ثالث من آآ تعلم محكمات الاسلام ومحكمات الاسلام هي الامور الكبرى في دين الاسلام. التي جاء ذكرها كثيرا في كتاب الله وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهي في الايمان والعمل الصالح والاخلاق واليوم نتحدث عن اثر العلم بالله تبارك وتعالى على المسلم. اولا اعظم حق لله على عباده ان يعبدوه والا يشركوا به شيئا هذا اعظم حق اخلاص الدين لله تبارك وتعالى لكن كيف يقوم العبد بهذا الحق يقوم العبد بهذا الحق بقدر علمه بالله. كلما كان الانسان اكثر علما بالله كلما كان اكثر عملا لله تبارك وتعالى عبادة الله عز وجل فيها الايمان بالله والاسلام لله وحمد الله وتسبيح الله وتعظيمه وتكبيره وحبه واخلاص الدين له وشكره وتمجيده والخوف منه والرغبة اليه وهبة اليه وطاعته والتوكل عليه واستعاذته واستهداؤه واستغفاره وخشيته والتوبة اليه وغير ذلك مما بينه الله تبارك وتعالى من عبادته قال الله عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء كلما كان العبد اكثر علما بالله كان اكثر علما بما يوجب عليه ان يعبد الله تبارك وتعالى. فاذا علم فالعبد قدرة الله عظمه. واذا علم العبد رحمة الله استغفره ورجا الخير منه تبارك وتعالى. واذا علم العبد قوة الله وانه اخذ بنواصي العباد فانه يتوكل عليه. وهكذا لما ازداد الانسان علما بربه تبارك وتعالى ازداد عملا له لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فوالله لانا اعلمكم بالله واشدكم له خشية آآ العلم بالله آآ والعلم بوعد الله وبوعيد الله الوعد يعني بالجنة والوعيد بالنار. هذا سبب في زيادة الايمان زيادة العمل الصالح اقرأ عليكم حديثا عظيما في هذا المعنى قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون اهل الذكر فاذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا الى حاجتكم قال فيحفونهم باجنحتهم الى السماء الى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو اعلم منهم ما يقول عبادي؟ قالوا يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك. قال هل رأوني الله سبحانه وتعالى يقول للملائكة عن عباده الذين يسبحونه ويكبرونه ما دونه ويمجدونه هل رأوني؟ تقول الملائكة لا والله ما رأوك فيقول كيف لو رأوني قال الله آآ قالت الملائكة لو رأوك كانوا اشد لك عبادة واشد لك تمجيدا وتحميدا واكثر لك تسبيحا هذا الحديث يدل على هذا المعنى الذي اريده في هذا الدرس. ان العبد بقدر علمه بالله يزداد عملا لله زادوا ذكرا لله تبارك وتعالى بلسانه وبقلبه وبعمله. لان كل عمل صالح فهو ذكر لله. وكل بترك للمعصية فهو ذكر لله فالعبد كلما كان عالما بالله يحبه اكثر. ويخلص الدين اليه ويرجوه ويخاف منه ويخشاه كذلك اذا علم العبد برحمة الله فانه يكثر استغفاره وهذا حديث عظيم. قال النبي صلى الله عليه وسلم ان عبدا اصاب ذنبا. فقال يا رب اذنبت فقال الله عز وجل علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب غفرت لعبدي يعني الانسان كما يعلم ان الله نهاه عن الذنب. وان الله قد يعاقبه بالذنب فانه يعلم كذلك سعة رحمة الله. وان الله غفور رحيم. فهذا هو الذي يشجعه على الاستغفار. لذلك قال الله عز وجل في صفة المتقين والذين حين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. فانت ولدي اه تعلم ان ربك تبارك وتعالى نهاك عن المعصية. لكن اذا يعني قصرت فوقعت في المعصية. الله سبحانه وتعالى علمك كما الذي يجب ان تفعله وهو ان تستغفر الله عز وجل. قال الله عز وجل ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم استغفر الله يجد الله غفورا رحيما. كذلك ابنائي الكرام اية اخرى عظيمة تبين اثر العلم على عبادة العبد قال الله عز وجل في صفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما. يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب. يعني الله سبحانه وتعالى يبين حال النبي صلى الله عليه وسلم وحال المؤمنين الصادقين انهم قانتون لله. القنوت هو دوام الطاعة امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما طيب ما الذي جعله يقوم بين يدي الله ويتحمل هذا الامر ويحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. ثم بين الله سبحانه وتعالى ان العلم بالله هو الذي اه حثه على تلك العبادة. قال الله عز وجل قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب. فالعبد العالم بالله والعالم بما اعده الله للمتقين في الجنة. والعالم كذلك بالنار وما فيها من العذاب. هذا العلم على ان يترك ما نهى الله عنه وان يجاهد نفسه للعمل بطاعة الله. ايضا العلم بالله يجعلك عظيم الرجاء في الله. يعني عندك رجاء في الله. عندك امل كما نقول. يعقوب عليه السلام لما اه اخبره اه ابناؤه بان آآ اباه ابنه سرق تمام؟ هم كانوا يظنون ذلك فماذا فعل؟ طبعا الان هو فقد ولدين. فقد يوسف واخاه. فماذا فعل؟ قال الله عز وجل وتولى عنهم وقال يا اسف على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم. يعني عمي يعقوب عليه السلام. وكظم غيظه تمام قال الله عز وجل يذكر ان ابناءه رأوه على هذه الحال. قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا او تكون من الهالكين يعني قالوا له خلاص انت لن تجد يوسف. فاذا بكيت عليه مهما بكيت فلن تجده. فماذا قال؟ قال انما اشكو بثي في وحزني الى الله واعلم من الله ما لا تعلمون. يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه. ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. يقول لهم انا لا اشكو لكم المؤمن لا يشكو للناس. وانما يشكو لله تبارك وتعالى لان شكواه للناس لا تنفعه. بل تزيد مصيبته. لكن يشكو تبارك وتعالى ويسأل الله عز وجل ان يفرج كربه. قال انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم من الله ما لا تعلمون فلانه يعلم عن الله ان الله تبارك وتعالى قوي عزيز كريم رحيم غفور عظم رجاؤه ثم حثهم على الاخذ بالاسباب. يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه. ونهاهم ان ييأسوا من روح الله لان المؤمن لا ييأس من روح الله فلما جاء يوسف عليه السلام ويعني آآ القى قميصه على وجه ابيه فارتد بصيرا. طبعا يوسف ارسل قميصه مع آآ البشير الذي ارسله ثم ارتد يعقوب بصيرا قال الم اقل لكم اني اعلم من الله ما لا تعلمون. يعلم ابناءه ان يعظم رجاؤهم في لله تبارك وتعالى. اخر ما نتكلم عنه في هذا الامر وهو التوكل على الله ما الذي يجعلني اعتمد على الله واتوكل عليه واستعين به واستهديه ولا اعقد قلبي على غير الله. بعض الناس مثلا بعض الاولاد آآ في اي امر من امور حياتهم يعلق رجاءه في غير ويتوكل على غير الله. الله سبحانه وتعالى يعلمك ان تتوكل عليه وحده. قال الله عز وجل وتوكل على الحي الذي لا يموت كود عليه السلام النبي الكريم ورسول الله الكريم اتهمه قومه قالوا ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء. يعني يقولون انت مجنون. الالهة وهي الاصنام اصابتك بالجنون. فماذا قال قال اني اشهد الله واشهدوا اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم يقول لهم انا لا اخاف منكم ولا اخاف من الهتكم انا توكلت على الله كيدوني جميعا يعني افعلوا ما شئتم من المكر والكيد لاصابتي فلن تصيبوني بشيء لماذا اني توكلت على الله ربي وربكم فهو ربي مالكي وخالقي. وكذلك هو ربكم اه ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها يعني هو مالكها وهو ربها وهو مدبرها فانا لا اخاف منكم وانما اخاف من الله واتوكل على الله تبارك وتعالى. اذا يا ابنائي الكرام يجب ان نتعلم عن الله ماءه وافعاله. هذا هو الذي يجعلنا نؤمن به ونزداد ايمانا بذلك. وآآ كذلك يجعلنا نحب الله اكثر ونكون اشد حبا لله. وكذلك نكثر من ذكر الله ونعظم ونعظم الله تبارك وتعالى. ونخاف منه ونرجو خيره ونستهديه. يعني نسأله الهداية وكذلك نستغفره اذا صدر منا ذنب. وكذلك نتوب عليه فلذلك قال الله عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء. نسأل الله عز وجل ان يجعلنا من اهل العلم به. وان ينفعنا بهذا العلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته