السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ابنائي الكرام اهلا وسهلا ومرحبا بكم في هذه الحلقة الثانية من حلقات احسن الاخلاق سبق ان ذكرنا ان الخلق هو الهدي وهو العمل وهو الدين وكل انسان في هذه الدنيا له عمل وله خلق وله دين يدين به. يعني لابد ان يكون عنده تصور يعني له علم وعنده تصرف يعني عمل. فمن هو احسن الناس عملا ودينا وهديا في هذه الحياة الدنيا الله تبارك وتعالى علمنا من هو احسن الناس دينا قال الله تبارك وتعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا اولا اعظم خلق لاي انسان في هذه الحياة الدنيا ان يسلم لرب العالمين ان يخلص الدين لله تبارك وتعالى الذي خلقه الذي رزقه الذي دبر امره الذي انعم عليه بكل هذه النعم فاعقل الناس واحسن الناس دينا هو الذي يسلم وجهه ويسلم وجهه لله تبارك وتعالى الذي خلق ورزقه ودبر امره وانعم عليه احسن يعني اصح وافضل واحق والدين هو العلم والعمل والاسلام لله له معنيان. اخلاص الدين لله يعني لا تعبد الا الله تبارك وتعالى والمعنى الثاني طاعة الله تبارك وتعالى. ان تقبل كل ما امر الله تبارك وتعالى به. وان تعمل به لله سبحانه وتعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. الاحسان في العبادة هو ان تكون خالصة لله تبارك تعالى وان تتبع فيها امر الله. يعني ان تتبع فيها سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وان تعبد الله عز وجل حبا له واخلاصا له وتعظيما له ورجاء ثوابه وخوفا منه وشكرا لنعمته فكلما كان العبد يعبد ربه اخلاصا وحبا وخوفا وطمعا وشكرا كلما كان محسنا في عبادته ثانيا قال الله عز وجل واتبع ملة ابراهيم حنيفا ملة ابراهيم هي ملة الاسلام وجميع الانبياء كان دينهم الاسلام قال الله عز وجل ان الدين عند الله الاسلام. وقال الله عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين طيب لماذا خص الله سبحانه وتعالى ابراهيم بالذكر؟ لان اليهود والنصارى كانوا يزعمون ان ابراهيم كان يهوديا او نصرانيا وكان المشركون يعني المشركون من العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا كذلك يزعمون ان ابراهيم كان شريكان يعني كان يعبد الاصنام. فالله تبارك وتعالى كذب هؤلاء جميعا. وبين ان ابراهيم كان مسلما لله تبارك وتعالى قانتا حنيفا ولم يك من المشركين. قال الله عز وجل ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مشركا. آآ اسف ما كان ابراهيم يهودي ولا نصرانيا. ولكن كان حنيفا مسلما. وما كان من المشركين فابراهيم عليه السلام الله سبحانه وتعالى ذكر عنه هذا قال الله عز وجل اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين. ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون فابراهيم لم يكن مشركا ولم يكن يهوديا ولم يكن نصرانيا. ثالثا ابراهيم عليه السلام علم قومه اخلاص الدين لله. قال اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات الارض حنيفة وما انا من المشركين. يقول لهم انا وجهت وجهي لفاطري خالقي الذي ابتدأ خلقي. فهو احق العبادة لانه هو الذي خلقني وفي اية اخرى في سورة الشعراء قال ابراهيم عليه السلام لقومه افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين. والذي هو يطعمني ويسقين. واذا مرضت فهو يشفين. والذي يميتني ثم يحيين والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين يقول لهم ان الرب الذي خلق وهدى وهو الذي يشفيني اذا مرضت وهو الذي يغفر ذنبي احق ان اعبده وان اسلم وجهي له كذلك ذكر الله سبحانه وتعالى ان ابراهيم عليه السلام كان مطيعا لله كان مسلما لامر الله. لما امره الله الله تبارك وتعالى بذبح ولده واخبر ابراهيم عليه السلام ولده بهذه الرؤيا اسلم ابراهيم لحكم الله واسلم كذلك ولده. قال الله عز وجل فلما اسلما وتله للجبين وناديناه ايا ابراهيم قد صدقت الرؤيا فهذا التسليم يا ابنائي معناه اخلاص الدين لله وطاعة امر الله الدين وهذا هو الامر الثالث الدين هو العلم والعمل هو الخلق هو آآ التصرف كل انسان في هذه الدنيا له دين الله سبحانه وتعالى ذكر ان احسن الدين هو الاخلاص لله وطاعة امر الله طيب ما هو اسوأ الدين ما هو ابطل الدين؟ قال الله عز وجل ارأيت من اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه وكيلا وقال في الاية الاخرى الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا. يعني انسان يعيش في الدنيا يلهو ويلعب لا يعبد الله. اغتر بهذه الدنيا لا يخلص الدين لله ولا يطيع امر الله. يفعل آآ ما يفعل ما ياتي في هواه وانما الدين الحق ان تخلص لله وان تتبع امره واخيرا في هذا الدرس ابين معنى التسليم. التسليم يعني اذا جاءك نبأ عن الله في كتاب الله جاءك اي خبر تصدق به واذا امرك الله تبارك وتعالى او امرك النبي صلى الله عليه وسلم وعليه وسلم باي امر يجب ان تقبل هذا الامر وان تستجيب له وان تطيع الله تبارك وتعالى ورسوله. قال الله عز وجل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وقال الله عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. يعني اذا جاءنا حكم عن الله تبارك وتعالى او عن رسول الله صلى الله عليه وسلم امر او نهي يجب ان نقبل هذا الحكم ويجب ان نستجيب له لا يحق لنا ان نجادل او ان نعترض او ان نفترض ان غير هذا الحكم احسن منه لذلك قال الله عز وجل ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا. حنيفا يعني مائلا عن شرك حنيفا يعني مطيعا لامر الله مستقيما على امر الله وهو الصراط المستقيم. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا ونسأل الله تبارك وتعالى ان يجعلنا مسلمين له تبارك وتعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته