السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال بيته وذريته كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال بيته وذريته كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبعد فان اصدق الحديث كلام الله واحسن الهدي. هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وانما توعدون لآت وما انتم بمعجزين هذه المحاضرة الثانية من دراستنا لمسائل الايمان الكبرى وهذه المحاضرة الثانية بعنوان سبيل الهدى قول الله تبارك وتعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء وكما آآ احببت ان آآ ابدأ كل درس بوصية او نصيحة فان وصية اليوم هي العناية بالقرآن الكريم وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واثار الصحابة وتراث الائمة هذه الرباعية يا شباب هي اعظم ما يتكون به طالب العلم ايمانيا ومهاريا ومعرفيا وخلقيا. لا اعلم احدا بدأ بدراسة الوحي وبيانه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة الكرام. وتراث الائمة المحققين. وصار عنده قاعدة متينة من محكمات الشريعة تصورا وجمعا ودراسة وتحريرا وتقريرا. ثم خرج بهذا الرصيد المتين فدرس اي علم من العلوم. حتى لو درس قضايا المقالات والفرق والملل والنحل الا وينبل ويحسن علمه وعقله كونوا لديه مهارات وملاكات ويكون تناوله لاي مسألة شرعية كانت او فكرية تناول باحث بصير ناقد نتائجه يظهر عليها حسن النظر وحسن البيان وقوة الحجة وفي المقابل فاني لا اعلم احدا ممن كانت بداية ثقافتهم العلوم الفكرية والانسانية اه او الفرق والملل والنحل ثم انتقلوا منها وبها الى العلوم الشرعية الا ويظهر فيهم الوان شتى من الحيرة والتخبط وضعف النظر وضعف الاستدلال ولا يسلمون من رواسب آآ علقت فيهم من دراستهم لعلوم لم تروى بماء الوحي ولم تشرق عليها شمس النبوة. مع ضعف في البيان والحجة وتقلب وتشتت وكثير منهم عنده نوع استعلاء وتيه. آآ يحسب انه يدرس علوما لا يعرفها الناس فيتيه بذلك آآ لا منه التيه فقط او الفخر او الاستعلاء على آآ غيره من طلاب العلم الذين لم يعنوا بهذه المسائل. بل يكون عنده نوع من الاستعلاء على نصوص الوحي وتراث الائمة. فضلا على آآ عن النتائج الكارثية التي يصل اليها كثير منهم في ابواب الشريعة وفقه الحياة. ورد لاحاديث ثابتة محكمة بينة. وتحريف لمعاني الايات آآ حتى تتوافق مع ما وصلوا اليه من آآ من العلوم انا والله اشفق على هؤلاء الشباب الذين دخلوا في آآ هذه الابواب دون ان يكون عندهم قاعدة متينة من محكمات الشريعة دون ان آآ ينبت دون ان ينبت لحمهم من من القرآن وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقه الصحابة وعمل الصحابة وتراث الائمة المحققين. آآ كثير منهم دخل فيها من باب الموضة او آآ ليدفع عن نفسه آآ يعني تهمة التخلف او الرجعية او التقليد. وكثير منهم يقلد غيره اه ربما اه اعجب بشخص يتناول هذه المسائل فاراد ان يبدأ من حيث انتهى وكان المفروض اذا اعجبه شخص ان يبدأ من حيث بدأ فلذلك شباب لو يعني اقول لو كانت دراسة مسائل الفكر والمقالات والفرق والفلسفة وغيرها محمودة. فان ذلك له سياق محدد هي ان تكون يعني سبيلا للبصيرة بالباطل وكشف الباطل والتحذير منه وهداية اهله ومداواتهم كاحد احد طرق العلم بالحق والتمسك به مع الاهتداء بالوحي ومحكماته وتفاصيله كاصل للهدى ومنطلق في معرفة الحق. كما قال الامام ابن تيمية رحمه الله فان معرفة المرض وسببه يعين على مداواته. ومن لم يعرف اسباب المقالات وان كانت باطلة لم يتمكن من مداواة اصحابها وازالة شبهاتهم وقال كذلك ونحن ولله الحمد قد تبين لنا بيانا لا يحتمل النقيض آآ فساد الحجج المعروفة للفلاسفة والجهمية القدرية ونحوهم التي يعارضون بها كتاب الله. وعلمنا بالعقل الصريح فسادا اعظم ما يعتمدون عليه من ذلك. قال ركز قال وهذا ولله الحمد مما زادنا الله به هدى وايمانا. فان فساد المعارض مما يؤيد مما يؤيد معرفة الحق ويقويه وكل من كان اعرف بفساد الباطل كان اعرف بصحة الحق. ويروى عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال انما تنقض عرى اسلام عروة عروة اذا نشأ في الاسلام من لا يعرف الجاهلية. وهذا حال كثير ممن نشأ في عافية الاسلام وما عرف ما ليتبين له فساده. فانه لا يكون في قلبه من تعظيم الاسلام مثل ما في قلب من عرف الضدين. قلت هذا هو النسق الصحيح لدراسة المقالات ان يكون عندك قاعدة محكمة متينة من الوحي حديث رسول الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل الصحابة وتراث الائمة. وعندك ادوات ومهارات. آآ لا ان آآ يقبل على هذه العلوم من ليس عنده علم بالشريعة. كل شيء لا يوضع في سياقه المناسب يكون شره اكثر من خير ولا يؤتي ثمرته المرجوة آآ كثير من الشباب والله اعرف انهم دخلوا في هذه المجالات واقتنوا الكتب يذهبون الى المعرض آآ يعني كل ما معهم من المال ينفقونه وفي هذه الكتب يدخلون انفسهم في جزئيات او في اشكالات او في شبهات او في ابواب. آآ لا تعنيهم وهم مضيعون لفرائض ايامهم يعني لفرائض اليوم ايمانا وعبادة وخلقا. آآ يعني يضيعون آآ معظم اوقاتهم في هذه الامور كثير منهم لا يقرأ القرآن اصلا. ولم يتم مختصرا في التفسير او مختصرا في فقه العبادات. ثم هو يدخل نفسه في دقائق ومشكلات في الفرق بين فلسفة ارسطو وفلسفة افلاطون ومدرسة سوفسطائية او حتى يدخل نفسه في نقد العالمانية او الالحاد او غير ذلك. وهو ليس عنده علم بما ينبغي ان يعلمه. لذلك شباب نصيحتي لكم لا تقفزوا تتجاوز مراحل علمية هي اساس للعلم وهي التي ينبغي ان ان يبدأ بها. لا تقلد احدا. وحتى لو اعجبك شخص ابدأ من حيث بدأ. لذلك تأسيس مسلم وبناءه ايمانيا وخلقيا ومعرفيا هو من اخص واجبات الدعوة الى الله وهو الاصل الذي يجمع معه غيره ويضاف عليه وهذا الاصل للاسف قد غفل عنه كثيرا جدا في هذه الايام بسبب الاهتمام المبالغ فيه احيانا من كثير من الدعاة والباحثين وطلاب العلم بالرد على الشبهات وكشف الاعتراضات ونقض المذاهب نقد العلمانية ونقد الالحاد وغير ذلك من آآ من الفرق والمقالات تاه مقصد تأسيس المسلم ايمانيا وخلقيا ومعرفيا تاه في وسط هذه وهذه المناقشات وكان ينبغي ان يكون الاصل الذي يجمع معه يجمع معه غيره. كذلك اقول ان من المشاريع الناقصة هو آآ نقص الالحاد بمجرد العمل على اقامة الحجج على وجود الله او اثبات عام للرسالات او الوحي. دون الكلام عن شريعة الاسلام وعن سماة الاسلام ودون الكلام عن اسماء الله وحكمته في في خلقه وامره. آآ دون وجوب دون بيان وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والتحاكم اليه دون بيان محكمات الشريعة. هذا قصور كبير جدا وهو موجود في مشاريع كثيرة تعمل آآ منذ سنوات تدخل الناس وتوقفهم على عتبة الاسلام. تجعل الملحد ينتقل من كفر الى اسلام مجمل. لا يعرف محكماته ولا بيناته ولا ولا يعرف احكامه ولا يعرف عن الرب سوى انه موجود صانع قدير. لا يعرف عن عن الله ما يجعله يحب الله ويطمئن قلبه اليه حكمه ويطيع امره ويثق بوعده ويصبر على قدره. آآ رجل كان نصرانيا واسلم. فيحكي عن مناظر مسلم قولوا ان هذا المناظر المسلم استطاع ان يبغضنا في النصرانية. استطاع ان يثبت تناقض الاناجيل. لكنه لم يسعى اصلا الى اثبات صحة الاسلام او صدق آآ نبوة النبي صلى الله عليه وسلم او بيان حق الله على عباده او لم يكلمنا عن آآ محاسن شريعة الاسلام ولا حكمة الله في تشريعه. لذلك يا شباب اقول ينبغي من من كل فرد من افراد الدعوة الاسلامية ان يعلموا ان آآ تأسيس المسلم وبيان محكمات الاسلام هو اخص واجب من واجبات الدعوة. ينبغي ان يكون هذا هو الاصل. وهذا هو الغذاء. نعم قد نحتاج الى الدواء. آآ نحتاج الى رد الشبهات. نحتاج آآ كشف الاعتراضات. نحتاج بيان الجزئيات. لكن تبقى بيان محكمات الشريعة هو الاصل الذي اه ينبغي ان يكون موجودا اه فتكثيف الجهود في مجرد اثبات الرب تبارك وتعالى او اثبات الرسالة او الوحي اه اه اثباتا مجملا دون بيان الاسلام وبيان ما بني عليه الاسلام وبيان شرائع الاسلام هذا قصور كبير جدا. وآآ انا يعني احب ان ان يسعى كل آآ فرد من افراد الدعوة الاسلامية الى نصرة الاسلام من طريقه ولكن تتكامل الجهود. لابد ان تتكامل جهود آآ خير طريق لرد الشبهات هو بيان المحكمات. وخير طريق لدفع الاشكالات هو بيان براهين الحق وخير طريق للنهي عن المنكر الامر بالمعروف. وخير طريق لمقاومة الفواحش نشر الطيبات. والا سيبقى المسلم يعرف عن الباطل ونقده ما يبغضه فيه نعم لكنه في ذات الوقت لا يعلم عن الاسلام الا خطوطا عريضة ومعلومات عامة لا تكفي في التمسك به ولا البقاء عليه ولا الاستقامة عليه. بل يبقى صاحبه معرضا لشبهات جديدة او افكار جديدة وافدة فليس عنده وقاية آآ عامة من ذلك. آآ لذلك الشباب انا انا احب ان ان تفهم هذا النسق التام الذي آآ في القرآن عن دعوة الاسلام. قال الله تبارك وتعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى فاعظم آآ ما في الدعوة ان ان بيان الهدى. وبراهين الهدى والفرقان بين الحق والباطل. هذه هي التي ينبغي ان تتكامل الجهود في اتجاهها. بيان الهدى للناس اقامة البراهين على ذلك الهدى والفرقان بين الهدى والضلال. لذلك ينبغي ان تتكامل جهود اهل الاسلام ممن يطلبون نصره. لابد ان يعرف ان يعرف لكل آآ جهود فضلها ودورها. لابد ان يتعاون اصحاب كل اتجاه ويتناصحون. لابد ان آآ احمد آآ احدهم الاخر ويعرف فضله. لابد ان يتكلم في دائرته ومجاله. آآ ولا يقف ما ليس له به علم ولا يستنكف ان الا اخاه عما اشكل عليه في مجاله او في غيره. ينبغي ان يقدر عمل الاخرين وان يتكامل معهم وان يتناصح. ينبغي الا يكون شحيحا النفس بل يسعد بانضمام آآ غيره الى العمل. آآ ويقترب منهم ويفيد منهم وينتفع وينفع. والا يأتيه بعمله او بمعاركه في والا يحقر اخوانه العاملين في مجال اخر. او يقلل من قيمة عملهم. المطالب الدينية يا شباب اعظم واوسع من ان تنغص بالحسد وشح النفس وحظوظ النفس. ينبغي ان يكون الهدف الذي هو نصرة الاسلام هدفا عظيما تتصاغر امامه بل تتلاشى امامه كل الاهداف. الاهداف الحزبية او اهداف الجماعة او اهداف اي مؤسسة. حينها سيبارك الله تبارك وتعالى آآ في جهود المسلمين كل في مجاله. وحينها سيتحقق امران متلازمان. بين الله تبارك وتعالى انهما اصل دعوة المرسلين. اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. واني والله اسعى لان يكون اعظم طريق للاصلاح الاصلاح وامضى سلاح آآ يبين به الحق وبراهين الحق. ويدفع به الباطل هو الوحي. ذلك هو السلاح. ذلك هو السلاح الذي ينبغي ان يتسلح به المسلم. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان ان ينقي قلوبنا من اسباب التباغض والحسد وشح النفس والهوى ربنا اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. وآآ هذه المحاضرة ان شاء الله تبارك وتعالى وهي محاضرة آآ سبيل الهدى سيكون الحديث فيها عن آآ معاني المعنى الاول نعم الله تبارك وتعالى على الانسان ثانيا حق كل نعمة. ثالثا سبل العلم والهداية. السمع والابصار والافئدة. ورابعا يكون لنا حديث خاص عن القلب وعن آآ قيمة القلب واثره في العلم والهدى. آآ ثم يكون عندنا حديث عن فقر الانسان الى الله تبارك وتعالى في الهداية. ثم نتكلم عن خير ما تستعمل وتوجه اليه الاسماء والابصار والافئدة. ايات الله تبارك وتعالى في النفس والافاق والوحي. ثم نتحدث عن نعمة الله تبارك وتعالى علينا. رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بعث به من الهدى والعلم يعني القرآن. ثم يكون حديثنا عن الهداية بالقرآن وبيناته والاعتصام بالقرآن وبيان ان القرآن هو كشاف العلوم. هو دليلك لاشرف العلوم واعلاها. ثم نتكلم عن بينات القرآن او حجج القرآن. آآ ونبين ان القرآن جاء باجل واعظم واحسن الحجج آآ آآ العقلية اه في كل مسألة من مسائل الدين سواء في بيان الحق او في براهين الحق او رد الباطل. ثم نتحدث عن بيان الوحي وهو سنة رسول الله صلى الله وعليه وسلم. ثم نتحدث عن آآ خير من فقه القرآن آآ والسنة علما وعملا وهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. ونبين وجوب اتباع سبيلهم. وآآ اتباع آآ ما كانوا عليه من العلم والهدى والدين. ثم آآ نختم هذا الدرس بوصايا