السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحلقة الثالثة من الاقوال الجامعة في تحصيل العلم وهي سلسلة ارجو ان تكون ارشادية توجيهية لطلبة العلم وجمعت فيها اقوالا اراها جامعة يحتاجها الطالب ان تبقى بين عينيه من اول طلبه الى ما شاء الله قولنا في هذا اليوم قول يرويه عبدالله بن وهب قال حدثني مالك بن انس ان رجلا قال لرجل من اهل الخير وسأله عن طلب العلم وقال ان طلب العلم لحسن ولكن انظر الى الذي يلزمك من حين تصبح ومن حين تمسي الزم ولا تؤثرن عليه شيئا اعيد القول مرة اخرى قال له الرجل ان طلب العلم لحسن ولكن انظر الى الذي يلزمك من حين تصبح ومن حين تمسي فالزمه ولا تؤثرن عليه شيئا وهذا قول جامع عظيم يحتاج ان يجعله الطالب في قلبه وبين عينيه ولنا معه وقفات. الوقفة الاولى هذا الاثر وروي في كتب كثيرة ولكن من اهمها واعلاها اسنادا آآ كتاب بعنوان ما رواه الاكابر عن ما لك لابي عبدالله محمد بن مخلد البغدادي وهو توفي في مطلع القرن الرابع الهجري والكتاب جزء صغير لكنه آآ جزء نفيس ذكر فيه بعض الاحاديث المرفوعة التي آآ حصلها من طريق ما لك بن انس عليه رحمة الله وذكر شيئا من فضل الامام ما لك وذكر اقوالا جامعة للامام ما لك في تحصيل العلم. وختم الكتاب بابيات شعر لعبدالله ابن المبارك قال رحمه الله ومن البلاء وللبلاء علامة ان لا يرى لك عن هواك نزوع العبد عبد عبد النفس في شهواتها والحر يشبع مرة ويجوع آآ وهذا الكتاب يعني آآ طبعته مؤسسة الريان وبتحقيق عواد الخلف هو يعني حوالي سبعين ورقة ليس كثيرا يعني ليس كبيرا لكنه كتاب مهم. الوقفة الثانية منزلة الثقات والناصحين في حياة المؤمن. نلاحظ ان هذا السائل ان هذا السائل عن طلب العلم يسأل عن طلب العلم فوفق لرجل من اهل الخير فنصحه ووجهه وارشده انا اقول من اعظم آآ ما يهدى آآ اليه عبد في الحياة الدنيا ان يوفق لاحد من اهل العلم والحكمة عاقل ناصح يهتم به ويحب له الخير وينصحه ويوجهه ويعلمه ما يحتاج اليه ويشير عليه بما آآ يصلح له ولعل كلمة من اولئك تكون مصيرية تؤثر في حياتك كلها باذن الله تبارك وتعالى. وتصحح مسارك وتختصر لك الطريق وتحجز عن كثير من الشر والخطأ باذن الله تبارك وتعالى وما يقدمه لك آآ اولئك الناصحون ربما لا تجده في كتاب ولو وجدته فلن يكون اثره عليك آآ كما تسمعه منهم مباشرة. فمن وفق لاحد من اولئك الصالحين فليتمسك به ولا يزهدن في مجالسته. لان اقول ذلك لان كثيرا من الطلبة بعد انتشار البرامج العلمية والدراسة عن طريق الانترنت. صار يزهد في في لقاء اهل العلم وفي الحديث معهم وفي آآ الحضور المباشر للدروس والدورات. لماذا؟ لانه يستغني آآ بوجود هذه المواد على آآ القنوات او على الانترنت آآ الوقفة الثالثة سؤال الشاب عن طلب العلم مع انه يعلم اجمالا ان طلب العلم من الخير هذا فيه فائدة عظيمة وهي ان المؤمن ينبغي ان يسأل وان يستشير وان يستنصح يعني آآ اذا كنت مقبلا على امر من الامور وخصوصا اذا كان امرا كبيرا في حياتك او كان امرا آآ له ما بعده اه يفضل لك ان تستشير من تثق بهم وان تستنصحهم ان تطلب منهم النصيحة اه بعض الناس لا يهتم بهذا الباب اطلاقا فيقدم على كثير من الاعمال وربما تكون مصيرية ولا يستشير احدا ولا حتى اقرب الناس اليه آآ لذلك يقع في كثير من الخطأ والندم الاستشارة خير. خصوصا اذا كنت تستشير شخصا عاقلا آآ يعرف واقعك ويعرف الذي تحتاجه. فلذلك آآ اطلب النصيحة ممن كان لها اهلا اه ولا تعتد على ان تكون في عامة امورك او خصوصا في الامور الكبرى اه تتخذ قرارا من نفسك دون ان ترجع الى اه من تحب ممن تثق بهم ومن اهل التخصص الوقفة الرابعة طلب العلم حسن. لماذا لماذا طلبوا العلم من احسن الامور التي يضيفها المسلم الى يومه لانه بطلب العلم تكون على هدى وبصيرة ونور وبينة البينة هي البراهين. تتعلم لماذا انت مسلم وكيف تعيش مسلما وكيف تهتدي؟ ماذا يجب ان تفعل في يومك وفي ليلتك؟ ما الذي يرضي الله وما الذي يسخط الله فطلب العلم هو البوابة للمسارعة في الخيرات. لماذا؟ لانه بطلب العلم تعرف آآ كيف تسير على هدى افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى؟ امن يمشي سويا على صراط مستقيم ليس المجال هنا للحديث عن فضل طلب العلم ومنزلته. ولكني اردت ان اعلق على قول الرجل آآ الصالح لتلميذه ان طلب العلم لحسن. الوقفة الخامسة وهي لب هذه الكلمة قال له ولكن انظر الى الذي يلزمك من حين تصبح ومن حين تمسي فالزمه ولا تؤثرن عليه شيئا الواقع هذه الكلمة كلمة جامعة عظيمة نفيسة. لماذا لان هذه الكلمة هي التي يصلح بها يوم المسلم عموما وطالب العلم خصوصا كثير من الناس اذا دخل في طلب العلم وخصوصا اذا كان عنده همة في طلب العلم سيفرح جدا بطلب العلم لماذا؟ لانه يتعلم آآ امورا كان لا يعلم كان لا يعلمها يتعلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ تفسير اية يجمع بين اية واية بين اية وحديث آآ يقرأ ترجمة لاحد الائمة الحديث مثلا او يقرأ موقفا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. فطلب العلم يجذب وخصوصا اذا كان الانسان آآ يعني آآ ينتفع بهذا العلم ويشعر باثره عليه. فان هذا العلم يأخذه عن كل شيء ربما لا يشعر بجوعه ولا بحاجته ولا يشعر بمن حوله فهذا الرجل نصح هذا الطالب نصيحة عظيمة من جعلها قبلته في يومه افلح قال له طلب العلم حسن لكن ينبغي ان تكون عاقلا راشدا في تحصيل العلم فعلمه هنا. طبعا احنا لنا وقفات مع هذه الكلمة تحديدا اللي هي الاخيرة. فوائد الفائدة الاولى علمه ان يعطي كل ذي حق حقه ان يعبد الله بما يحبه ويرضاه في وقته وان يتعلم اعظم القربات الى الله ويتعلم ان اعظم القربات الى الله ما فرضه الله تبارك وتعالى عليه في يومه وليلته يعني الطرق التي تؤدي الى رضا الله تبارك وتعالى كثيرة اه طبعا بعد الفرائض في نوافل الصلاة ونوافل الصيام ونوافل الصدقة وعيادة المريض وتلاوة القرآن. امور كثيرة فهذا الرجل علمه ان يعبد الله تبارك وتعالى في كل وقت بما يحبه الله فلا آآ فلا يجعل طلبه للعلم على حساب اداء الفرائض آآ اليومية او الفرائض التي دخل وقتها. وهذا بالمناسبة ليس خاصا بالفرائض حتى المستحبات اذا كان الانسان مثلا في وقت يستحب فيه الدعاء او الذكر او الصلاة آآ او الصيام او نحو ذلك فلابد ان يقدم العبادة التي هي ارضى لله تبارك وتعالى. فطلب العلم حسن اه وبعضه واجب لكن لا ينبغي ان يكون تحصيلك للعلم يجعلك تضيع ما فرض عليك في يومك وليلتك الفائدة الثانية في هذا القول ان تبدأ بتعلم محكمات الدين علما وعملا. اعظم ما يتعلم هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله اليوم الاخر والايمان بالقدر وان تتعلم ما الذي بني عليه الاسلام ان تتعلم معنا الشهادتين وان تتعلم الصلاة وآآ اركانها واحكامها والزكاة والصيام والحج. وآآ كذلك ان تتعرف على اصناف الذنوب خصوصا الكبائر وان تعرف ما الذي ينبغي ان تعمل وما الذي ينبغي ان تتقي. هذا هو الذي ينبغي ان يكون له الاولوية في طلب الفائدة الثالثة ان تتعلم منازل الاعمال في الاسلام وان تتعلم الاعمال المرتبطة بالاوقات اعظم ما يعينك على ذلك يعني ان يكون يومك على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تتعلم كيف كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في يومه وليلته يعينك على ذلك آآ ان تدرس كتب السنن وكتب الجوامع التي تذكر هدي النبي صلى الله عليه وسلم تذكر اقواله واعماله لابد ان تعلم ان هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما انه احسن الهدي فهو كذلك زادك وبركتك في يومك وليلتك. بمعنى ان هذا هو اعظم علامة لظهور اثر العلم عليك. ان تعيش يومك على هدى وعلى نور. وهو اولى ما تبدأ به في طلب العلم حتى ينتظم يومك عليه وحتى تعتاد عليه. يعني حينما تتعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يستيقظ مثلا من ليله فيدعو بالدعاء الفلاني ويذكر ربه يتوضأ ويصلي آآ لله تبارك وتعالى آآ كما ذكرت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها هديه. وذكر بعض الصحابة الذين باتوا معه. ثم بعد ذلك يذهب الى صلاة الفجر ويذكر الله. وآآ من فضل كذلك من سنته انه يذكر الله في المشهد الفلاني بالذكر الفلاني. ان تتعلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في يومه وليلته هذا من اعظم الامور التي ينبغي ان تبدأ بها هي من جهة بركتك وتعينك على الازدياد من الطاعة ومن جهة اخرى تحجزك عن كثير من الشر والمعاصي والملهيات وتوافه الامور من آآ من اخص ما ينبغي ان تتعلمه الاذكار العامة والخاصة. المرتبطة بالاوقات والاحوال عند النوم. واذا تعار من الليل يعني قالوا قلق كده في الليل الاستيقاظ عند دخول الخلاء عند الوضوء اذكار الصباح والمساء اذكار الاذان. كذلك في الصلاة الاستفتاح واذكار الركوع والسجود وفي التشهد كذلك الاذكار بعد الصلاة. الاذكار عند السفر عند الرجوع منه آآ قبل الطعام بعده. الدعاء للمضيف الذي آآ يعني اطعمك الدعاء عند هبوب الرياح الدعاء عند الكرب الدعاء عند المرض. الدعاء في العلو. يعني لو انت طلعت شيء او نزلت عند الهبوط. الرقية والمعوذات عند زيارة المقابر الدعاء عند الفتن الدعاء للمتزوج في عامة احوالك ستجد للنبي صلى الله عليه وسلم ذكرا من تعلم هذا الذكر وعود نفسه على قول هذا الذكر في موضعه فهذا بركته وزاده في اليوم يعينه على الطاعة. وكذلك يحجز عن كثير من الشر والمعاصي اه كذلك تتعلم ما الذي كان يسأل الانبياء اه ربهم تبارك وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم خصوصا يسأل العفو والعافية والهدى والتقى والمغفرة والرحمة وان يؤتيهم في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وان يقيه عذاب النار آآ كذلك ما الذي كان يستعيذ منه؟ يستعيذ بالله من عذاب النار ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا وفتنة الممات. ومن العجز والكسل والجبن والبخل ومن ضلع الدين ومن اه المأثم والمغرم وكذلك اه من اه من فتنة الفقر وهكذا ومن جهد البلاء ومن درك الشقاء وكل هذه الامور من اخص ما ينبغي ان تتعلمه وان تبدأ به يعينك على ذلك مثلا كتاب الدعوات من صحيح الامام البخاري وكتاب الاذى كتاب الادب وكتاب الاستئذان. وفيه كتاب جميل اسمه فقه عمل اليوم والليلة عبدالله ابن مانع آآ الان بعد ما انا بعدما ذكرت لك آآ ما ينبغي ان تبدأ به وما ينبغي ان تهتم به في يومك لعلك يخطر ببالك سؤال اذا انا قمت بكل هذا في يومي. هل يتبقى لي وقت لاحصل العلم وهذا السؤال لا شك انه سيخطر ببالك. لماذا؟ لانك اذا ملأت يومك بهذه الطاعات وهذه الاعمال وهذه الاوراد آآ تظن انه لن يتبقى لك آآ وقتا طويلا لتحصيل العلم. انا ساجيبك من وجوه ثلاثة الوجه الاول لابد ان تعلم ان الاربعة وعشرين ساعة في اليوم هي كبيرة. لماذا تصغر؟ تصغر بامور. تصغر اما بنوم زائد لا تحتاجه. تمام؟ او بلصوص الوقت آآ في وسائل التواصل او الانترنت او الفيديو او غير ذلك مما الذي تدخل تنتقل به من فيديو الى اخر آآ كذلك يضيع عليك في الجدال وفي كثرة الكلام. فاذا حفظت وقت يومك من نصوص الوقت توفر لك وقت كبير حتى بعد كل في هذه الاوراد ثانيا لابد ان تعلم ان الوقت ليس بمدته ولكن الوقت بركة يعني الاعتبار مش انك انت تكون جالس عشر ساعات او عشرين ساعة. يعني قابلت بعض الطلاب يقول لي انت بتقرأ كم ساعة في اليوم؟ بتجلس كم ساعة على الكتاب؟ هذا سؤال ليس حسنا. في رأيي وانما السؤال الافضل هو ما هي الاسباب التي يبارك بها في وقتي لان الوقت بركة يمكن ان تجلس مثلا ساعة واحدة لكنك عندك جدول واضح. وعندك حسن نية وهديت الى كتاب نافع وانت تعرف كيف تدرس وكيف تذاكر تنتفع بهذه الساعة؟ شخص اخر يجلس عشر ساعات لا يعرف فيما يقرأ ينتقل من كتاب لكتاب ومن دورة الى دورة ومن برنامج الى برنامج لا يعرف كيف وشتت نفسه لا يعرف كيف يضبط العلم. فالاعتبار ليس بطول الوقت وانما ببركة الوقت بحسن الانتفاع به. الامر الثالث بقى وهو مهم جدا آآ اننا اصلا انما نتعلم لتحسن عبادتنا لله تبارك وتعالى فما تفعله انت في يومك من هذه الاوراد في الاعمال الصالحة وفي ذكر الله وفي عبادة الله في كل وقت بما يحب هذا اعظم اعظم دليل على انتفاعك بالعلم يعني الاعتبار ليس لكثرة المعلومات وانما بما يظهر اثره عليك مما تتعلم. لكني هنا ساقف على امر مهم جدا وهو ان كثيرا مما يفرطون من طلبة العلم في واجبات اليوم وفي مستحباته بحجة التفرغ لتحصيل العلم هم لا يتعلمون ولا يتعلمون العلم الذي يستحق ان يتركوا آآ بسببه آآ فضائل الاعمال الكثيرة في يومهم. كثير منهم يضيع في في نوم كثير واه كذلك في وسائل تواصل ينتقل من فيديو الى فيديو كثرة كلام او جدال. اه كثير منهم لم يهيئ الجو حوله وكثير منهم يصنع عوائق. وانا اذكر هنا موقفا مضحكا يعني كان حصل قبل تقريبا يمكن سبعة عشر عاما. احد الشباب آآ كنا نتكلم عن العزم في طلب العلم وانه يجتهد ويعني آآ يعني يحفظ وقته في طلب العلم فحكى لي ان هو بيقول ان آآ هو جه يعني بيذاكر فزوجته يعني جاءت آآ بجواره عايزة تتكلم معه شوية فقال لها لأ انا خلاص انا بقيت انسان جديد. انا من النهاردة خلاص اصبحت طالب علم ومهتم بكذا وكذا طلب العلم ده اهم منك ومن الاولاد واهم من الشغل واهم قلت له لماذا تصنع يعني ما يمكن ان تأخذه باللين؟ لماذا تأخذه بالشدة؟ انت كان كان يمكن ان ان تفعل كل ذلك وان تعينك هي عليه اشرح لها العلم شاركها معك آآ اجعلها مثلا اه يعني اه تعينك على شيء في الدراسة اشغلها هي كذلك بشيء نافع. انت لماذا تصنع عوائق وتصنع اه اعداء في هذا الطريق اه ما يستطيع الانسان ان يناله باللين فمن الخطأ العظيم ان يأخذه بالشدة آآ كذلك بعض من آآ يقول ذلك لزوجته او لابيه او لامه هو نفسه يجدونه اما يكثر النوم او يكثر آآ النظر في بغير فائدة او يذهب مع اصحابه الى المقهى او الكافيه او غير ذلك فبالتالي انا اقول هناك وهم عند كثير من الناس يظنون انهم اذا انقطعوا عن اعمال كثيرة فهذا يدل على انهم متفرغون للعلم. لأ في فرق بين المتفرغ للعلم والفارغ عن العمل. ممكن الانسان يكون لا وقاعد في البيت يعني يكفل او عنده اموال لكن مع ذلك هو لا لا ينفق وقته في طلب العلم. بل هو مضيع يومه ودائما يؤجل ويسوف. ساقرأ ساقرأ. مجموع الفتاوى جابوا الى الان لم يبدأ في تفسير لم يبدأ فيه وغير ذلك من الكتب. كل شوية يذهب المعرض يشتري كتب ويبحث عن افضل النسخ ومع ذلك لم يبدأ. فاذا انا لا اريد منك ان تكذب على نفسك لابد ان تكون صادقا واعلم ان القيام بالعمل الصالح في وقته هو بركتك وزادك. فهو من جهة آآ يدل على بالعلم ومن جهة اخرى هو ثواب وفضل. ومن جهة ثالثة هو يعينك اصلا اذا جلست على الكتاب ولو ساعة واحدة سيبارك الله تبارك وتعالى لك في وقتك لكني اريد ان اختم هنا يعني طبعا هذه الكلمة طالت كنت اريد ان تكون ربع ساعة لكنها طالت ساختم هنا بفائدة مهمة في المسارعة في الخيرات المساهمة في الخيرات فيها ثلاثة امور. الاول منزلة الاعمال عند الله ثانيا آآ واجب الوقت ثالثا ما الذي تحسنه؟ وما هو الباب الذي فتح لك فيه الامور الثلاثة دي مهمة جدا. لماذا؟ لان اولياء الله تبارك وتعالى ليس لهم عمل واحد يتقربون به الى الله. الاعمال متنوعة وفضل الله تبارك وتعالى واسع واه يمكن ان يكون الانسان وليا لله تبارك وتعالى من اكثر من جهة. لا يلزم ان يكون طالب علم. لكن انا طبعا الان اتكلم عمن يطلب العلم ولا شك ان اي انسان سواء كان مهندسا او طبيبا او ربة منزل لابد ان يستزيد من طلب العلم وان يدخر ما تبقى له من الوقت في يومه في ان يتعلم ديني يتعلم عن ربه عن نبيه عن الاسلام عن الشريعة عن الفقه عن الاحكام عن القرآن عن السنة. وكلما ازداد من ذلك كان خيرا له وكان تثبيتا له فانا لابد يعني هنا ان ابين لك امرا مهما وهو ان الاعمال عند الله تبارك وتعالى كما انها تتفاضل في نفسها لكن كذلك تختلف من نفس اللي اخر وانا سابدأ باثر ايضا للامام ما لك رحمه الله ان عبدالله العمري كتب الى الامام ما لك يحضه على الانفراد والعمل. يعني بيقول له انت مهتم طلب العلم ليل نهار ومقصر في النوافل وفي الاعمال الصالحة. يعني اترك هذا واهتم بنفسك واعتزل الناس. واكثر من الاوراد هذا الرجل كأنه كان يظن ان هذا هو الطريق الوحيد الى رضا الله تبارك وتعالى فلا شك انه يريد الخير بالامام ما لك لكنه لم يكن فقيها كالامام مالك بماذا اجابه الامام ما لك؟ رحمه الله. شوفوا هذا القول الجامع قال له ما لك ان الله قسم الاعمال كما قسم الارزاق رب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم. واخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم. واخر فتح له في الجهاد. فنشر العلم من افضل اعمال البر وقد رضيت بما فتح لي فيه وما اظن ما انا فيه آآ من خير دون ما انت فيه من خير وارجو ان يكون على خير اه في هذا الباب اللي هو تفاضل الاعمال بالنسبة للاشخاص. يقول الامام ابن تيمية رحمه الله الناس يتفاضلون في هذا الباب فمن الناس من يكون العلم ايسر عليه من الزهد ومنهم من يكون الزهد ايسر عليه. ومنهم من تكون العبادة ايسر عليه منهما. فالمشروع لكل فالمشروع لكل انسان ان يفعل ما يقدر عليه من الخير. كما قال الله فاتقوا الله ما استطعتم. واذا ازدحمت شعب الايمان قدم ما كان ارضى لله وهو عليه اقدر وقد يكون على المفضول اقدر منه على الفاضل. ويحصل له افضل مما يحصل من الفاضل فالافضل لهذا ان يطلب ما هو انفع له وهو في حقه افضل ولا يطلب ما هو افضل مطلقا اذا كان متعذرا في حقه او متعسرا يفوته ما هو افضل له وانفع خلاصة هذا الكلام معناه ان الانسان يتقرب الى الله تبارك وتعالى بنوافل العمل. طبعا اعظم ما يتقرب به الى الله الفرائض آآ وبعده فروض الكفايات فرض العين وفرض الكفاية. طب نوافل العبادات نوافل الصلاة وتلاوة القرآن والذكر وعيادة المريض الناس وقضاء حوائج الناس وطلب العلم. هذه ابواب كثيرة لا يحصيها الا الله تبارك وتعالى. فالانسان العاقل هو الذي يختار من هذه النوافل باكثر من اعتبار. الاعتبار الاول بمنزلتها في الاسلام اذا كان لها فضل عظيم يعتني بها وثواب كبير الامر الثاني او الاعتبار آآ الثاني هو باعتبار الوقت. فما دخل وقته وجب عمله يعني اذا علم ان النبي صلى الله عليه وسلم في في الوقت المعين كان يفعل كذا فالافضل له ان يهتدي بهذا الهدى. الامر الثالث او الاعتبار الثالث هو ما تقدر عليه وما تحسنه. بعض الناس مثلا في الصيف لا يستطيع ان يصوم اذا صام صار يجلس صار نائما طول اليوم. آآ يعطل آآ آآ لا يذهب الى العمل او لا يستطيع مثلا ان آآ يقوم بالاعمال التي يقوم بها من طلب العلم او الدعوة او التعليم او آآ آآ قضاء الناس او حتى تلاوة القرآن. فالافضل في حاله ان لا يصوم. لماذا؟ لان هذا الصيام لن يؤديه على وجهه وسيعطله عن كثير من الخير. الا اذا كان في يوم عاشوراء او مثلا في يوم عرفة في الايام اللي هي فضل الصيام فيها كبير. فيبقى الانسان لابد ان يكون عاقلا في هذا الباب وطبعا انا آآ كنت في الواقع جهزت اقوالا آآ في هذا الباب اللي هي فيه آآ تنوع شعب الايمان وفي ان يختار الانسان احسن العمل وان يختار لكل وقت افضل عمل فيه. ولكن وجدت الكلمة طالت فيمكن ان اجعل لكم آآ هذه الاقوال في آآ باذن الله تبارك وتعالى انا اريد هنا ان اختم بقول آآ ملخص لما تقدم هو الصدق مع النفس فمن كان صادقا مع نفسه ويرى فعلا انه آآ يتفرغ لطلب العلم وينجز فيه ولا ينشغل آآ بغيره عن طلب العلم ويرى انه حبب اليه طلب العلم ويريد ان يتعلم ليدعو الى الله ولينفع الناس. يمكن ان يقدم طلب العلم على بعض النوافل لكن من كان يراه انه يخدع نفسه بذلك وليس صادقا في طلب العلم فوالله آآ يجب عليه ان ان يفيق من هذه الغفلة وان يهتم بواجبات اليوم لاني اعرف ان كثيرا من الناس يمكن ان يضيع صلاة الجماعة ويمكن حتى ان يضيع صلاة الفجر بحجة انه سهران في طلب العلم انا اريد منك من البداية ان تكثر من دعاء الله تبارك وتعالى ان يصرف قلبك الى طاعته. وان تتعلم عمل اليوم والليلة وان تتعلم واجبات الاوقات. فاذا كنت مثلا تذاكر ووجدت اخا لك في حاجة شديدة يحتاجك. كلمه واقض حاجته. اذا كنت مثلا في قطار تقرأ ووجدت شابا يمكن ان تنصحه وان تنفعه فيمكن ان تقطع القراءة. المهم انك انت تكون ذكيا في هذا الامر مثلا وجدت اطفالا لا لا يحسنون القراءة. علمهم يقرأون آآ كتاب الله سبحانه وتعالى. علموهم القراءة والكتابة. فان تكن عاقلا وعندك بعد ذلك سيتبقى لك من الوقت يقينا ما آآ يكفيك باذن الله تبارك وتعالى كما قلت لك الوقت ببركته وليس بمدته ونسأل الله تبارك وتعالى طبعا ليس عندنا يعني انا ما اقوله لك هو مجرد اقتراح. ليه؟ لان ليس في هذه الامور يعني حق واضح بين اقول لك ان العمل الفلاني هو افضل الاعمال لك لأ. كل انسان بصير بنفسه. المهم ان تنشغل بطاعة الله. وان تعلم ان طلب العلم من اعظم من اعظم ما تضيفه الى يومك ومن اعظم ما تهدى به الى الخير. ومن اعظم ما يحجزك عن كثير من الشر ولا تسمع لاي احد يزاهدك في طلب العلم. طلب العلم بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبالقرآن وباحكام الشريعة وبسيرة النبي صلى الله عليه وسلم اليوم والليلة والله هو من خير ما آآ تملأ آآ تملأ به يومك فسل الله تبارك وتعالى الا يحول بينك وبين العلم شيء وان الله تبارك وتعالى بالعلم. اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا الى طاعتك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته