قال الله تبارك وتعالى يا ايها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو وفأن تؤفكون. وقال تبارك وتعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله لغفور رحيم. الله تبارك وتعالى انعم على خلقه نعما كثيرة وما بكم من نعمة فمن الله. ومن اجل نعم الله تبارك وتعالى ما خلقه فينا مما نحس به وندرك القلب والعين واللسان والاذن واليد والرجل. وغير ذلك. ولكل منها عمل. واهمها عملا واثرا هو القلب واعمال القلب هي اخص الاعمال التي يحتاج المسلم ان يهدى فيها الى خيره فكما ان الله تبارك وتعالى خلق للانسان العين لترى. والاذن لتسمع واليد لتبطش. والرجل لتمشي اللسان لينطق والفم آآ للتذوق او آآ ليذوق. والانف لتشم والجلد آآ يلمس ويحس فقد خلق الله القلب ليعقل ويعلم ويتفكر ويتدبر. قال الله تبارك وتعالى افلم يسيروا في الارض الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار. ولكن تعمى القلوب التي في الصدور بين الله تبارك وتعالى ان القلب هو الذي يعقل. هو الذي يعلم هو الذي يتدبر هو الذي يتفكر. هو الذي يمتحن هو الذي يؤمن هو الذي يكفر. فكما ان الله سبحانه وتعالى ذكر آآ في هذه الاية ان الاذان تسمع بين ان القلوب هي التي تعقل وهذه الاعضاء الثلاثة شباب هي امهات ما ينال به العلم. السمع والبصر والفؤاد. قال الله تبارك وتعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون. وقال سبحانه وتعالى ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون. وجاء ذكر هذه الثلاثة كثيرا وبين ان الانسان مسؤول عن عامة نعم الله وعن هذه الثلاثة خاصة. قال الله سبحانه وتعالى ان السمع بصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. والعدل يا شباب والحق في كل عضو ان يستعمل فيما خلق له. فاذا عمل به الانسان فيما خلق له فذلك هو العدل والحق والجمال والخير هو خير لذلك العضو وخير لصاحبه وهدى وفلاحا. وهذا هو اخص معنى لشكر تلك النعم الله سبحانه وتعالى جعل هذه النعم لنشكره عليها. قال لعلكم تشكرون وشكرها ان نعلم انها نعمة. وان نعلم انها من الله. وان نعمل بها فيما خلقت له. فمن كان كذلك فاولئك اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون. اما اذا ترك العضو بطالا دون عمل. فذلك خسران وصاحبه مغبون واذا استعمل في خلاف حقي فذلك هو الضلال وهو ظلم من صاحبه. صاحبه هو الظالم وهو المظلوم. صاحبه ظلمه وظلم نفسه وضيع حق نفسه وهو داخل في من ذكر الله تبارك وتعالى ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب وبين الله سبحانه وتعالى ان اقواما جاءتهم كان عندهم هذه النعم. السمع والابصار والافئدة لكنهم آآ ظلموها ظلموا انفسهم. فذكر الله سبيلهم ليحذرنا من سبيلهم. قال الله تبارك وتعالى ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة. فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء اذ كانوا يجحدون بايات الله الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. وقال تبارك وتعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك ايكاء هم الغافلون واذا كان الامر كذلك يا شباب فان اعظم هذه الاعضاء اثرا على الانسان هو قلبه في حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. فالقلب يا شباب هو الذي يفقه ويعقل ويتدبر ويمتحن وهو محل النظر والتفكر والايمان والكفر والهداية والضلال والصدق والكذب والتصديق والتكذيب والعمى والمرض والشفاء والثبات والتقلب والختم والزيغ والامتحان. وكذلك الكسب والتعمد والاثم والتطهير والمعرفة والانكار. والمحبة والتآلف والبغض والرضا والايباء واللين والقسوة والتوكل والرجاء والخوف والرعب والفرح والحزن والسلامة والاطمئنان والغيظ وغير ذلك من الاعمال القلب هو ملك الاعضاء وكل الاعضاء تابعة له. باختصار القلب هو مجمع الخير او الشر في الانسان. وهو الباعث المحرك والاصل. ومن حكمة الله تبارك وتعالى ورحمته انه لم يجعل لاحد من الخلق سلطانا على قلوب العباد الا يمكن اكراه احد على ما في قلبه؟ وهذا احد معاني قول الله تبارك وتعالى لا اكراه في الدين. فهو نفي ونهي. نفي للامكان يعني لن تستطيع ان تكره احدا آآ على ما في قلبه وكذلك نهي عن الاكراه المستطاع وهو اكراه الجوارح او اللسان. والله سبحانه وتعالى جعل القلب موضع نظره تبارك وتعالى كما آآ في حديث ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم ولكن ينظر والى قلوبكم واعمالكم. فالقلب يا شباب هو موضع التدبر والاعتبار والعقل والهداية والسمع والسمع والبصر او ضدها وهذا هو معنى قول الله تبارك وتعالى ومن يؤمن بالله يهد قلبه. وقول الله تبارك وتعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وعن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا. فاي قلب اشربها نكت فيه نكتة سوداء. واي قلب انكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين. على ابيض مثل صفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض. والاخر اسود مربادا كالكوز مجخيا. لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه. نلاحظ في هذا الحديث يا شباب ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان الفتن تعرض على القلوب وهو الذي يعرف وهو الذي ينكر. وبين اثر المعرفة واثر الانكار فبالتالي يا شباب القلب هو موضع الامتحان. والقلب هو موضع الهدى. فاذا آآ صلح العبد صلح عمله. ولابد ان يظهر اثر ذلك على لسانه. وظاهره. واذا كان الحق والعدل في كل نعمة ان تستعمل فيما خلقت له. فان القلب خلق ليطلب الهدى. وليتفكر وليعلم وليعمل والحق والعدل له ان يوجه لاحق ما يهتدى به لاحق ما يهتدي به واحق ما ينتفع به ويعلم به الهدى والرشاد والحق والفلاح. وكما ان اقبال الاذن على الكلام هو الاستماع والاصغاء. يعني الانسان يا شباب لما يريد مثلا ان يسمع صوتا من بعيد فيحاول ان يصغي. يصغي ان يوجه سمعه الى هذا المكان حتى يتضح المعنى. كذلك توجيه القلب الى آآ آآ الى مواطن الهدى يعد اصغاء آآ من القلب ويعض ويعد فكرا ونظرا واعتبارا. وكما ان الناظر بعينه يطلب الرؤية والمصغي باذنه يطلب السمع فان توجه القلب يراد منه العلم يراد به المعرفة. ويقول يا شباب الوقت الذي يصفو لنا في هذه الحياة للتفكر قليل جدا. فلا يحق لنا ان نهدره قولا او عملا او فكرا فيما لا ينفع. الانسان يعمل بناء على تفكيره بناء على ما يفكر فالذي فالذي تفكير الانسان هو الذي يتحرك من اجله. فلذلك ينبغي ان تعرف كمسلم ما هو احق ما توجه اليه الانظار. احق ما تصغي اليه الاذن واحق ما يتوجه اليه القلب احق ما ينبغي ان ان ان ان تنظر فيه العين يا شاب هو ايات الله تبارك وتعالى في خلقه واحق ما اه اه استمعت اه اليه الاذن كذلك هو الوحي. ايات الله تبارك وتعالى في الوحي. واحق ما تفكر فيه قلب الانسان هو التفكر في ايات الله والتفكر في وحي الله تبارك وتعالى كثيرا يعني ما يبين الله سبحانه وتعالى او يجمع الله تبارك وتعالى بين السمع والقلب. لان العين تقصر عن القلب والاذن. يعني العين يرى بها العالم المشاهد الحاضر. اما القلب والاذن في علم به المغيبات تعلم به الاخبار ولا مجال ولا مجال للبصر فيه. وسبق ان ذكرنا قول الله تبارك وتعالى افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها. وجاء في اية اخرى قول المشركين لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. وفي قول الله تبارك وتعالى ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون انهم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا فهذا يبين آآ لماذا آآ يجتمع القلب والسمع في بعض الايات ولا يذكر البصر اه فلابد ان تفهم ان سائر اعضاء الانسان هي حجبة توصل الى القلب ما تحمل. يعني ايه يا شباب يعني القلب هو المصنع. طيب ما هي المواد التي تدخل هذا المصنع تدخل عن طريق السمع. تدخل عن طريق الاذن. ثم هذا القلب هو الذي يتفكر ويتدبر وينتفع ويستجيب. او هو الذي يعرض ويغفل ويعمى. فقد تقوم الاعضاء بعملها ولكن القلب معطل عن الانتفاع. وهذه فائدة مهمة جدا يا شباب. العين تنقل الى القلب بل والاذن تنقل الى القلب. لكن هذا القلب قد يستجيب وينتفع ويؤمن وقد لا يستجيب قد يعرض وقد يعمى. والله سبحانه وتعالى قال انما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم اليه يرجعون آآ كذلك وصف الله سبحانه وتعالى آآ هؤلاء. آآ قال صم بكم عمي فهم لا يعقلون. وقال الله تبارك وتعالى ومنهم من يستمعون اليك. افانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون. ومنهم من ينظر اليك افا انت تهدي العميا ولو كانوا لا يبصرون ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون. وقال سبحانه وتعالى فانك لا تسمع الموت ولا تسمع الصم الدعاء اذا ولوا مدبرين. وما انت بهذه العميا عن ضلالتهم ان تسمعوا الا من يؤمن باياتنا فهم وقال سبحانه وتعالى ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم. ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون. فهذا يبين شباب ان العين قد ترى الايات والاذن يعني العين ترى ايات الله تبارك وتعالى في النفس وفي الافاق. والاذن تسمع الوحي والعين تقرأ ايات الوحي لكن القلب لا ينتفع. فلذلك آآ وصفهم الله تبارك وتعالى بانهم صم بكم عمي فهم لا يعقلون. نفع عنهم السمع والبصر والعقل. وكذلك بين الله سبحانه وتعالى انهم لم ينتفعوا بما آآ يمرون عليه من الايات اه من ايات الله في خلقه وفي النفس او ما يسمعونه من ايات الوحي. قال الله تبارك وتعالى وكاين من اية في السماوات والارض عليها وهم عنها معرضون وقال سبحانه وتعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم. وقال سبحانه وتعالى ومنهم من يستمع اليك. وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم وقرا. وان يروا كل اية لا يؤمن بها والله سبحانه وتعالى بين هذا المعنى كذلك في سورة الاعراف قال وان تدعوهم الى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون اليك هم لا يبصرون وهذه الاية فيها آآ معنيان يعني المعنى الاول ان المراد هنا الاصنام. يعني الله سبحانه وتعالى يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ترى الاصنام لان انها صنعت على آآ شكل انسان ولها عين تراها تنظر اليك وهي لا تبصر اه او يكون المعنى ان المشركين ينظرون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمعون القرآن ويرون ايات الله ولا يؤمنون بها. فالشاهد من الموضوع من هذا من هذه الايات ان الله تبارك وتعالى بين ان هؤلاء لم ينتفعوا بسمع وابصارهم وافئدتهم. كما قال الله سبحانه وتعالى وقالوا قلوبنا في اكنة مما تدعون اليه وفي اذاننا ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل اننا عاملون والله سبحانه وتعالى بين آآ بين الاقفال على قلوبهم افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها. وقال الله سبحانه وتعالى فاعرض عن من تولى عن ذكرنا. وقال الله سبحانه وتعالى اغفلنا قلبه عن ذكرنا. وقال تبارك وتعالى عما انذروا معرضون وقال الله سبحانه وتعالى والذين كذبوا باياتنا صموا وبكم في الظلمات من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم. معاني كثيرة جدا جاءت في الوحي يا شباب تبين هذا. تبين ان السمع والبصر والفؤاد اجل نعم الله تبارك وتعالى. وان كثيرا من الناس لم ينتفعوا بهذه الايات. فجعل على قلوبهم الاكنة وجعل يعني جعلت قلوبهم في اكنة او او في اذانهم وقر. وجعل بينهم آآ وبين الحق حجاب ابا وبين الله سبحانه وتعالى آآ ان اخص العمى هو عمى القلب. قال سبحانه وتعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. فالمعنى ان اشد العمى هو عمى القلب. فالله سبحانه وتعالى لما دعاهم الى التفكر والاعتبار وسمع اخبار من مضى وبين آآ كيف اهلك المكذبين وكيف اكرم المؤمنين امرهم افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها. كان ينبغي ان تعقل قلوبهم وان تسمع آآ وان تعتبر فالله سبحانه وتعالى بين هنا ان ان العمى ان احق ما وصف بالعمى هو عمى القلب ليس هذا نفيا لعمل بصر. وانما هو كقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس الشديد بالصرعة. وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. يعني اولى ما ان يوصفوا بالشدة. وهذا له نظائر كثيرة. فالله سبحانه وتعالى هنا بين ان هؤلاء يعني او جاء التعبير بانه بالاقفال والاكنة والطبع والختم كأن منافذ الهداية التي توصل الى القلب مسدودة وكل هذا يشعر ان القلب هو الذي يعقل. هو الذي يتدبر. فهذا القلب كانه جعل بينه وبين الحق حجابا وهذا شباب كما قال الله سبحانه وتعالى ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم. وقال الله سبحانه وتعالى عنهم الذين كانوا اعينهم في غطاء عن ذكري. طبعا يا شباب هذه الايات لا لا يدخل فيها كل كافر. وانما المراد من لم يؤمن وليس كل كافر آآ ليس كل كافر يدخل فيها. بل كثير من الكفار اذا استمع ايات الله تبارك وتعالى فانه يؤمن ويهتدي ولكن المراد هنا ان الطبع او الختم او القفل او او السد او الغشاوة او الحجاب بين آآ الكافر وبين الايمان هذا عقوبة على عمله. الله سبحانه وتعالى بين ذلك افرأيت من اتخذ الهه هواه فاضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة. فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون وقال الله سبحانه وتعالى كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين. وقال الله سبحانه وتعالى وآآ قولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم. والباء هنا باء السببية. يعني بسبب كفرهم. وقال تعالى ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون وقال سبحانه وتعالى لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون. انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الى الاذقان فهم مقبرة وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا. فاغشيناهم فهم لا يبصرون. وسواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذر لا يؤمنون. كل هذا شباب جزاء لاعمالهم كما ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك. وقسموا بالله جهد ايمانهم لان جاءتهم اية ليؤمنون بها. قل انما الايات عند الله وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. ونذرهم في طول صيانهم يعمهون. ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا. ما كانوا قولوا يؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون. والمعنى يا شباب ان هؤلاء الكفار كانوا يطلبون الايات من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤمنوا. يعني يقولون ان جاءتنا الاية سنؤمن. فالله سبحانه وتعالى بين انه آآ ان من طلب الايات ولم يؤمن بها يطبع الله تبارك وتعالى على قلبه. قال الله سبحانه وتعالى وما اشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون ونقلب افئدتهم. يعني سيكون تقليب الافئدة والابصار عقوبة لهم لانهم لما جاءتهم الايات كفروا بها. قال كما لم يؤمنوا به اول مرة. فهذا عقوبة لهم على اعمالهم. كما قال الله سبحانه وتعالى فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. والله سبحانه وتعالى آآ كذلك في سورة في اخر سورة التوبة. وهو يبين حال هؤلاء. قال واذا ما انزلت سورة نظر بعضهم الى بعض هل يراكم من احد ثلث ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بانهم قوم لا يفقهون. هم يظنون انهم الذين صرفوا او الذين صرفوا سوف يقول الله لا صرف الله قلوبهم لكن لماذا؟ بانهم قوم لا يفقهون. فالله سبحانه وتعالى بين ان ذلك لهم وجزاء على كفرهم واعراضهم عن الحق بعد اذ عرفوه فالله سبحانه وتعالى كما انه يزيد المهتدي هدى فان الله سبحانه وتعالى بين انه يعاقب الكافر بكفره وضلاله والله سبحانه وتعالى قال والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. وقال الله سبحانه وتعالى اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم. الى غير ذلك من الايات. قال الله سبحانه وتعالى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا آآ كذلك الله سبحانه وتعالى قال آآ فما لكم في المنافقين فئتين والله اركسهم بما كسبوا كل هذا شباب يؤكد هذا المعنى ان الله تبارك وتعالى لا يضل عبدا آآ الا بسبب من هذا العبد ويضل الله الظالمين. وهذا من معاني آآ قول النبي الكريم هود عليه السلام. قال فاني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم تقييم. وفي هذه الاية معنيان المعنى الاول ان ربي على صراط مستقيم. يعني الله سبحانه وتعالى اخذ بناصية كل دابة. ولكنه سبحانه وتعالى حكم عدل حق لا يظلم الناس شيئا ورحيم بعباده. فكما ان الله سبحانه له الملك فكذلك له الحمد. وهناك قول اخر اخر في هذه الاية ان ربي على صراط مستقيم يعني لن تستطيع ان تهرب من الله تبارك وتعالى فمآلك الى الله وانت الى وانت الى الله راجع. والله سبحانه وتعالى يعني كانها من باب الوعيد. ويفسرها بعض المفسرين آآ بمعنى ان ربك لبالمرصاد. فيكون المعنى هنا التهديد والوعيد ان مصير العباد الى الله انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه آآ ولكن القول الاول هو الذي يناسب ما نذكره هنا وهو ان الله تبارك وتعالى عدل تبارك وتعالى لا يظلم الناس شيئا ولا يمكن ان يكون العبد اخذا باسباب الهدى مجتهدا فيها الا ويهديه الله تبارك وتعالى. قال الله عز وجل الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. وان الله لمع المحسنين. فهذه الايات التي جاءت تبين آآ ان الاخذ باسباب الهدى لابد ان يزيده الله تبارك وتعالى هدى. وان الاخذ باسباب الضلال يضله الله هي من الايات التي تبين عدل الله وحكمته ورحمته تبارك وتعالى. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. وتلا قول الله تبارك وتعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره اليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى