السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على النبي محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا صباح الخير يا شباب هذا هو الدرس الخامس من قراءتنا لكتاب الحسنة والسيئة للامام ابن تيمية رحمه الله وهو الكتاب الذي قصد فيه الامام رحمه الله ان يبين المعاني والحكم في قول الله تبارك وتعالى ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك وصلنا الى صفحة آآ ستة واربعين وآآ كان الامام رحمه الله يتكلم في استطراد آآ عن من اخطأوا في باب القدر. بدأه من آآ صفحة آآ ثلاثة واربعين لما قال وهذا الموضع ضل فيه فريقان ظل فيه فريقان من الناس من الخائضين في القدر ورد عليهم ورد عليهم رحمه الله وبين ان هذا الاستطراد يعني آآ لم يكن مقصودا في كلامه هو انه توسع فيه في غير هذا الموضع وذكرنا ان الموضع الذي توسع فيه ابن تيمية رحمه الله في كتبه والتي تكلم فيها عن باب القدر وكذلك الحمد لله وكذلك التي آآ تكلم فيها عن آآ النبوات ونحن الان وصلنا الى صفحة ستة واربعين قال رحمه الله والمقصود هنا على قوله والمقصود هنا الكلام على قوله ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك. وان هذه تقتضي ان العبد لا يزال شاكرا مستغفرا ابن تيمية رحمه الله بين لماذا جمع الله وفرق بين الحسنة والسيئة؟ فقال قل كل من عند الله ثم فرق بينهما فقال ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك. وبين ان الحكمة العظيمة من ذلك ان الله ذكر ما ينفع العبد فاذا علم العبد ان ما به من نعمة فمن الله سواء آآ العمل الصالح او آآ النعمة التي رزقها العبد اذا علم انها من الله بقي شاكرا. ولم يغتر بنفسه. ولم ينسب الفضل الى نفسه. واذا علم ان السوء والشر والسيئات من نفسه وان المصائب تصيبه بسبب ذنوبه فان ذلك ينفعه لانه يبقى مستغفرا ويسعى في ازالة ذلك السبب الذي نتجت عنه المصيبة فانفع ما للعبد هنا ان يعلم ان ما به من نعمة فمن الله وما به من مصيبة فمن نفسه قال رحمه الله وقد ذكر احنا في صفحة ستة واربعين شباب اخر سطرين قال رحمه الله وقد ذكر ان الشر لا يضاف اه وقد ذكر ان الشر لا يضاف الى الله الا على احد الوجوه الثلاثة وقد تضمنت وقد تضمنت الفاتحة للاقسام الثلاثة آآ هو سبحانه الرحمن الذي الرحمن الذي وسعت ورحمته كل شيء. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ارحم بعباده من الوالدة بولدها وقد سبقت وغلبت رحمته غضبه وهو الغفور الودود الحليم الرحيم. فارادته اصل كل خير ونعمة وكل خير ونعمة فمنه وما بكم من نعمة فمن الله وقد قال تعالى وقد قال سبحانه انبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم. وقال تعالى اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم المغفرة والرحمة من صفاته المذكورة باسمائه فهي من موجب نفسه المقدسة ومقتضاها ولوازمها. واما العذاب فمن مخلوقاته فمن مخلوقاته الذي خلقه بحكمة هو باعتبارها حكمة ورحمة. فالانسان لا يأتيه الخير الا من ربه واحسانه وجوده. ولا يأتيه الشر الا من نفسه فما اصابه من حسنة فمن الله وما اصابه من سيئة فمن نفسه يعني ابن تيمية رحمه الله يا شباب كما سبق آآ بين هنا آآ المعاني آآ في قول الله تبارك وتعالى وما اصابك من سيئة فمن نفسك وبين ان الخير من الله وان الشر من العبد. وآآ هذا آآ مما يبينه قول القول المنسوب لعلي ابن ابي طالب وهو قول من الاقوال العظيمة جدا انه قال لا يرجون عبد الا ربه ولا يخافن عبد الا ذنبه وسيأتي معنا ان شاء الله شرح هذا الكلام وقد اه بينت قبل ذلك في مواضع ولكن سيأتي ان شاء الله رسالة خاصة للامام ابن تيمية شرح فيها هذا القول. وهو منسجم جدا مع معنى هذا الكلام آآ اليوم ان شاء الله سيكون كلام الامام ابن تيمية رحمه الله في هذه الاية عن كاف الخطاب هذه ما اصابك هل المراد هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ وهل المراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده ام آآ مراد الامة ام تراد الامة ولا يراد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا اه من المواضع التي اختلف فيها بشكل عام آآ مواضيع كثيرة جدا في تأتي في القرآن. آآ يوجه فيها الامر لرسول الله صلى الله عليه وسلم او تأتي كاف الخطاب يا ايها النبي اتق الله. وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. مثلا في قول الله تبارك وتعالى لان اشركت ليحبطن عملك ولا تكونن من الخاسرين بل الله فاعبد فهذه الايات كثيرة جدا في القرآن فلابد لطالب العلم ان يعرف كلام العلماء حولها هل المقصود هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وآآ وحده ام المقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم وتدخل الامة معه آآ او المقصود الامة وليس المقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن تيمية هنا سيحاول ان يشرح ذلك بعد ان يذكر كلام اهل العلم. وفي رأيي ان هذا من اهم المواضع صفحة سبعة واربعين احد بيسأل صفحة كم؟ صفحة سبعة واربعين قال رحمه الله وقوله وما اصابك اما ان تكون كاف الخطاب له صلى الله عليه وسلم كما قال ابن عباس وغيره. وهو الاظهر لقوله بعدها بعد ذلك وارسل ارسلناك للناس رسولا. واما ان تكون لكل واحد من الادميين كقوله يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم. لكن هذا ضعيف فانه لم يتقدم هنا ذكر الانسان ولا مكانه ذكر الانسان ولا مكانه آآ وانما تقدم ذكر طائفة قالوا ما قالوه فلو اريد ذكرهم لقيل ما اصابهم من حسنة فمن الله وما اصابهم من سيئة كذا كذا يبقى نلاحظ هنا يا شباب آآ ان ابن تيمية رحمه الله آآ يبين كاف الخطاب هنا. ونلاحظ انه يرجح ان الاظهر ان المراد هنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم والسبب في ذلك آآ ان هذا هو الاصل يعني ربنا يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك وارسلناك للناس رسولا فالكاف هنا يعني متفقة آآ فقال والقول الاخر ايه وايه اما ان تكون لكل واحد من الادميين كقول يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم؟ فقال هذا ضعيف. لماذا يعني طبعا القول الثاني ماذا يقصد الشباب؟ يقصد لكل واحد من الادميين يعني غير رسول الله صلى الله عليه وسلم لان بعض الناس فسروا هذه الاية فقالوا ليس المراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يأتي لظنهم آآ يعني سيأتي الكلام عن هذا هي مسألة التي تكلموا فيها في عصمة الانبياء وهذه المسألة فيها كلام كثير. ان شاء الله تقدم شيء منه وسيأتي بيانه ان شاء الله. فهم لظنهم ان هذه الاية تقتضي آآ ان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيبه من سيئة فمن نفسه. وان هذا ربما يعني يشعر بانتقاص. فلذلك قالوا لا ليس المراد رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم بل المراد غيره. يعني قالوا الخطاب له والمراد غيره. وهذا ليس صحيحا بل ما جاء في القرآن من ذلك فاول من يدخل فيه والنبي صلى الله عليه وسلم. وسيأتي بيان المعاني ان شاء الله ابن تيمية هنا يرجح القول الاول آآ بقرينة او بشاهد انه قال وارسلناك للناس رسولا وكذلك ان هذا هو الاصل وهذا هو تفسير الصحابة ومن بعدهم آآ الامر الثاني ان اننا لو قلنا المراد هنا آآ غير آآ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ضعيف لانه لم يتقدم ذكر الانسان من هنا وانما تقدم ذكر طائفة قالوا آآ يعني اللي هم قالوا آآ قال الله عنهم آآ اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشايدة وان تصيبوا حسنة يقولوا هذه من عند الله الله سبحانه وتعالى لم يقل ما اصابهم من حسنة وما اصابهم من سيئة وانما قال ما اصابك فواضح هنا ان الكلام ان الكاف هنا ايراد بها النبي صلى الله عليه وسلم. سنفهم لماذا اه يعني رجح ابن تيمية هذا القول قال لكن خوطب الرسول بهذا لانه سيد ولد ادم. واذا كان هذا حكمه واذا كان هذا حكمه كان هذا حكم غيره بطريق الاولى والاحرى. كما في مثل قوله اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين وقوله لئن اشركت لاحبطن عملك وقوله فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك آآ ثم هذا الخطاب نوعان نوع يختص لفظه به لكن يتناول غيره بطريق الاولى كقوله يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضات ازواجك. ثم قال قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم. يعني يقصد لكم هنا هي كاف للمخاطبين قال ونوع قد يكون خطابه به خطابا لجميع الناس كما يقول كثير من المفسرين الخطاب له والمراد غيره وليس المعنى انه لم يخاطب بذلك بل هو المقدم فالخطاب له خطاب لجميع الجنس البشري. وان كان هو لا يقع منه ما نهي عنه ولا يترك ما امر به. بل هذا يقع من غيره. كما يقول ولي الامر للامير سافر غدا الى المكان الفلاني. اي انت ومن معك من العسكر. وكما ينهى اعز من عنده عن شيء فيكون نهيا لمن دونه وهذا معروف من الخطاب سبق شباب في كتاب في آآ عدد من الكتب منها كتاب الاستغاثة في الرد على البكري آآ هذا الكلام وهو آآ ان يخص اشرف الناس واعلاهم بامر او نهي. وليس معنى ذلك انه آآ سيعصي الامر او اه او انه سيفعل النهي وانما هو خطاب له وكذلك ذكرنا قاعدة ان تعليق الحكم على شرط لا يستلزم وقوع الشرط كما في قول الله سبحانه وتعالى لئن اشركت لاحبطن عملك اه وكذلك في قول الله تبارك وتعالى آآ من يأتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها كل هذه آآ احكام علقت على شروط لا يستلزم وقوع الشرط فهنا الامام ابن تيمية رحمه الله يبين الخطأ المشهور ان كثيرا من المفسرين يأتي الى مثل هذه الايات فيقول لا ليس المقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم بل المقصود امته وهذا ليس صحيحا. انما اول من يدخل في الامر والنهي هو النبي صلى الله عليه وسلم لشرفه وآآ ليس معنى ذلك ان ان النبي صلى الله عليه وسلم آآ وقع منه هذا الشرط مثلا فان كنت في شك مما انزلنا اليك ليس المراد انه حصل منه شك ولكن الله يبين الحكم على فرض هذا التقدير او على فرض هذا الشرط وانا لما تتبعت في القرآن الامر والنهي للنبي صلى الله عليه وسلم وجدت اكثر من امر ونهي وذلك لشرفه وذلك لمقامه عند الله تبارك وتعالى وكلما يعني آآ عظم قدر الانسان آآ كثر آآ كثرت عباداته وكثر الامر والنهي له. وبهذا تميز الانبياء عليهم السلام فاذا كاف الخطاب هنا آآ كما بين الامام رحمه الله انه او ان اول من يدخل فيه هو النبي صلى الله عليه وسلم ثم هو خطاب لجميع من بعده. واذا كان النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم قد امر ونهي فمن بعده اولى ان يؤمر وينهى طيب قال وليس المعنى انه لم يخاطب بذلك بل هو المقدم في الخطاب له خطاب لجميع الجنس البشري وان ما نهي عنه ولا يترك ما امر به قال بل هذا يقع من غيره كما يقولوا خلاص دي انهيناها. فقوله ما اصابك من حسنة فمن الله. وما اصابك من سيئة فمن نفسك. الخطاب له صلى الله عليه وسلم وجميع الخلق وجميع الخلق داخله في هذا الخطاب بالعموم وبطريق الاولى بخلاف قوله وارسلناك للناس رسولا يبقى اذا الامام رحمه الله هنا شباب يبين ان كاف الخطاب ليست دائما تكون للنبي صلى الله عليه وسلم ولمن بعده قد تكون خاصة به يعني مثلا قول الله سبحانه وتعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم آآ والذين جعلوا هذا عام عاما في كل الناس اخطأوا لان سورة الضحى بتتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون من وجه ما المسلم ينتفع من هذا مثلا اذ ان الله اذا اعطاه فانه يتحدث بنعمة الله ونحو ذلك. لكن هذا يراد به النبي صلى الله عليه وسلم وارسلناك للناس رسولا. هذه كاف الخطاب لا شك انها خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم آآ طيب قال بخلاف قوله وارسلناك للناس رسولا فان هذا له خاصة ولكن من يبلغ لأ قال ولكن من يبلغ عنه يدخل في آآ معنى الخطاب آآ كما قال صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولا ايه نعم وقال نضر الله امرأ سمع مني منا حديثا فبلغه الى من لم يسمعه وقال ليبلغ الشاهد منكم وقال ان العلماء ورثة الانبياء قال تعالى واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ. يعني يقصد انها ان كل من بلغ عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخطاب يدخل في يعني انه يدخل ايضا في هذا المعنى انه بلغ الناس وكأنه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الناس قال والمقصود هنا ان الحسنة مضافة الى الله. طبعا هو يرجع هنا شباب للكلام الذي بدأه. لو تذكرون آآ لماذا فرق بين الحسنات والسيئات؟ اللي هي بدأت معنا في الصفحة اه ثمانية وثلاثين لي آآ فان قيل اذا كانت الطاعات والمعاصي مقدرة آآ مقدرة والنعم والمصائب مقدرة فما الفرق فما الفرق الحسنات التي هي النعم والسيئات التي هي المصائب. هو يستمر في بياني لماذا اضيفت الحسنة الى الله واضيفت السيئة الى النفس او الى الانسان قال والمقصود هنا ان الحسنة مضافة اليه سبحانه من كل مضافة اليه كما خلق الحسنة. فلهذا قال كل من عند الله ثم انه انما خلقها لحكمة ولا تضاف اليه من جهة انها سيئة. بل تضاف الى النفس التي تفعل افعلوا الشر بها لا لحكمة وتستحق ان يضاف الشر والسيئة اليها ان يضاف الشر والسيئة اليها فانها لا تقصد بما تفعله من الذنوب خيرا. يعني هو يفرق هنا بين تقدير الله للذنب وخلق الله للذنب وانه يخلقه لحكمة تبارك وتعالى وبين فعل الانسان منا للذنب. فالانسان منا اذا فعل الذنب لا يفعله لحكمة وانما يفعله لهوى نفسه فبالتالي هو شر يعني اه لكن الله سبحانه وتعالى اذا قدره وخلقه وشاءه فانما يشاءه لحكمة. فهذه الحكمة هي التي تضاف اليه ومن هنا الشر ليس اليه تبارك وتعالى قال فانها لا تقصد بما تفعله من الذنوب خيرا يكون خيرا يكون فعله لاجله ارجح هو هنا بيعمل فصلات اظن خطأ. لان تقدير الكلام فانها لا تقصد بما تفعله من الذنوب خيرا يكون. فيكون هذا صفة لايه؟ لخير يكون فعله لاجله ارجح. بل ما كان بل ما كان هكذا فهو من باب الحسنات. ولهذا كان فعل الله حسنا لا يفعل قبيحا ولا سيئا قط قال وقد دخل في هذه سيئات الجزاء والعمل سيئات الجزاء يا شباب اللي هي العقوبات التي تصيبنا بسبب ذنوبنا يعني في قول النبي صلى الله عليه وسلم نعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. لان الانسان حينما يفعل الذنب فربما يصاب بسبب هذا الذنب يحرم من خير كان يفعله يصيبه غم وهم يعني آآ نلاقي آآ وربما عوقب بان يسهل عليه ذنب اخر او يقع بسبب الذنب الاول في ذنب ثاني. وهكذا فهذه عقوبات الاعمال ابن تيمية هنا بيقول وقد دخل في هذا سيئات الجزاء والعمل لان المراد بقول ما اصابك من حسنة ومن سيئة النعم والمصائب. كما تقدم آآ لكن اذا كانت المصيبة من نفسه يعني من نفس الانسان لانه اذنب فالذنب من نفسه بطريق الاولى. فالسيئات من نفسه بلا ريب وانما جعلها جعلها منه مع الحسنة بقوله قل كل من عند الله كما تقدم لانها لا تضاف الى الله مفردة بل اما في العموم كقوله كل من عند الله. وكذلك الاسماء التي فيها ذكر الشر لا تذكر الا مقرونة. كقولنا الضار نافع المعطي المانع المعز المذل. او مقيدة كقوله ان من المجرمين منتقمون. هذه في رأيي من الفوائد المهمة جدا في باب اسماء الله وافعاله علي تبارك وتعالى ان من اسماء الله سبحانه وتعالى ما لا ينبغي ان يذكر الا في سياقه مثل مثلا صفة المكر واصفة الخداع وآآ وكذلك آآ صفة الاستهزاء كل هذه الصفات آآ هي منها وجه حسن. آآ ذكره الله سبحانه وتعالى مثلا انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا مثلا آآ الله يستهزئ بهم. او يخادعون الله وهو خادعهم. فلابد ان تذكر في سياقها لان الكمال فيها ان تذكر هكذا آآ مثلا صفة الانتقام ان من المجرمين منتقمون. لا لا يقال بشكل عام ان الله منتقم. وانما يقال ان الله منتقم من من المجرم مثلا وهكذا فابن تيمية رحمه الله يريد هنا ان يقول ان الحسنة تضاف الى الله من كل وجه الحسنة سواء هي فعل الحسنات او النعم التي آآ يرزقها الناس طيب السيئة السيئة لا تضاف الى الله الا من جهة العموم. كأن نقول كل من عند الله. خلاص؟ او انها تضاف آآ من جهة من جهة آآ ان الله خلقها وقدرها آآ واضح فابن تيمية هنا بشكل عام بقى يعطيك فائدة ان من اسماء الله تبارك وتعالى ما لا ينبغي ان يذكر الا في سياقه الذي ذكره الله آآ ومنها كذلك آآ ما آآ ما ذكره الله سبحانه وتعالى آآ مثلا ان من المجرمين منتقمون اه فهنا هنا قيد واضح فالانسان ينبغي ان يتبع ذلك. مسلا المكر والخداع والكيد والاستهزاء والنسيان اه نسوا الله فنسيهم فانا في رأيي ان هذه الافعال لا تذكر الا في سياقها الذي جاء في القرآن. بعكس مثلا الصفات الاخرى وربك الغفور ذو الرحمة. وهكذا قال وكل ما خلقه مما فيه شر جزئي اضافي ففيه من الخير العام والحكمة والرحمة اضعاف ذلك يعني هذه قاعدة ان ابن تيمية رحمه الله يقول كل ما هو موجود من الشر آآ هو شر جزئي اضافي يعني لا يمكن ان يكون شرا من كل وجه. هذا سبق بيانه ويكون فيه خير عام آآ ربما يعلم الانسان منه شيئا وربما لا يعلم هنا هيضرب امثال بقى. قال مثل ارسال موسى الى فرعون فانه حصل به التكذيب والهلاك لفرعون لفرعون وقومه. وذلك شر بالاضافة اليه لكن حصل به من النفع العام للخلق الى يوم القيامة والاعتبار بقصة فرعون ما هو الا خير خير عام. يعني يعني ابن تيمية بيضرب مثال هنا ان فرعون كذب موسى وهذا شر لكنه شر جزئي لكن حصل به اهلاك فرعون واهلاك قوم فرعون وكذلك حصل به نفع عام للخلق اه وانهم اعتبروا بقصة فرعون قال فانتفع بذلك او فانتفع بذلك اضعاف اضعاف آآ فانتفع بذلك اضعاف اضعاف من استبصر به. كما قال تعالى فلما اسفونا انتقمنا منه فاغرقنا اجمعين فجعلناهم سلفا ومثلا للاخرين. يعني جعلناهم عبرة آآ الله سبحانه وتعالى يضرب الامثال آآ ليعتبر بها الناس. فالله سبحانه وتعالى جعل فرعون عبرة واية وقال تعالى بعد ذكر قصته ان في ذلك لعبرة لمن يخشى وقوله لعبرة لمن يخشى يعني ليس كل الناس يعتبرون بما يقص عليهم وما يمر عليهم من احداث. انت ممكن احيانا مثلا تذهب الى المقبرة ترجع متأثرا جدا بانك مثلا دفنت صديقا لك او اخا لك وتتأثر بذلك وتنتفع حتى سواء انتفعت يوما او يومين. المهم انك تأثرت لكن كثير من الناس لا يتأثر بما يحدث حوله وكأي من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. ليس كل انسان يعني آآ يتأثر او يعتبر بما يمر به من الحوادث. ممكن انسان كثير منا الان نسمع شبابا ماتوا كل يوم تقريبا نعرف ان فيه شاب مات سواء كان كافرا او مؤمنا اي ايا كان لا نعتبر ونسمع ان شيخا مثلا ضل او ان عالما زل او ان مثلا آآ فتاة ماتت على الكفر او ان فلانا آآ آآ مات وهو يعني ملحد بالله. ولا نتأثر. فليس كل ليس مجرد وجود الاية يستلزم ان يعتبر بها الانسان قد يكون الانسان غافلا كما قال الله سبحانه وتعالى ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا فالله سبحانه وتعالى قال ان في ذلك لعبرة لمن يخشى. لقد كان في يوسف واخوتي ايات للسائلين. آآ فالانسان منا ينبغي ان ان يعتبر بكل ما يجري حوله من الحوادث ويحاول ان يجعل ذلك فرصة تقربه من الله سبحانه وتعالى قال وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم شقي برسالته طائفة من مشركي العرب وكفار اهل الكتاب. وهم الذين كذبوه واهلكهم الله بسببه. ولكن سعي سعد به اضعاف اضعاف هؤلاء انا بينت بينت قبل ذلك يا شباب معنا وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وان هذا المعنى آآ ان الله سبحانه وتعالى ارسله لذلك لكن هل آآ تحققت الرحمة بالنبي صلى الله عليه وسلم لكل احد انفقت بالمؤمن آآ انا في رأيي ان ان الرحمة في هذه الاية هي مرادة بالعالمين لكن لم يتنعم بهذه الرحمة الا من امن به صلى الله الله عليه وسلم واعلم ان في الاية بعض الاقوال الاخرى التي تبين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان رحمة لكل آآ احد يعني كل انسان نال به رحمة ولكن في رأي هذا القول ليس قويا وفيه شيء من التكلف آآ يعني ارادوا ان يجعلوا رحمة آآ الرحمة بالنبي صلى الله عليه وسلم تطال المنافق والكافر سواء الذي كان محاربا او قتل وهو يحارب او آآ يعني آآ المنافق الذي اخفى آآ كفره واظهر ايمانه. انا في رأيي ان هذا ليس مرادا من الاية. وانما المراد من الاية ان الله ارسله لذلك وفرق بينما ارسل له وبين عاقبة الامر. كما ان الله سبحانه وتعالى قال ما ارسلنا من رسول الا ليطاع فهذا ارسله الله ليطاع لا شك الله سبحانه وتعالى ارسل ليطاع وانزل الكتاب ليعمل به. لكن هل آآ كل رسول اطيع؟ لأ منهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة. كذلك القرآن هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا وفرق بينما ارسل له الرسل وبين العاقبة التي حدثت فارسل المرسلون ليكونوا رحمة للناس. لكن هل كل الناس تحققت لهم الرحمة بارسال الرسل لا منهم من هلك ومنهم من ظهر كفره ونفاقه وهكذا وفي رأيي ان آآ ان من من زعم او من يعني جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة لكل احد ان هذا فهم ليس دقيقا من الاية وانما الاية انه ارسل لذلك ولكن ليس معنى ذلك ان هذا هو الذي ستؤول اليه الامور طيب قال ولذلك من شقي به من اهل الكتاب كانوا مبدلين محرفين قبل آآ قبل ان يبعث قبل ان يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فاهلك الله بالجهاد طائفة واهتدى به من اهل الكتاب اضعاف اضعاف اولئك هنا آآ ابن تيمية يبين ان ان الرحمة برسالة النبي صلى الله عليه وسلم اعظم آآ قال والذين اذلهم الله يعني الشاهد من الموضوع يا شباب هنا ان اه ان ابن تيمية في رأيي انه لم لم يجعل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين بهذا المعنى الذي فهمه بعض المفسرين ان عموم الناس رحموا بالنبي صلى الله عليه وسلم لأ هناك من رحم به وهناك من شقي برسالته كما ان القرآن هناك من اهتدى به وهناك من شقي به. آآ ليست المشكلة اه نعم ابو القاسم كاتب وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون هذا نوع من الرحمة التي قيلت في هذه الاية لكننا نتكلم هنا عن هل هذا هو مقصود الاية ام لا يعني هل الاية مقصود منها ان كل احد في في العالمين سيرحم بالنبي صلى الله عليه وسلم من وجه ما انا في رأيي ان الاية لا تعين على هذا المعنى. وانما الاية تتكلم عن الغاية من ارسال الرسل. كما ان الله قال وما ارسلنا من رسول الا يطاع او مثلا بين ان القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. لكن هل كل الناس اهتدوا بالقرآن؟ هل كل كل الناس اعتبروا به لا هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى. فبين ان القرآن هدى لبعض الناس وعمى لبعض الناس. كذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان خيرا لكثير من الناس وكان كذلك شرا لكثير من الناس ليس لان النبي صلى الله عليه وسلم آآ حاشا لله ذلك وانما المقصود انهم هم الذين كفروا فكان شرا عليهم كما ان القرآن وصف هو يعني وصف بانه عمى ولكن على من؟ على الكفار. بينما القرآن نور وهدى. ولكن لمن اهتدى به طيب يعني باختصار الذي جاءه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن به فهو ليس مرحوما بالنبي صلى الله عليه وسلم يعني الرحمة لا تناله من جهة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمة للذين امنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم طيب قال والذين اذلهم الله من اهل الكتاب بالقهر والصغار او من المشركين الذين احدث فيهم الصغار فهؤلاء كان قهرهم رحمة لهم لئلا يعظم كفرهم ويكثر شرهم. اه هنا ابن تيمية بيبين يبين هذا المعنى قال والذين اذلهم الله من اهل الكتاب بالقهر والصغار او من المشركين الذين احدث فيهم الصغار. فهؤلاء كان قهرهم رحمة لهم يعني ابن تيمية هنا نريد ان نبين ان هناك وجه من الرحمة بان هؤلاء لو بقوا لكان كفرهم اعظم. هذا هو الذي لاحظه ايضا بعض من اه ذكر هذه الاية بان وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وحاولوا ان يبينوا ان النبي صلى الله عليه وسلم لابد ان يكون رحمة لكل احد. انا في رأيي ان هذا ليس هو مقصود الاية يعني في رأيي ان الاية لا تتحدث عما ستؤول اليه الامور وانما تتحدث عن مقصد الرسالة ان الله ما ارسله الا ليرحم به العالمين متى يرحمون بالنبي صلى الله عليه وسلم اذا اطاعوه فهل هذا يدخل فيه من عصاه ويكون آآ يعني رحم به من وجه ما؟ الله اعلم. لكني ارى ذلك آآ ليس مرادا من الاية قال ثم بعدهم حصل من الهدى والنور لغيرهم ما لا يحصيهم الا الله. وهم دائما يهتدي منهم ناس من بعد ناس ببركة ظهور دينه بالحجة واليد خالف المصلحة بارساله واعزازه واظهار دينه فيها من الرحمة التي حصلت بذلك ما لا نسبة لها الى ما حصل بذلك لبعض الناس من شر جزئي اضافي ابن تيمية هنا يبين ان الخير الذي حدث بالنبي صلى الله عليه وسلم اعظم من الشر الذي حدث به بمعنى ان الشر اساسا كان اضافيا. الناس هم الذين تسببوا في هذا الشر لانهم لم يطيعوه. فكان شرا عليهم استحقوه بذنوبهم واعمالهم انما الخير الذي حدث برسالته اعظم بما لا مجال للمقارنة بينه وبين غيره اه طيب قال فالمصلحة بارساله واعزازه واظهار دينه فيها من الرحمة التي حصلت بذلك ما لا نسبة لها الى ما حصل بذلك لبعض الناس من شر جزئي اضافي. يعني هو يبين هنا ان الخير بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم خير عام. ونعمة عامة. انما الشر الذي حدث كان جزئيا وكان بسبب اعراض الناس قال لما في ذلك من الخير والحكمة ايضا اذ ليس فيما خلقه الله سبحانه وتعالى شر محض اصلا. بل هو شر بالاضافة. سبق ان احنا بينا ان هذا شر ايه؟ نسبي قال الفرق الخامس اللي هو الفرق الخامس يا شباب بين الحسنات والسيئات. لو تفتكروا ان احنا عندنا الفرق الاول كان صفحة آآ صفحة ثمانية وثلاثين واضح وانا قلت لكم انه سيفرق انه سيفرق الاوجه في التفريق بين الحسنة والسيئة. يعني لماذا اضيفت الحسنة الى الله؟ الحسنة هنا بمعنى العمل الصالح. وبمعنى النعمة ولماذا آآ يعني آآ اضيفت السيئة الى الانسان او الينا يعني قال الفرق الخامس ان ما يحصل للانسان من الحسنات التي يعملها كلها امور وجودية انعم الله بها عليه وحصلت بمشيئة الله ورحمته وحكمته وقدرته وخلقه ليس في الحسنات امر عدمي غير آآ امر عدمي غير مضاف الى الله. بل كلها امر وجودي وكل موجود وحادث فالله هو الذي يحدثه قال وذلك اه ان الحسنات يعني سيفسر هذا يعني قال وذلك ان الحسنات اما فعل مأمور به او ترك منهي عنه. والترك امر وجودي فترك الانسان لما نهي عنه ومعرفته بانه ذنب قبيح وبانه سبب للعذاب وبغضه وكراهته له ومنع نفسه منه آآ اذا هويته واشتهته وطلبته. كل هذا هذه امور وجودية كل هذه امور وجودية كما ان معرفته بان الحسنات كالعدل والصدق حسنة وفعله له امور وجودية آآ ابو القاسم كاتب الا تكون الرحمة الجزئية في حياته بعدم نزول عذاب عذاب عليهم وبعد موته في الشفاعة يوم المحشر وبذلك تكون رحمة للعالمين اه لأ يا ابو لأ يا ابا القاسم ليس هذا هو المقصود لان اه كثيرا من الكفار هلكوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قتلوا قتلهم النبي صلى الله عليه وسلم وقتلهم اصحابه فعذبوا يعني نالهم شر في الدنيا ايضا وكثير منهم ظهر كفره. وزهبت رياسته واضح والشفاعة يوم القيامة لا تكون آآ لو تقصد يعني الشفاعة بالحساب ان ربنا سبحانه وتعالى يحاسب الناس نعم هذا نوع من الرحمة لكن هل هذا هو تفسير الاية؟ يعني نحن هنا هنا يا ابا القاسم لا نتكلم في صحة هذا المعنى. وانما نتكلم هل هو تفسير للاية ام لا فرق بين صحة المعنى في نفسه وبين ان يكون تفسيرا للاية واضح فنحن لا نخالف ان وجود النبي صلى الله عليه وسلم وان دين الاسلام كان رحمة للمنافق من وجه ما. ان هو مثلا عصم دمه وماله. نعم. ما عندناش مشكلة في هذا وان الله سبحانه وتعالى ما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. لا لا نتكلم في هذا. نحن نتكلم عن معنى واحد. هل هذا هو تفسير قول الله وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. يعني هل المقصود ان الله في هذه الاية يبين ان كل احد من العالمين لابد ان يرحم برسالة النبي صلى الله عليه وسلم ام لا ليس المقصود هنا آآ ان بعض الكافرين حصل له نوع من الرحمة بالنبي صلى الله عليه وسلم. لأ هذا شيء وهذا شيء اخر كون المعنى صحيحا شيء وكونه تفسيرا للاية شيء اخر واضح طيب يعني عموما المسألة فيها الاية فيها آآ فيها خلاف في هذا المعنى ما المقصود بها؟ انا يعني قلبي يميل الى ان هذه الاية ليس المراد منها آآ ان بعض الناس رحموا بالنبي صلى الله عليه وسلم. وانما هي بيان لان رسالته كانت لهذا المقصد. ان يرحم كما قال الله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون والله ما خلقهم الا ليعبدوه. لكن هل هذا الامر حصل؟ هل كل الناس عبد الله؟ وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. هل كل الناس استجابوا لهذا لا الله سبحانه وتعالى قال ولقد ابعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. الله ارسلهم لذلك. لكن قال منهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة ففرق بينما ارسلوا له وبينما حدث او وقع او يعني ال اليه الامر طيب ابن تيمية هنا شباب يريد ان يفرق بين الحسنة والسيئة واضح فبين ان الحسنة لابد ان تكون وجودية قال حتى طيب كون الحسنة وفيكم بارك الله ابا القاسم آآ كون الحسنة يا شباب يعني آآ في فعل الحسنات هذا واضح ان ده امر وجودي. الانسان صلى او صام او تصدق تمام. طيب لو انسان ترك الفاحشة وترك المنكرات هل هذا ايضا امر وجودي؟ ابن تيمية؟ قال طبعا هو امر وجودي. لماذا قال ان الانسان اذا نهي عن شيء فعلم هذا النهي وآآ قصد تركه وعلم انه ذنب قبيح وبانه سبب للعذاب يعني كره هذا الفعل ونهى نفسه هذا الفعل اذا اشتهته كل هذه امور وجودية واضح؟ والله سبحانه وتعالى لا يثيب الا آآ على امر وجودي. وليس على امر عدمي. يبقى ابن تيمية هنا يبين ان الترك امر وجودي على عكس بعض الناس ما يجعله امر عدمي. لأ انت اذا تركت الذنب فهذا امر آآ وجودي امر حاصل لانك تكره الذنب وهذا شيء موجود. الكره وانك نهيت نفسك عن هواها وانك آآ كذلك اشتغلت بالحسنات في مقابل هذا الذنب كل هذه امور وجودية قال ولهذا انما يثاب الانسان على فعل الحسنات اذا فعلها محبا لها بنية وقصد فعلها ابتغاء وجه ربه وطاعة وطاعة لله ولرسوله. ويثاب على ترك السيئات اذا تركها بالكراهة لها. والامتناع منها. قال الله تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكر اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون. وقال تعالى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى وقال تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. وفي الصحيحين عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ثلاثة ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان. من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ومن كان يحب المرء لا يحب الا لله ومن كان يكره ان يرجع في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار ابن تيمية يبين ان كل هذه الامور امور وجودية لان الانسان لا يثاب آآ على مجرد ترك الشيء الا اذا تركه لله يعني الانسان اذا ترك مثلا شيئا من المعاصي. يعني انا صديقي مثلا قابلته في في احدى البلاد الاوروبية فحكى لي عن اصدقائه في العمل لا يشربون الخمر ولا يأكلون لحم الخنزير ولا يفعلون الفواحش. والسبب في ذلك انهم يعلمون ان هذه امور مضرة فتركهم ليس لله. فهذا الترك لا لا لا يثاب الانسان عليه. كما ان انسانا مثلا يفعل الحسنة ولا يثاب عليها اذا فعلها لغير الله او فعلها بغير نية او مثلا لم يكن مؤمنا بالاخرة. يعني واحد فعلها رياء للناس او آآ وحتى الذي فعلها. يعني مثلا نرى بعض الناس غير مسلمين يتصدقون الله سبحانه وتعالى يرزقهم ويطعمهم بهذه الحسنة في الدنيا. لكن لم يعملوها ابتغاء الله ولا الدار الاخرة. فبالتالي ليس لهم في الدار الاخرة نصيب فالشاهد من الموضوع هنا ان الامام ابن تيمية يريد ان يبين هذا المعنى ان الانسان اذا عمل حسنة ولم يرد بها وجه الله فهي ليست حسنة واذا آآ ترك السيئة آآ لمجرد انه لا يشتهيها ولم يلاحظ فيها اي معنى من معاني العبودية فلا يثاب عليها كما ذكرت لكم ناس كثيرة جدا من الذي قال ان كل كافر بيزني او بيشرب خمرة او بيعق والديه لأ يمكن ان يفعل كثيرا من الخير ويترك كثيرا من الشر. لكنه لا يثاب آآ ثوابا كاملا على ذلك. قد يثاب شيئا في الدنيا آآ ويطعم ويرزق ويشفى. نعم لكن ليس له ثواب كامل. وليس له ثواب في الاخرة لانه لم يرد بذلك وجه الله شاهد هنا ان ابن تيمية يريد ان يثبت ان هذه امور وجودية وان العبد اذا ترك معصية فان تركها لله اثيب عليها ولو في السنن عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وفيها عن ابي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وفي الصحيح عن ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان قال وفي الصحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه لما آآ ذكر الخلوف خلوفي عن الناس الذين سيأتوا بعد الصحابة يعني قال من جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن. وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل يقصد هنا وجه الشاهد جاهدهم بقلبه يعني انه كره افعالهم. فهذا الكره امر وجودي لانهم سيفعلون شيئا لا يرضي الله وقد قال تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العذاب والبغضاء وابدا حتى تؤمنوا بالله وحده الا قول ابراهيم لابيه لاستغفرن لك وما املك لك الحمد لله قال الا قول ابراهيم لابيه لاستغفرن لاستغفرن لك وما املك لك من الله من شيء يعني وجه الشاهد هنا يا شباب ان ابراهيم عليه السلام والذين معه كرهوا آآ يعني كرهوا ما عليه قومهم من الكفر ومن الكفر بالله وهذا الكره هو العمل الصالح الذي تكلم عنه آآ ابن تيمية رحمه الله وقال على لسان الخليل اني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين وقال افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين. وقال فلما افلت قال يا قومي اني بريء مما تشركون اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين يواجه الشاهد هنا يا شباب قال فهذا البغض والعداوة والبراءة مما يعبد من دون الله ومن عابديه هي امور موجودة في القلب وعلى اللسان والجوارح كما ان حب الله وموالاة وموالاة وموالاته وموالاة اوليائه امور موجودة في القلب وعلى اللسان والجوارح. وهي تحقيق لا اله الا الله وهو اثبات تأليه القلب لله حبا خالصا وذلا وذلا صادقا ومنع تأليه ومنع تأليهه لغير الله وبغض ذلك وكراهته فلا يعبد الا الله ويجب ان يعبد ان يعبده ويبغض عبادة غيره هو كاتب هنا ويجب لأ هو ويحب وآآ يحب التوكل عليه ممكن بس هو في رأيي انه آآ يحب التوكل عليه وخشيته ودعاءه لان هو قال هنا دعاءه فهو دعاء هنا هتكون مفعول به. فما ينفعش نقول واجب. لان لو قلنا يجب هتبقى دعاؤه لكن هي في رأيي وهو اساسا يتكلم عن الحب والبغض وكما ان الانسان يبغض آآ عبادة غير الله فهو يحب التوكل على الله. ففي رأيي ان كلمة يجب هنا خطأ. والصواب هي يحب قال ويحب التوكل عليه وخشيته ودعاءه واه واه ويبغض التوكل على غيره وكاتب المتوكل. لأ. التوكل. الكتاب فيه اخطاء كتيرة جدا آآ يعني يجب ان تنتبه لها قال ويبغض التوكل على غيره وخشيته ودعاءه يواجه الشاهد هنا ايه يا شباب ان ابن تيمية يريد ان يقول ان تركك للمعاصي وبغضك لها هذه امور موجودة هو يريد هنا ان يفرق بين الايه؟ بين الحسنة والسيئة. فيبين ان الانسان لا يثاب الا على شيء موجود وليس على شيء معدوم. فالترك ترك الانسان المقصود هذا عبادة قال فهذه كلها امور موجودة في القلب وهي الحسنات التي يثيب الله عليها. واما مجرد عدم السيئات من غير ان يعرف انها سيئة ولا يكرهها بل لا يفعلها لكونها لم تخطر في باله او تخطر كما تخطر الجمادات التي لا يحبها ولا يبغضها فهذا لا يثاب على عدم ما يفعله من السيئات ولكن لا يعاقب ايضا على فعلها. يعني يا شباب خلينا نتصور كده شخص لا يشرب الخمر لكونه لا يحبها لا يزني لكونه لا يريد ذلك ولا يشتهيه. هل هذا يمكن ان يثاب عليه الانسان؟ لا لا يثاب لا يثاب عليه لا يثاب عليه الا اذا كان تركه فيه معنى العبادة انه تركه لله. لان الله نهى عنه. ولان الله يبغضه ولا يحبه ولا يرضاه فكما ان الحسنة لا يثاب عليها الا اذا فعلها لله. فكذلك السيئة لا يثاب على تركها الا اذا كان تركه لله قال ولكن اه قال فكأنه اه ولكن لا يعاقب على فعلها فكأنه لم يفعلها فهذه فهذا تكون السيئات في حقي بمنزلتها في حق الطفل والمجنون والبهيمة لا ثواب ولا عقاب. يعني بيقول كما ان الطفل مثلا لا يفعل هذه الموبقات لكونها لا تخطر على باله فكذلك الشخص الذي لم يلاحظ فيها معنى العبودية فتركه لها لا يثاب عليه قال ولكن اذا قامت عليه الحجة بعلم بعلمه تحريمها فان لم يعتقد تحريمها ويكرهها والا عوقب على ترك الايمان بتحريمها اه هذا بقى امر جديد ان شخص مثلا يعلم ان الله حرم ذلك في الاسلام حرم مثلا الزنا وحرم عمل قوم لوط مثلا. ثم هو يبقى بعد هذا العلم لا يكرهه ولا يحبه فهذا يعني آآ يكون ناقص الايمان لانه كان يجب عليه ان يكره ما يكرهه الله ويحب ما يحبه الله طيب قال وقد تنازع الناس في الترك دي مسألة اصولية يعني ابن تيمية يستطرد لها لكنه سيعود مرة اخرى الى الكلام. يعني يستطرز سترات سريع يعني واحنا يا شباب سبق ان احنا بينا ان الامور التي يخرج عنها المؤلف. يعني المؤلف يكون ويتكلم في قضية معينة فيخرج الى بحث قضية اخرى آآ فهذا يسمى الاستطراد. لابد ان تعرف لماذا استطرد ومن اين بدأ واين انتهى؟ فهو الان يستطرد لماذا؟ لانه يتكلم عن الترك ويبين ان الحسنات فيها امور وجودية وليست امور عدمية فجاء السؤال هنا طيب ترك السيئات او ترك المعاصي هل هو امر وجودي؟ فسيتكلم بقى عن مسألة الايه؟ الترك هي مسألة اصولية يعني تكلم فيها المعتزلة وغيرهم ولو قد تنازع الناس في الترك. هل هو امر وجودي او عدمي؟ والاكثرون على انه وجودي وقالت طائفة طبعا مكتوب عندنا طائفة. يعني قلت لكم يعني ان هذا الكتاب فيه اخطاء كثيرة. وقالت طائفة كابي هاشم الجبائي طبعا من من ائمة المعتزلة انه عدمي. يعني ابو هاشم قال آآ ان الترك امر عدمي. وان المأمور يعاقب على مجرد عدم الفعل لا على ترك يقوم بنفسه. ويسمون الذمية لانهم رتبوا الذم على العدم المحض. يعني بيقول ان هؤلاء الذين قالوا بهذا القول كابي هاشم وغيره يسميهم الناس الذمية يعني لانهم يذمون الناس او يرتبون الذم على العدم المحض. قال الاكثرون يقولون الترك امر وجودي. فلا يثاب من ترك الا على ترك يقوم بنفسه. وتارك هو كاتب الامور. لأ هو المفروض المأمور قال وتارك المأمور انما يعاقب على ترك يقول بنفسه. وهو يأمره وهو ان يأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالفعل فيمتنع. فهذا الامتناع امر وجودي يعني ابن تيمية شباب هنا يخطئ الذين قالوا ان الترك عدمي صح الترك يا شباب هو شيء وجودي. يعني نحن هنا نتكلم عن تعمد الترك. يعني الانسان يا شباب الذي ترك شيئا عامدا خلاص هل هذا فعل؟ نعم هو فعل. هو شيء موجود. يعني انسان ترك شرب الخمر وترك الكذب وترك الفجور وترك الفواحش وهو قاصد لهذا الترك فهذا فعل هذا شيء موجود هذا شيء وجودي وليس شيئا عدميا. من الذي قال ان الترك امر عدمي لا الترك يكون عدميا اذا لم يخطر ببالك يعني خليني اضرب لك مثال كده. تصور انك انت آآ عندك سيارة ومتعود انك تاخد مفتاح السيارة عشان هتروح الشغل بالسيارة فانت نزلت من البيت وانت ناسي المفتاح. انت لم تتعمد آآ النسيان هذا لم تتعمد ترك المفتاح لأ انت نسيته فعلا فاضطررت انك انت تمشي لانك خلاص نزلت من البيت فمش عايز تطلع تاني فانت الى العمل لكن في اليوم اللي بعده انت وجدت ان المشي سهل فانت تعمدت انك تترك المفتاح هذه المرة ففي فرق بين الترك الاول والترك الثاني الترك الاول لم تكن عامدا له. وانما الترك الثاني كنت عامدا له. لانك تريد ان تمشي. يعني انت خارج من البيت وانت مخطط انك هتمشي ولا ولن تركب السيارة فبالتالي قد يكون الترك عمدا ومقصودا وقد لا يكون ذلك كذلك. فكل من علم ان السيئة هي سيئة وذنب وقبيح. وان الله لا يحبها وتركها بناء على ذلك. سواء بقى اشتهاها او لم يشتهها. من قال ان الانسان لا يثاب على الذنب الا اذا اشتهاه وتركه. لأ من الذي قال ذلك؟ لا مجرد ان اعرف انه ذنب وان الله يكرهه واني اكرهه بكراهية الله له هذا هذه حسنة واضح كده؟ يعني لا يلزم ان انا اكون مشتهي للذنب واتركه. آآ حتى اثاب عليه. وان كان ذلك اعظم. يعني ان كان يعني اذا كان الانسان يهوى شيء ومع ذلك ترك فعله لله فهذا لا شك ان هو لانه سيجاهد نفسه وشهوته وكما في الحديث رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال قال اني اخاف الله وفي حديث الرجل الذي قال قمت عنها وهي احب الناس الي في حديث اللي هي الثلاثة الذين يعني انطبق عليهم الغار لكن آآ ليس معنى ذلك ان الانسان لا يثاب الا اذا اشتهى المعصية. لأ. اذا ترك هذه المعصية وهو يعلم انها معصية. ويعلم ان الله حرمها وكرهها ويكره ان يراها فلا شك ان هذا امر وجودي. هذا ليس امرا عدميا قال ابن تيمية فهذا الامتناع امر وجودي صفحة ثلاثة وخمسين يا شباب قال ولذلك فهو يشتغل عما امر به بفعل ضده. كما يشتغل عن عبادة الله وحده بعبادة غيره فيعاقب على ذلك. نعم يقول يا شباب ولذلك فهو يشتغل عما امر به بفعل ضده كما يشتغل آآ عن عبادة الله وحده بعبادة غيره فيعاقب عليه يعني هو عايز يريد ان يقول ان هذا الامتناع امر وجودي يا شباب ان الانسان اذا امتنع عن فعل الحسنات او امتنع عن فعل السيئات فهذا امر وجودي وليس امرا عدميا طيب قال ابن تيمية ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده فلابد ان يكون عابدا لغيره يعبد غيره فيكون مشركا وليس في بني ادم قسم ثالث. بل اما موحد او مشرك واو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من اهل الملل والنصارى. ومن اشبههم من الضلال المنتسبين الى هو كاتب الامام. لأ الى الاسلام الصواب اللي هي الى الاسلام وسيأتي حتى النص على ذلك قال الله تبارك وتعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون. انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم بهم يعني باختصار يا شباب اي انسان يعني يترك عبادة الله او يستكبر عن عبادة الله فلابد انه يعبد شيئا. يعبد هواه يعبد الشيطان يعبد سيده. لابد يعبد الدينار يعبد الدرهم اي انسان لابد ان يكون له معبود ليس انسان في هذه الدنيا الا وله معبود يقصده. وله آآ من يستعين به مش ممكن يخرج انسان عن هذه الثنائية. اللي هي العبادة والاستعانة. فاما ان يكون عابدا لله مستعينا به واما ان يكون عابدا آآ لغير الله ومستعينا بغيره. ويمكن ان يكون عابدا لله ولكن يقصر في الاستعانة ويمكن ان يستعين بالله ولكن على غير عبادة وانا بينت ذلك بالتفصيل في آآ درس اللي هو الاسلام لرب العالمين اللي هو دراسة مسائل الايمان الكبرى. وبيانته كذلك في تفسير سورة الفاتحة للامام ابن تيمية في درس سابق ان كل انسان اما ان يكون عابدا لله او عابدا للشيطان او عابدا لهواه. المهم ان الانسان لا يمكن ان يتخلى عن كل انواع العبادة وقد قال الله تبارك وتعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين لما قال ابليس لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين قال تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين قال فابليس لا يغوي المخلصين ولا سلطان له عليهم انما سلطانه على الغاويين وهم الذين يتولونه والذين هم به مشركون وقوله الذين يتولونه والذين هم به مشركون صفتان لموصوف واحد فكل من تولاه فهو به مشرك يعني يا شباب يعني الذين يتولونه والذين هم به مشركون. هل هم هل هما صنفان لا هما صنف واحد يعني احيانا يعطف الشيء على نفسه مثلا قال الله هو الاول والاخر والظاهر والباطن. وقال رب المشرقين ورب المغربين اه تلك ايات الكتاب وقرآن مبين. يمكن ان يعطف الشيء على نفسه ولكن تختلف الصفة فلما ربنا قال انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون قال ابن تيمية هما صفتان لموصوف واحد. فكل من تولاه فهو به مشرك. يعني باختصار يا شباب الشيطان ليس له سلطان علينا ولكننا نجعل له علينا سلطانا بالخطوات التي نطيعه فيها لذلك الشيطان قال لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق وعدتكم فاخلفتكم. وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي لا تلوموني ولوموا انفسكم. فلو قصد بالسلطان هنا الاجبار والتحكم فالشيطان ليس له سلطان ابدا واضح ولكن الشيطان يغوي ويوسوس ويدعو فمن استجاب له فقد جعل له عليه سلطانا. ومن لم يستجب له فلا سلطان له عليه قال الله تبارك وتعالى اي نعم. قال ابن تيمية وكل من اشرك به فقد تولاه. قال الله تبارك وتعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم كلمة ان شباب كثيرا تأتي جملة ان وما بعدها في موضع التعليل. مثلا كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين مثلا او اخرجوا ال لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون. ماشي فهنا في هذه الاية الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه يعني لانه يعني هو هو عدو لكم فكيف تتخذونه معبودا قال وان اعبدوني هذا صراط مستقيم قال وكل من عبد غير الله فانما يعبد الشيطان. وان كان يظن انه يعبد الملائكة والانبياء قال الله تبارك وتعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون يعني هذا يؤكد المعنى العام ان كل من لم يعبد الله فانه يعبد الشيطان وان ظن انه يعبد غيره. يعني ربما يظن انه يعبد الانبياء او يعبد الصالحين او يعبد مثلا الاولياء او يعبدوا آآ مثلا بوذا او يعبد اي اله. لأ هو في الواقع يعبد الشيطان الذي امره بذلك حتى في الاية ان ابراهيم عليه السلام لما قال آآ يا ابتي لا تعبد الشيطان معنا اباه كان يعبد الاصنام ولكنه يعبد الشيطان الذي سول له عبادة الاصنام قال ولهذا يتمثل الشياطين. يعني كل هذا استطراد يا شباب يعني كل هذا استطراد بدأ من ماذا؟ لما بين ابن تيمية ان من لم يشتغل بعبادة الله لابد ان يشتغل بغيرها وبين ان من لم يعبد الله لابد ان يكون عابدا لغيره. فهنا استطرد في هذا الامر. وسيعود يعني آآ سينتهي قريبا منه ويدخل في غيره قال ولهذا يتمثل الشياطين لمن يعبد الملائكة والانبياء والصالحين ويخاطبونهم فيظنون ان الذي خاطبهم ملك او نبي او ولي وانما هو شيطان جعل نفسه ملكا من الملائكة كما يصيب آآ عباد الكواكب واصحاب العزائم والقلسمات يسمون اسماء يقولون هي اسماء الملائكة مثل آآ اه مي طيطرون وغيره يعني كأنها اسماء من اسماء الجن يعني قال وانما هي من اسماء الجن وكذلك الذين يدعون المخلوقين من الانبياء والاولياء والملائكة قد يتمثل لاحدهم من يخاطبه فيظنه النبي او الصالح الذي دعاه وانما هو شيطان تصور في صورته او قال انا هو آآ لمن لم يعرف صورة ذلك المدعو. يعني لو انت مسلا لو شخص مسلا لا يعرف صورة مسلا الولي الذي آآ يذهب الى آآ ضريحه. مثلا شخص ذهب الى ضريح مثلا آآ الحسين او ضريح آآ البدوي او ضريح السيدة زينب مثلا اي تصريح من هذه الاضرحة وطبعا اكثر هذه الاضرحة يعني مكذوبة آآ ليس مدفونا فيها آآ صاحب هذا القبر المزعوم يعني فاذا دعاه فاذا كان لا يعرف شكله سيخرج له الشيطان ويخاطبه. وسبق ان احنا بينا هذا المعنى بتفصيل في كتاب الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان وغيره من الكتب مثل كتاب قاعدة جليلة وقاعدة عظيمة المهم ان هي صورة من اضلال الشياطين لبني ادم الذين يشركون عند القبور وغيرها قال وهذا الشر يجري لمن يدعو المخلوقين من النصارى ومن المنتسبين الى الاسلام. هذا يؤكد فكرة اللي هو ايه؟ ان كلمة الامام اللي في صفحة اربعة وخمسين لا هي الاسلام قال يدعونهم عند قبورهم او مغيبهم. ويستغيثون بهم فيأتيهم من يقول ان ذلك المستغاث به ان ذلك انه ذلك المستغاث به في سورة ادمي راكبا. آآ واما غير راكب فيعتقد المفروض المستغيث ويعتقد المستغيث انه ذلك النبي والصالح او انه سر سره او ريحانته او رقيقته يعني طيفه وخياله يعني تشكل او يقول انه ملك جاء على صورته وانما هو شيطان يغويه لكونه اشرك بالله ودعا غيره الميت من دونه. فصار للشيطان عليه سلطان بذلك الشرك. يعني ابن تيمية هنا يريد ان يستدل لفكرة ايه اه ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك. او مثلا اه الذين يتولونه والذين هم بمشركون. يعني حينما يشرك الانسان بالله يكون الشيطان عليه سبيل وسلطان وحجة فهو يذكر نوعا من هذه من هذا السلطان والاغواء قال فصار للشيطان عليه سلطان بذلك الشرك بذلك يعني بسبب ذلك الشرك فظن انه يدعو النبي او الصالح او او الملك وانه هو الذي شفع له او هو الذي اجاب دعوته وانما هو الشيطان ليزيده غلوا في كفره وضلاله يعود بقى ابن تيمية مرة اخرى يا شباب قال فكل من لم يعبد الله مخلصا له الدين. فلابد ان يكون مشركا عابدا لغير الله. وهو في الحقيقة عابد للشيطان قال فكل واحد من بني ادم اما عابد للرحمن واما عابد للشيطان قال تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون. حتى اذا جاءنا قال يا ليت بيني وبين بينك بعد المشرقين فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون وقال تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والصابين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة. ان الله على كل شيء شهيد فبنو ادم منحصرون في الاصناف الستة وبسط هذا له موضوع اخر. يعني هذا لا يتكلم عنه الامام رحمه الله. وانما هذا كان استطرادا ليبين ان من لم اشتغل بطاعة الله فلابد ان يشتغل بمعصيته. ومن لم يكن عابدا لله فلابد ان يكون عابدا لغير الله قال المقصود هنا يبقى هو يرجع مرة اخرى يا شباب الى يعني كان استطرد في بيان امر ما فيعود مرة اخرى. قال المقصود هنا ان الثواب والعقاب انما يكون على عمل وجودي بفعل الحسنات كعبادة الله وحده. وترك سيئاتك ترك الشرك امر وجودي قال وفعل السيئات مثل ترك التوحيد. هنا بقى ابن تيمية انتهى من الكلام عن الحسنة. فالحسنة يا شباب سواء كانت فعلا او تركا هي امر الذي فعل الصلاة والصيام والزكاة والصدق ونحو ذلك من الاعمال الصالحة هو امر موجود امر وجودي. والذي ترك والذي ترك المعاصي وترك الكفر والفسوق والعصيان. لا شك كأنه اجتمع معه امور وجودية. منها انه آآ ابغض هذه المعصية. وانه تركها لله. ومنها انه آآ آآ اشتغل بغيرها من اعمال الخير ونحو ذلك. فكل هذه امور وجودية. لكن فعل السيئات بقى يا شباب هو الذي سيتكلم عنه الان قال وفعل السيئات مثل ترك التوحيد وعبادة غير الله امر امر وجودي قال اه قال الله تعالى من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فليجز الذين عملوا السيئات الا ما كانوا يعملون. وقال تعالى ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها. وقال تعالى من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وقال تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهقوا وجوههم قطر ولا ذلة. اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون. والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها ذلة الى قول اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون وقال تعالى ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوء ان كالذوا بايات الله وكانوا بها يستهزئون قال فاما عدم الحسنات والسيئات فجزاؤه عدم الثواب والعقاب يعني هذا هذا خلاصة ما يريد ابن تيمية ان يبينه يا شباب ان الثواب او العقاب لا يكون الا على امر وجودي. امر متحقق قال واذا فرض رجل امن بالرسول مجملا وبقي مدة لا يفعل كثيرا من المحرمات. ولا سمع انها محرمة فلم يعتقد تحريمها مثل من امن ولم يعلم ان الله حرم الميتة والدم ولحم الخنزير. ولا علم انه حرم نكاح الاقارب سوى اربعة اصناف ولا حرم بالمصاهرة اربعة اصناف حرم آآ آآ حرم على كل آآ حرم على كل من الزوجين الزوجين آآ اصول الاخر وفروعه. فاذا امن ولم يفعل هذه المحرمات ولا اعتقد تحريمها لانه لم يسمع ذلك فهو لا يثاب ولا يعاقب يعني ابن تيمية الشباب هنا يبين ان الثواب والعقاب لابد ان ان يسبقه علم لابد ان يسبقه علم والا فمجرد الفعل والترك فقط لا ثواب فيه ولا عقاب لابد ان يكون عندك علم بان الله امر بهذا وان الله نهى عن هذا قال ولكن اذا علم التحريم فاعتقده يعني انسان علم ان الله حرم الزنا وشرب الخمر والميتة ونحو ذلك. واعتقده يعني اعتقد ان ذلك محرما بتحريم الله هذا المقطع جميل جدا يا شباب قال اثيب على اعتقاده. هذا اول ثواب. واذا ترك ذلك دعاء النفس اليه يعني نفسه تدعوه اليه اثير ثوابا اخر. كالذي تدعوه نفسه الى الشهوات فينهاها. يبقى هذا ثواب اخر. الثواب الاول انك اعتقدت انه محرم فهذا ثواب الثواب الثاني ان نفسك تدعوك وانت تنهاها. هذا ثواب كالصائم الذي يشتهي تشتهي نفسه الاكل والجماع فينهاها فينهاها والذي تشتهي نفسه شرب الخمر والفواحش فينهاها فهذا يثاب ثوابا اخر يعني غير مجرد اعتقاد انها محرمة واضح كده يا شباب؟ قال بحسب نهيه لنفسه وصبره على المحرمات واشتغاله بالطاعات التي ضدها فاذا فعلت تلك الطاعات كانت مانعة له عن المحرمات وهذا شباب في واقع الامر يبشر الانسان بالخير وكثير من الشباب اذا حدثته بهذه الطريقة فانها تكون عونا له على كثير من الخير وترك كثير من المحرمات. ليه لان الشاب مثلا تدعوه نفسه لكثير من المحرمات التي يهواها فاذا انت عددت له الثواب اه الذي يحصل له اذا ترك هذا الذنب فان ذلك يكون مشجعا له الثواب الاول انه يعتقد انها محرمة. لان الله حرمها. والامر الثاني انه يبغضها لبغض الله لها تمام؟ طب والامر الثالث انه ينهى نفسه عنها مع ان نفسه تطلبها والامر الرابع انه يشتغل بغيرها من الخيرات حتى يعني يصرف عنها. فكل كل جهة من هذه الجهات ثواب خاص قال واذا تبين هذا فالحسنات التي يثاب عليها كلها وجودية. نعمة من الله وما احبته النفس من ذلك وكرهته من السيئات. فهو الذي حبب الايمان الى وزينه في قلوبهم وكره اليهم الكفر والفسوق والعصيان قال واما السيئات قال واما السيئات فمنشأها الجهل والظلم. هو انتهى الان يا شباب من الكلام عن ماذا انتهى الان من الكلام عن الحسنات مم نعم اه انتهى الان يا شباب من الكلام عن الحسنات وسيتكلم عن السيئات وعن منشأ السيئات. وهذا ايضا من المواضع الجميلة جدا يا شباب قال واما السيئات فمنشأها الجهل والظلم. فان احدا لا يفعل سيئة قبيحة الا لعدم علمه بكونها سيئة قبيحة. او لهواه لنفسه اليها. الله يعني الانسان منا يا شباب سيقع في المعصية بسبب من اتنين. اما لجهله بها وبعقبتها او لكونه يهواها مع انه يعلم عاقبتها ولكن يغلب هواه علمه قال ولا يترك حسنة واجبة الا لعدم علمه بوجوبها او لبغض نفسه لها قال وفي الحقيقة ركز بقى عشان دي خلاصة مهمة قال وفي الحقيقة فالسيئات كلها ترجع الى الجهل والا فلو كان عالما علما نافعا بان فعله هذا يضره الراجح لم يفعله فان هذا خاصية العقل لذلك ربنا قال اتأمرن الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون يعني يبين ان الانسان الذي علم ان هذه سيئة وعلم سوء عاقبتها ثم فعلها فهذا يدل على ضعف علمه. والا فلو كان علمه كاملا نافعا لما فعلها والانسان في المقابل الذي يعلم ان هذه حسنة ويعلم حسن عاقبتها ومع ذلك يتركها فهذا يؤكد ضعف علمه وهذا معنى يا شباب انما التوبة على الله الذين يعملون السوء بجهالة. كل انسان فعل السوء فلابد انه فعله لجهالة. فالجهالة هي عدم العلم او عدم الفعل قال ولهذا كان ولهذا اذا كان من الحسنات ما يعلم انه ما يعلم انه يضره ضررا راجحا سقوطي من مكان عال او في نهر يغرقه او المرور بجنب حائط مائل مائل او دخول نار متأججة او اه رمى رمي ماله في البحر نحو ذلك لم يفعله. يعني ابن تيمية بيقول لو ان علمك لو ان علمك بعاقبة المعصية كان علما كاملا تاما نافعا لكان يشبه علمك بانك اذا دخلت في النار حرقت واذا رميت نفسك وفي في بحر وانت لا تستطيع السباحة انك ستغرق. لان علمك هذا سيمنعك من الفعل فالذي دخل في المعصية وهو يعلم انها معصية فهذا لنوع جهل فيه. حتى لو كان يعلم انها معصية. فنحن هنا نتكلم عن العلم التام وعن العلم النافع. والا فكل كافر فهو عالم كل كافر ذكره الله في القرآن فهو عنده علم بكفره الله سبحانه وتعالى قال وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. يعني كفرهم لم يكن من جهة الجهل وكذلك فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. وسيدنا سيدنا موسى قال لفرعون لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر. انت تعلم ذلك وانت مبصر بذلك. وقال الله سبحانه وتعالى وكانوا مستبصرين فليس المقصود هنا مجرد العلم وانما المقصود العلم التام. لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من علم لا ينفع. فليس كل العلم نافعا يا شباب قلت قبل ذلك لن يبقى لنا من هذا العلم الذي نتدارسه لعدد الكتب التي قرأناها ولا الكلام الذي كتبناه ولا المنشورات ولا الدروس التي سمعناها سيبقى لنا يعني نصيب واحد من العلم وهو العمل الذي عملناه فكل عملناه هو هو ما يبقى لنا من معنى العلم. اما غير ذلك فهو صورة فنعوذ بالله تعالى من علم لا ينفع آآ قال مم لعلمه بان هذا ضرر لا لا منفعة فيه. نعم. يعني لن يفعله لعلمه بان هذا ضرر لا منفعة فيه. قال ومن لم يعلم ان هذا يضره كالصبي والمجنون والساهي والغافل فقد يفعل ذلك. نعم الانسان يعني الصبي ممكن يعني آآ لو ولد آآ طفل قدامه نار ممكن يحط ايده عليها لانه لا يعلم انها تضره. وممكن يعني آآ يمسك مثلا آآ ثعبانا مثلا او يفعل شيء يضره يلعب بالكبريت مثلا هو مش ما يعرفش ان هذا يضره. وكذلك الساهي والغافل وحتى شوف سيدنا آآ يوسف عليه السلام قال الا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن واكن من الجاهلين. يعني كأنه قال يا رب انا اذا اقدمت على هذا الفعل مع علمي انك لا تحبه انك نهيت عنه. وعلمي بانه فاحشة وساء سبيلا فاكون من الجاهلين في هذا الوقت يعني لذلك صرفه الله تبارك وتعالى عنه. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يصرفنا عن السوء والفحشاء وان يحبب الينا الايمان وان يزينه في قلوبنا وان يكره الينا الكفر والفسوق والعصيان وان يجعلنا من الراشدين قال ابن تيمية ركز بقى عشان دي تعتبر قاعدة يعني ومن اقدم على ما يضره مع علمه من الضرر عليه فلظنه ان منفعته راجحة هذا جميل جدا يا شباب الانسان الذي يقدم على شيء يعلم ان به ضررا فلا يقدم عليه الا لمنفعة يظن انها ارجح مثلا. لو ان انسانا يعلم ان ان اكله بياكل اكلة معينة وعارف ان فيها ضرر مسلا بياكل شيبسي بياكل اي حاجة من الاكلات اللي هي ثبت ان فيها ضرر طب لماذا يأكل ومع علمه ان بها ضررا لكونه يرى ان فرحته او لذته بها او استمتاعه بها يغلب ما عليها من الضرر. والا لو تحقق لديه يعني لو حد قال له انك بعد بعد كيس الشيبس ده هتموت مسلا عمره ما هياكله او بعد المعصية الفلانية هذه مسلا ستدخل النار لن يفعلها وانما يفعل ذلك لظني ان الله سيغفر له ويفعل ذلك لكونه يظن انه عوضوا ذلك بالحسنات وهذا ايضا لجهله نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيننا على اهواء انفسنا قال فاما ان يجزم بضرر مرجوح او يظن ان الخير راجح فلابد من رجحان الخير اما في الظن واما في المظنون. كالذي يركب البحر ويسافر الاسفار البعيدة للربح. فانه لو جزم بانه يغرق او يخسر لما سافر. لكنه يترجح عنده السلامة والربح وان كان مخطئا في هذا الظن. يا سلام! تشبيه بديع يقول ابن تيمية يا شباب الانسان الذي يركب البحر وفيه اهوال يريد ان يتاجر مسلا يعني يريد ان يذهب مثلا الى بلد والرحلة يعني ستكون رحلة عن طريق البحر فهو لو تأكد ان انه سيغرق لما سافر حتى لو انه وعد بكنوز الدنيا صح كده لكن يبقى لديه احتمال انه يمكن ان يغرق لكن الاحتمال الاكبر انه آآ سيسلم وآآ سيكسب هذا المال ذلك يجاهد نفسه في ركوب البحر مع بقاء هذا الظن. نفس الشيء الانسان الذي يعني اجتمع في قلبه العلم بالمعصية واجتمع في قلبه الخوف من سوء عاقبتها. وكان بصيرا بذلك لا يمكن ان يقدم عليها. وانما يقدم عليها لغفلة. او لجهل او لهوا غلبه. اما لو تحقق عنده العلم فلا يمكن ان يقدم على شيء فيه ضرره قال وكذلك الذنوب اذا جزم السارق بانه يؤخذ ويقطع لم يسرق. وكذلك الزاني اذا جزم بانه يرجم لم يزني. والشارب يختلف حاله فقد يخدم على جلد اربعين وثمانين ويديم الشرب مع ذلك. ولهذا كان الصحيح ان عقوبة الشرب غير غير محدودة بل يجوز ان تنتهي الى القتل اذا لم ينتهي الا بذلك. هذه مسألة يعني مختلف فيها هل يمكن ان تصل عقوبة شارب الخمر الى ان يقتل؟ لان في حديث اذا شرب في الرابعة فاقتلوه. يعني لو تكرر شربه وحد آآ يعني اربع مرات فيقتل فالحديث ضعيف لكن ابن تيمية يريد ان يقول يمكن ان آآ يرى القاضي ان هذا الشارب لا ينتهي شره الا بالقتل فيقتل حينها تعزيرا وليس حدا. وابن تيمية ذكر ذلك في كتاب الايمان الاوسط سيأتي ان شاء الله الشاهد هنا ان ابن تيمية بيقول ان ممكن انسان يعلم بوجود ضرر ومع ذلك يصبر على آآ هذه المعصية لكونه عليكم السلام ورحمة الله وبركاته يعني لكونه يرى ان ان هذا الضرر اقل من المنفعة في المعصية. يعني مثلا انسان يا شباب قيل له آآ يعني تحمل عني يعني مثلا في رجل قتل وقال اه لشخص انت ستتحمل عني حكم القتل ولكن ساعطيك مثلا مليون دولار مثلا فهو قال له وبعدين هنقوم لك محامي. المحامي سيجعلك تأخذ مسلا خمستاشر سنة فهو يقدر كده يقول طيب الخمستاشر سنة مثلا انا سني عشرين سنة ساخذ خمستاشر سنة يعني هخرج وانا خمسة وتلاتين سنة استمتع بالمليون دولار وهكذا في قدر ان المصلحة اكثر عنده من المفسدة. فحينها يقدم على ما فيه ضرره. فابن تيمية هنا بيقول هذا هو الذي يحدث لبعض الناس انه تغلبه شهوته لامر ما في علم انه سيناله ضرر معين ولكن مع ذلك يقدم عليه مع علمه بالضرر ولكن هذا ايضا نوع من الجهل طيب قال كما جاءت بذلك الاحائذة لم ينتهي الا بذلك كما جاء بذلك الاحاديث كما هو مذكور في غير هذا الموضع. يعني اللي هو حديث من شرب آآ الخمرة في الرابعة فاقتلوه حديث ضعيف. ولكن يعني آآ من ناحية الحكم يعني قيل انه يمكن ان يصل الحكم الى القتل اذا لم ينتهي الا بذلك قال ابن تيمية وكذلك العقوبات متى جاز مطالب الذنب بانه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله بل اما الا يكون جازما بتحريمه او يكون غير جازم بعقوبته بل يرجو العفو بحسنات او توبة او بعفو الله او آآ يغفل عن هذا كله. يعني زي بالضبط اخوة يوسف لما قالوا وتكون من بعده قوما صالحين. يعني قال له هي غلطة واحدة وايه يعني غلطة واحدة وهتعدي. هذا هو الذي يحدث لكثير منا. اننا مثلا نكسل عن كثير من الخير لاننا سنعوضه. وآآ يعني نقع في بعض المعاصي لكوننا يعني نأمل اننا سنتركها بعد ذلك او سنكون صالحين بعدها او سنعوضها بالحسنات. وهذا ايضا نوع من الجهل قال ولا يستحضر تحريمها ولا وعيدا فيبقى غافلا غير مستحضر للتحريم والغفلة من اضداد العلم. هذا جميل جدا يا شباب بيان ان العلم آآ ليس عكسه فقط الجهل. لأ الغفلة كذلك ان الانسان يغفل عن يغفل عن حظ نفسه والغفلة والشهوة. وابن تيمية حتى سيتكلم عن هذا المعنى. قال فالغفلة والشهوة اصل الشر قال الله تعالى ولا تطع صفحة تسعة وخمسين. حد بيسأل صفحة كم؟ صفحة تسعة وخمسين قال الله تعالى ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا واضح يا شباب ان امره صار فرطا لماذا؟ لانه اغفل لانه غافل اتبع هواه وغفل. يعني الشهوة والغفلة قال والهوى وحده لا يستقل بفعل السيئات الا مع الجهل. والا فصاحب الهوى اذا علم قطعا ان ذلك يضره ضررا راجحا انصرفت نفسه وعنه بالطبع فان الله جعل في النفس حبا لما ينفعها وبغضا لما يضرها فلا تفعل ما تجزم بانه يضرها ضررا راجحا. بل متى فعلته كان لضعف العقل. يعني ايه يعني ابن تيمية يقول الله سبحانه وتعالى جعل في قلب الانسان ما يجعله يرجح فعل آآ النافع له. بمعنى لو ان انسانا مثلا يعني آآ قيل له انت ستأخذ كل ملايين الدنيا وهو يريدها ولكنك ستموت بعدها ستقتل مثلا يعني يقينا ستقتل ولا شك انه آآ يقدر الامور فسيرى ان القتل يعني مفسدة اعظم. فلا يقدم على هذا الفعل مع انه يهواه. لماذا؟ لانه علم ان الضرر راجح سيحصل له طيب لماذا بقى مع علمنا بالمعصية يمكن ان نقع فيها اما لغلبة الشهوة او للغفلة. ان الانسان يكون ناسي وهذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. ان المؤمن ينبغي ان يكون يقظا ينبغي ان يكون عاقلا منتبها لا يكون غافلا لانه لو غفل سيتكرر منه الخطأ. فاذا سلك الانسان منا سبيلا معينا فانتهى به الى معصية ثم فعل نفس الخطوات ونفس الاسباب فانه لدغ من الجحر مرتين. لماذا؟ لان الخطوات اوصلته لهذا الخطأ. فلما تعمد نفس الخطوات كان سيحصل له نفس المصير طيب فاذا الشباب وقوع الانسان او لدغ الانسان من جحر مرتين يكون بسبب ضعف ايمانه وبسبب آآ شهوته ويكون كذلك بسبب غفلته قال ولهذا يوصف بانه عاقل وذو نهى وذو حجة اللي هو الانسان العاقل يعني الذي يترك المعاصي يعني قال ولهذا كان البلاء العظيم من الشيطان لا من مجرد النفس فان الشيطان يزين لها السيئات. ويأمرها بها ويذكر لها ما فيها من المحاسن التي هي منافع لا مضار. كما فعل ابليس بادم وحواء فقال يا ادم هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى؟ فاكلا منها فبدت لهما سوءاتهما قال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكون ملكين او تكونا من الخالدين. ولهذا قال تعالى يعني آآ ابن تيمية هنا يريد ان يقول ان هوى النفس اذا اجتمع مع تزيين الشيطان يبقى اجتمع الشر ليه؟ لان النفس تهوى وتشتهي لكن ممكن تمنع يعني ممكن الانسان يمنع نفسه فاذا زين له الشيطان فحسن له هذا الشر في غير صورته. وده بالضبط يا شباب معنى قول الله ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون. يعني كان الانسان اعمى بسبب تزيين الشيطان ولكنه تذكر فحينما تذكر ابصر. فرأى الامور على صورتها. رأى القبيح قبيحا ورأى الحسن حسنا. والشيطان يريد ان ليس عليه فيريد الشيطان ان يريه الحسنة قبيحا والقبيح حسنا. فنعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولهذا قال تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن يقيض له شيطانا فهو له قرين وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون. وقال تعالى افمن زين له سوء عمله فرأى وقال تعالى ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم. كذلك زينا لكل امة عملها. عملهم ثم الى ربهم مرجع فينبئهم بما كانوا يعملون. قوله زينا لكل امة عملهم هو بتوسيط تزيين الملائكة والانبياء والمؤمنين للخير وتزيين شياطين الجن والانس للشر قال تعالى وكذلك زين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم. يبقى كأن ابن تيمية يريد ان يقول هنا يا شباب ان المؤمن تزين له الحسنات والكافر تزين له السيئات. واي سيئة زينت لك فهي من تزيين الشيطان واي حسنة زينت لك فانما هي من آآ تزيين آآ من تزيين الله وتزيين الملائكة وتزيين الانبياء ونحو ذلك آآ فاصل ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بكونها تضرهم ضررا راجحا او ظنوا انها تنفعهم نفعا راجحا. ولهذا قال الصحابة رضي الله عنهم كل من عصى الله فهو جاهل وفسروا بذلك قوله انما التوبة على الله الذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب كقوله واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم اسأل الله سبحانه وتعالى ان يتوب علينا وان يغفر لنا وان يزين في قلوبنا الايمان وان يقبح في قلوبنا الكفر والفسوق والعصيان قال ابن تيمية ولهذا يسمى حال فاعل السيئات الجاهلية اه ولهذا يسمى حال فعل السيئات الجاهلية. فانه يصاحبها حال من حال من حال جاهلية. قال ابو العالية ابو العالية من من كبار المفسرين قال ابو العالية سألت اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية. انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب. فقال كل من عصى الله فهو جاهل وكل من تاب مكتوب هنا ايه ؟ قبيل الموت يعني تنفع قبيل الموت ولكن هي في رأيي قبل الموت. وهذه الرواية الاشهر. يعني انا لا اعلم هذه الرواية اللي هي قبيل يعني. قبيل هذه يعني معناها ان هي قبل يعني قبل الموت بايه بقليل يعني. لأ هي قبل الموت يعني كل من تاب قبل ان يموت قال ومن تاب قبل الموت فقد تاب من قريب. وعن قتادة قال اجمع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان كل من عصي من عصى ربه في جهالة عمدا كان او لم يكن وكل من عصى الله فهو جاهل وكذلك قال التابعون ومن بعدهم. يعني باختصار يا شباب ان المعصية هي جهل. المعصية نوع من الجهل حتى لو كنت اعلم الناس. حتى لو كنت تعلم في هذه المعصية مائة اية ومئة حسنة يعني الذي يكذب هو جاهل حتى لو كان يعلم مائة اية في فضل الصدق ومائة اية في سوء الكذب. هو جاهل لماذا؟ لان العلم الذي لا يحملك على الفعل هو جهل. او هو نوع من الجهل او هو علم ناقص او علم غير نافع. هذا باختصار قال مجاهد احنا في صفحة ستين يا شباب. قال مجاهد من عمل ذنبا من شيخ او شاب فهو بجهالة. وقال من عصى ربه فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته. وقال ايضا هو اعطاء الجهل العمد وقال مجاهد من عمل سوءا خطأ او اثما عمدا فهو جاهل حتى ينزع منه. يعني يا شباب جعل علامة العلم هي ان تخرج من حال السيئة. يعني ان تستغفر وان تتوب وان تجاهد نفسك في تعويض ذلك بالحسنات. اما ان تبقى مذنبا بغير توبة واستغفار فهذا من اعظم الظلم. لذلك ربنا سبحانه وتعالى بين ان المؤمن يمكن ان في ذنب او فاحشة لكنه لا يرضى ان يبقى مذنبا بغير استغفار والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون لا يرضى ان يبقى مذنبا يعني بغير استغفار وقال مجاهد خلاص قال هو كاتب اه اه وراهن هي المفروض اه رواها المفروض رواها يعني رواها ابن ابي حاتم فنصلحها رواها ابن ابي حاتم ثم قال روى عن قتادة وعن وعمرو بن مرة والثوري ونحو ذلك خطأ او عمدا. يعني ان الشخص اذا وقع في ذنب خطأ او عمدا فهو جاهل قال وروى عن مجاهد والضحاك قال ليس من جهالته الا يعلم حلالا ولا حراما. ولكن جهلته حين دخل فيها. يا سلام! اهي الكلمة دي خلاصة. يعني ما معنى الجهالة؟ معنى الجهالة مش مش ليس عدم العلم فقط. الجهالة هي فعل الشر الانسان الذي فعل الشر حتى لو كان اعلم الناس به ويحفظ فيه مائة دليل ما دام ان هو فعله يبقى جاهل وهذا يفسر لك لماذا يقع كثير من اهل العلم في الباطل وفي الشهوات وفي المنكرات لماذا؟ لان العلم ليس المراد منه ان ان تسود الادلة في الباب وانما المراد ما يحملك على فعل الخير وترك الشر طيب. وقال عكرمة الدنيا كلها جهالة. وعن الحسن البصري انه سئل عنها. فقال هم قوم لم يعلموا ما لهم مما عليهم قيل له ارأيت لو كانوا قد علموا؟ قال فليخرجوا منها فانها جهالة قلت ومما يبين ذلك يعني يقصد يعني الناس الذين يغترون بالدنيا ويحرصون على كل ما فيها هم جهلة. لانهم لو علموا هذه الدنيا بميزان ياه لا يمكن ان يحرصوا عليها هذا الحرص وهذا يا شباب يعني تأمله كده انت. تصور ان شخصا يخليني اضرب لكم مثال كده. في طبيب مثلا يعرف ان الحلويات مضرة جدا وهو بنفسه عمل عمليات كثيرة جدا آآ وجد ان ناس قلبها ضعف او وزنها زاد او حصل لها ضرر بسبب الحلويات مثلا فهو اه يعني عزمه صديقه صديقه يعني طلبه مثلا على العشاء وضع له حلويات من افخر الانواع والناس كلها يعني اه نفسها فيها. طب لماذا هذا الطبيب يترك هذه الحلويات مع ان ظاهرة انها خير. ونفسه تشتهيها لكون العلم عنده غالب. غالبا على الجهل. يعلم ما فيها ويعلم آآ يعني شرها. فلذلك تركها. فهذا العلم يعني علمه بضررها كان اغلب من شهوته عليها. وكان اغلب من علمه بحسنها او بزينتها او بطعمها الجميل هو ده بالضبط يا شباب حال من يعرف معنى الدنيا بميزان الله الذي يعرف معنى الدنيا بميزان الله اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباتوا ثم يهيج فتراه مصفرا ثم كونوا حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور الذي ينظر الى كل معنى في الدنيا من زينة الدنيا بهذا المعنى لا يمكن ابدا ان يحرص على شيء فيها حرص الغاية ولا يمكن ان ان ان يبتئس ولا ان يفرح بشيء ناله منها فرح المغرور. وانما يكون فرحا عاديا. ويحزن حزنا عاديا. لكنه لا يسرف ابدا في الحزن على شيء فاته في الدنيا. ولا يسرف في الحرص على شيء من الدنيا الا انسان جاهل بمعنى هذه الدنيا. وهذا هو المعنى شباب الذي قصده الحسن هنا لما قال الحسن انه سئل عنها فقال هم قوم لم يعلموا ما لهم مما عليهم. قيل له ارأيت لو كانوا قد علموا. قال فليخرجوا منها فانها جاهزة هالة قال ابن تيمية قلت ومما يبين ذلك قوله انما يخشى الله من عباده العلماء وكل يعني الانسان يا شباب باختصار الانسان الذي يعلم انه سيلقى الله تبارك وتعالى بغير كل هذه الامور التي كان يحرص عليها في الدنيا ولن يلقاه الا بعمله انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه. والكدح هو العمل هو السعي آآ هو الخلق يعني الذي كلمة الخلق هنا معناها الواسع. يعني العمل التخلق يعني فالذي علم انه سيلقى ربه بالباقيات التي بقيت له من الاعمال وان ليس للانسان الا ما سعى وان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء اوفى الذي علم ذلك يقينا هو الذي سيحرص على الباقيات. وسيتخلى عن زينة الدنيا ولن يحرص عليها الا بالقدر الذي يتبلغ به. وانما لجهالتنا ولضعف ايماننا ولقلة علمنا. نحرص على ما لا ينبغي لنا ان نحرص عليه ونزهد فيما ينبغي ان نحرص عليه نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلق قلوبنا بالباقيات وان يصرفنا عن زينة الدنيا طيب آآ خلينا ناخد اخر فقرة يا شباب عشان احنا طولنا شوية قلت ومما يبين ذلك قوله تعالى انما يخشى الله من عبادي العلماء وكل آآ وكل وكل من خشية الله او وكل من خشي الله مفروض الله المفروض خشي وكل من خشي وكل من خشيه تنفع طبعا وكل من خشيه واطاعه وترك معصيته فهو عالم كما قال تعالى امن هو قانت ان الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة وارجو رحمة ربه. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقوله انما يخشى الله من عباد العلماء يقتضي ان كل من خشي الله فهو عالم فانه لا يخشاه الا عالم. ويقتضي ايضا ان العالم من يخشى الله كما قال السلف. قال ابن سعود كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار به جهلا سبق ان احنا اتكلمنا عن هذا المعنى الشريف يا شباب وهو ان العلم الذي يبقى لك هو العمل وان العلم الذي هو مجرد علمك بالادلة وسوق الادلة وحسن البيان وكتابة المنشورات. هذا لن يبقى لك انما يبقى لك عملك. ومثل هذا الحصر يكون من الطرفين. حصر الاول في الثاني وهو مضطرد وحصر الثاني في الاول نحو قوله آآ نحو قوله انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب. وقوله انما انت منذر من يخشاها وقوله انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدوا فسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع سانية واحدة نسجد لان دي اية فيها سجدة يعني ابن تيمية شبابي يريد ان يقول هنا ان العمل مضطرب مع العلم فكلما كان الانسان اكثر علما كلما كان اكثر عملا وكلما كان اكثر عملا فهذا دليل على كثرة علمه فاذا قل احدهما فيدل على قلة الاخر آآ قال ومن ذلك انه اثبت الخشية للعلماء ونفاها عن غيرهم وهذا كالاستثناء فانه من النفي آآ اثبات فانه من النفي اثبات عند جمهور العلماء كقولنا لا اله الا الله وقول وآآ قوله تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى وقولي ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. ولا يأتونك وقول ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا الحمد لله اه قال وقد ذهب طائفة الى ان المستثنى مسكوت عنه لم يثبت له ما ذكر ولم ينفى عنه يعني يا شباب هذه الاية انما يخشى الله من عباده العلماء. هل هي للحصر يعني تثبت ان من لم يخش الله فهو جاهل وتثبت ان كل من خشي الله فهو عالم واضح فابن تيمية تكلم عن هذا المهام. قال وهؤلاء يقولون ذلك في صيغة الحصر بطريق الاولى فيقولون نفي الخشية عن غير العلماء نفى الخشية عن غير العلماء ولم يثبتها لهم قال والصواب قول الجمهور ان هذا كقوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق. فانه ينفي التحريم عن غير هذه الاصل ويثبتها لها. لكن آآ لكن اثبتها للجنس. او لكل واحد كما يقال انما يحج المسلمون. ولا يحج الا وذلك ان المستثنى هل هو مقتض او شرط ففي هذه الاية وامثالها هو مقتض فهو عام فان العلم بما انذرت آآ انذرت به الرسل يوجب الخوف فاذا كان العلم يوجب الخشية الحاء. يوجب الخشية الحاملة على فعل الحسنات وترك السيئات. وكل عاص فهو جاهل ليس بتام العلم وكل عاص فهو جاهل ليس بتام العلم يبين ما ذكرنا من ان اصل السيئات الجهل وعدم العلم. واذا كان كذلك فعدم العلم ليس شيئا موجودا بل هو مثل عدم القدرة وعدم السمع والبصر وسائر الاعدام. يعني ايه يا شباب؟ ماذا يريد ان يقول ابن تيمية هنا يريد ان يقول ابن تيمية ان العلم الذي جاءت به الرسل او العلم المحمود في كتاب الله وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ليس مجرد المعرفة وانما العلم التام الذي يحمل الانسان على العمل بما علمه. على العمل بما علم فكل علم لم يتحرك به الانسان فهو علم ناقص او هو والجهل سواء فكل انسان علم شيئا من الخير ولم يجاهد نفسه عليه فهذا لقلة علمه او لغلبة هواه او لغفلته وكل انسان علم شيئا من الشر وعلم عاقبته ومع ذلك اقدم على فعله فهذا لضعف ايمانه او لغفلته. لا يمكن ان يوجد علم تام الا ويوجد عمل مقتضى هذا العلم فاذا وجد العلم ولم يوجد هذا الفعل او العمل فهذا لجهل او غفلة او شهوة. يعني هناك مانع هذا مختصر الكلام. فقوله هنا يا شباب لما هو كان يتكلم عن انما يخشى الله من عباده العلماء فهذا فيه حصر فهذا الحصر في الاتجاهين يا شباب يعني ايه كل من خشي الله فهو عالم واضح كده ولا يخشاه الا عالم. يبقى معناها ايه؟ حيث وجدت الخشية وجد العلم وحيث وجد العلم وجدت الخشية. تمام طيب احيانا يوجد العلم ولا توجد الخشية. نعم ولكنه يكون علما غير تام فابن تيمية هنا دخل في آآ قاعدة لغوية واختلف فيها. مثلا كلمة لا اله الا الله هذه فيها نفي واثبات يعني لا اله يعني لا اله حق الا الله فهذا نفي الالوهية عن غير الله واثبات الالوهية لله. صح. تمام. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. تنفي نفع الشفاعة اه لمن لم يأذن له الله فتثبت نفع الشفاعة لمن اذن له الله تبارك وتعالى. فهو يتكلم هنا عن هذه القاعدة فهو رجح قول الجمهور ان هذا كقوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير حق قال ايه فانه ينفي التحريم عن غير هذه الاصناف ويثبتها له. يعني يثبت ان هذا شباب فيه نفي واثبات فكلمة انما يخشى الله من عباده العلماء يبين ان لم ان من لم يخشى الله فهو جاهل. وان من خشي الله فهو عالم طيب كيف نفسر وجود انسان عالم ومع ذلك لم يخشى الله اه نفسر ذلك بان هذا نقص في العلم او انه غفلة او انه لغلبة هواه وشهوته. لا يوجد العلم التام الا وتوجد الخشية لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم انا اعلمكم بالله واشدكم له خشية. فمتى وجدت المعرفة دون علم او حركة فهذا نقص في هذه المعرفة وهذا حتى موجود عند الفلاسفة وموجود عند عند الجهمية وغيرهم من المرجئة. الذين زعموا ان الايمان مجرد المعرفة او التصديق دون العمل واضح وهذا باطل. فان فان تمام او او ان صحة العلم هي بصحة العمل. والا لو علم الانسان مثلا ان النار تحرق يديه ثم وضع يديه في النار فهذا جاهل. ما الفرق بينه وبين وبين الجاهل؟ لان العلم كان ينبغي ان يمنعك من فعل ما يضرك وينبغي ان يحملك على فعل ما ينفعك طيب وذلك قال الله سبحانه وتعالى اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون. فهذا هو المعنى ان من من عمل شيئا وهو يضره فهو غير عاقل. ومن ترك شيئا ينفعه فهو غير عاقل. ومن ومن جاهد نفسه لفعل ما ينفعه وترك ما يضره فهو العاقل. حتى لو لم يكن احفظ ادلة في هذا وانا تكلمت عن هذا المعنى ربما انسان يعلم مائة دليل في في مسألة معينة ولا يعمل بها. كانسان مثلا آآ يقيموا الحجج على ان الله ينزل الى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر ويناظر سنوات يناظر المخالفين في ذلك وهو لم يقم لله ليلة واحدة يدعوه او يسأله او يستغفره او يستهديه في في هذا الوقت المبارك فما فائدة علمه بهذا اذا لم يتحرك به طيب قال ابن تيمية صفحة ثلاثة وستين يا شباب قال والعدم لا لا فعل له وليس هو شيئا وانما الشيء الموجود وآآ وانما الشيء الموجود والله تعالى خالق كل شيء. وانما الشيء الموجود. يعني ده كده كلمة تم جملة تامة. وانما الشيء الموجود يعني الذي هو شيء هو والشيء الموجود قال والله تعالى خالق كل شيء فلا يجوز ان يضاف العدم المحض الى الله لكن قد يقترن به ما هو موجود يعني باختصار ابن تيمية يريد ان يقول ان السيئات معدومة السيئات لا وجود لها. فلذلك لا تضاف الى الله بمعنى لا يعني لماذا اضيفت الى الله الحسنة اللي هي وما ما اصابك من حسنة فمن الله. والسيئة اضيفت الى الانسان ولم تضف الى الله الا من جهة الخلق والتقدير العام ابن تيمية يبين هذا المعنى ان السيئة هي عدم الحسنة واضح يعني او آآ يعني انها عدم فبالتالي هي تختلف عن الحسنة. آآ قال فاذا لم يكن عالما بالله لا يدعوه الى الحسنات وترك السيئات قال والنفس بطبعها متحولة فانها حية والارادة والحركة الارادية من لوازم الحياء. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح اصدق الاسماء حارث وهمام فكل ادم كل ادمي فكل ادمي حارث وهمام. اي عامل كاسب وهو همام ان اي يهم ويريد فهو متحرك بالارادة يعني يا شباب ابن تيمية يريد ان يقول ان الانسان لابد له من ارادة يعني شيء يعني يتحرك له ولابد له من حركة اي انسان في الدنيا هو عنده آآ ما يشغله وما يفكر فيه وما يريده وعنده ما يفعله تمام كده آآ قال وقد جاء في الحديث مثل القلب مثل ريشة ملقاة بارض فلاة ولا القلب اشد تقلبا من القدر اذا استجمعت غليانا. الحديس ضعيف يعني. لكن ابن تيمية يريد ان يستشهد به في ان الانسان له ارادات وله خواطر قال فلما كانت الارادة والعمل من لوازم ذاتها فاذا هداها الله علمها ما ينفعها وما يضرها فارادت ما ينفعها وتركت ما يضرها طيب نقف عند هذا الحد يا شباب وهذا الفصل كان جميلا جدا. وربما يكون احسن ما آآ يعني نستخلصه من هذا الفصل مع ما فيه من فوائد كثيرة هو ان العلم التام ليس بمجرد حفظك للادلة والقرآن والاحاديث ومعرفتك بحسن البيان والاستدلال لا العلم الذي يبقى لك هو حركتك بناء على ما تعلمت سواء في ترك ما نويت عنه او فعل ما امرت به لو ما يعني آآ احبه الله تبارك وتعالى. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من اصحاب العزم على الهداية والعزم على الرشد والصبر في هذا الطريق وان ان يصرف قلوبنا الى طاعته وان يصرف قلوبنا عن معصيته وان يسعدنا بما يرضيه جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وقفنا عند صفحة ثلاثة وستين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته