احب ان اقف وقفة طويلة مع قول الله تبارك وتعالى في سورة الانعام يذكر فيه معاني اياته ومعاني الوحي قال الله تبارك وتعالى ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير. قد جاءكم بصائر من ربكم. فمن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما انا عليكم بحفيظ. وكذلك نصرف الايات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون اتبع ما اوحي اليك من ربك لا اله الا هو واعرض عن المشركين. ولو شاء الله ما اشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما انت عليهم بوكيل بين الله تبارك وتعالى ان ايات الله في الخلق وفي النفس وفي الافاق وفي الوحي وايات الانبياء هي بصائر والان سيكون حديثي معكم عن هذه المعاني معاني ايات الله تبارك وتعالى. وهي البراهين وهي الحجج وهي العلم. وهي الفرقان بين الحق والباطل. ايات الله تبارك وتعالى في الوحي وفي الافاق وفي النفس وايات الانبياء تسمى ايات. كما في حديث ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من الانبياء من نبي الا قد اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر. وانما كان الذي اوتيت وحيا اوحى الله الي. فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة. وقال الله عز وجل سنريهم اياتنا في وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. اولم يكفي بربك انه على كل شيء شهيد كذلك هذه الايات تسمى حججا كما قال الله قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين. وكلمة حجة البالغة يعني التي تبلغ مرادها في الثبوت. وانها يقام بها الحجة اه على من استمع اليها وتقطع عذره اذا انتهت اليه وعلمها. كذلك يسمى آآ او تسمى ايات الله بالعلم قال الله تبارك وتعالى قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون. فكل ما سوى حجة الله تبارك وتعالى هو خرس وظن وهوى. وقال الله تبارك وتعالى ها انتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلما تحاجون فيما ليس لكم به علم. كذلك ايات الله تسمى البراهين كما قال الله سبحانه وتعالى عن ايات موسى فذلك برهانان من ربك الى فرعون وملأه. يعني يتكلم عن العصا واليد. ايتان يعني آآ تقام بهما الحجة على فرعون وعلى ملأه. وقال آآ وقال الله تبارك وتعالى يا ايها ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا وقال الله سبحانه وتعالى وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين البرهان والحجة في كتاب الله. كذلك اه تسمى سلطانا كما قال الله سبحانه وتعالى ام انزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون. ومن اسماء حجج الله وبيناته وبراهينه البصائر وهي التي افتتحت الكلام بها قال الله سبحانه وتعالى آآ قد جاءكم بصائر من ربكم فمن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها. وقال موسى لفرعون لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر. واني لاظنك يا فرعون مثبورا. والبصائر هي الحجج الظاهرة. يعني جاءتكم من عند الله كما قال الله وما منع وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون واتينا ثمود الناقة بصرة. مبصرة يعني بينة مضيئة لكل من يراها. كل من اراد الحق ورآها فلابد انه يهتدي بها. لانها حجة الله تبارك تعالى كما قال سبحانه هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا الله سبحانه وتعالى حينما قال قد جاءكم بصائر من ربكم فمن ابصر فلنفسه. نلاحظ هنا انه بين آآ انه آآ جاء اه كلمة الرب. لان الرب هو الذي يربي. هو الذي يرعى. هو الذي يهدي. فناسب هنا ان يذكر كلمة الرب. فهذا الرب الذي خلق الانسان وله في خلقه حكمة. وارادة وله فيه امر ونهي. ما كان ابدا ليتركه غير بصائر بغير هدى لكن الله سبحانه وتعالى بين في هذه الاية ان من ابصر هذه البصائر من انتفع بهذه الحجج من عمل بهذه البراهين ومن امن بها واستقام عليها فلنفسه ومن عمي فعليها. ففي هذه الاية معاني كثيرة. اولا ان الله سبحانه وتعالى اقام البينات والحجج براهين والبصائر على كل امر ديني. كل امر اراده الله تبارك وتعالى من خلقه اقام عليه البصائر والبينات معنى الثاني ان من ابصر هذه البصائر وانتفع بهذه الايات واستقام عليها فلنفسه من جاهد فان من يجاهد لنفسه ومن عمي فعليها المعنى الثالث ليس كل من رأى الحق ابصره. وليس كل من ابصر الحق عمل به. فمن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها كذلك تسمى ايات الله بالبينات. قال الله سبحانه وتعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات. وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط. وقال الله سبحانه وتعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. هذه الاسماء يا شباب البصائر البينات البراهين آآ الحجة السلطان. كل هذه الاسماء ابلغ في معنى قيام الحجة وظهور الحجة من كلمة الدليل. لذلك انا لا احب ان استعمل كلمة الدليل في الكلام عن ايات الانبياء او ايات الله في الخلق وفي النفس. وانما احب ان استعمل الكلمات التي اعبر بها في الوحي عن هذا المعنى لامرين. الاول ان هذا هو اللفظ المستعمل في الوحي. والامر الثاني انها ابلغ من مجرد دليل فالدليل معناه انه مرشد. انما البينات فيها معنى الظهور. فيها معنى الحجة. فيها معنى البرهان. فلذلك اعظم طريق للعلم حلمي بالهدى وبراهين الهدى والفرقان بين الحق والباطل هو في القرآن لا يمكن ان يكون هناك هدى يحتاجه الانسان الا ويكون بيانه في القرآن. لا يمكن ان يحتاج الانسان في اثبات حق او رد باطل في اي امر في دينه الا ويجد في القرآن حجته على اتم وجه واحسن بيان واحسن بيان. لذلك قال الله سبحانه وتعالى ولا يأتونك بمثل الا جئت هناك بالحق واحسن تفسيره ومن اخص مقاصد هذه هذه الدروس يا شباب ان نتعلم كيف عرض القرآن الحق والهدى وكيف اقام البينات والحجج على هذا الهدى وكيف عرض المقالات الباطلة وذكر حجج اصحابها ودوافعهم وذكر وكيف رد الوحي هذا الباطل وكيف كشفه لا يمكن ان يوجد باطل في هذه الدنيا الى ان تقوم الساعة الا ويكون بيانه في القرآن يكونوا رده في القرآن لابد ان تعلم انه ما من حق في اي مسألة تخص الاسلام آآ الا وفي كتاب الله البرهان على سبيل الهدى فيها. وان المسائل الكبرى التأسيسية في الدين مبدأ الخلق والكلام عن الخالق سبحانه وتعالى وعن اسمائه وحكمته ورسله ووحي فيه وشرعه وقدره واليوم الاخر وتفاصيل ذلك كل ذلك جاء بيانه في الوحي باتم حجة واحسن بيان كذلك لابد ان تعلم ان اصول المقالات الباطلة في الدين. التي ذكرت في القرآن سواء الكلام عن جحد الخالق او انكار حكمته او انكار رسالتي او انكار وحيي او اتخاذ شريك معه او نسبة اتخاذ الولد اليه او الاحتجاج بالقدر على ترك الشرع او تشريع ما لم يأذن به الله او انكار الاخرة او غير ذلك من صنوف الباطل لابد ان تعلم ان ذلك مذكور في القرآن وجاء بيانه في القرآن. فكل من اراد بيان الحق او نقض الباطل لن يجد طريقا اعظم واصح واحسن بيانا من القرآن الكريم. وهذا معنى قول الله ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا يعني انه جاء الله فيه بالحق وجاء فيه براهين الحق وجاء فيه بيان الحق. يعني احسن تفسير واسهل طريق. وهذا هو الذي سنبينه وان شاء الله تبارك وتعالى. وهذا من معاني قول الله تبارك وتعالى لما طلب الكفار الايات قال او لم يكفهم ان انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم. وهو من معاني قول الله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فمن هنا يا شباب اقول كل من ابتدع حجة على مسألة اولا كل من ابتدع مسألة منسوبة الى الدين ولا اصل لها في القرآن القرآن فهو محدث هو محدث في الدين بدعة. كما ان من ابتدع حجة على مسألة دينية واصلها ليس في القرآن يعني اصلها هذه الحجة ليس في القرآن فهو كذلك محدث. القرآن كاف لك. في المسائل وفي البينات وفي الفرقان بين الحق والباطل وآآ يعني اعظم خطأ يا شباب تجاه الوحي او من اعظم الاخطاء تجاه الوحي. هم الذين ظنوا ان الوحي هو مجرد اخبار ليس فيه ادلة عقلية وهذا باطل. آآ يعني من من هذا من اخص الباطل المنسوب الى الوحي. لذلك هم يسمونه النقل يقول لك العقل والنقل يقصدون بالنقل انه اخبار. اللي هو الوحي يعني. وهذه تسمية باطلة. القرآن يسمى القرآن يسمى البينات يسمى الهدى النور يسمى الذكر يسمى الفرقان آآ كذلك القرآن آآ فيه آآ اعظم البراهين العقلية كما سيأتي ذكره ان شاء الله. ففي رأيي ان تسمية القرآن بالسمعيات او الخبر او النقل هو تقصير كبير جدا. بل اساس هذه التسمية نشأ من ظن اصحاب هذه التسمية ان القرآن هو مجرد اخبار عندنا نوعان من الخطأ هنا. النوع الاول هم الذين ظنوا ان القرآن هو مجرد اخبار مجرد اشياء تسمع آآ يؤمن بها فقط ولا يقام به الحجة على الكافر. والقسم الثاني هم الذين قبلوا القرآن وتمسكوا به لكنهم لم يبصروا حجج الله تبارك وتعالى التي تسمى بالحجج العقلية. واساس الغلط هنا في امرين انهم جهلوا موضع الدلالة العقلية في ايات القرآن والثاني ان القرآن اساسا هو اية النبي صلى الله عليه وسلم سلم اية آآ اعظم اية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت حجة على المكذبين المفترين. فكيف القرآن مجرد خبر يؤمن به الانسان المؤمن. كيف ذلك؟ لا بد ان تقام عليهم الحجة وآآ تقام عليهم البينات اثبات آآ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. فلابد ان تكون الحجة ليست معتمدة فقط على مجرد الخبر. بل لابد ان هنا حجة عقلية وسيأتي بيان ذلك ان شاء الله لذلك شباب اسعد الناس حظا آآ من القرآن هو الذي تمسك بالقرآن وعلم موضع الحجة في القرآن. اعيدها مرة ثانية. اسعد الناس حظا بالقرآن هو هو الذي تمسك بالقرآن والذي عرف موضع الحجة في القرآن. الله سبحانه وتعالى امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يتمسك بالقرآن في بيان الحق ورد الباطل. وان يجاهد به الكفار والمشركين والمنافقين قال الله تعالى ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فابى اكثر الناس الا كفورا. ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا. وامره فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم وقال الله سبحانه وتعالى ولولا ان تصيبهم مصيبة بما قدمت ايديهم فيقولوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع اياتك فنتبع اياتك ونكون من المؤمنين فلما جاءهم الحق من عندنا قول لولا اوتي مثل ما اوتي موسى او لم يكفروا بما اوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا ان بكل كافرون قل فاتوا بكتاب من عند الله هو اهدى منهما اتبعه ان كنتم صادقين. فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضلوا ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين اذا يا شباب براهين الوحي على اي امر يقرره الوحي تجمع امرين. الامر الاول البرهان والحجة البينة التي يمكن ان نسميها بالحجة العقلية. التي تعتمد على آآ مقدمة يؤمن بها المخالف. ثم نصل به الى محل الخلاف وهذا سيأتي امثلة له. الجهة الثانية في براهين الوحي الموعظة والتذكير والانذار والاخبار بالمخوف والوعد والوعيد والنذر والبشرى كالحديث عن آآ علم الله ورحمته وارادته تبارك وتعالى للهدى والتوبة آآ عن عباده والتوبة آآ عن عباده والحديث عن الجنة والنار والتذكير بالامم السابقة والنظر في عاقبتهم والتذكير بنعمة الله والامر بشكر نعمة الله والنهي عن الكفر بنعمة الله. يبقى اذا يا شباب عندنا جهتان رئيستان في القرآن الجهة الاولى جهة البرهان والحجة والبينة. والجهة الثانية هي الموعظة التذكير الانذار. ان يحدثك الله تبارك وتعالى العن نفسه عن اسمائه عن افعاله عن محامده يذكرك الله تبارك وتعالى بانه ربك وخالقك وانه المنعم عليك. يذكرك بنعمته ويأمرك بالشكر يذكرك بالنظر في عاقبة المكذبين وعاقبة الصالحين يذكرك بالجنة والنار. آآ يذكرك بنعمته يأمرك بشكرها. قال الله تبارك وتعالى ولقد انزلنا اليكم ايات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين وقوله ومثلا من الذين خلوا من قبلكم اي خبرا عن الامم الماضية. وما حل بهم في مخالفتهم اوامر الله تبارك وتعالى. فالله سبحانه وتعالى هنا يبين انه انزل الينا ايات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلنا. فهذا يجمع والبرهان ويجمع كذلك الموعظة