السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ابنائي الكرام. تقبل الله منا ومنكم فهذا هو الدرس الاول بعد آآ عطلة عيد الاضحى. المبارك اخبارك اه هذا الدرس هو الدرس الثالث من دروس اصدق الحديث واصدق الحديث هو كلام الله تبارك وتعالى في هذا الدرس نتكلم عن امور اربعة اولا نتكلم عن نزول القرآن في رمضان في ليلة القدر. وعن نزول القرآن مفرقا مدة بعثة النبي صلى الله عليه ثم نذكر بعض الحكم في ذلك. ثانيا نتكلم عن اسباب النزول. ثالثا نتكلم عن القرآن المكي والقرآن المدني اذكر بعض خصائص كل منهما كل منهما وآآ اخيرا نتكلم عن اول ما نزل من القرآن واخر ما نزل منه اولا يا ابنائي الله تبارك وتعالى انزل القرآن في ليلة مباركة. قال الله تبارك وتعالى شهر رمضان الذي انزل ففيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. وقال تبارك وتعالى انا انزلناه في ليلة مباركة وقال انا انزلناه في ليلة القدر. فنزول القرآن كان في شهر رمضان المبارك وكان في ليلة القدر والله تبارك وتعالى جعل القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. يعني جعل القرآن فيه بيان الهدى للناس. وجعل فيه كذلك آآ البينات على هذا الهدى الحجج والبراهين. وفيه كذلك الفرقان بين الحق والباطل. لكن الله تبارك وتعالى في اية اخرى بين ان القرآن لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة واحدة وانما يعني لم ينزل القرآن كله على النبي صلى الله عليه وسلم في مرة واحدة وانما نزل مفرقا في مدة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. من اول ما بعث الى ان توفي النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله عز وجل وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا. يعني الكفار قالوا هلا نزل القرآن على محمد جملة واحدة كما انزلت التوراة على موسى جملة واحدة ربنا تبارك وتعالى قال كذلك لنثبت به فؤادك. يعني ان الله انزل اية بعد اية ليصحح به عزم النبي صلى الله عليه وسلم ويقوي به نفسه وقال ورتلناه ترتيلا وآآ الترتيل هو الترسل. يعني نزل القرآن شيئا فشيئا. يعني ورتلناه ترتيلا يعني انزلناه مفرقا فكان النبي صلى الله عليه وسلم تنزل عليه الايات شيئا فشيئا نزل مفرقا مدة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من بعض الحكم في ذلك ان الله تبارك وتعالى كان يثبت به قلب النبي صلى الله عليه وسلم. فما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم من العلم بالله واسمائه وافعاله وقدر الله. وكذلك ما يذكر من قصص الانبياء وما آآ يبين الله تبارك وتعالى سنته مع اوليائه ومن يتبع هدى الله تبارك وتعالى وما يبينه من سنته تبارك وتعالى مع المجرمين المفسدين كل ذلك يثبت النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه. قال الله عز وجل وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك. وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ثانيا من الحكم في نزول القرآن مفرقا ابطال افتراء المشركين. المشركون كانوا يفترون على النبي صلى الله عليه وسلم الكريم. مرة يقولون ساحر كاهن مجنون انما يعلمه بشر مرة يقولون عن القرآن اساطير الاولين مرة اخرى يقولون افك افتراه. يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي افتراه وغير ذلك. مرة يقولون اضغاث احلام بل هو شاعر. ضربوا الامثال للنبي صلى الله عليه وسلم. فالله تبارك وتعالى كان يثبت النبي صلى الله عليه وسلم وينزل عليه من الايات ما يبطل به كذب هؤلاء اه وقال ابن عباس في بعض الروايات فكان المشركون اذا احدثوا شيئا احدث الله لهم جوابا. يعني ان الله كان ينزل ما يرد به على باطل هؤلاء آآ الحكمة الثالثة في ذلك تهيئة الصحابة لتلقي القرآن بما فيه من آآ التشريع آآ تعلمون الحديث الذي ذكرته قبل ذلك عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول انما نزل اول ما نزل منه يعني من القرآن سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار. حتى اذا ثاب الناس الى الاسلام نزل الحلال والحرام. ولو نزل اول شيء لا اشربوا الخمر لقالوا لن ندع الخمر ابدا. ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا ابدا. ثم ذكرت ام المؤمنين رضي الله عنها آآ ما نزل آآ من القرآن بداية وهو سورة القمر وآآ نظائرها وقالت وما نزلت سورة البقرة آآ سورة البقرة والنساء الا وانا عنده. يعني وهي عند النبي صلى الله عليه وسلم. فبينت ام المؤمنين رضي الله عنها ان نزول القرآن المكي بما فيه من الكلام عن عن الله تبارك وتعالى واسمائه وقدره وذكر الجنة والنار وقصص النبيين كان تهيئة لنفوس الصحابة. اللي يتلقوا ما جاء من تشريع الله تبارك وتعالى وكذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الامانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن ثم من القرآن ثم علموا من السنة. فهذا يبين بعض حكم نزول القرآن مفرقا. الحكمة الرابعة في ذلك هذا برهان على ان القرآن من عند الله. لماذا؟ لان الله تبارك وتعالى ينزل شيئا بعد شيء. والنبي صلى الله عليه وسلم يتلوه على وكل هذا متشابه يكمل بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا لا يختلف ليس بين القرآن اختلاف. قال الله عز وجل افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا تنزل على النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة. كلها متشابهة. يصدق بعضها بعضا. ويشهد بعضها لبعض. قال الله عز عز وجل الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم الى اخر الايات ومعنا متشابه هنا يعني يصدق بعضه بعضا لا يختلف خامسا من الحكم ايضا ان القرآن كان ينزل بحسب الوقائع والنوازل. وكان ينزل احيانا جوابا على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم. في ذكر القرآن مثلا ما حدث في غزوة بدر في غزوة احد. في غزوة تبوك. آآ وهذه احداث. فالقرآن كان ينزل يبين ما في هذا الحدث من العلم والهدى. كذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل يسأل عن الروح. كذلك قال الله عز وجل يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي. قال الله عز وجل يسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير والله عز وجل آآ كذلك يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه الى اخر آآ الايات. فالله سبحانه وتعالى كان ينزل من الايات آآ بحسب الوقائع وبحسب ما يستفتى فيه النبي صلى الله عليه وسلم اه من الحكم ايضا والله اعلم اه سهولة تلقي القرآن وتعلم القرآن الصحابة رضي الله عنهم كانوا آآ قد علموا ان هذا القرآن انزل ليتدبر وليتذكر به. ليس لمجرد القراءة او الحفظ ما يفعله كثير منا. وانما كانوا يعلمون ان هذا القرآن نزل للعلم والعمل قال عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه كان الرجل منا اذا تعلم عشر ايات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن وكذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لقد عشنا برهة من دهرنا واحدنا يؤتى الايمان قبل القرآن. وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم فنتعلم حلالها وحرامها وامرها وزاجرها وما وما ينبغي ان آآ نوقف عنده منها كما تعلمون انتم اليوم القرآن ثم لقد رأيت اليوم رجالا يؤتى احدهم القرآن قبل ان يؤتى الايمان فيقرأ ما بين فاتحة الى خاتمته ولا يدري ما ما امره ولا زاجره ولا ما ينبغي ان يوقف عنده منه. وينثره نثر الدقل. الدق اه اه الدقل. يعني التمر الرديء. يعني يبين بين اخذ الصحابة للقرآن الذي كان فيه العلم والعمل واخذ كثير من الناس الذين يكتفون فقط بمجرد القراءة او بمجرد الحفظ فنزول القرآن مفرقا كان يعين الصحابة على حسن التلقي وحسن العلم والعمل. آآ ثانيا اه نتكلم عن اسباب النزول. بعض الايات ابنائي الكرام كانت تنزل بسبب طبعا الايات كلها فيها من الايمان بالله والعلم به والعمل الصالح وبيان الاحكام والتشريع والقصص والاخلاق. لكن بعضها كان ينزل لسبب. من ذلك مثلا آآ رواية عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال ان ناسا من اهل الشرك كانوا قد قتلوا واكثروا وزنوا واكثروا. فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الذي تقول وتدعون اليه لحسن. لو تخبرنا ان لما عمل الا كفارة يعني هذا هذه الدعوة دعوة الاسلام دعوة عظيمة. ولكن نحن اسرفنا على انفسنا. وفعلنا كثيرا من الكفر والفسوق والعصيان. فهل لذلك كفارة في الاسلام فانزل الله تبارك وتعالى قوله والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. ونزل كذلك قول الله قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. فهذا سبب نزول طيب هل معنى ذلك ان هذه الاية خاصة بهم؟ لا الاعتبار هنا بعموم الاية. وليس بخصوص السبب الذي نزلت له. كذلك ورد كثير من اسباب النزول منها مثلا آآ حديث ابي مسعود الانصاري عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال لما نزلت اية الصدقة كنا نحامل يعني هما كانوا فقراء فكانوا يذهبون يحملون الصدقة الصدقات للناس حتى يعطون الاجرة ويكون معهم من المال ما ينفقونه في سبيل الله فتصدق بعض الصحابة بمال كثير. فقال المنافقون هو مراء. يعني يفعل ذلك رياء وتصدق بعض المسلمين بصاع يعني بشيء قليل. فقالوا ان الله لغني عن صاع هذا. فانزل الله قوله الذين يلمزون المطوع من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم يعني الله سبحانه وتعالى انزل ذلك ليبين حال هؤلاء المنافقين الذين يتهمون الصحابة بالرياء او يسخرون منهم اذا تصدقوا بالقليل فهذا بعض ما جاء في سبب النزول آآ من الامور المهمة التي سنتكلم عنها ايضا المكي والمدني. القرآن المكي هو ما نزل قبل الهجرة والقرآن المدني ما نزل بعد الهجرة. يعني القرآن كان ينزل في وقائع. لكننا نربطها بالزمن. فكل ما نزل قبل هجرة يسمون يسميه العلماء القرآن المكي. وما نزل بعدها حتى لو لم يكن في المدينة كان في اي مكان آآ يسمونه المدني آآ كل آآ كل صنف من القرآن المكي والمدني له خصائص القرآن القرآن المكي كان كثيرا ما يكون الكلام فيه عن الله واسمائه وافعاله وعن بدء الخلق وعن قصص الانبياء. وكذلك عن آآ قصة ادم وابليس والكلام عن اليوم الاخر والبعث والجزاء والحساب والجنة والنار ونعيم الجنة النار هكذا وكان فيه آآ دحض لشبهات المشركين اه المشركون كانوا يفترون على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى وعلى القرآن فكان في القرآن المكي براهين صدق النبي صلى الله عليه وسلم. وكان فيه كذلك من القصص ما يثبت به النبي صلى الله عليه وسلم ويثبت المؤمنين وفيه كذلك ذكر عاقبة المؤمنين وعاقبة المجرمين آآ من السور المكية سورة الانعام وسورة الاعراف. وآآ سورة يونس وهود ويوسف وابراهيم والحجر والنحل والاسراء والكهف ومريم وطه والانبياء والمؤمنون والفرقان وغيرها القرآن المدني فيه تفصيل العبادات لان النبي صلى الله عليه وسلم ذهب الى المدينة وصار يعني امة الاسلام وصار آآ يعني هناك كدولة آآ للاسلام فجاء تفصيل العبادات والمعاملات والحدود والشرائع. فيه كذلك دعوة اهل الكتاب اليهود نصارى وفيه بيان احوال ضلال هؤلاء اليهود والنصارى وفيه اقامة الحجج عليهم. فيه كذلك بيان خصال المنافقين. المنافق كن هم الذين اظهروا الايمان وابطال الكفر خوفا من دولة الاسلام فكان القرآن يذكر احوالهم كما جاء في آآ سورة التوبة وآآ غيرها من السور. سورة المنافقون. آآ كذلك من خصائص القرآن المدني طول الايات بخلاف القرآن المكي كانت الاية فيه غالبا قصيرة لماذا تطول الايات حتى يعني تفصل الاحكام فيها؟ طيب من القرآن من القرآن المدني سورة البقرة سورة آآ بعمران سورة النساء سورة المائدة. سورة الانفال التوبة النور الاحزاب سورة محمد. سورة الفتح الحجرات الحديد المجادلة الحشر الممتحنة الصف الجمعة. سورة المنافقون. سورة الطلاق. سورة التحريم. سورة النصر. وغيرها. طبعا سورة الفاتحة فيها خلاف ولكن الاقرب انها نزلت آآ بمكة اول ما نزل من القرآن هو آآ سورة اقرأ كما اخذناها في الدرس السابق. لما نزل بها جبريل اقرأ باسم ربك الذي خلق سورة العلق واخر ما نزل من الايات هو قول الله تبارك وتعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ادي اخر اية وما بعدها اللي هي اية الدين. في سورة البقرة واخر سورة نزلت هي سورة اذا جاء نصر الله والفتح ماذا نكون قد انتهينا من هذا الدرس؟ ونسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا آآ كتابه وان يهدينا وان يسددنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته