السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال بيته وذريته كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال بيته وذريته كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون لا يستوي اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب الجنة هم الفائزون اهلا وسهلا ومرحبا آآ بطلبة العلم طلاب الجامعة الاسلامية بولاية مينيسوتا مساء الخير آآ اسعدني جدا ان اكون معكم في آآ دورة علمية تخص بداية آآ طلب العلم او اه بداية الحياة الدراسية اه احببت ان افتتح معكم اللقاء قصة عظيمة آآ لرسول آآ لرسول الله آآ موسى عليه السلام واحب ان ابين اني في اي خطوة من خطوات حياتي في اي هدف اطلبه احب ان اهتدي واقتدي آآ بقصص الانبياء عليهم السلام فان الله تبارك وتعالى قص علينا قصصهم وامرنا بالاهتداء بهديهم اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتضى ومن آآ رسل الله صلى الله عليه وسلم رسول الله موسى عليه السلام وآآ اذا كنا نتحدث عن بداية آآ الشروع في هدف من اهداف الحياة وهو هدف شريف طلب العلم او الفقه في الدين فاني احب ان افتتح باحدى قصص موسى عليه السلام حينما آآ قضى الاجل وسار باهله وانس من جانب من جانب الطور نارا. القصة معروفة لكني اريد ان اقف آآ في هذه القصة مع تكليف الله تبارك وتعالى لموسى عليه السلام بان يذهب الى فرعون الله سبحانه وتعالى قال لنريك من اياتنا الكبرى اذهب الى فرعون انه طغى آآ وجاء كذلك في سورة القصص وفي سورة الشعراء آآ ان الله سبحانه وتعالى قال ان ائت القوم الظالمين قوم فرعون الا يتقون الى آآ غير ذلك من الايات موسى عليه السلام يعرف فرعون ويعرف ظلمه وطغيانه. بل ربما هو اعلم الناس به فلما امره الله تبارك وتعالى بهذا الامر ذكر اشياء ربما يراها آآ ستجعله لا يقوم على وجهها قال ربي اني اخاف ان يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فارسل الى هارون موسى عليه السلام لم يذكر هذه الامور ليرد امر الله تبارك وتعالى ولكنه خشي الا يقوم بالمهمة على وجهها كثير منا شباب اذا آآ كان يطمح لامر ما او فتح امامه باب من ابواب الخير فانه يتذكر نقصا في نفسه او ربما يعني يسهل عليه ان يعتذر عن المهمة التي وكلت اليه. يقول انا لا اعرف انا لا احسن انا لا استطيع لا اتم هذه المهمة ان اول درس نتعلمه من موسى عليه السلام ان موسى عليه السلام لم يذكر هذه الامور الا ليدعو الله تبارك وتعالى بان يعينه عليها لذلك قال موسى عليه السلام رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من اهلي هارون اخي اشدد به ازري واشركه في امري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا قال قد اوتيت سؤلك يا موسى فهنا اول درس نتعلمه من موسى اذا فتح امامك باب من ابواب الخير اذا كنت تطمح في شيء فيه خير لك او لاهلك او لولدك او لاحد من المسلمين فاياك ان تتردد وان كان بك نقص في الادوات او في الامكانات فهذا النقص ليس سببا في ان تترك العمل وانما سبب في ان تشعر بفقرك الى الله وحاجتك الى الله وان تستعين بالله تبارك وتعالى وان تكثر من دعائه لماذا انا اقول هذا لان كثيرا من الشباب الذين يقصدون طلب العلم يجد في نفسه بعض الضعف. اما انه ينسى كثيرا او انه آآ ضعيف العزم او انه آآ ليس صابرا او انه مشتت او انه فقير لا يستطيع ان يشتري كتبا او لا يستطيع ان يلتحق بجامعة فهذه المعوقات تجعله يتساهل في ان يقول لن اطلب العلم او انا لست مؤهلا لطلب العلم فهذا اول درس نتعلمه من موسى الدرس الثاني ان موسى عليه السلام اول دعاء دعا به ربه قال رب اشرح لي صدري ويسر لي امري لماذا بدأ موسى عليه السلام بالدعاء بان يشرح الله صدره لان شرح الصدر هو مفتاح كل خير الانسان ربما تتوفر لديه كل الامكانات. ربما يكون غنيا. ربما يكون عنده الوقت والقدرة. ربما يكون جلدا صبورا ربما تتوفر له كل الادوات والمهارات لكن صدره ضيق فهذا الضيق لا يجعله يقوم بالعمل وفي المقابل ربما يكون الانسان امكاناته ضعيفة لكن صدره منشرح لعمل ما فيسهل عليه بعد ذلك ان يتغلب على العقبات او ان يتم نقصه فلذلك دعا ربه رب اشرح لي صدري. ما معنى انشراح الصدر؟ انشراح الصدر ان تكون مقبلا على العمل ان تكون فرحا به. ان تكون مهيأا له. ان تكون حكيما فيه. ان تكون صابرا عليه فلذلك دعا موسى عليه السلام رب اشرح لي صدري ويسر لي امري. والله سبحانه وتعالى بين كذلك هذا المعنى قال للنبي صلى الله عليه وسلم. ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون. فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. وقال في منتهى عليه الم نشرح لك صدرك يبقى الفائدة الثانية ان تعلم ان اول خطوة في تحقيق هدفك بعد ان آآ تعزم عليه هو ان تسأل ربك تبارك وتعالى ان يشرح صدرك. الله سبحانه وتعالى هو الذي بيده كل شيء وهو الذي يصرف القلوب كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا الى طاعتك الله سبحانه وتعالى هو الذي يوجه قلبك. وهو الذي يزين العمل الصالح في قلبك. ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان فلابد ان تعلم ان انشراح الصدر لا يمكن ان يأتيك الا من الله فلذلك اكثر من الدعاء واكثر كذلك من الاخذ باسباب انشراح الصدر من ذلك مثلا ان تستعين بالله واذا كان عندك نوع من التردد والخوف. يعني مثلا احيانا الانسان يقدم على امر ما فينظر ان في امكاناته او في ادواته او مهاراتي فيشعر انه ربما لن يتم هذا الامر على وجهه فهنا لابد ان يصبر ولابد ان يجاهد نفسه ولا يتردد. اذا عزمت فتوكل على الله. وسيأتي الكلام عن معنى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين من اخص الامور التي تعينك على ان ينشرح صدرك لعمل ما ان تشعر بقيمة هذا العمل. وان تعرف ما الذي سيضيفه برنامج حياتك وان تنظر في عاقبة الامور. فان يقين الانسان بهدفه ويقين الانسان بعاقبة هدفه سبب رئيس في ان يصبر عليه الله سبحانه وتعالى قال وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون آآ الدرس الثالث الذي نفيده من قصة موسى عليه السلام ان موسى عليه السلام علم ان هذه المهمة لا يكفي فيها مجرد الاقبال والاخلاص. بل لابد من اسباب مناسبة وهو رأى ان انه فاقد لبعض هذه الاسباب قال مثلا آآ ربي اني اخاف ان يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني يعني كان آآ موسى عليه السلام يعلم ان الرسالة آآ تحتاج الى فصاحة وبيان ورأى انه ليس عنده هذه الفصاحة فسأل ربه ان آآ يسهل له امره واحلل عقدة من لساني وسأل ربه ان يعينه وان يقويه باخيه هارون لانه افصح منه لسانا وهذا فيه فائدة مهمة جدا يا شباب انك اذا اقبلت على امر ما فلا يكفي ان تكون مخلصا صابرا صادقا جلدا صبورا لأ لابد ان تعرف طبيعة هذا العمل الذي انت مقدم عليه. كثير من الشباب يدخل في باب من اي ابواب الخير آآ يدخل بنية حسنة يريد مثلا ان يرد على الشبهات او يريد مثلا ان يعمل برنامج في الدعوة الى الله او في التعليم او في التدريس او في مساعدة الناس. لا يخطط له ولا يرتب ولا يسأل اهل الاختصاص ولا يتعب نفسه في المقدمات. وهذا يجعله اما انه ينقطع في وسط الطريق او في اوله او يجعله لا يقوم به على وجهه. او ان يكون هو جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل فموسى عليه السلام نتعلم منه انه عرف هذه المهمة وعرف طبيعة هذه المهمة وما الذي ينبغي فيها؟ فسأل ربه ان يعينه في هذا الامر كذلك مما نتعلمه من موسى عليه السلام صحبة الخير ان موسى عليه السلام اراد ان يكون له رفيق في رحلته هذه وفي مهمته هذه. وهذا من اخص ما يحتاجه مسلم في اي امر يقدم عليه المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. والله سبحانه وتعالى قال للنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ايدك وبالمؤمنين من الامور المهمة جدا آآ ايضا في قصة آآ موسى عليه السلام انه سأل الله اولا انشراح الصدر ثم سأله عن تيسير الامر لان الانسان اذا كان صدره منقبضا من امر ما او ضيقا من امر ما فما تنفعه آآ الادوات وما تنفعه المهارات فبالتالي ينبغي ان تعمل في اتجاه انشراح صدرك للعمل اكثر من آآ مجرد تحقيق ادواته وكما ذكرت لكم ان انشراح الصدر للعمل هذا يأتي شيئا فشيئا. يعني لا يأتي دفعة واحدة. آآ ربما يكون الانسان آآ منشرحا آآ منشرحا صدره لعمل ما ثم يجد بعض الصعوبات فينقطع. لأ لابد ان تعلم ان الحق والخير لا يكتملان الا بالصبر لذلك ربنا قال وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر كثير من المسلمين من الاباء والامهات لهم طموح في ابنائهم. لكنهم آآ عند اول آآ مشكلة مع ابنائهم يتركون هنا اصلاحهم او مثلا بعض الناس يريد ان يتعلم القرآن او يريد ان يتعلم السنة او يريد ان يطلب العلم او يريد ان يدعو الى الله. فحينما تقابله مشكلة اتركوا هدفه بسهولة. لأ لابد ان تعلم ان الحق لا يكتمل الا بالصبر من هذه المقدمة ندخل في موضوع هذه الدورات هذه الدورات كانت الفكرة منها ان طلاب العلم يحتاجون الى تهيئة نفس قبل الدخول الى الحياة الدراسية طلب العلم هدف شريف. اذا اخذه الانسان بحقه وقليل من الناس هم الذين يعرفون لماذا يطلبون العلم؟ وماذا يجب عليهم في طلب العلم؟ وما هي مقاصد طلب العلم وكيف يستمرون يعني كثير من الطلاب يدخل في طلب العلم وهو تايه مشتت مضطرب متحير لا يعرف ماذا يدرس او ماذا تلقى او عمن يتلقى او ما هي المهارات التي يحتاجها كطالب علم؟ او ما هي المراجع التي يحتاج ان يرجع اليها؟ كيف يبدأ؟ كيف يستمر آآ ما هي سبل تحصيل العلم كذلك اغلب الطلاب اليوم يدرسون عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي او عن بعد سواء في آآ دراسة على بعض طلاب العلم او المشايخ او في في جامعات آآ او في معاهد او يدرسون آآ ضمن برامج علمية فالذي يدرس عن بعد هذا عنده مشكلات كثيرة انه سيد نفسه يعني اه ليس عنده رقيب ليس عنده الزام اه فيها نعم انها تجعلك في اي وقت يمكن ان تستمع الى المحاضرة. لا تتقيد بحضور وانصراف ولا تتقيد بما يتقيد به من يحضرون في او مع المشايخ لكن كذلك فيها اوجه من المشكلات انها تجعلك آآ مخيرا آآ لا تجعل عليك رقيبا فاذا لم يكن عندك الزام لنفسك اذا لم يكن عندك ارادة قوية او اذا كنت مدمنا لوسائل التواصل الاجتماعي فان فانك ستخرج من هذه الدراسة بلا فائدة كل هذه الامور يا شباب هي التي آآ جعلتنا نفكر في ان آآ نقيم للشباب دورات تهيئوا انفسهم آآ تهيئوا انفسهم لطلب العلم. نحاول فيها ان نبين آآ مقاصد طلب العلم. نحاول فيها ان نبين المهارات التي يحتاجها طالب العلم نحاول ان نبين فيها كذلك سبل التحصيل. يعني كيف احصل العلم؟ كيف اضبطه؟ كيف اثبته كيف اطوره وانميه واوظفه؟ آآ ما هي علوم الشريعة؟ وكيف اتخصص في باب منها وكيف آآ احفظ الدرس؟ او كيف آآ اتقن الدرس فهما؟ وهكذا كل هذه الاسئلة ستأتي معنا ان شاء الله تبارك وتعالى اول مقدمة احببت ان ابدأ بها بعد آآ ما تعلمناه من موسى عليه السلام احب ان ابين لك قيمة طلب العلم بعض الناس اذا دخل في الفقه في الدين يظن ان الفقه في الدين او ان طلب العلم هو تحصيل المعلومات او المعارف وهذا في الواقع من في رأي اعظم جريمة في حق المعرفة ان تكون مرادة لذاتها يعني ان يريد الانسان ان يحصل المعلومات اذا تتبعت كل ما جاء في الوحي في الثناء على اهل العلم او الثناء على العلماء او الحث على طلب العلم لن تجد ان المراد مجرد ان تكون عالما او ان تكون عارفا بل العكس جاءت آآ ايات كثيرة واحاديث كثيرة تبين ان ناسا حصلوا العلوم وكانوا مستبصرين وكانوا على علم لكنهم لم يكونوا حقيقين بهذا العلم. وكان علمهم سببا في آآ ضلالهم. وسببا في تكبرهم. وسببا في دخولهم النار لما لم يكن خالصا لله او لما آآ اتبعوا اهواءهم. كما قال الله سبحانه وتعالى واتل عليه النبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها. فاتبعه الشيطان فكان من الغاويين. ولو شئنا لرفعناه ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه. فمثله كمثل الكلب. ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث. ذلك مثل القوم الذين كذبوا باياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون امر الله النبي محمدا صلى الله عليه وسلم ان يتلو علينا هذه القصة ثم امره بان يذكرنا بمثل هذه القصص لماذا؟ لعلنا نتفكر. نتفكر في ماذا كل قصة في القرآن انما تساق لعبرة ولاية. والعاقل هو الذي يعرف موضع الاعتبار من كل قصة هذه القصة في رجل اتاه الله الايات كان عنده الحجج والبراهين عرف الحق واستيقنه لكنه كان عنده اهواء نفس والانسان منا شباب يعني احيانا يعرف الخير لكن تضعف نفسه على القيام به عندك تحتاج الى مجاهدة وصبر الله سبحانه وتعالى بين ان المعارضة بينما تهواه النفوس والخير الذي امرنا الله به هي ثمن الجنة. واما من خاف كما قام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى فهذه القصة فيها فائدة عظيمة ان مجرد العلم البينات حسن اللسان الصبر الجلد اذا لم يكتمل بالامانة كان سببا في ضلال صاحبه وعتوه وتكبره ومن هنا تفهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين لما حدث عن الامانة وعن رفعها قال ان الامانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة فهذا يبين ان المعرفة في الاسلام او ان العلم في الاسلام يعتني بامرين الامر الاول القالب الذي يرد عليه العلم وهو القلب والامر الثاني مخرجات هذا العلم. او اثار هذا العلم على صاحبه ظاهرا وباطنا لذلك قال ان الامانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن ثم علموا من القرآن. ومن هنا تفهم لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم شباب الاسلام الايمان قبل ان يعلمهم القرآن لماذا؟ حتى يرد القرآن باخباره وشرائعه على قلب سليم طيب ومن هنا كذلك تفهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري ان آآ مثل ما بعثني الله به آآ الحديث مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير اصاب ارض فكانت منها نقية قبلت الماء وانبتت الكلأ والعشب الكثير فهنا النبي صلى الله عليه وسلم يشبه الوحي الذي آآ انزل عليه بالمطر هذا المطر ليس خيرا على كل ارض كما ان القرآن ليس خيرا على كل من يرد عليه وننزم القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. ولا يزيد الظالمين الا خسارا واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم. وماتوا هم كافرون فهنا هذه الايات وهذه الاحاديث تبين ان قلب المؤمن هو الذي ترد عليه المعارف. وترد عليه الاخبار. وترد عليه الفتن. القلب هو الذي يمتحن. وهو الذي يؤمن وهو الذي يكفر وهو الذي يطمئن وهو الذي يرتاب وهو الذي يحبه وهو الذي يبغض وهو الذي يتوكل وهو الذي يستعين فاذا لم يكن قلب المسلم سليما او قلب الانسان بشكل عام اذا لم يكن سليما لن تزيده القدرة او القوة او الا ضلالا وعتوا ونفورا فمن هنا يا شباب كان طالب العلم بحاجة شديدة ليفهم معاني الامانة فاذا اه فهم معاني الامانة ثم سعى في الامانة والقوة اجتمع معه الخير في كل امر من امور حياتك انت تحتاج الى خصلتين رئيستين. القوة والامانة القوة فيها معاني الصبر والجلد والمهارات وحسن البيان والعزيمة التخطيط والتفكير وان يكون عندك برنامج واضح وان اه تحمل نفسك على اه ما تطلب. فهذه معاني القوة لكن عندنا عنصر اخر هو الاصل الامانة. الصدق الاخلاص الخوف من الله خشية الله التوكل على الله. حب الله. اخلاص الدين لله. كل هذا يدخل تحت معاني الامانة مطالب العلم يطلب اشرف شيء لكن هذا العلم اذا لم يكن صاحبه بصيرا بما يجب عليه كان كلما ازداد علما ازداد بعدا من الله. لذلك ربنا بين ذلك في القرآن الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم. وان كثيرا منهم لا يكتمون الحق. الى اخر الايات ايضا الله سبحانه وتعالى بين ان فرعون كان عنده يقين بصدق موسى وموسى نفسه قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر. انت تعرف ذلك ولكنه كان مستكبرا وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. بل ابليس كان عنده معرفة بالله وكان عنده معرفة باليوم الاخر. ولكن ابى واستكبر وكان من الكافرين. فمن هنا تفهم لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل الخير المؤمن فيه صفات الايمان. فيه الاخلاص لله وفيه الصدق وفيه الامانة وفيه خشية الله وفيه ارادة الخير وفيه سلامة القلب وفيه حب الخير للمسلمين. فهذا النوع من الناس هذه الخامة النظيفة كلما ازدادت مهارة او علما او حسن بيان او ذكاء كلما كان خيرا لها والعكس اذا كان الانسان قلبه ليس سليما فكلما ازداد معرفة ازداد تكبرا واستعلاء وبغيا تلك الدار الاخرة اجعلوها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين. وهذه الايات وردت في سورة القصص وورد في سورة القصص يا ابتي استأجره ان خير من استأجرت القوي الامين. القوة والامانة واني عليه لقوي امين فمن هنا كان هذا البرنامج اردت فيه ان يكون كلامي مع طلاب العلم عن هاتين الخصلتين. عن القوة والامانة. نتكلم في الامانة عن معاني اخلاص الدين لله. نتكلم فيها عن معاني خشية الله عن تزكية النفس. نتكلم فيها كذلك عن الاستقامة العمل الصالح نتكلم فيه عن انك قبل ان آآ تكون طالب علم انت مسلم. عليك واجبات وخلقت لتعبد الله وطلب العلم نفسه عبادة. يحتاج منك الى اخلاص واستعانة. اياك نعبد واياك نستعين. فهذا هو الجانب الاول اما الجانب الثاني نتحدث فيه ان شاء الله عن معاني القوة. معاني القوة فيها التصور. ان تتصور علوم الشريعة ان تتصور سبل التحصيل آآ مثلا نتحدث فيها عن حضور الدورات البرامج والمحاضرات كيف اقيد المعلومات؟ كيف ادرس؟ كيف اضبط المعلومات؟ كيف احفظ؟ كيف آآ اقرأ للائمة؟ كيف آآ اراجع ما عندي كيف احضر درسا آآ ما هي ابواب علوم الشريعة؟ كيف اتخصص في باب ما؟ كيف آآ اصنع برنامجا يوميا واواظب عليه نتكلم فيه كذلك عن دور التغذية لطالب العلم. ونتكلم فيه عن ممارسة الرياضة اتكلم فيه كذلك عن آآ جوانب النجاح في حياة طالب العلم. طالب العلم هذا هو شخص له مسئوليات وعليه واجبات وربما يكون متزوجا وعنده اسرة وعنده اهل وربما يكون يعمل فكيف يصنع برنامجا يواظب فيه على طلب العلم ولا يقصر في كل هذه المسؤوليات كل هذا يا شباب مهم جدا احنا في مصر عندنا ان نقول يعني تزبيط الشغل آآ قبل الشغل يعني احيانا يكون الانسان عنده تهور عنده تسرع فلا يضبط برنامج يومه. تجده مثلا اذا احسن في شيء يقصر في بقية الاشياء. او ثم ينقطع او يضع لنفسه برنامجا كبيرا جدا لا يستطيع ان يواظب عليه او يكونوا يعني تايه لا يعرف كيف يبدأ وكيف يستمر. او يكون عنده مشكلة اخرى ان هو لا يكون متصورا لعلوم الشريعة التي يجب ان يتعلمها. فتجد مثلا يتعلم في باب واحد. او يتعلم في باب واحد بطريقة خطأ لا يكون مستحضرا لابواب هذا العلم. يعني مثلا انت اذا درست علم اصول الفقه مثلا علم اصول الفقه هذا له ابواب وله فروع. تحتاج ان تعرف نشأة علم اصول الفقه تحتاج ان تعرف آآ تطور او مراحل علم اصول الفقه تحتاج ان تعرف ابوابه تحتاج ان تعرف اهم الاعلام في اهم المراجع تحتاج ان تعرف ما هي الفروع التي تدرس تحته؟ فانت ربما لا تعرف كل هذه المقدمات فتدخل فيه لا تعرف كيف تبدأ ولا تعرف ما هي الابواب التي عندك والابواب التي تنقصك؟ وكيف تحصلها؟ لا تعرف عند من تدرس هذا العلم آآ او او كيف تختار معلمك كل هذا يا شباب مهم جدا فلذلك كانت هذه الدورات المقدمة الثانية التي احب ان اتكلم فيها هي آآ قول الله تبارك وتعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين في اول المحاضرة تكلمنا عن موسى عليه السلام وتعلمنا منه ان الانسان اذا كان عنده بعض النقص فيما يطمح وفيما يطلب. مثلا انا اريد ان اتعلم القرآن او ان احفظ القرآن. لكن انا ارى ان ذاكرتي ضعيفة. او ان عزمي ضعيف او ليس عندي وقت. فهل الحل هنا ان انا اترك هذا الهدف؟ لا ليس هذا هو الحل. وانما الحل ان استعين بالله وان اجتهد في تحصيل الاسباب التي تعينني على هذا الهدف يبقى اذا يا شباب والذين جاهدوا فينا فيه امران الامر الاول فيه الاخلاص. ان يكون عملك لله وهذا معنى فينا. يعني ان يكون جهادك وتعبك لوجه الله هذا اول ما ينبغي ان تعرفه اذا قصدت طلب العلم. لان الانسان اذا لم يكن قصده من طلب العلم ابتغاء مرضات الله فعلمه لا ينفعه بشيء كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع تبين ان العلم كمعطى او كنعمة ربما يكون نافعا وربما لا يكون نافعا ربما انسان عنده معلومات قليلة يعمل بها ويستقيم عليها ويدعو اليها. وشخص اخر بحر من المعلومات. لكنه لم ينتفع بها وفي صحيح مسلم الحديث الذي آآ يعني ينبغي ان يضعه طالب العلم امامه اول من يقضى عليهم يوم القيامة ثلاثة. اولهم من هو؟ رجل عالم وفي رواية قارئ للقرآن يسأله الله سبحانه وتعالى بعد ان يعرفه نعمه ماذا عملت فيها يقول تعلمت فيك العلم وقرأت فيك القرآن وعلمته الله سبحانه وتعالى يقول كذبت بل تعلمت ليقال هو عالم وقد قيل. يعني الله سبحانه وتعالى لا يظلم عبدا حسنا هذا الشخص تعلم ليقال هو عالم. وقد قيل يعني ما تعلم له حصله من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون في هذه الدنيا. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. باطل لماذا لانه لم يرد به الله والدار الاخرة فلم يكن باقيا الباقيات الصالحات ليست مجرد اعمال الخير وانما اعمال الخير التي ابتغي بها وجه الله. وهذا احد التفاسير في قول الله كل شيء هالك الا وجهه يعني التفسير الاول يعني آآ كل شيء يهلك الا الله تبارك وتعالى. والتفسير الاخر يعني الا الا ما ابتغي به وجه الله والله سبحانه وتعالى بين ان كل الاعمال باطلة هباء الا ما ابتغي به وجه الله وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا فالعمل الباقي هو العمل الصالح الذي ابتغي به وجه الله. فاذا اول مقدمة ينبغي ان تضعها امامك لماذا اطلب العلم؟ يعني لمن اطلب والعلم اذا اذا اردت ان تطلب العلم فينبغي ان يكون طلبك لوجه الله ان ان ان تخلص لله تبارك وتعالى. والاخلاص في طلب العلم هو الذي يجعل العلم نافعا. افهم هذا جيدا الاخلاص في طلب العلم هو الذي يجعل العلم نافعا بمعنى ان الانسان اذا كان صادقا في تلقي العلم فسيعان على الانتفاع به واذا لم يكن صادقا في تلقيه سيعرف سيتعلم سيحسن الكلام سيحسن البيان سيحسن الجدال سيحسن المناظرة. لكن علمه لن ينفعه. ولن يكون عملا صالحا. وسيكون تعبه لا شيء. هواء فهذا هو المعنى الاول والذين جاهدوا فينا الاخلاص الصدق الصدق مع الله المعنى الثاني وهو مهم جدا ان الاخلاص وحده لا لا يكفي الا يكفي ان يكون الانسان مخلصا؟ يمكن ان يكون مخلصا ويكون كسولا يكون مترددا متشتتا. آآ يعني لا يعرف كيف يسير ولا ماذا يقرأ. او مثلا يكون يتبع هواه. بمعنى يتبع هواه يعني ينام آآ لا لا يقوم باعماله على اتم وجه. فلأ لابد هنا من المجاهدة جاهدوا فينا يبقى لابد بقى في المجاهدة هذا كلمة المجاهدة كلمة كبيرة. يمكن ان نجعلها بابين الباب الاول في المجاهدة حسن التصور والباب الثاني حسن العمل او العزم يبقى انا احتاج ان اتصور وان اتصرف اتصور ما الذي اريده؟ انا اريد ان اتعلم القرآن اريد ان احفظ القرآن. طيب القرآن مئة واربعتاشر سورة طيب كيف ابدأ؟ وبماذا ابدأ؟ كيف اثبت؟ متى احفظ؟ كيف اراجع؟ عند من احفظ؟ وهكذا. طب انا اريد ان اتعلم علوم الحديث مثلا طيب ما هي ابواب علم الحديث؟ وما هي الكتب؟ وكيف ابدأ؟ وعند من ابدأ؟ وكيف اتابع الدراسة؟ وهل هناك دورة مناسبة اشترك فيها وهل هذه الدورة تناسبني او تناسب مهاراتي او تناسب اهدافي؟ كل هذا يدخل في باب التخطيط او التصور الامر الثاني هو العزم والارادة في فرق بين مجرد الرغبة. انا اريد ان احفظ القرآن. اريد ان اكون طالب علم. اريد ان اه مثلا دكتوراه او ماجستير. هذه مجرد رغبة لكن هناك عزم العزم هو التصميم والاخذ بالاسباب والصبر والجلد وكثير من الناس عنده رغبات للخير يريد ان يربي ابناءه يريد ان يمارس رياضة يريد ان آآ ينقص وزنه يريد ان يطور حياته. لكن المشكلة ان هو عند اول مشكلة تقابله او عائق يترك هدفه وهذا معنى ذكره بعض الحكماء قالوا ان الشيطان يرضى من ابن ادم ان ينتقل من خير الى خير وبعض الناس قال طيب هذا جيد. انتقلت من خير الى خير. لأ هذا ليس صحيحا الشيطان يريد منك ان تنتقل من الخير قبل ان تتمه يعني تدخل في طريق تقول ان شاء الله انا هحفز القرآن. تبدأ كده تحفظ مسلا سورة عمة وبعد كده تلاقي سورة النازعات صعبة فتتركها فتقول خليها لأ انا ساتعلم علوم الحديث. تبدأ شوية وتقول لأ لأ مش ليس مناسبا لي. فتنتقل من عمل الى اخر قبل ان تتم العمل. وهكذا. وهذا يضعف ثقتك بنفسك ويجعلك مشتتا ويضيع عمرك بهذه الطريقة يبقى اذا في المجاهدة امران. الامر الاول التخطيط. والامر الثاني العزم والعمل وبعض الناس اما يكون تخطيطه ضعيفا ويكون عنده عزم لكن عنده تهور ليس عنده حسن تصور او العكس يمكن ان يكون عنده تخطيط يعني انا اعرف شباب والله من من قبل تمنتاشر عام وهو يتصل به او يقابلني او يتواصل معي. هل ممكن تضع لي خطة يعني آآ خطيرة في طلب العلم؟ اضع له الخطة واكتبها فله والى الان لم يسر خطوة واحدة في هذه الخطة. يقول لك اصل انا عايز ازبط الشغل قبل ان ابدأ. طب انت هتفضل طول عمرك تزبط يعني مش هتبدأ خالص يعني لأ لابد ان الانسان يجمع بين الامرين يجمع بين التخطيط وبين العزم والعمل وسيأتي ان شاء الله مزيد وبيان حينما نتكلم عنه والذين جاهدوا فينا بينا فيها امرين. الاول الاخلاص والثاني المجاهدة هذه المجاهدة شباب ينقصها عامل رئيس بقدر توفر هذا العامل يسهل كل ما بعده وبقدر نقص هذا العامل يصعب كل خطوة في تحقيق الهدف ما هو هذا العامل الاستعانة بالله اياك نعبد واياك نستعين كما ان الله وحده المعبود فهو وحده المستعان وكلما دخل الانسان في باب واعتمد فيه على نفسه فقد وكل الى نفسه واذا وكل الانسان الى نفسه فهو بين امرين كلاهما شر من الاخر. يعني كل واحد فيهم شر. ليه اما ان يحصل له مقصوده بالفعل يحصل ما يريد آآ لكنه ليس مستعينا بالله فيصيبه الغرور والكبر والاستعلاء والاعجاب بالنفس. كما قال قارون انما اوتيته على علم من عندي فهذه هي المشكلة الاولى ان يتحقق لك هدفك وانت لست مستعينا بالله طيب ما هي بقى المشكلة اللي في المقابل؟ المشكلة في المقابل انك انت تخفق او تفشل سيصيبك الجزع والعجز والخور ضعف الثقة لذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال استعن احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. فان اصابك شيء فلا تقل لو ان كذا لكان كذا وكذا الى اخر الحديث فهذا الحديث فيه معنى دقيق ان العبد حينما يستعين بالله تبارك وتعالى فهذا ينفعه في كل امره سواء حقق هدفه او لم يحققه اذا حقق هدفه وهو مستعين بالله فسيعلم ان ذلك من الله وبفضل الله فلن يعجب بنفسه ولن يستغني عن ربه وسيبقى فقيرا لربه وسيعترف بذلك وسيزيده الله ويزيد الله الذين اهتدوا هدى لئن شكرتم لازيدنكم. كما قال اه مثلا اه سليمان عليه السلام هذا من فضل ربي ليبلوني اشكر ام اكفر؟ وكما قال ذو القرنين هذا رحمة من ربك فاذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا فهذا يبين ان العبد اذا استعان بالله فسيكون امره كله له خيرا. ان اصابه خير شكر وان اصابه آآ يعني آآ شر او مثلا اذا اصابته ضراء صبر فكل امره سيكون خيرا له يبقى نحن هنا تكلمنا عن الاخلاص وتكلمنا كذلك عن المجاهدة وتكلمنا عن الاستعانة بقي ان نتكلم عن امر مهم انا لا اريد ان اطيل عليكم في المقدمة هذه تعد مقدمة لكن ساشرح لكم البرنامج ان شاء الله آآ اريد فقط ان آآ انتقل الى مقدمة اخرى وهي آآ نتحدث فيها عن النعم الله سبحانه وتعالى شباب انعم على الانسان نعما عظيمة يعني كل حياة الانسان هي نعم. لكن هذه النعم ابتلاء الله سبحانه وتعالى انعم علينا بالسمع والابصار والافئدة والاعضاء عموما وانعم علينا بكل نعمة واشرف نعمة هي نعمة الاسلام لكن كثيرا من الناس لا يقدر النعم التي يعيش فيها كثير من الشباب يضيع عمره ووقته وجهده ويشغل تفكيره بامور اما انها لا تعنيه او انها لا تستحق ان يعيش لها فلذلك كان من اخص الامور التي يوفق لها عبد من عباد الله في ماذا يفكر ما الذي يشغلك؟ ما الذي تريد؟ ما الذي تطلب؟ ما الذي تحرص على تحقيقه؟ ما الذي تندم على فواته وتتحسر؟ ما الذي تريد ان تعوضه ما الذي تأخذ باسبابه ما الذي تعيش له؟ يعني انت حينما تستيقظ من النوم ماذا تريد؟ اعظم امر في الحياة ان يتوجه قلبك لما خلقت له يعني علامة توفيق الله لعبده ان يكون تفكيره وانشغاله وعمله في نفس اتجاه ما فخلق له طيب انت لماذا خلقت وبماذا امرت؟ انت خلقت لتعبد الله الله سبحانه وتعالى ما خلق السماوات والارض وما بينهما الا بالحق والحق انك خلقت لله انت من الله واليه راجع. هذا هو الحق الذي ينبغي ان تعلمه. هذا هو الحق الذي خلقت له اذا كان الانسان يعلم ان ربه لم يخلق الخلق عبثا. ولم يتركهم سدى بل خلقهم لغاية عظيمة ان يكونوا عبادا لله. ثم هو نفسه لم يعش لهذه الغاية. يبقى ما فائدة علمه؟ ما الفرق بينه وبين انسان لا يؤمن بحكمة الله في خلقه من هنا يا شباب كان ينبغي ان تعلم ان شكر نعمة الله عليك. اولا ان تدرك انها نعمة. نعمة العقل نعمة القلب نعمة التفكير نعمة العينين اللسان نعمة الشفتين نعمة السمع والابصار هذه النعم يا شباب خير ما توجهت له النظر في ايات الله في الافاق وفي النفس والنظر في ايات الله في الوحي خير ما يمكن ان يشتغل به انسان في هذه الدنيا ان يشتغل بالوحي الذي جعله الله هداية للناس فاذا كان توجهك لفقه الوحي والعلم بكتاب الله وبايات الله وبقصص القرآن وامثال القرآن واحكام القرآن وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما الذي كان عليه الصحابة الكرام؟ فوالله انت في نعمة عظيمة قليل قليل قليل قليل من الناس من توجه له والله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء ويختار اختار خير الناس وهم الانبياء لخير عمل وهو الفقه في الدين وتبليغ الدين والعمل بالدين ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. ليس هناك شخص في هذا الوجود احسن عمل عملا من هذا الشخص. لماذا؟ لان هذا الشخص اولا وجه الى ما خلق له هذا اول امر اني تفكيري واشتغالي وهمي وحرصي على ما ينفعني. واعظم ما ينفعك ما خلقت له. ان تكون عبدا لله فهذا اول امر الامر الثاني مع حرصك على ما ينفعك وجهت الى الوحي الى القرآن الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الصحابة فانت موفق من جهتين. الجهة الاولى انك تعيش عبدا لله تفكر في هذا. والامر الثاني معك المفتاح الذي تحسن به ان تكون عبدا لله يبقى هذا هو يعني من وجد في نفسه توجها وفرحا لهذا الطريق ووجد انه يطلب العلم او يحب العلم فوالله ينبغي ان يحمد الله من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. كثير من الناس محروم من هذا الخير ليس عنده رغبة لا في ان يكون عبدا لله ولا في ان يتعلم العلم لكن مع ذلك يا شباب مجرد شعورك بالنعمة لا يكفي ينبغي ان تشكر هذه النعمة وشكر هذه النعمة بان تستعملها في مرضات الله الله سبحانه وتعالى قال والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون شكر السمع والابصار والافئدة بان تصرف الى الامور التي امرنا الله بها امرنا الله ان ننظر في ايات الكون. فلينظر الانسان مما خلق افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت؟ الى اخر الايات. قل انظروا ماذا في السماوات والارض. سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق خير ما تصرف له الابصار النظر في ايات الله. والاعتبار بايات الله وخير ما صرفت له الاسماع ان تسمع ايات الله يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه من الوحي خير ما اشرقت عليه الشمس رسول من الله يتلو صحفا مطهرة لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسوله هذه الثنائية يا شباب كل من اشتغل بهذه الثنائية وهو قاصدا وهو قاصد وجه الله فوالله قد اراد الله به خيرا ان يكون اشتغالك بكتاب الله وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك ان شاء الله سيكون حديثنا في هذه الدورات عن هذه الامور. كيف اكون قويا امينا في طلب العلم كيف اؤدي دوري كطالب علم بعمل صالح يرضى الله تبارك وتعالى به عني. نتكلم فيه عن معاني كثيرة اريد ان اضع رؤوس الاقلام التي سنتكلم فيها وستكون موضوع الدورات القادمة ان شاء الله اولا سنتكلم عن كيف ننتفع من الدراسة الذاتية او الدراسة عن بعد يعني آآ اذا مثلا حضرت درس على الانترنت او كان في دورة مثلا على يوتيوب وانا اريد ان انتفع منها. آآ كيف مثلا اضع لنفسي برنامجا كيف الزم نفسي؟ كيف ادرس؟ كيف اضبط المعلومات؟ كيف اراجع؟ كيف اقيم نفسي يعني انت حينما تدرس وحدك ليس عندك صحبة وليس عندك شيخ وليس عندك من تتناقش معه فهذه جوانب نقص لابد ان تتعلم كيف تتمها آآ كذلك الدراسة الذاتية فيها سلبيات. تحتاج ان تعرف هذه السلبيات وكيف تتغلب عليها نتكلم كذلك عن طالب العلم والقرآن الكريم وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني كيف تعتني بالقرآن والسنة في مشوارك في بالعلم. كذلك نتكلم عن طالب العلم والعلم بلسان العرب. وهي مقدمة مهمة جدا. والامام الشافعي يعني اكد كثيرا على هذا المعنى فقه الاسلام يكون عن طريق القرآن بجناحي. العلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والعلم باللسان الذي نزل به القرآن وهو لسان العرب. كذلك نتكلم عن اثر الايمان والعمل الصالح والاستقامة على طالب العلم وعلى توفيق طالب العلم وعلى انتفاه انتفاعه بالعلم نتكلم كذلك كيف ابدأ؟ بماذا ابدأ؟ ما هي علوم الشريعة؟ آآ كيف اخطط للباب الذي اريد ان اتخصص فيه؟ نتكلم كذلك عن الدراسة نتكلم عن آآ تصور المهارات التي يحتاجها طالب العلم. يعني كيف تقرأ آآ كيف تلخص درسا؟ آآ كيف آآ كيف تحضر درسا اذا اردت ان تشرح درسا؟ آآ كيف تصنع بحثا علميا؟ آآ نتكلم كذلك عن المدارسة الجماعية اذا اردت ان تصنع حلقة للمدارسة. نتكلم كذلك عن كتابة الابحاث. وهكذا نتكلم كذلك عن الاسباب المعينة على الصبر وتنظيم الوقت والعادات اليومية. نتكلم كذلك على الاهتمام بالرياضة ونتكلم كذلك عن آآ الاهتمام بالعادات التي آآ يتنشط بها طالب العلم. نتكلم كذلك في آآ تحصيل وتثبيتها عن اه مصادر تكوين اه طالب العلم عن القراءة مثلا القراءة الذاتية كيف تقرأ انت؟ كيف تقرأ الكتب الكبيرة مثلا مجموع الفتاوى لابن تيمية تفسير الطبري آآ تاريخ بغداد المجموعات العلمية الكبيرة. نتكلم عن آآ ورد السنة. ونتكلم عن ورد في كتب تفسير نتكلم عن الانتفاع من الدروس المسموعة والدروس المرئية. نتكلم كذلك عن آآ مهارة التذكر. يعني كثير من الطلاب يقول انا آآ اقرأ المعلومة ثم تتبخر. يعني تروح من رأسي. فكيف تثبت هذه المعلومة وكيف نتكلم عن مهارة الاستدلال. يعني انت وصلت الى نتيجة كيف تقرر هذه النتيجة؟ وكيف تعرضها؟ نتكلم كذلك عن كيف نقرأ للائمة المحققين. بعض الطلاب لا يقرأ الا في الابحاث المعاصرة او المنشورات ليس عنده صبر على قراءة كتب الائمة. لا يستطيع ان يقرأ مثلا موطأ ما لك ولا تفسير الطبري ولا كتاب الام للشافعي. ولا مثلا آآ كتب ابن تيمية ولا كتب الشاطبي ولا كتب ابن القيم. تربى على الابحاث المعاصرة فنريد ان نكسر له هذا الحاجز حتى نعلمه من هم الائمة المحققون وكيف نقرأ لهم وكيف ننتفع آآ من القراءة لهم. كذلك سيكون عندنا كلام عن الدعوة والتعليم والتدريس لطالب العلم. لابد ان يكون لك جهد في هذا الاتجاه. وان كان يحتاج الى آآ ان يعني تتروى فيه ويحتاج ان تتأنى لانك الان في مرحلة الاعداد ولا اريد منك ان تتعجل كما تعجل كثير من الشباب ودخلوا في هذا الباب قبل ان يعني يكون عندهم شيء يقدمونه فاضاعوا آآ ما عندهم ولم يتموا ما ارادوا. يعني كثير من الشباب الان يفتح على نفسه ابوابا هو لا يقدر عليها ولن يؤديها على وجهها. يعني عنده قناة في تليجرام وعنده يعني شاب عنده عشرين سنة ولا خمسة وعشرين سنة ولم يحصل شيئا يذكر ولم يتم مرحلة واحدة علمية وقال لك ربما لن يتم كتابا واحدا قراءة. وتجده عامل قناة لليوتيوب وكل شوية يكتب منشور على فيسبوك وكل شوية يعني آآ يفتح على نفسه ابوابا تستنزف حياته وتستنزف فترة الاعداد في تقديم شيء غير يكفيه وهو لن يقوم به على وجهه. ان شاء الله سيكون عندنا آآ كلام كثير في آآ هذا الباب. ونسأل الله سبحانه وتعالى آآ ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح ولابد ان تعرف ان مجرد انك تستمع الى درس موضوعه آآ كيف اطلب العلم او كيف اصبر عليه او او معنى الفقه في الدين او نصائح وتوجيهات فهذا يدل على آآ خير ان شاء الله لكن يبقى لك ان آآ تجتهد وان تستعين بالله. وتذكر دائما هذه الثلاثية من قول الله والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله مع المحسنين اول امر الاخلاص جاهدوا فينا. والثاني المجاهدة الجلد الصبر العزم. الاستعانة بالله. التخطيط. واخر شيء هو ان آآ اعتمد على الله وان تتوكل على الله وهذا هو ما جاءت به الشريعة. فاعبده وتوكل عليه اه اياك نعبد واياك نستعين. بقدر ما تحقق اياك نعبد وهو الاخلاص واياك نستعين وهو الاستعانة وفيها الاخذ بالاسباب بقدر ما ينفعك الله حتى لو كانت المعلومات التي عندك قليلة وبقدر ما تفقد هذين الاخلاص او الاستعانة يكون العلم وبالا عليك. فنعوذ بالله ان نخفض بالعلم. والنبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع اخرين. والمعرفة في الاسلام تعتني بامرين بالقلب الذي يدخل فيه العلم وبالمنتج وهو اثر العلم على نفسك. وانت بصير على على نفسك. اذا وجدت ان قلبك العلم يحسن اخلاقك وسلوكك ويزيدك قربا من الله. وحبا في الله وحبا للمسلمين ونظافة في القلب وتتحسن به اخلاقك وعملك فهذه بشرى اما اذا كنت ترى انك كلما ازددت معرفة ازددت استعلاء او تكبرا او ساءت اخلاقك فهذا عيب خطير اذا لم اذا لم انتبه له واذا لم تعمل في اصلاحه ضعت. وكانت يعني معلوماتك وبالا عليك. لابد ان تفهم هذا. لابد ان تعلم ان العلم من جملتي ما يبتلى به الناس والله سبحانه وتعالى ذكر ذلك كثيرا كثيرا جدا في القرآن الذين كانوا مستبصرين وكانوا عارفين وكانوا عالمين وكانوا مستيقنين واتاهم الله الايات والبينات بل كانوا احبارا ورهبانا وكانوا ائمة للناس لكن بعد ذلك اخلدوا الى الارض واتبعوا اهوائهم وشف كلمة فاتبعه الشيطان. كلمة اتبعه شبه كلمة اجتالتهم الشياطين. بمعنى بسيط كده الشيطان بقى بيلعب به يعني خلاص لماذا؟ لانه سلم نفسه لهواه. ارأيت من اتخذ الهه هواه؟ يعني الهه هواه يعني يتوجه لما يهواه لا يتوجه لما يوجبه عليه علمه. فنعوذ بالله من ذلك. ونعوذ بالله من علم لا ينفع. فاكثروا من الدعاء رب اشرح لي صدري ويسر لي امري. وهذا كان موضوع المحاضرة. احببت ان ابدأ فيها بهذه المقدمة يعني هذه المقدمة يا شباب كل ما بعدها يكون سهلا. يعني ان شاء الله اذا اردنا نتكلم في خطط الدراسة وبرنامج العلم كل هذا سهل ان شاء الله هذه المقدمة شباب هي المهمة. ان نحرص على سلامة قلوبنا وعلى حسن اعمالنا وعلى صدق نياتنا. وان نستعين بالله تبارك وتعالى كل ما بعد ذلك فرع عنه فهذا هو الاساس. الامانة هي الاساس الذي يجعل القوة نافعة. فكلما كان الانسان امينا كلما يعني فكلما او او قدرة او امكانيات او ادوات او مهارة تأتي عنده تكون نورا على نور. اما اذا لم يكن امينا فلا تزيده المهارات الا بعدا عن الله تبارك وتعالى واستعلاء وكبرا جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم واحسن الله اليكم. وان شاء الله موعدنا يوم الاثنين من كل اسبوع وانا اشكر اه ادارة الجامعة يعني ان فكرت في هذا. واشكرها ايضا ان هي طلبت مني هذا وهذا يسعدني جدا ان اكون عونا لاخواني. بل هذا اخص المشاريع التي احيا لها. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا الصدق في ذلك فاني احب جدا ان اكون عونا لاخواني آآ طلاب العلم. آآ اه وان افيدهم بشيء من مما حصلته في هذا الطريق وانا احب جدا ان انقل لهم التجارب وان ابين لهم اخطاء هذا الطريق حتى لا يقعوا فيها واقول ان ادارة جامعة تحرص على مثل هذه المعاني فيها خير. لانها تعرف ان طلب العلم يحتاج الى آآ مقدمات. وطالب العلم يحتاج الى تهيئة النفس فاذا كانت الانسان نفسه مهيأة يعني ينتفع بكل ما يرد عليه من المعرفة. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. وان شاء الله موعدنا يوم الاثنين القادم وسيكون الحديث ان شاء الله عن الدراسة الذاتية. او آآ كيف نصنع برنامجا آآ علميا يناسب الدراسة عن بعد او كيف نلزم انفسنا آآ او كيف آآ ندرس او او نذاكر عن طريق الانترنت نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وبارك الله فيكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. انبه فقط ان انا لم يظهر عندي اي تعليقات. يعني لو حد تعليقات وانا لم ارد عليها انا لم لم يظهر عندي اي تعليقات لا ادري ما السبب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته