلم وهو القول الذي يسلي به المعلم تلميذه في طلب العلم فيتحول الطلب مهما طال ومهما صار فيه عنت ومشقة يتحول الى رضا واستبشار وفرح وسرور. فيتحول من مقام التصبر الى مقام الشكر ولكني قبل ان اذكر هذا القول للامام البخاري رحمه الله الذي صبر به تلميذه الفرابري اذكروا اسوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان خير الناس في ذلك حديث عظيم عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال كنت انا واصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزولا في بقيع بطحان ورسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فكان يتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند صلاة العشاء كل ليلة نفر منهم قال ابو موسى فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انا واصحابي وله بعض الشغل في امره. كان مشغولا فلذلك بصلاة العشاء حتى نهار الليل. يعني انتصف الليل او يعني اشتدت ظلمة الليل فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وصلى بهم العشاء فلما صلوا العشاء قال على رسلكم انتظروا استنوا يعني زي ما احنا بنقول اعلمكم وابشروا ان من نعمة الله عليكم انه ليس من الناس احد يصلي في هذه الساعة غيركم او قال ما صلى هذه الساعة احد غيركم لا ندري اي الكلمتين. قال ابو موسى ركز هم فضلوا منتظرين الصلاة لحد ما انتصف الليل تقريبا فيها مشقة وهم يعني راجعين من العمل او كانوا في تعب كيف تحول هذا المقام من التعب الى انشراح الصدر والفرح بنعمة الله. قال ابو موسى رجعنا فرحين بما سمعنا من النبي صلى الله عليه وسلم طالب العلم يحتاج في مسيرة طلبه وتحصيله وقراءته واستماعه للدروس. هذا خصوصا اذا كان جادا في الطلب يدرس ويقرأ ويراجع ويلخص ويتدارس وعنده اختبارات ربما فهو يريد ما الذي يسليه في هذا الطلب؟ ما الذي يجعله ينشرح صدرا؟ ما الذي يجعله تطيب نفسه؟ شف كلمة طيب النفس يعني ان يطلب العلم بفرح واستبشار قول جميل جدا للامام البخاري قد من الله تبارك وتعالى علي بقرائته قبل عشرين عاما تقريبا آآ او ما يقارب ذلك. وهذا القول والله نفعني الله تبارك وتعالى به. واسأل الله تبارك وتعالى ان آآ ابقى انتفع به الى ان القاهرة القصة بتحكي ان اه الفرابري قال املى علي البخاري حديثا كثيرا. كان هو كاتب البخاري ولما واحد يصاحب امثال البخاري لابد انه سيتعب. لماذا اذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام. ولا شك ان من يصحبونك لابد انهم سيتعبون معك لانهم سيحاولون يعني مسايرتك في فيما عندك من العزم وفيما عندك من جلد والصبر وآآ حسن العمل فالفرابري بيقول املى البخاري علي حديثا كثيرا فخاف ملالي. يعني حاسس ان انا ممكن اكون مليت. زهقت زي ما احنا بنقول وقبل ان نكمل آآ ما قاله البخاري هذا يدل على ان المعلم لابد ان يراعي نفسية الطالب ولابد ان يعينه ولابد ان ان يصبره وان يثبته. وان يأخذ على يديه. بمعنى ان هو ليس دور المعلم فقط ان يعطي معلومات او ان يلزم اه او ان يلقي الواجبات لا وانما لا بد ان يراعي نفسية الطالب البخاري لاحظ لاحظ انه قد مل او خشي من ذلك فماذا قال له؟ قال له طب نفسا فان اهل الملاهي في ملاهيهم والصناع في صناعتهم والتجار في تجارتهم. وانت مع النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه هذا المعنى العظيم كيف يتحول التعب والمشقة والتصبر الى شكر وشعور بنعمة الله تبارك وتعالى وشعور بفضل الله تبارك وتعالى الذي حفظ وقتي الى تحصيل العلم وان اكون مشغولا بكتاب الله وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم وبتعلم حكم فقهي والجمع بين اية وحديث وحديث وحديث واية واية وترجمة صحابي وترجمة عالم ومسألة فقهية وخلاف وقراءة في تراث الائمة المحققين. وان اكون مشغولا بتاريخ الامة او سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ربك يخلق ما يشاء ويختار فيا طالب العلم ويا طالبة العلم. لا بد ان تستحضروا انكم لستم في مقام التصبر. وان كنتم تتعبون وتصبرون وربما تجدون عنة ومشقة وتجاهدون هوى انفسكم في حفظ الوقت وفي التخلص من لصوص الوقت من مما يضيع الوقت من الافلام والمسلسلات والبرامج ويوتيوب وفيسبوك وغيرها فانتم لا شك تجدون مشقة لكن لابد ان يبقى بين عينيك ان ربك يخلق ما يشاء ويختار. يصطفي ويجتبي ويختص والله تبارك وتعالى اذ اختصك بان تكون مشغولا بكتاب الله بحديث النبي صلى الله عليه وسلم بتعلم العلم بالمذاكرة بالدراسة بالتعب بالتلخيص بالمراجعة باستحضار المعلومات بحفظ القرآن بحفظ السنة بشروح الاحاديث فهذا والله مقام الشكر وليس فقط مقام الصبر فلذلك لابد ان تستحضر هذا الفضل العظيم. اذا اردت ان تعرف عند الله مقامك فانظر فيما اقامك. فلابد لابد ان يبقى بين عينيك فيه وانت تطيع الله سبحانه وتعالى في قيام الليل في الصيام في طلب العلم في حفظ القرآن في المراجعة لابد ان يبقى بين عينيك استحضار فضل الله فضل الله تبارك وتعالى عليك. وجدت آآ اولا وجدت الوقت لتتعلم وجدت القدرة والصحة التي تجعلك تقرأ وتراجع وجدت المعلم والبرامج العلمية وجدت يعني اذا وجدت صحبة خير. وعندك مثلا لابتوب وعندك الكتب ماذا تريد اكثر من ذلك ليس عليك الا ان تشكر الله وان تذكر نعمته عليك وان تحفظ تلك النعمة من ان تزول. لان شكرتم لازيدنكم وشكر هذه النعمة بان تقدرها قدرها وتعلم انها من الله وتعلم انها ابتلاء هذا من فضل ربي ليبلوني اشكر ام اكفر فاوا الله تبارك وتعالى من انفسكم خيرا وتصبروا في هذا الطريق وانتم ذاكرين شاكرين لهذه النعمة التي يختص الله تبارك وتعالى من عباده بها من يشاء. نعمة ان يدخر الله تبارك وتعالى وقتك في تعلم هذا الوحي الذي هو خاصة الانبياء. تعلم الوحي وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وان تعيش مع مع النبي صلى الله عليه وسلم واصحابي كنتم مع الشباب دائما حينما اقرأ معهم صحيح البخاري يبكي بعض الشباب يقولون والله يا شيخ نحن يعني نبكي بكاء شديدا نحمد الله حمدا كثيرا ان اختارنا الله سبحانه وتعالى نجتمع نبقى عشرة ايام او او اكثر ونحن نعيش مع هدي النبي صلى الله عليه وسلم نعرف هديه في الايمان وفي الصلاة وفي الزكاة وفي الحج وفي النكاح وفي الطلاق وفي آآ التوحيد وفي حتى في تعبير الرؤى وفي الاستئذان وفي الادب وفي الخلق وفي الذكر وفي الدعاء نعرف آآ كيف نعبد الله تبارك وتعالى على بصيرة كيف كان يفعل في هذا المشهد الفلاني؟ هذه نعمة عظيمة والله. فلذلك نسأل الله تبارك وتعالى ان يجعلنا ذاكرين مقدرين لتلك النعمة وآآ اقرأ عليك القول مرة اخرى. قال البخاري لتلميذه طب نفسا اجعل صدرك صدرك منشرحا بما بما انت فيه من الخير. لماذا؟ اهل الملاهي في ملاهيهم. ناس بتلهو تلعب تفكر في الاكل والشرب الحب والمتعة بتفكر ان الوقت عبء يتخلص منه. طب نفسا فان اهل الملاهي في ملاهيهم والصناع في صناعتهم نعم هم في خير. بمعنى ان هم ليسوا في امر محرم. لكن الله سبحانه وتعالى شغلهم بامر وهو آآ يعني خاص بالصناعة او بالتجارة او نحو ذلك لكن الله تبارك وتعالى حفظ لك جزءا كبيرا من وقتك في ان تتعلم والحديث والفقه والتفسير والسيرة والتاريخ تاريخ الاسلام. واذا كنت مشغولا ايضا بالدعوة الى الله والتعليم فهو خير على فنحمد الله تبارك وتعالى حمدا كثيرا. ونسأل الله تبارك وتعالى الا يقطعنا عن هذا الفضل العظيم. اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بسوء ما عندنا. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. ونسأل الله تبارك وتعالى علما نافعا ورزقا واسعا وعملا متقبلا. ونسأله تبارك وتعالى ان يربط على قلوب المؤمنين والمؤمنات وان يهلك عدوه وان يجعل بأسهم بينهم شديدا. وان يثبت كل من جاهد في سبيله. والحمد لله رب العالمين. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته