السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده عبده ورسوله صلى الله على محمد وعلى ال بيته وصحبه وسلم تسليما كثيرا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم فهم اولئك هم الفاسقون. لا يستوي اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب الجنة هم الفائزون مرحبا بخيرة الشباب طلاب البرنامج العلمي رشد. ومن قصد الفقه في الدين والاستقامة عليه فقد هدي فمن يرد الله الله به خيرا يفقهه في الدين. وخير مثال للمنتفعين من رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. من فقه ففي دين الله فعلم وعلم. فمن وجد في نفسه رغبة لذلك وانشرح صدره له ففيه خير فليحمد الله تبارك وتعالى ولا ينقصه في هذا الطريق سوى الصدق والعزم والصبر. فان الخير لا يكتمل الا بالصبر وان كل مسلم ومسلمة ايا كان مجاله واهتماماته فهو بحاجة للفقه في الدين. العلم اه بمحكمات وتزكية النفس والاستقامة والتخلق بالاسلام وطلب علوم الشريعة بحسب ما يمكنه. ووجود برامج علمية ونسق متكامل لتحقيق هذه الاهداف له مقدمات وخطط ومراحل وسبل. هذا من اخص ما يعين الشاب على ذلك اذا احسن الانتفاع من هذه البرامج وان من اخص مشاريع حياتي ايها الشباب اشعار الشباب اشعار شباب الاسلام آآ بما لديهم من قدرات ومواهب ومواهب وطاقات وما عليهم من مسؤوليات وما يمكن ان يقدموه لانفسهم ولدينهم يرجون به عند الله تبارك وتعالى مقاما في الدار الاخرة. وانها متاحة بين ايديهم لمن قصدها لا يحجزهم عنها سوى هوى النفس او الكسل او التشتت او بضاعة العمر لذلك فطالب الفقه في الدين يا شباب هو بحاجة الى مقدمات يتهيأ بها لحياة طلب العلم. ليعلم لماذا يطلب العلم ما مقاصد طلب العلم يحتاج ان يتصور علوم الشريعة يحتاج ان يعرف سبل التحصيل ومهارات طلب العلم آآ يحتاج العمل على زكاة نفسه وسلامة قلبه وآآ حكمة عقله وقوة عزمه. يحتاج ان يعلم ماذا يدرس وكيف ومتى واين وعمن يتلقى وكيف يحضر درسا وكيف يركز وكيف يضبط ما تلقى وكيف يثبت العلم ويطوره ويحسن استثماره ويوظفه ويحسن الانتفاع منه كذلك يحتاج ان يتعلم كيف يصبر على عقبات الطريق. فالطريق ليس سهلا. يحتاج ان يبقى عزمه مشتعلا. ثم ان اغلب الشباب طب طالبي الفقه في الدين في هذه الايام يدرسون عن بعد عن طريق الانترنت. وللدراسة الذاتية عن بعد وجه حسن لكن بها مشكلات كثيرة وليس كل الناس يحسن الانتفاع منها على الوجه الصحيح. وقد كان في نيته ان تكون اول محاضرة لي معكم عن ذلك لكني علمت ان عدد المحاضرات المتاحة لي ما معكم محدودة. فاعطيت المحاضرة في بث مباشر وهي موجودة بعنوان الدراسة عن بعد والدراسة الذاتية والانتفاع منها وتجنب مشكلاتها واكمال نقصها. تجدونها على يوتيوب لمن ارادها. ومعها محاضرة اخرى ارجو انها نافعة بعنوان معوقات النبوة. جمعت فيها باستقراء اهم الاسباب التي ينقطع بها طالب العلم عن الدراسة او يضعف تحصيل او تقلل آآ فرصة نبوغه وانتم ايها الشباب الكرام قد من الله تبارك وتعالى عليكم ببرامج ببرامج علمية تسهل لكم تحصيل العلم وتزكية النفس والاستقامة وكل مشروع يعمل في هذا الاتجاه فانه من اسباب سعادتي في هذه الحياة الدنيا. وارجو ان يكون برنامج مساق ومنه البرنامج العلمي رشد سبيلا لهذه الغاية وقد احسن وقد احسن الي الاستاذ الاستاذ بدر وهو المسؤول عن هذا البرنامج اذ طلب مني ان اشارك مع اخواني المعلمين من فضل الله علي ان يكون الباب الذي ستكون المحاضرات عنه ان شاء الله هو الايمان. او المسائل الكبرى في الايمان. وهي الامور ومحكمات الاسلام التي يبنى عليها دين الاسلام. الامور التي يتأسس عليها بنيان الايمان والاستقامة والعمل آآ الصالح والخلق وهي الامور التي آآ جاء بيانها في الوحي والبرهان عليها من ذلك الكلام عن المعنى الاسلامي ومعنى العبادة واخلاص الدين لله وصبغة الله التي هي احسن صبغة. والكلام عن سبيل الهدى عن الوحي يعني القرآن وعن ايات الله المشهودة في الافاق وفي النفس. والحديث عن الانسان وعن صفات الانسان وآآ الحديث عن الايمان بالله والعلم به وباسمائه ومحامده وافعاله وقدره. والحديث عن الايمان بالملائكة والحديث عن الايمان بكتب بكتب الله ورسله والكلام عن الحياة الدنيا والاخرة. والكلام ذلك عن اليوم الاخر والايمان باليوم الاخر. والحديث عن آآ اعمال القلوب واخلاص الاعمال لله تبارك وتعالى والتقوى والاستقامة وشعب وبالايمان ولكل باب من هذه الابواب محكمات وقواعد آآ جامعة ينبغي ان يضبطها طالب العلم قبل ان يدخل في الجزئيات والتفاصيل اصيل المسلم ايها الشباب يحتاج علما وعملا يحتاج تصورا وتصرفا. فاذا كان الاساس الذي بني عليه علمه صحيحا قويا مبنيا على محكمات الشريعة وبراهين الشريعة. فانه قد اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان وقد قال الله تبارك وتعالى افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى ام من يمشي سويا على صراط مستقيم من الامور الثابتة ان الله تبارك وتعالى انزل الكتاب وان هذا الكتاب منه ايات محكمات واخر متشابهة وان المحكمات هن ام الكتاب وان طلب المحكمات والعلم بها وفقهها والعمل بها واتباعها هو سبيل الهدى. وان اتباع المتشابه هو سبيل الذين في قلوبهم زيغ والذين يبتغون الفتنة ويبتغون تأويله. وان من اتبع المتشابهات حتى لو كان طالبا للحق يخشى عليه من الزيغ. فال حذروا منهم ومن سبيلهم وان الراسخين في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا. ويدعون ربهم تبارك وتعالى الا يزيغ قلوبهم. القرآن اهلا يا شباب باعتبار ما كله محكم فكله متقن. وباعتبار ما كله متشابه يعني يشبه بعضه بعضا. ويصدق بعضه بعضا. وباعتبار اخر منه ايات آآ محكمات وآآ منه ايات متشابهات. فالمقصود هنا ان ان المحكمات في شريعة الاسلام هي المعاني الثابتة البينة المتفق عليها. التي يكثر ذكرها في القرآن. والتي يكثر الاحتجاج لها وتتنوع اججها وهي المعاني المحفوظة. فهي ليست قابلة لا للتبديل ولا للتغيير ولا للنسخ. وهي اصول كلية وهي عماد الشريعة وهي التي آآ تعصم من الشبه والزيغ والحفظ وتحفظ من الفتنة باذن الله. والعلم بالمحكمات هو سبيل الرسوخ في آآ علوم الشريعة وعلوم الاسلام. والجهل بهذه المحكمات سبب للريب والشك. وحاجة الناس آآ عموما وحاجة طالب العلم خصوصا الى بيان هذه المحكمات حاجة عظيمة لا سيما في بداية طلب العلم هذه المحكمات هي التي يرد بها على المخالفين. وهي التي آآ يبين بها الحق. وهي التي ينطلق منها الى الجزئيات والفرعيات. لذلك هذه المحكمات يا شباب آآ قيمة العلم بها انها هي القدر الثابت وعاء الجامع لشعب الايمان واحكام الشريعة. هي قلب الاسلام هي جوهر الاسلام هي خلاصة الاسلام. بمعنى آآ ايسر المحكمات الشريعة هي قلب صبغة الاسلام او ما يمكن ان نسميه بالهوية الاسلامية. وهي حماية حدود اسلام ومتى قصر علم الانسان عن هذه المحكمات سهل عليه ان يفرط فيما دونها. وتجاوز هذه كمات وعدم التأسيس فيها والدخول في التفاصيل والجزئيات والاشكالات والشبهات سبب عظيم ورئيس لفساد التصور وجهد للنفس وهشاشة الايمان اه عبادة الله تبارك وتعالى على حرف ووجود ريب وشك واستعداد لقبول الفتنة وعدم الصبر على الشرع او على القدر وارجو ان تكون هذه المحاضرات مدخلا لهذا الباب العظيم. ولكني احببت يا شباب قبل آآ كل محاضرة لكل محاضرة ان يكون لنا نصيحة مختصرة لطالب العلم فان طالب العلم بشكل عام وطالب علم الايمان بشكل خاص يحتاج الى نصائح آآ آآ احببت ان يكون قبل كل درس نصيحة. النصيحة الاولى اطلب الهدى لنفسك. وادخل البيوت من ابوابها اطلب المحكمات قبل الاشكالات والشبهات واطلب القواعد قبل الفروع والجزئيات. تدارست مع كثير من المجموعات علم الايمان ومسائله وجدت اه كثيرا اه من الشباب يتعجل للدخول في التفاصيل والتطرق للجزئيات قبل وقتها. يولع ايراد الاشكالات والشبهات حتى دون ادنى داع دون ان يتصور او ان يحكم اصل ما يقال. دون حتى ان يفهمه جيدا او يعرف وادلته آآ تراه مثلا آآ ونحن ندرس مسائل الايمان او مسائل اسماء الله وافعاله واخلاص العبادة او القدر او النبوات آآ ونريد ان نبين فيها القواعد المحكمة ونبين القواعد الكلية. تراه يتعرض لمسائل جزئية لم يأت وقتها. آآ ويريد ان يدخل فيها دون ان يعرف آآ ابوابها. ومحكماتها. كان يريد ان كان يريد مثلا كان يريد ان يتكلم في مسألة الاعذار بالجهل او الحكم بغير ما انزل الله او الخروج على الحاكم. او يريد ان يتكلم عن بعض الصفات المشكلة التي اختلف فيها آآ او يتكلم مثلا عن مسألة عصمة الانبياء. آآ دون ان يعرف القواعد والمحكمات دون ان يعرف آآ اصول هذا الباب. اتراه يهتم بذكر الشبهات التي لا تناسب الكتاب ولا تناسب مستواه كمبتدأ. ولا تناسب موضوع الدرس ولا الهدف من الدرس. مشغول دائما كيف نقنع غير السني؟ كيف نقنع العلماني؟ كيف نقنع الملحد؟ مغرم مناظرات وردود يتفنن في اختراع شبهات آآ وخواطر ترد على آآ القاعدة التي نتكلم عنها اه ربما لا اعلم احدا قبله وتكلم فيها فهو لا يعتني لا بضبط الابواب ولا بمعرفة القواعد والمحكمات يريد آآ ثم يقول آآ انا اريد ان اتخصص في رد الشبهات وكأنه يمكن ان يبدأ بذلك تخطى التأصيل العلمي. والله يا شباب لم ارى واحدا من هؤلاء افلح في دراسته يعني على آآ ربما يبذل كثيرا ويتعب لكنه آآ لم يدخل البيوت من ابوابها. بل يعيش في حيرة واضطراب وقلق وشبهات هو الذي ادخل نفسه فيها دون ادنى داع. فلا هو متعلم مستيقن مطمئن القلب. ولا هو من باب او لا يستطيع ان يقرر حقا او وان يفصل باطلا او ان يكشف زيفه. ووالله منهم كثير ترك طلب العلم من اساسه. ووجود هؤلاء الشباب الشباب في كثير من الدورات افسدها لانهم يخرجون المعلم عن موضوع الدرس وهدفه فيتحول الدرس الى فتاوى مبتورة او جدال ناقص او اعتراضات لا يزيد الامور الا التباسا. ويجني على موضوع الدورات والمحاضرات. ولا آآ يتحمل ذلك هؤلاء وحدهم. آآ هؤلاء الشباب الذين يثيرون آآ او يتعلمون بهذه الطريقة بل يتحمله كذلك المعلم قليل الوعي حيث لا يعي آآ دوره كمعلم كمدير للدرس يفهم طبيعة عمله وموضوع درسه وآآ يفهم اهدافه فلا يحيد عنها الا لما هو في صالحها لذلك اقول ايها الشباب الكرام اعتني بنفسك. اطلب الهدى لنفسك من وجهه اولا. قبل ان تفكر في تفاصيل وجزئيات ودفع اشكالات او رد شبهات او اقناع المخالف. اطلب المحكمات والقواعد واعرف حججها. واعرف كبار المسائل وصورتها واطلب الحق فيها بادلة ووجهه وجه الاستدلال من الادلة آآ ثم بعد ذلك فكر فيما يشكل او فيما آآ او او في الاعتراضات الواردة اطلب الهدى لنفسك آآ اطلب آآ علم الاستدلال والتقرير وطرائق النقد والمناظرة. فكر بعد ذلك في ان آآ تقنع غيرك او ان تناقش غيرك من المخالفين باختصار ادخل البيوت من ابوابها. وقريب من ذلك قال ابن تيمية رحمه الله لابد ان يكون مع الانسان اصول كلية ترد اليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل. ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت. ثم يعرف جزئيات كيف وقعت والا يبقى في كذب وجهل في الجزئيات وجهل وظلم في الكليات فيتولد فساد عظيم. وقال كذلك ان معرفة اصول الاشياء ومبادئها آآ ان معرفة اصول الاشياء ومبادئها ومعرفة اصل الدين آآ وآآ ما تولد فيه من اعظم العلوم نفعا اذ المرء ما لم يحط علما بحقائق الاشياء التي يحتاج اليها يبقى في قلبه حسكة. وآآ من القواعد المهمة جدا ان ما آآ قامت الادلة عليه انه حق وجزم به العبد من مسائل الايمان وغيرها فانه يجب ان يجزم به. ويجب ان يجزم بان كل ما عارضه فهو باطل. وان كل شبهة تورد عليه فهي فاسدة. سواء قدر العبد على حد لها ام لا؟ فليس عجزه عن رد الشبهة او دفع الاعتراض يقدح في آآ ثبوت علم هذا الامر الذي تحقق لديه. فقد قال الله تبارك وتعالى فماذا بعد الحق الا الضلال؟ والله سبحانه وتعالى قال للنبي صلى الله عليه وسلم لقد جاءك الحق من ربك لا تكونن من الممترين لذلك يا شباب آآ احب منكم ان آآ تعتنوا بهذا الامر. وان آآ تطلبوا محكمات الشريعة وان تطلبوا العلم لانفسكم للاستقامة عليه قبل ان تفكروا في دعوة غيركم او مناقشة مخالف او آآ مناظرة احد او كشف اعتراضات او نحو ذلك آآ آآ ان شاء الله آآ سيكون آآ ستكون المحاضرة الاولى آآ لنا آآ في هذا اليوم آآ بعنوان الاسلام لرب العالمين. الاسلام لرب العالمين. احب ان افتتح هذه المحاضرة بايات محكمات سيكون الحديث عن آآ المعاني العظيمة التي جاءت فيها. قال الله تبارك وتعالى واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكك كان وتب علينا انك انت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم. ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه قال اسلمت لرب العالمين. ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم انتم مسلمون ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي؟ قالوا نعبد الهك واله ابك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون. تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون. وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا. قل بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي ساوي عيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله والله سميع عليم. صبغة الله ومن احسن من الله والله صبغة ونحن له عابدون. قل اتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم ونحن له مخلصون. في هذه الايات يا شباب ذكر الله تبارك وتعالى قول الانبياء والمؤمنين ونحن له مسلمون ونحن له آآ عابدون ونحن له مخلصون وهذه الثلاثة هي التي سيكون حديثنا عنها ان شاء الله. فهذه الثلاثة هي اخص المعاني في صبغة الله. التي هي احسانوا صبغة. لذلك احببت ان افتتح حديثي معكم في مسائل الايمان الكبرى بهذه الامور الاربعة. لانها اجل معاني الايمان الاسلام لله وعبادة الله واخلاص الدين له. وصبغة الله التي هي احسن صبغة والمعاني التي سيكون الحديث عنها واحد العلم بالله هو اصل العلوم واعلاها واظهرها واشرفها. اثنان الله تبارك وتعالى خالق كل شيء. ورب كل شيء وكل من في السماوات والارض مسلم لله قانت له ساجد له مسبح له وهو سبحانه اخذ بناصية كل دابة في الارض. وكل من في السماوات والارض اتي الرحمن عبدا نتحدث فيها عن اه ان كل مسلم اه او كل انسان بشكل عام اه هو قانت لله بمعنى ما واه ساجد لله بمعنى ما وهو عبد لله تبارك وتعالى بمعنى ما. نتكلم كذلك عن معنى الاسلام آآ ونتكلم عن ما الذي يخالف الاسلام؟ آآ نتكلم عن الاسلام لله طوعا وكرها. ونتكلم عن معنى آآ شريف ينبغي ان ان يهتم به المسلم عموما وطالب العلم خصوصا لماذا يسلم العبد لربه طوعا؟ لماذا انا مسلم؟ وماذا يعني اني مسلم ونتكلم كذلك عن معنى العبادة وعن معنى اخلاص العبادة آآ الذي هو حق الله تبارك وتعالى على عباده. وفضله في الدنيا والاخرة ثم يكون ختام الكلام عن وسائل آآ الثبات على الاسلام. وكذلك نتكلم عن معنى صبغة الله التي هي علم وعمل او تصور وتصرف؟ وكيف يطلب العبد صبغة الله؟ وكيف يستقيم عليها؟ ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري اللهم في كل مقام جعلتني اتكلم فيه عنك وعن دينك فاجعلني من اهل الصدق والبيان نريد ان نرتب آآ ما جاء في الوحي يا شباب في هذه المسائل الكبرى. اول امر جاء في الوحي هو دعوة نظري والتفكر في ايات الله في الافاق وفي النفس. بارادة الهدى. الله سبحانه وتعالى قال قل انما اعظكم في واحدة ان تقوم لله مثنى وفرادى ثم تتفكر اه ولكني اريد ان اذكر هذه الفكرة مختصرة ثم بعد ذلك يكون تفصيلها اه اثناء هذه الدروس ان شاء الله تبارك وتعالى الدعوة للنظر والتفكر بارادة الهدى يعلم آآ بهذا النظر ان لهذا الخلق خالقا وهذا الخالق هو رب واحد. فهو الاول الذي ليس قبله شيء. فلابد ان ينتهي الخلق لخالق غير مخلوق ولابد ان يكون هذا الخالق عليما قديرا مالكا مدبرا قويا حكيما. وغير ذلك من آآ افعال الله ومحامده التي يدل اه النظر في ايات الله تبارك وتعالى عليها. ويعلم كذلك من خلق الله وايات الله في خلقه انه لم يخلق الخلق القى عبثا ولا لعبا ولا لهوا ولا سدى. بل خلقه بالحق وللحق فنفس النظر الى آآ ايات الله يأبى ان تظن فيه غير الحكمة. غير الحكمة البالغة. لكن كيف يعرف الانسان كان الحكمة من خلق الله. يأتي هنا معنى عظيم في الشريعة وهو انتم الفقراء الى الله عبد ليس فقيرا الى ربه فقط في وجوده او خلقه او رزقه او تدبير امره. بل هو فقير الى الله في كل معنى. فقير اليه في الهداية وفي تزكية نفسه وفي الاعانة وفي القيام بحقه. وهذا هو معنى اياك نعبد واياك نستعين لا يستغني الانسان عن ربه. فمن اعظم ما يشغل تفكير الانسان شباب من الخالق؟ ما اسمه؟ ما صفته؟ لماذا خلق وما سبل الهدى والمعرفة؟ وكيف اعيش؟ وكيف اهتدي وما مصير الخلق؟ لا يبلغ الانسان تلك الامور من نفسه بوسائله المحدودة بعقله بفطرته بحسه لا يمكن ان يكون عنده جواب عن هذه الاسئلة لذلك الناس اه يفكرون في هذه المسائل ويختلفون كثيرا. وقد تتكافئ اقوالهم بل قد تكون كلها باطلة. فيحتاج الى حكم من خارج البشر او من خارج آآ من خارج هذا العالم ليكون آآ سلطانا عليهم ليفصل بينهم. وكذلك النفس تميل الى هواها. والنفس امارة بالسوء. فهي بحاجة لمن يحملها على تزكيتها بالحجة والموعة والبيان والترغيب والترهيب وغير ذلك من الحجج. كذلك الناس يحتاجون الى بيان سبل الخير والشر والحق والباطل تلو تنظيم الحياة ومعرفة الحقوق والواجبات وكل هذه الامور تقصر عنها عقولهم. ويختلفون فيها ويدخلها اهواء النفس وانتصار الاقوياء على الضعفاء. وغير ذلك من الامور التي لا يتحقق بها القسط بين الناس وما كان الله تبارك وتعالى وهو عليم حكيم رحيم. ان يترك الخلق بعد اذ خلقهم دون امر ونهي آآ او دون بيان او دون تعليم او دون ارشاد. قال الله تبارك وتعالى يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من ويتوب عليكم. وآآ الانسان اذا جهل الحكمة من خلقه او جهل سبل الهداية في حياته. او لم يعمل للمصير الذي ينتظروه فقد جهل اعظم ما كان كان ينبغي له ان يعلمه وان يشتغل بالجواب عنه. ولكن من اين نعرف ذلك كله؟ نعرفه عن طريق الله تبارك وتعالى يصطفي الله تبارك وتعالى من البشر رسولا آآ ليصح او ليسهل التأسي به. الله سبحانه وتعالى يعلمه توحي اليه وهذا الرسول يبلغ آآ رسالات الله تبارك وتعالى. ويبين ويهدي ويفصل ويحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وغير ذلك من مقاصد الرسالة. اذا الوحي هو سبيل الهدى. الوحي هو النور الذي يهدى به الى الحق. هذا الوحي من الله. الرسول هو مبلغ ومبين. لا يحق له ان يغير ولا ان يبدل. بل هو يدعو الى ما امره الله به لا يحل له ان يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله. وهذا الرسول لابد ان يكون معه ايات تشهد لصدقه. ليعلم ما بها انه مرسل من عند الله. وايات الله وايات الانبياء هي كل ما يشهد لصدقهم. فالنبي يدعو الناس اسئلة عبادة الله تبارك وتعالى الخالق المدبر. الرب الذي خلق العباد هو وحده الذي يستحق ان يعبد. لكن هذه العبادة ليست مطلقة وانما ينبغي ان يكون فيها اسلام لله واخلاص لله تبارك وتعالى وعبادة الله بما شرع الله تبارك وتعالى. فهذا شباب هو النسق التام لما جاء في الوحي من آآ الاسلام او بيان الاسلام. الخارجون عن هذا النسق شباب اصناف. منهم من لم يتفكر من لا في خلقه ولا في نفسه ولا في الافاق ولا في خلق السماوات والارض. او انه تفكر وعلم ان له ربا لكنه انكر ان يكون هذا الرب خلق لغاية او انكر الوحي او الرسالات او البعث. او انه استكبر على عن عبادة الله او انه عبد الله واشرك معه في عبادته. او انه عبد الله مخلصا ولكن على غير ما شرع. ولاجل كل ذلك فبعث الله المرسلين ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه. وليعلموا الناس لماذا خلقوا؟ وكيف يهتدون كيف يتقون ليقوموا بالقسط وليعلم الله تبارك وتعالى من ينصره ورسله بالغيب. وليخرجوا الناس باذن ربهم من الظلمات الى النور. بالوحي وبهداية الله تبارك وتعالى قال الله تبارك وتعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم بغيا بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وقال تبارك وتعالى كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد فهم لا يخرجون من الظلمات الى النور الا باذن ربهم. يعني بهدايته ووحيه وكذلك بمشيئته فليس كل من جاءته البينات اهتدى فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة. اذا الله سبحانه وتعالى خلق بالحق وللحق حق هؤلاء الرسل بينوا للخلق لماذا خلقوا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وبينوا كذلك ان ربى ان الله تبارك وتعالى كما انه الرب وانه الاول فينبغي ان يكون الاله وهو وينبغي آآ ان يكون في علمك انه هو الاخر. ومن هذه المعاني ان يكون عملك له. فعملك به وله. وهذا هو معنى اياك نعبد واياك نستعين. وهو من معاني وان الى ربك المنتهى. يعني ينبغي ان ينتهي عملك وقصدك الى الله تبارك وتعالى والا كان عملا باطلا والا كان هباء منثورا. آآ هذه المعاني يا شباب هي التي يعني يتأسس عليها الايمان. ثم بعد ذلك يأتي الكلام عن تفاصيل الشريعة